part 6

75 4 0
                                    

من انواع الالم ان تنام و في قلبك خيبة ، و هو ما كانت تشعر به انجل فهي لم تتخيل ما كان سيحدث معها صباح اليوم خاصة بعد احداث البارحة و التي رفعت بامالها عاليا . فبعد ان انهيا عشائهما اوصلها الى بيتها فاتحا لها باب السيارة محتضنا يدها بين يده حتى باب  دارها شكرته و ارادت الدخول لكنه اوقفها و ادارها ناحيته توقف لحظات متاملا وجهها مربكا اياها مال قليلا قليلا بعد مقبلا وجنتها قريبا من شفتها مستغرقا كل وقته للاستمتاع بما كان يمنحهه ذلك من شعور
و مستنشقا رائحة عطرها العبقة ، دون ان يدري وقع ذلك عليها من احمرار و وارتجاف لاوصالها
و تزايد ضربات قلبها حتى كاد ان يخرج من مكانه.
ابتعد عنها مرتبكا مدركا فعلته مسرعا في العودة متمنيا لها  ليلة سعيدة .
وضعت يديها على قلبها و ابتسامة متوسعة زينت ثغرها و لم تعرف كيف حملتها رجلاها حتى غرفتها، ظلت طوال الليل تحلم و تسترجع حديثهما و نظراته اليها و التي كانت مع انها تربكها و لكنها كانت تتمنى ان تستمر للابد  . لم تتمنى ان تمر الليلة احسن من ذلك
اخذت تتذكر حديثهما و نظرتهما و كيف كان يتاملها خلسة منها . و نظرات عينيه و التي اربكتها . اذا ما الذي حدث؟!!!
لماذا طلب منها نسيان ما حدث ؟!!!
فاليوم بعد ان دلفت الباب الى مكتبها و الابتسامة تزين ثغرها . دقائق و طلب منها الحضور الى مكتبه . 
-انسة انجل . توقف ثم اضاف : ليلة البارحة لم تعتي شيئا ، اريد ان تنسي ما حدث مع انه لم يحدث شيء يستحق الذكر او النسيان .
اتعرفون شعور ان تكون على القمة ثم تكتشف فجاة انه لم يكن سوى حلما و انك في اسفل السافلين ،هذا بالضبط ما شعرت به  ، و كان سكانين غرزت عبر جلدها بحثا عن قلبها لتطعنه و حقا قد طعنها و آلمها ذلك بحق  .
-حسنا سيد هاري
بنبرة حاولت جعلها قوية ثابتة و لكنها خانتها فبدت مرتجفة كنبرة فتاة صغيرة لم تجد ما تاكله .
و قد كرهت نفسها كثيرا لخروج نبرتها بذلك الشكل . فهو لم يطلب نسيان ما حدث بل و انكر مشاعره اتجاهي ( و انا الغبية التي فكرت انه يملك مشاعرا نحوي ) فكرت مع نفسها .
-يمكنك المغادرة . اردف
لم تتمكن من رؤية ملا مح وجهه فهو كان يوليها ظهره ناظرا نحو النافذة فلم تتمكن الا من رؤيته و هو يشد  يده على شكل قبضة خمنت انه من شدة انزعاجه من وجودها على الاغلب . فحملت شتات نفسها راجعة نحو مكتبها.
تنهدت نافضة راسها من افكارها و قامت لتغسل وجهها لعلها تستفيق قليلا . سمعت طرقا على الباب .
-تفضل
و لم تكن سوى خالتها و على وجهها ابتسامة 
-هيا حبيبتي العشاء جاهز
-لا اشعر بالجوع .بنبرة حزينة
-مابك حبيبتي ؟ هل هناك  شيء يضايقك ؟
ارغمت نفسها على الابتسام قائلة
-لا شيء انه فقط ضغط العمل
راقبتها كيف تغيرت ملامحها فاقتربت منها ضامة اياها رابتة على كتفها مردفة بنبرة حانية
-اوه ،حبيبتي تعلمين انه يمكنك اخباري بكل شيء . هيا قولي مابك ؟
لم تعرف بما تجاوب و لكنها قررت البوح لها بكل ما حدث لعلها تريحها ، انصتت لها الاخرى بكل تركيز و مع كل كلمة ادركت ان ابنة اختها واقعة في غرام ذلك البارد كما دعته هي قبلا.
-لقد سار كل شيء ، الليلة كانت اكثر من رائعة ..
و لكن لا اعلم ما حدث حتى طلب مني ذلك صباح اليوم ... قالت بنبرة طغى عليها الحزن ملتفة نحو خالتها منتظرة ردها .
-اوه حبيبتي،  الا تعلمين لما فعل ذلك ؟
-لو كنت اعرف لما كان حالي هكذا الان . بنبرة ضيق .
ابتسمت آن و قالت
-صغيرتي واقعة في الحب
ارتبكت انجل و احمر خداها
-ما هذا الذي تقولينه خالتي؟!! ، انا لست واقعة في حب احد .
-و لماذا وجدتك مهمومة حزينة و على حوافر البكاء ، ها قولي ؟ بنبرة خبث واضحة .
-امممم خالتي . ماذا افعل ؟!!  
-لا تقلقي و لكن هل انت متاكدة من مشاعرك
-نعم فانا لم اشعر هكذا من قبل ، اه لو تعلمين كم كنت اشعر بالسعادة ليلة البارحة .... و انتفضت من مكانها مردفة ::ثم انا متاكدة اني رايت شيئاو لو ضئيلا  في عينيه لم تكونا على ذلك البرود المعتاد .
-هذا يعني انه هناك شيء من  ناحيته . قالت خالتها محللة كلامها
-لا اعلم ، لا اعلم  اغغغغ . بنبرة غيظ و ضيق .
-هيا لا تحزني ،يبدو على هذا "هاري"انه من النوع  الصعب .  انا متشوقة لرؤيته ، قولي كيف يبدو اهو وسيم ام سمين بكرش ؟!انهت كلامها بنبرة مزاح  .
ابتسمت الاخرى لكلامها و ظهرت نظرة حالمة على ملامحهها و اغمضت عينيها و كانها تسترجع ملامحه و قالت : على العكس هو اجمل ما وقعت عليه عيناي ، عينان زمرديتان عينان زمردية تخترق روحك و تجعلك تذوبين عشقا بها ، غمازيتن ، منكبين واضحين  و شعر بني يرفعه للاعلى تتمنين لو ان اصابعك تتخلل فيه ... اه ماذا اقول واقول ...
لم تشعر بنفسها الا وعلى خالتها تهزها من كتفها قائلة :يا الهي يبدو انه ليس حب بل تخطاه بمراحل . لقد شوقتيني لاراه .
احمرت وجنتاها خجلا و ارتبكت و عادت للاستلقاء على سريرها مخفية وجهها بالغطاء . ضحكت الاخرى قائلة :لقد عرفت لماذا لا تشعرين بالجوع ،طبعا فالحب قد اشبعك و فاض .
ثم اقبلت مقبلة اياها على جبينها متمنية لها ليلة سعيدة.

امضى ليلته يسترجع ملامحها المتالمة و التي انعكست على نافذته و كيف كانت لا تعي ما يقول و كيف كانت تتودد اليه بملامحها. لا يعرف كيف استطاع قول ذاك الكلام لها فهو لا ينكر انه تالم لرؤيتها على ذلك الشكل متالمة حزينة منكسرة، كيف خانتها دمعة من عينها و سقطت رغم محاولتها لحبسها . هو فقط خائف من خيبة امل اخرى، خائف عليها  وعلى نفسه منها ، من تاثيرها عليه ، فهو لحد الان ثمل ، ثمل من قبلة على خدها فما بالك لو كانت على ثغرها و على شفتيها . يا الهي فكر مع نفسه
-ارى انك مازلت هنا ، لما لم تغادر ؟ كان هذا صوت صديقه زين
-لقد كان لدي عمل لم ينتهي . اجابه دون الالتفات نحوه .
-حسنا ، اه بالحق لقد رايت اليوم انجل خارجة من مكتبك وهي حزينة حتى يمكنك القول اني رايت عيناها دامعتين . ماذا حدث؟
-زين ، لم يحدث شيء . بنبرة حادة
-حسنا حسنا لا تغضب ، انا فقط توقعت ... خاصة بعد خروجكما معا .
-لا تتوقع شيئا .قال مقاطعا اياه .
-لا يمكنك البقاء هكذا طوال الوقت .قال متنهدا ثم اضاف: عليك السماح لها بالدخول ، لا تبقى حبيس الماضي .
لم يجبه و بقي صامتا فقال زين
-حسنا كما تريد . اردت اخبارك باننا سنقوم باقامة حفلة الاسبوع القادم .
-   حسنا . كان جوابه الوحيد قبل ان يهم واقفا مغادرا مكتبه متوجها نحو بيته.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 22, 2017 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

give me love حيث تعيش القصص. اكتشف الآن