❋──❁(الفـ̲̲ـ̲̲صـ̲̲ـ̲̲ل السـ̲̲ـ̲̲ـادس)❃──❋

10.5K 242 5
                                    

- تحت أشجار التمرحنة :

رسا اليخت في خليج صغير شرق هيرافليون بعيداً عن الميناء الذي يموج بالحركة .
وقد فهمت آلين أنه تم أختياره بقصد عدم إعطائها الفرصةللإتصال بأحد .
وسلمها كوستوس وهو الرجل الذي تحدث معها على اليخت إلى سائق يرتدي ملابس خاصة كان يبدو عليه الضيق
لأنه انتظر مدة طويلة .
ونظرت حولها وهي تركب السيارة .
لا فائدة من أن تحاول الهرب فالمكان منعزل وهذان الرجلان حولها .
إلى جانب أنه تصرف أحمق لأن سيمون معه جواز سفرها .
كما أنها لم تكن تريد أن تسبب له مشاكل برغم ما سببه هو لها من مضايقه .
راجعت الموقف وهي في رحلتها من رودس عدة مرات مع نفسها وانتهت إلى أنه
من الأفضل أن هذا حدث لها هي بدلاً من استيل لأنه لو كانت استيل
هي التي وقعت تحت يده لما كان لها مخرج مما دبره لها من عقاب .
أما الآن فإن آلين تعرف أسم سيمون ووصفه ويمكنها أن تحذر شقيقتها منه .
وإن كانت تظن أن سيمون سينفذ فكرة الإنتقام الآن .
لم يكن هناك داع أن تسأل نفسها عن سبب رغبتها في عدم تعريضة لأية مشكلة ,
إنها تكرهه الآن قليلاً ولكنه حبها له أكبر بكثير .
وبرغم أنها مقتنعه أنه لايستحق حبها .
إلا أنها لم تستطع أن تقتل هذا الحب .
لسوء الحظ لأنها لو كانت خالية البال الآن .
كما كانت عندما صعدت إلى ظهر الباخرة كاسيليا وهي تتوقع رحلة ممتعه .
لكانت أسعد كثيراً . أي فشل . . .إنها ستطلب أن تعاد لبدلها بالطائرة لأنها
ليست مستعدة للعودة إلى الباخرة بعد ما حدث .
وبعد أن اعتقد كل الطاقم بدءاً من القبطان حتى أقل عامل أنها ذهبت مع صاحب السفينة الغني .
وقالت محادثة السائق :
( توقعت أن يقابلني السيد ديوريس بنفسه ) .
( إنه لم يعد بعد من رودوس يا سيدتي ، لقد ـأتصل تليفونياُ في الصباح
وطلب مني أن أنتظر اليخت ليتو .
وأن آخذك إلى المنزل . سيكون قد عاد عندما نصل إلى هناك . )
كانت لغتة الإنكليزية سليمة وطريقة كلامه مهذبة ،
فشعرت بالإرتياح بعد نظرات وضحكات كوستوس التي لم تعجبها ولغته الركيكة التي ضايقتها لأقصى حد :
( هل المسافة إلى المنزل بعيدة ؟ )
استغربت لحالة الهدوء التي حلت بها .
بعد لحظات الرعب التي عاشتها قبل أن تعرف السبب الحقيقي لإختطافها .
أما الآن فهي تعرف أنه لاداعي للخوف .
فبمجرد أن يعرف سيمون الحقيقة سيعتذر بكل الطرق وسيفعل ما في وسعه لإعادتها لمنزلها .
( إنها رحلة طويلة يا سيدتي . . . إن ليتو عادة ترسو في شاطئ خاص ملك السيد سيمون .
ولكن لأن المفروض إجراء بعض الإصلاحات باليخت فقد ذهب إلى هيراقليون
ولذلك فالمسافة طويلة . في كل حال المناظر هنا جميلة ولن تجدي الرحلة طويلة إذا متعت نظرك بجمال الطبيعة .
واسترخت في جلستها ونظرت من النافذة .
وبعد أن تركت الخليج الصغير يارا في هيراقليون .
في شوارع ضيقة متعرجة أشبه بحي وطني شرقي في مدينة
من مدن أفريقيا الشمالية .
ثم سارا في قرية كان يجري فيها احتفال ما لم تعرف ما هيته .
ولكن أدهشها أن ترى رجالاً تبدو عليهم سمات العنف والتوحش .
ارتدوا أردية بنفسجية وعلى رؤوسهم أغطية ذات شراريب .
وهم يتجمعون في ميدان القرية حيث توجد الكنيسة الأرثوذكسية .
ويضعون في أحزمتهم سيوفاً مخيفة بمقابض محلاة بالإحجار الكريمة .
إذن فهولاء هم الرجال الكريتيون بعواطفهم السوادء وأحقادهم العنيفة الذين أراقوا دمهم على مدى السنين دفاعاً عن وطنهم .
والذين قال عنهم هوميروس . في وسط البحر الغامق بلون النبيذ تقع كريت .
الجزيرة الجميلة الغنية ! . . .إن سكان هذه الجزيرة مشعون بالتقاليد القديمة وهم
قساة بلا رحمة ومستعدون لأن يموتوا في سيبل من يحبون .
هذا إلى جانب الضغائن التي بينهم .
سيمون ديوريس كريتي .
هل كانت علاقتها به ستكون حميمية إلى هذه الدرجة لو كانت علمت بذلك ؟
إنها لا تظن ذلك .
ولكن لا فائدة من الأسف الآن لقد أعطت قلبها بغباء لأحد هولاء الذين قيل عنهم أنهم أكثر كبرياء
وعشقاً واستقامة من بقية اليونانيين . . . .
رجل قادته حساسيته المفرطة غير المتهاونة بكبريائه إلى هذا التصرف غير القانوني بخطفها اعتقاداً منه أنها المرأة التي
جلبت العار لعائلته .
كانت هذه الأفكار تجول بخاطر آلين والسيارة تقطع الطريق الجبلي حيث تنتشر الأزهار بألوانها الجميلة المختلفة .
ثم وصلا إلى قرية أخرى حيث كل الرجال يجلسون في كسل
تحت أشجار التوت والتمر حنة يحتسون شراب الأوزو ويلعبون النرد .
بعد مغادرة هذه القرية بمسافة كبيرة تغيرت اشجار البلوط والصنوبر وأبو فروة
وبالطبع الزيتون .
وبعد عدة منعطفات واجتياز ممر ضيق مخيف نزلت السيارة مرة أخرى إلى أرض خصبة غنية تكسوها الزنابق الصفراء .
وشجر الوز ذو الأزهار الوردية . . .
ثم بدأ للعيان الشاطئ والأمواج تتكسر عليه .
وأخبرالسائق آلن أن رحلتها قاربت على نهايتها .
( هذه المدينة التي ترينها هي سفاكيا . فنحن الآن في جنوب الجزيرة . )
وأدار رأسة فنظرت آلين إلى المدينة الصغيرة التي ترقد على الشاطئ البحر إلى المنزل الفخم ذي اللونين
الأزرق والأبيض والذي يقع في مكان مرتفع بين الأشجار .
هذا منزل السيد سيمون . يمكنك منه أن تري منظر القلعة التي بناها الفنيسيون .
لدينا الكثير من القلاع في الجزيرة . )
ثم وقفت السيارة . وفتح السائق الباب لآلين فخرجت وبينما كانت تقف في الفناء الأمامي للمنزل وتنظر
إلى الفخامة التي كان عليها منزل سيمون عاودها الشعور بالخوف . . . يا لها من بلهاء . .
بعد قليل ستوضح موقفها وسينتهي الأمر .
وأغمضت عينيها بشدة لأنهما كانتا تؤلمانها لرغبتها في البكاء .
فهي لا تعلم الآن أن سيمون لا يحس بأية مشاعر تجاه الفتاة التي تدعى آلين مارسلاند .
لمسها السائق ففتحت عينيها وأشار إليها أن تصعد السلالم البيضاء التي تؤدي إلى مدخل تظللة الكروم
وقد رصت عليه أصص الأزهار .
فتحت الباب خادمة سمراء ابتسمت لها ، وطلبت منها الدخول .
( السيد سيمون ينتظرك يا سيدتي ، تفضلي من هنا ) .
كانت لغتها الأنكليزية ممتازة وتعجبت آلين أين تعلمتها .
وقادتها إلى غرفة داخلية حيث وجدت نفسها وجهاُ لوجة مع الرجل الذي كان
ينتظر لينطق الحكم على استيل مارسلاند .
قام من على كرسية ينظر إليها وهي تقف أمامه وراء الباب مباشرة وقد راعها تعبير وجهه .
هذا الرجل ذو الملامح الشيطانية لا يشبة بأي شكل الرجل الذي
يسبح معها كل صباح . ويرقص معها في المساء .
والذي كانت ابتسامته لمرحبة بمجرد أن يراها تجعل قلبها يدق وروحها المعنوية تطال السماء .
إن هذا ليس العاشق الرقيق الولهان الذي ضمها تحت سماء إيجه الجميلة والذي همس لها بكلمات الحب والغزل .
تكلم أولاً ولكن بنبرات باردة لدرجة جعلتها تجفل :
( أظنك تعلمين الآن من أنا ؟ )
هزت رأسها بالإيجاب :
( نعم ، عم سولاس ) .
( إذن فأنت تعلمين لماذا أنت هنا ؟ )
ابتعلت ريقها .ما كان يبدو بسيطاً منذ قليل .كان الآن صعباً لدرجة
أنها تعثرت وهي تبحث عن الكلام المناسب .
ارتعشت من الخوف وهي تتصور غضبه عندما تخبره بالحقيقة .
بالطبع سيلقي اللوم عليها لأنها انتحلت شخصية شقيقتها .
ثم بدأت تتكلم :
( إن الأمر ليس . . . ليس كما تظن ) .
قاطعها بصوت قاس :
( أنت خائفة أليس كذلك ؟ الجميع يخافون عندما يأتي دور الحساب .
إنهم في ذلك الوقت يتمنون بكل قلبهم لو أنهم تصرفوا بطريقة مختلفة .
ولكن الفرصة تكون قد فاتت . لقد فاتت الفرصة يا استيل مارسلاند حتى لإلتماس الرحمة .
إنك لم تكتفي بسرقة أبن أخي ودفعه إلى عمل مهين .
ولكنك حقرته بأن جعلت أحد أصدقائك يطرده بطريقة مخزية وحشية لأقصى درجة .
إن مثل هذه الإهانة لأحد أفراد عائلتي عمل جنوني ستدفعين ثمنة غالياً . )
نظر إليها بإزدراء شديد . ورغم أنها فتحت فمها لتتكلم إلا أن حلقها جف لدرجة أن الكلمات لم تخرج .
( ويمكنني أن أخبرك أيضاً إن إهانات أقل من ذلك بكثير لعائلة كريتية كثيراً ما أدت لماسي لأننا لا نعفو ولا نرحم .
إن الإنتقام لا بدّ منه لحفظ كرامتنا . )
كانت آلين مازالت غير قادرة على النطق وهي تنظر إلى ملامح سيمون المكفهرة .
ولكن فكرها كان مشغولاً بشعور الأرتياح الشديد لأن استيل لم تقع فريسة لرغبة هذا الرجل
الوثنية في الإنتقام . كان سيمون يشد حبل جرس وبصوت خال من الشعور كصوت القاضي أخبرها أنها ستبقى في حبس انفرادي حتى يقرر أن يطلقها .
( حبس أنفرادي ؟ )
أثار ذلك فضولها واهتمامها وكانت تريد أن تعرف المزيد قبل أن تخيب ظنة .
( . . . في غرفة طلبت أن تعد لك . . . في مبنى كان في وقت من الأوقات يؤوي سجناء في زنزاناته . )
ابتسم ابتسامة قاسية جعلت آلين ترتعش وتشكر الله على نجاة شقيقتها .
حبس انفرادي لفتاة مرحة وتحب الحياة مثل استيل !
نظر سيمون تجاه النافذة فأدارت وجهها إليها .
لفت نظرها لأول وهلة عناقيد الورود القرمزية .
ولكن نظر سيمون كان يتجه إلى القلعة .
اكنت تبدور في وهج الشمس بشعة المنظر خلفها الشاطئ بصخورة الضخمة المتراصة فوق بعضها
كشاهد على الأمواج العاتية التي تتكسر على الشاطئ .
( هل هذه القلعة ملكك ؟ )
هز رأسه بالإيجاب . كانت آلين ترى في مخيلتها شقيقتها وهي تنفذ العقاب
الذي خططه لها سيمون كم كانت سترتعب في الليل وهي تسمع همسات الريح كأنها
أنين أشباح السجناء على مر الزمان .
وشعرت آلين أن سيمون يحملق فيها بشي من الحيرة .
وسمحت لنفسها بالإبتسام .من الواضح أنه كان يتوقع أن ترتعش من الخوف وأن تحاول استعطافة بكل طريقة .
( لأ أظن انك تقدرين قسوة هذا العقاب تماماً .
إنه يمكن أن يمتد لستة أشهر أو حتى لأثنى عشر شهراً .
وهذا يتوقف على شعوري بمرور الوقت .
أنا الآن أشعر أني أريد أن اتركك هناك إلى الأبد .
ولكني أظن أنه بعد فترة سأشعر أن العقاب قد يناسب الجريمة وسأحررك .
ولكني أؤكد لك أن حياتك في الشهور القادمة ستكون كريهة لدرجة أنك ستتمنين الموت . )
كان يتكلم بصوت هادئ . . يدل على أنه إما عديم المشاعر أو عديم الخيال .
ومع ذلك إذا نظرت للأمر من وجهة نظرة فإن آلين تستطيع أن تفهم مشاعرة .
إلى جانب أنه كان يتبع التقاليد .
والتقاليد أقوى من أي قانون . وحملقت فيه وهي تتعجب لنفسها ،
إنها مازالت تحبه برغم بعده وبروده ، وقناع الصقر الذي يخفي وراءة رقته التي عرفتها ،
رقته وكرمة اللذان كان سببهما رغبتة الحارة أن يكسب ثقتها الكاملة .
( إني أقدر قسوة العقوبة . . . )
توقفت وتحركت لداخل الغرفة عندما انفتح الباب للداخل وظهر خادم استجابة للجرس .
طلب منها سيمون أن تكمل ماكانت تقوله :
( إني مندهشة لأنك تظن أنك تستطيع تنفيذ عقابك . هل تظن أن فتاة يمكن أن تحتفي بدون أن يسآل عنها أحد ؟ )
( من الذي سيسأل عن فتاة مثلك ؟ )
أجاب بكثير من الإزدراء :
( واحد من أصدقائك ؟ لا أظن ذلك . إن النساء مثلك يتمتع المرء بهن لحظة ثم
ينساهن . ليس لك أقارب كما أخبرني سولاس . )
سكتت آلين لأنها تذكرت أن استيل كانت لاتعترف لأن لها أقارب لأنها كانت ترى أن هذا أبسط وأفيد .
كان سيمون يتكلم ويخبر آلين أنها ستذهب على الفور إلى السجن مع هذا الرجل الذي ينتظر .
( إنه سيخدمك ويقدم لك الطعام طوال الوقت ولن تري أحداً غيره . )
كان هذا داعياً لأن تتحرك آلين ولكن قبل أن تتكلم وتشرح كان سيمون يتكلم مرة أخرى وقد لاحظة الحيرة في صوته .
( آلست خائفة ؟ )
كان في لهجته شيء من الإعجاب كما لو كان أعجب بشجاعتها برغم أنها عدوته وضحيته :
( لا . . . )
قالت وهي تبتسم :
( أنا لست خائفة ... ولكن سبب ذلك لا يرجع إلى شجاعتي .
لقد حصلت خطأ على الشقيقة الأخرى .
إن استيل لها أقارب هي و أنا توأمان متماثلتان .أنا آلين . )
تجمدت ابتسامتها على شفتيها لأن كل ما رأته قناع برونزي .
( لا دهشة ولا غضب . . .)
قالت مكررة وقد نزل عليها الخوف كالطوفان :
( أنا آلين . . . )
( آلين ؟ إن هذا أسم جميل . إذن فأنت توأم متماثلة . )
ضحك بسرور كما لو كانت نكته . . .)
( وماذا تتوقعين أن يكون رد فعلي لهذا الكلام ؟ )
نظر بسرعة إلى الخادم الذي ينتظر بوجه سلبي ويديه إلى جانبيه كما لو كان في وضع انتباه . )
( سيمون . )
قالت متلعثمة وهي تقترب منه :
( سيمون . . . أنا . . آلين . . . استيل أخبرتني عن سولاس وأنا لم أوافق على الطريقة التي عاملته بها . )
مدت يدها بحركة لا شعورية مستعطفة :
( إنها لم تستطع أن تذهب في الرحلة لذلك أعطتني تذكرتها . )
كانت تتكلم بسرعة وبإضطراب وقد بدأ اليأس في صوتها لأنها تذكرت أن جواز سفرها معه . جواز سفر استيل . )
(لقد أعطتني تذكرتها يا سيمون . . يجب أن تصدقني . )
وبطريقة لا إرادية تحركت عيناها إلى الرجل الواقف بجانب الباب ثم إلى النافذة والقلعة الضخمة السوداء .
( أعطتك تذكرتها ، أليس كذلك ؟ وهل أعطتك جواز سفرها أيضاً ؟ )
( نعم ، نعم أعطتني جواز سفرها أيضاً ، يجب أن تصدقني . . . لا تنظر إلي هكذا . . إني أقول الحقيقة ) .
كانت ترتعش من الخوف وتتصرف بالطريقة التي كان ينتظرها من البداية .
صعدت الدموع إلى عينيها ولكن الرحمة لم تعرف كريقها إليه .
( إنك لا تستطيع أن تضعني هناك . لن أذهب . . . سيحاكمونك . )
كانت تبكي وهو يقطب جبينه بصبر نافذ وقال بسخرية :
( إذن فأنت خائفة أخيراً ؟ لقد كانت محاولة جيدة يا استيل مارسلاند .
ولكنها ضعيفة ومضحكة . إذن فأنتما توأمتان متماثلتان ،
حسناً . . .لم يكن هناك شيء أخر يمكن أن تفكري فيه . أليس كذلك ؟ )
أشار للرجل الذي تقدم . زاغت عينا آلين ، لم تظن أنها في يوم من الأيام ستشعر بمثل هذا الرعب .
( إنك لا تستطيع . . أنا لست استيل ، أوه ، كيف أقنعك . ؟ )
كم كانت ثقتها في غير محلها ، لقد ظنت أنه سيشعر بالندم بمجرد أن يهدأ غضبه وسيرتب لها عودتها لبلدها .
كان الرجل يقف قريباً ينتظر التعليمات . مرة أخرى اشار له سيمون وقال :
( خذها . . . )
تراجعت أمام الرجل فتبعها . واستمرت تتراجع ولكنها فقدت كل أمل وهي تنظر إلى أحد الرجلين ثم إلى الأخر .
وشحب لونها وشعرت كأن ساقيها لن تسطيعا حملها طويلاً .
فكرت في خالتها وفي جنكس وفي الصدمة التي قد تؤدي بحياة خالتها .
لم تستطع آلين أن تفكر في احتمال أن تموت خالتها وأن يأخذوا جنكس إلى الملجأ .
وارتعشت يداها وتكلمت هامسة كأنما تكلم نفسها :
(لو كنت أحضرت جواز سفري كنت أستطعت أن أثبت شخصيتي . )

روايات عبير / السعادة في قفصحيث تعيش القصص. اكتشف الآن