❋──❁(الفـ̲̲ـ̲̲صـ̲̲ـ̲̲ل الثـ̲̲ـ̲̲امـ̲̲ـ̲̲ن )❃──❋

9.3K 205 0
                                    

_أنت صفقة رابحة..
بمجرد ان ارسلة الين رسالتها بدا ينتابها الخوف .ان سيمون ليس الرجل الذي يمكن ارهابه .لا هي ولا أي شخص اخر يستطيع ذالك .انها لم تفصح عما يدور في خلدها في الرسالة بل العكس,طلبت منه ان يحضر ليراها مذكرة اياه بوعده لها,ولا شك ان لهجة الرسالة كانت حازمة سيستطيع ان يرى بين السطور انها لن ترضا ان تقبل أي ترضيه تافهه,وانه من المحتمل انه سيثور من هذا التهديد المهذب وسيتجاهل هذه الرسالة تماما.اذا فعل ذالك فلا يظل لالين أي حيلة اخرى لانها ليست لها نيه لن تلجاء الى اساليب اكثر عنفا للحصول على نقود منه ,ولكن اذا حضر فتتصرف بأي طريقة مهددة اياه بمقاضاته لخطفه لها بالطريقة التي تمت.
كانت الين قد عادت لتوها من عملها وكانت في المطبخ تعد لنفسها شطيرة عندما دق جرس الباب ,قطب جبينها لانها ظنته احد الجيران وليس لديها وقت لثرثرة .ان عليها ان تنظف غرفة النوم ثم تستمر في فرز متعلقات خالتها التي قررت باسف انه لبد التخلص من بعضها,عندما رات سيمون يقف عند عتبة الباب سحقتها المفاجاءة ,اذا ان الين توقعت انه اذا ينوى الحضور فسيكتب لها جواب يبلغها بذالك وبمعياد وصوله من حسن الحظ ان اليوم الاربعاء.
ابتسم سيمون لنظرت الدهشة التي اعترتها وقال بلهجه تختلف تماما عما كانت توقعته..
"ليس غريبا ان تندهشي يا الين .,الا تدعوني الى الدخول ؟".
"بالطبع".
اجابت وهي ما زالت مذهوله من حضوره السريع غير المفهوم.وفتحت الباب اكثر ووقفت جانبا ليستطيع الدخول .لفزعها وجدت نفسها ترتعش بسبب عدم الاستعداد لهذه الزيارة وليس لديها أي فكرة الان كيف تبدأ.
"تفضل".
اشارت اليه ليجلس على الاريكة فسار اليها وبنظرة واحدة الم بكل ما في الغرفة .السجاد القديم والستائر الباهته والاثاث الفكتوري الثقيل البشع,جلس وهو ينظر الى صورة معلقة فوق راس الين لوالدي الخالة سوء وابتيهما الصغرى التي ماتت قبل ان تصل الى العشرين.
"هل تحب فنجانا من الشاي!".
فجأة شعرت الين بعدم مناسبة الظروف لما تريد وتحيرت كيف ستأخذ اول خطوة لتطلب النقود بالتهديد لان هذا ما كانت تسعى اليه بتحديد قالت:
"لا اظن انك تناولت طعام الغداء".
فكرت في شطائر البولو بيف في المطبخ التي لن تعجبه كثيرا قال وهو يبتسم:
"تناولت شيء في الطريق في المطار".
ثم استراح في جلسته ووضع ساقا على ساق جلست الين على حافت الكرسي ووضعت يديها في حجرها ,قطب سيمون ونظر اليها جيدا ثم قال:
"الن تسأليني لماذا انا هنا؟".
جفلت ثم اجابت بعد ان تمالكت نفسها.
"اني اعلم لماذا انت هنا".
ماذا يعني بسؤاله هذا؟قال بستغراب.
"تعلمين؟هل كنت تتوقعين حضوري؟".
"لم اكن متأكدة تماما ولكني فكرة انك سوف تحضر .اما ما يحيرني فهو كيف استطعت ان تحضر في هذه السرعة".
"بسرعة؟".
تنبه وضاقت عيناه وظهرت التجاعيد على جبهته كما لو كان هو ايضا متحيرا .
"لقد ارسلت الرسالة بعد ظهر يوم الاحد لذالك من الطبيعي ان..اندهش انك استطعت ان تصل اليوم .وعلى كل كنت اظن انك سترد لي وتخبرني بموعد وصولك".
سكتت قليلا وهي تتسأل اذا كان الوقت مناسبا لان تواصل كلامها وتقول ماذا تريد وتنتهي .كان سيمون قد اقترب منها واخذ ينظر اليها بتعبير غريب جدا وبشيء من الادراك.
اضافت محاولت كسب الوقت لتعطى نفسها لحظات اكثر للتفكير كيفية بدء كلامها .
"اني اعرف ان البريد الجوي سريع هذه الايام ولكن بتاكيد لن تصلك الرسالة قبل هذا الصباح".
تردد قليلا ثم قال بنبره غريبة .
"كنت محظوظا بالحصول على مكان بالطائرة لان الطائرات ايضا سريعة هذه الايام .بالنسبة لرسالتك يا الين,ماذا تقصدين بضبط؟".
ابتلعت ريقه بصعوبة يبدو انه لم يقراء بين السطور والا لما تصرف بهذه الطريقة الودية.بدا الامر اصعب الان وتمنت في لحظة لو ان لهجتها في الرسالة كانت اشد مما يعفيها من هذا الاحراج.
"لقد.قلت لي لو احتجت الى معونة في أي وقت اتصل بك .هل تذكر؟".
هز رأسه بتفكير .
"ولكن هذه الرسالة اخبرتني انك تقصدين ماذا تريدين ".
"حسنا..".
سكتت وسعلت بعصبية.
"كما ذكرت لقد ماتت خالتي وعلي ان اترك هذا المنزل .وقد لا تعرف هذا الوضع هنا ولكن لا توجد مساكن للايجار .يجب ان تشترى .لقد وصلني انذار من المالك لاترك المكان خلال شهر .وكانت خالتي قد استاجرت هذا المنزل من سنوات عديدة مضت عندما كانت الاجارات ممكنها".
اضافت شارحه عندما رات الاستغراب في عينيه.
"يجب ان اشتري منزلا و..".
مرة اخرى توقفت وهي تتمنا من كل قلبها لو مانت قد اخطرت بهذه الزيارة .لم تتوقع ان تتفاجأ بها.
اخيرا استطاعت ان تكمل .
"يجب ان احصل على منزل اخر.."
تمتم وقد اتسعت عيناه..
"منزل اخر..هل تقترحين ان اقدم النقود لمنزل اخر".
كانت لهجته غريبى جدا .هل كانت تتخيل ام كانت هنا خيبة امل في طريقته .
مرة اخر سعلت بعصبية .ولكنها عندما تذكرة كيف سوف تكون حياتهما لو اخفقت في استغلل هذه الفرصة.جمعت الين شجاعتها بما فيه الكفاية لتقول ان هذها هو بضبط ما كانت تقصده.
"اني اشعر انى استحق تعويضا مجزيا لما قاسيته على يديك".
مال سيمون الى الخلف ووضع يده الى جيبه ونظر الى الين بتمعن.فكرت كم هو مرعب الان وطلبت من الله ان يعطيها القوة لتستمر في مهمتها .
سألها بصوت خفيض.
"هل تهددينني بشكل ما؟".
فجأة شعرت بالغضب انه يتخذ موقفا متعاليا وهي ترفضه,ماذا يمثل منزل بنسبة الى رجل غني مثله.قررت انه يدفع ليس فقط لما فعله معها ولكن ايضا لما فعله كيت,يجب ان تفكر في مستقبلها ومستقبل جنكسي ايضا مصممة على محاولة الحصول على هذه النقود التي ستريحها من القلق على المستقبل .فلو حصلت على منزل لن تدفع الايجار وستستطيع ان تدبر امورها بعمل نصف الوقت حتى تكبر جنكسي وتستغني عن وجودها عند عودتها من المدرسة .ردت على سؤاله.
"نعم انه تهديد .اني اخبرك بما احتاجه وهو نقود لشراء منزل".
كانت ستذكر جنسكي ولكنها توقفت قبل ان تفعل .لم يكن هنا سبب واضح لهذا التردد ولكنها شعرت بعدم رغبة في ان تخبره بوجود الطفلة.
"لابد انك تريد ان تعوضني .والا ما كنت حضرت الى هنا".
تلا هذه الكلمات صمت غريب جدا ,ومرة اخرى شعرت انه اصيب بخيبة امل بشكل ما,ولكنها لم تستطع ان تفهم لماذا ولم يكن لديها رغبة بان تعرف,كل ما تريده هو تسوية ثم يرحل .برغم ان رغبتها في الانتقام كانت تملئ تفكيرها الا انها لم تطرد كل شيء اخر لقد كان حبها عميقا جدا لم يسهل التخلص منه بسرعة انها ستتغلب عليه مع الزمن .او هذا ما كانت تامله ولكن الان كان هذا الحب يؤلمها ويشق قلبها.
"هذا صحيح لقد قصدت ان اصحح خطأي ".
كان يتكلم بصوت منخفض وكانه يتكلم مع نفسه,ثم سمعته يتنهد مما ازعجها لانه لم يكن هذا من طبيعته استمر بعد صمت طويل .
"نعم يمكن تسميته تعويضا ومع ذالك ..".
نظرت اليه فرات في عينيه نظره قاسية.
"..من الواضح انك تريدين بضع الاف من الجنيهات .هذا ما تسألين؟".
كان صوتها حادا ولأن الين اعتقدت انه يفكر في مبلغ اقل كثيرا لذالك .
قالت بحدة:
"اني لا اسال..اني اطلب تعويضا لما قاسيته".
"انا لا ارى كيف تطلقين هذا الوصف على ما حدث"
"لقد ذعرت واهنت وافسدت اجازتي".
كرر ذالك وهو يراقبها بدقة ,فتنهدت تنهيد بسيطه اشبه بالبكاء وغاصت عينيها للذكر المؤثر من فترة قصيرة من السعادة السعادة التي لن تجربها ثانية مع أي رجل لانها شعرت انها لن تتاثر باي رجل كما تاثرت بسيمون في تلك الايام الجميلة على ظهر باخرة كاسيليا .قالت كاذبة.
"نعم كل اجازتي.".
"اه.لقد فهمت".
شعرت الين بشكل ما ,ان كلماتها جعلته يتردد بطريقة لم تكن موجودة من قبل ,وضاقت عيناه الغامضتان وهو ينظر في عينيها والتوى فكه فجأة .سألها:
"بماذا بضبط تهددينني".
كان يريد ان يعرف كان صوته هاديا وبلا أي قلق ولكن طريقته كانت تتم عن الخطورة .وتذكرت انه كريتي ولالذلك فهو بلا خوف ولا رحمة .
"المحكمة".
استطاعت ان تقول هذا ولهجتها كانت حازمة وثابته,كانت تبدو تماما مثا استيل في هذه الظروف .واثقة من نفسها وقت حسبت كل شيء .
"اظن انك تتمتع بالاحترام بين اصدقائك وزملائك بالعمل.وانك لا تريد ان تفقد هذا الاحترام أليس كذالك؟".
"بالطبع لا..".
واتسعت عيناه قليل وبدا انه استنتج امر ما ,لم يتركها طويلا في شك حول هذا الموضوع اذا قال :
"هل هي شقيقتك التي اوعزت لك ذالك؟".
نظرت اليه بنزعاج ,ابتسم ابتسامة قصيرة وهو يهز راسه كما لو كان يعرف كل شيء ,وان سؤاله لم يكن ضروري.
"انني اعترف اننا تناقشنا في الموضوع ولكن القرار بان احصل على تعويض منك كان قراري انا".
"هل كان كذالك هل انت متأكدة ؟".
"بالطبع لقد عانيت بسببك وانا مصممة على التعويض".
"اذن فانت لست احسن كثيرا من استيل".

روايات عبير / السعادة في قفصحيث تعيش القصص. اكتشف الآن