part 2

66 4 2
                                    

عد 7 سنوات _________________________
يجلس على البيانو يعزف بسلاسة فالموسيقى متنفسه الذي ينفس به عن نفسه و يرى ان حبه للموسيقى هو الشيء الوحيد الذي يثبت .. ينهض من البيانو بعد انهى معزوفته ؛
يتجه الى الاريكة ليجلس ينظر الى اللاشيء عيناه بارده لاتظهر شيء فتلك الزمرديتان فقدت بريقها منذ مدة طويلة ولم تعد تضحك كما كانت و تنير ببريقها و لمعانها كل من ينظر اليها. يقطع شروده دخول صديقه الوحيد
زين: هاري ؛ كل شيء تم كما طلبت .

هاري : جيد. بدون اضافة اية كلمة قام و توجه ناحية النافذةاخذ ينظر الى السماء و هي تمطر ثم قال : دائما تهطل لتمحي اثار ما قبلها . ولكن يوما ما ؛يوما ما لن تكون قادرة على ذلك .
انظم له زين : لكنها على الاقل ستخفيها

هاري : ها انت قلتها تخفيها اي انها لازالت هناك ؛وهذا لا ينكر حقيقة انها موجودة .و ستظل راسخة .
اكتفى الاخر بالصمت فهو فهم ما يرمي له صديقه و ما قصد كلامه ذاك . و اكتفى بتحويل نظره   
و مشاهدة هطول المطر .
هاري --------
  رؤيةالسماء تمطر ؛ اعادت لي الماضي و ذكرياته
عندما كنت اتبلل و لا اجد مكانا اذهب اليه او بابا ادقه ؛ الماضي الذي جعلني كما انا الأن ، متحجر القلب ، غير مباليا ، قاسيا  ... و لكن ليس ذنبي لو لم اصبح هكذا لما استطعت الاستمرار
الراوية ------
استيقظت على اشعة الشمس و هي تنير غرفتها نهضت من فراشها و دلفت الحمام جهزت نفسها ثو نزلت وجدت الجميع مجتمعين على طاولة الطعام ؛ اقبلت على جدها مقبلة خده و قالت مخاطبة الجميع : صباح الخير

مارك :صباح الخير حبيبتي .

لاحظت انها  كانت نبرة حزينة فاردفت : ما بالك جدي ؟ ورد الاخير : هناك شيء اريد التحدث فيه معكم بعد الافطار .
سيطرت هالة من القلق و التوتر على البعض اما البعض الاخر فكان بالفعل يعرف مالذي يريد التحدث فيه .
بعد الانتهاء من الافطار توجه الجميع نحو قاعة الجلوس . و هم متلهفين لمعرفة ما يجري
مارك : الجميع يعلم انه في الاونة الاخيرة احوال الشركة ليست جيدة و كانت مزرية لذا يؤسفني ان اعلمكم ان الشركة على وشك الافلاس لذا قمت بعرضها للبيع . فان لم نقم بذلك فلن نتمكن من تسديد الديون
كان الجو يسوده حالة من الصمت الرهيب فلا يمكنك معرفة رد فعلهم لولا  بعض ملامح وجوههم المندهشة و افواههم المفتوحة من شدة الصدمة .

واصل مارك : و قد تم شراءها بالفعل . اما القصر فقد عرض للبيع و سنقوم بشراء منزل صغير نعيش فيه .

لقد كانت مفاجاة للجميع ؛ الشركة ثم القصر ،  ان الوضاع حقا سيئة فسرعان ماكان منهم  الا التفكير في ماهية التصرف المناسب الان و   كيف انهم سيستطيعون مواصلة عيشهم بعد الان خاصة انه تعودوا على نمط معين .
نطق الابن الاكبر فرانك : ابي بعد اذنك  انا ساخذ عائلتي و اسافر الى نيويورك لابدا من جديد هناك.

و تلاه ابنته ريبيكا و زوجها فنطق الاخير : عمي انا ايضا سارجع الى مسقط عائلتي و اعيش هناك

مارك : كما تريدون لن افرض عليكم شيء خاصة وان الاوضاع ليست كالسابق ؛ و انت يا آن و روبن ؟

اخذت آن تنظر الى والدها و زوجها تارة اخرى و كانها تشاوره في قرارها فما كان من روبن الا ان عانق يدها بيده و قال : نحن انا و آن وجيما سنظل معك هنا ؛ هل تمانع  ؟

اعتقد مارك ان جميع ابنائه تخلوا عنه و لكن هاهي آن يثبتون له العكس فاحس بقليل من الفرح  فعلى الاقل لن يظل وحيدا لما بقي له من الحياة . و لذا اوما بابتسامة و اردف: بالطبع لا امانع فسنعيش معا انا و..
قاطعه صوت : و انا كذلك ساظل هنا لن اذهب لاي مكان

ريبيكا : ماهذا الذي تقولينه اتريدن البقاء هنا؟
انجل : نعم امي انا لا اريد الذهاب الى اي مكان اخر فانا سابقى مع جدي و خالتي آن وعائلتها . نظرت نحو جدها و آن : هل هناك مانع من بقائي معكم ؟

آن بابتسامة : بالطبع لا حبيبتي فانت كجيما .
بعد سماعها لهذا الكلام ما كان منها الا تقبيل خالتها ثم التوجه الى جدها و اخباره بان كل شيء سيكون على ما يرام فاكتفى الاخير بالايماء ثم معانقة حفيدته .

و بالفعل لم يمض اسبوع الا وكان القصر مباعا
و سافر من كان يريد السفر واتخذ الجميع وجهته  اما مارك و آن و عائلتها و انجل فقد اشتروا بيتا صغيرا ليعيشوا فيه .
هاري-------
كنت جالسا في غرفتي افكر ، هل اعود ام لا  و لكني لا استطيع ان اظل هاربا طوال حياتي فلست انا من يجدر به ذلك ؛ و لكن هناك شيئا يمنعني ربما هي ذكرياتي في ذلك لندن ؛ ليس الذنب بها بل هو بما عايشته بها و كان بسبب من يفترض انهم اهلي ، ولكن الان انا اقوى نعم اقوى ؛ ساعود و امتلك ما كانوا يمنعونني منه و يخافون ان ادمره .
اخذت هاتفي و اتصلت بزين .. لحظات واجاب

زين : نعم هاري

هاري : انا ساعود ؛ هل تريد القدوم معي ؟
توقف لحظات .. ثم اجاب  .. اعرف فيما يفكر
زين : هل انت متاكد ؟

هاري : نعم  انا متاكد ، هل ستاتي ؟

زين : بالتاكيد ؛ اينما تكون .. اكون

 لطالما كان زين صديقي الوحيد فهو يعرفني و يعرف ماضي و لم يحكم علي يوما فهو كالاخ لي .
فانا اعرفه منذ سنوات و قد تشاركنا كل شيء .
انجل -------
صحيح ان المنزل الذي انتقلنا اليه لم يكن كبيرا فنحن كنا نعيش في قصر و لكن يمكنك الاحساس فيه بالهدوء و الالفة ، يمنحك الشعور بالدفئ .
قاطع شرودي
ان  : فيما تفكرين حبيبتي ؟

انجل : ها لاشيء ......خالتي  لقد قررت قرارا 
و اريدك ان تقنعي جدي

ان : ماذا  هو؟ لقد اقلقتني

انجل : اريد  ان اعمل

ان : لماذا تريدين العمل حبيبتي ؟ هل ينقصك شيء؟

give me love حيث تعيش القصص. اكتشف الآن