الفصل الاول (ذات الرداء الاحمر)

7.5K 114 3
                                    

نظر ولف تالامنتس الى الصورة وقال معلقا "اذن ....هذه هي ان كوربيت"
واضاف في سره "اللعنة...."
ولم يسمح باكثر من توتر ....انها اكثر جمالا من اي امراة التقاها وهذا يشمل نجمة السينما التي ربطته بها علاقة لاشهر.
وصحح له الرجل الجالس من الجهة الاخرى للمنضدة "روان كوربيت"
فقال مقطبا "طلبت منك التحقق من امر ان كوربيت "
اسمها القانوني روان ان كوربيت ....ويبدو انها كانت معروفة باسم ان الى ان كبرت وهي تسمي نفسها الان روان كوربيت.
تفرس ولف في ملامح روان كوربيت الهادئة وهو يسيطر بحذر على تعابير وجهه ولم يدهشه جمالها المذهل والناذر فلطالما كان ذوق طوني رفيعا في النساء ....حين يصل الامر الى جمال الطلعة .
كان عنقها يعلو كتفين ابيضين وكانه ساق زهرة ويحمل وجها وقورا ...وكان النور ينعكس ببريق احمر على شعر اسود مشدود الى الخلف ...ولاحظ فمها العنيد المتفتح كبرعم زهرة في بشرة عاجية ...وزادت عظمتا الخدين الملفتتين من قوة الوعد الشهي لذلك الفم لكن تلك الذقن المربعة تدل على ما يكفي من قوة الشخصية .

وبالرغم من القلق الحذر في عينيها والسيطرة الشرسة المتشددة على الذات ادرك ولف لاول مرة في حياته معنى الفتنة الجامحة ووجد نفسه يفكر في البشرة الحريرية والانجراف الناري المتلهف .
نظم افكاره متجهما وكبث رد فعل جسمه لقد توقع امراة غاوية بعيدة عن النساء الجميلات الاخريات .
لكن...هاتين العينين مزيج متجانس ومتداخل من الذهب "والتوباز"والنار الحمراء بجفنين مثقلين ورموش سوداء كثيفة تحت حاجبين رائعين ...عينان تدران راس اي رجل وتدفعان دمه كنار في شراينه وتجعلانه ينسى كل امراة اخرى عينان يغرق فيهما ...يقتل من اجلهما ....يموت من اجلهما .....
لم يكن ولف رجلا يلاحق الخيال لكنه مر بلحظة جامحة وهو يفكر بتلك العينين اللتين القتا بسحرهما عليه
ازاح نظره بعيدا عن الصورة ونظر الى رئيس جهاز الامن لديه ثم سال "وهي تعمل في مقهى في مكان يدعى "كوراباي" في نورتلاند؟"

من السابعى صباحا الى الثانية بعد الظهر ومن يوم الاثنين الى يوم السبت
ارتفع حاجبا ولف .....اذا لم يكن حدسه مخطئا فان رئيس جهاز امنه المحنك وقع تحت سحر وجادبية روان كوربيت كما حصل له تماما ساله بعفوية واندفاع "اعجبتك ...اليس كذلك؟"
نظر الرجل الاكبر سنا بمرح وقال "تبدو لي شابة لطيفة .....والنظر اليها ليس مشكلة ابدا لكنها صغيرة جدا بالنسبة الي ....كما ان زوجتي قد تقطع عنقي اذا تجاوزت مرحلة النظر ....كما تعرف جيدا"
هز ولف راسه متقبلا هذه الطمانة غير المعبر عنها علنا "لا تعرف الانسة كوربيت انك اخدت لها هذه الصورة ....اليس كذلك؟"
فرد الرجل الاخر "انا واثق تماما من انها لم تعرف "
- لكن.....؟

وبعد لحظة صمت اعترف الرجل"كانت لطيفة لكنها متباعدة بحيث تساءلت عما اذا شكت في شيء ....الى ان اكتشفت انها معروفة بتحفظها وتعمل في الفخار"
نظر ولف اليه بحدة غير مصدق"ماذا؟"
-الفخار ...انها تصنع الاكواب والجرار والادوات من الطين على دولاب خزف و.......
-اعرف كيف تصنع.
وكشفت لهجة ولف عن توتر قلما يظهره فابتسم موظفه وقال "هم يعتقدون انها جيدة في عملها هذا"
سال ولف بصوت متكاسل "هل لها حبيب؟"
هز الرجل المسن كتفيه "لا اثر لاي شخص ...ولا حتى لصديقات انها تبقى نفسها لنفسها "
-هل يعرف السكان المحليون شيئا عن ماضيها؟
-انهم يعرفون ....لكنهم لا يتكلمون عنه انها الفرد الاخير في عائلة قديمة رائدة في المنطقة ....يبدو ان امها ماتت وهي تلدها ووالدها كان شرطي وكان ياتي بها كل عطلة لتقيم مع جديها وهكذا عرفها السكان المحليون منذ كانت صغيرة لكن الاماكن الصغيرة المعزولة تشبه بعضها البعض ...انها وكر الاشعات ....لكن سكانها يقدمون وجها لا حياة فيه لاي غريب ولقد عرفت انها خبيرة في الدفاع عن النفس .
وابتسم الرجل بسخرية واكمل "لعل هذه الخبرة مفيدة ساعة الضرورة"
فرد رئيسه بصرامة "انا افضل قتال الشوارع القذر"
-هذا لانك رشيق ومميث فيه .
ومد يده الى الصورة ولكن يدا طويلة الاصابع اختطفتها قبل ان يستطيع ان لمسها وقال ولف قبل ان تتاح له فرصة التفكير "ساحتفظ بهذه"
وقف الرجل الاكبر سنا وقال "حسنا ....هل تريد اي شيء اخر؟"
-لا........شكرا لك
وعندما اصبح وحيدا ترك ولف كرسيه وتقدم نحو النافدة كانت تطل على شارع عادي في مدينة عادية .....مزيج صاخب من المشاة والسيارات ووقع نظره على مجموعة ترتدي ثيابا قطنية براقة.
عادية ؟لا......لا يمكن ان يكون هذا اي مكان اخر سوى "اوكلاند"
في العادة يسعده ان يعود الى نيوزيلندة لكن اتصال والدته الهاتفي جعله يحس بالتوتر والعدائية ...لست سنوات اخرج روان ان كوربيت من تفكيره ...واغلق عليها في علبة كتب عليها "لا تفكر ابدا بالذهاب الى هناك "لكنه لم يستطع تجاهل والدته .
كانت امه قد قالت له بصوتها المرهق الذي لا يزال يجعله يثور غضبا "ولف ....لقد وجدت الفتاة كوربيت"
منذ وفاة ابنها الاصغر استسلمت لاورا سيمبسون الى حالة سلبتها الطاقة والحماسة وارادة الحياة ولم يتمكن افضل اطباء العالم من ان يحدد حالتها ...الى ان قال له احدهم انها تعاني من تحطم قلبها .
سالها "كيف؟"
-انها صدفة من تلك التي تخبئها لنا الحياة
وصدر عنها صوت يمكن ان يشبه الضحك "صديقتي مويرا راتها تعمل ساقية في مقهى في كوراباي وسالت عنها "
سال ولف وهو متاثر برنة صوتها "لماذا؟"
كانت مويرا ....قد سالتني ولذا عرفتها واخبرتني حين عادت الى اوكلاند لذا كتبت الى الفتاة كوربيت . ...
وصاحبت شرارة غضب حزنها وهي تضيف "ولقد اجابت ....رسالة صغيرة تقول فيها انها قالت للمحقق منذ ست سنوات كل ما تعرفه عن وفاة طوني حاولت الاتصال بها لكن رقم هاتفها ليس مسجلا وتركت لها رسالة في المقهى لكنها لم تتصل بي لذا ساذهب لاراها في الاسبوع المقبل"
قال ولف بهدوء "لن تفعلي شيئا كهذا"
واحس بالغضب تجاه روان ان كوربيت لرفضها ارضاء حاجة امراة مريضة للتكلم عن وفاة ابنها فحتى السفر يتعبها ....واكمل "ساراها بنفسي "
وهمس صوت امه بضعف "شكرا لك ...حين ترها قل لها انني لا الومها الان لقد استخدمها ككبش محرقة وانا اسفة لهذا .....كانت يومها في الحادية والعشرين من عمرها فقط ...لكنني بحاجة الان ان اعرف ماذا حدث فعلا بعد ظهر ذلك اليوم"

لعل والدته سامحت روان كوربيت ....لكن ولف لم يسامحها فبشعرها الاسود ووجهها الفاتن وجسمها المغري كانت مسؤولة مباشرة عن موت اخيه غير الشقيق
ترددت لاورا ثم سالت"ولف.....هل لاحظت اي تغيير في طوني بعد الحادثة ؟"
اي نوع من التغيير؟
بعد صمت قصير بشكل غامض "لاحظت انه اصبح اكثر جدية .....واكثر....حدة؟"
عبس ولف واجاب "لقد عزوت هذا الى انه نجا باعجوبة من حادثة السير .....فالحوادث المماثلة تجعل المرء يفكر بجدية اكبر في مسائل مهمة ...ويبدو انها خطوة مرضية"
_اجل بالطبع.
واقفلت الخط بعد ان اخدت منه وعدا بتناول الغداء معها خلال الاسبوع
نظر الان الى الصورة وابتسم ابتسامة باردة قاسية مهددة اختلط فيها الترقب بالعدائية ....هذه المرة لن تنجو روان بالكدب والخداع
منذ ست سنوات اقعدته نوبة التهاب رئوي في المستشفى في الجهة الاخرى من العالم فاضطرت امه الى تحمل محنة التحقيق بوفاة اخيه من دون وجوده لدعمها عدم قدرته على حمايتها ترك في قلبه جرحا عميقا وهو الرجل الذي تدفعه غريزته دوما الى حماية النساء خاصة وان روان كوربيت كانت قد اختفت من دون اثر حين عاد هو الى نيوزلندة

لكن غزيرته هذه لم تكن تشمل المراة التي سببت لامه مثل هذا الالم ....وان اضطر الى انتزاع الحقيقة منها بالقوة .....او بالاغواء .....فسيفعل كل ما يلزم ويستمتع بما يفعله
كانت ان ....روان كوربيت ....قد دفعت طوني الى الجنون لكن ولف يعرف انه من طينة اقسى بكثير من طينة اخيه الضاحك الفاتن المفسود افرط دلاله والتقط الصوزرة ورماها في درج مكتبه وصفقه ليقفله بقوة وازدراء.
وبعد نصف ساعة ولشدة انشغاله بذلك الوج الوقور المثير الغامض اخد يشتم بصوت خفيض وترك الملف الذي كان يعمل عليه ومن دون تفكير اخد الصحيفة المحلية فلفته اسم روان
تنسارعت نبضاته ومال الى الامام ليركز على المقال الدي فتشه بدقة قبل ان يتراجع الى الوراء ليقراه مجددا احدى دور العرض في المدينة ستفتح معرضا الليلة مجموعة من الاواني الخزفية واللوحات والاعمال الزجاجية وبحسب كاتب المقالة كل المعروضات جيدة لكنه اشاد بالاعمال الخزفية وبالفنانة روان
ما من تفاصيل اخرى ...روان فقط
بدا الصحفي معجبا بالفعل ....
وتفحص ولف صورة احد الاعمال الخزفية ....كان شكلها انيقا وجمالها الاخاد يرضي شوقا داخليا الى الجمال
نظر الى القطعى بعينين ضيقتين مركزتين وهو يدعك مؤخرة عنقه بيد نحيلة هذه مصادفة غريبة لكن ولف رجل يترك حدسه يقوده الى القرار الصائب وحتى الساعة لم تخدله تلك الغريزة الغامضة ....ولقد اوصل احساسه الجريء شركة امه الصغيرة الى مرتبة عالمية رائدة في صناعة الالكترونيات
وساعده ايضا ذكاء هائل ودقة في اختيار الاستثمارات فضلا عن شيء من القسوة مع ذلك كان اخصامه يحترمونه وموضفوه يساندونه ويبدلون اقصى جهدهم . ....لكنه يتاكد من حصولهم على افضل ظروف العمل
لمس زرا وقال عبر جهاز الاتصال "سيدة فورست جهزي لي بطاقة دعوة لحضور المعرض الذي سيفتتح الليلة في معرض "واركنغ لايف"ارجوك"
قاومت روان توترا تملكها قارب حد الرعب ...وقالت بصوت رفيع "لا اريد الذهاب "
ونظرت الى صورتها المنعكسة في المراة ....من المذهل ما يمكن ان تفعله مواد التجميل المستخدمة بيد خبيرة
ردت عليها وكيلة اعمالها بوبو ليتك "سيفدك هذا لن تستطعي قضاء بقية حياتك مختبئة"
نظر روان اليها نظرة استغراب "انا لست مختبئة"
-انت متوارية عن الانظار مثل الناسك تدفنين نفسكط في ذلك المقهى الكئيب الصغير وترفضين الذهاب الى اي مكان ورؤية احد؟
وامتلا صوت بوبو بالسخرية "اوليس هذا باختباء؟"
-انا مشغولة بالعمل ...انت تريدين اوعية خزفية تبيعينها ...
قالت بوبووهي العملية دائما والتي لاحقت روان منذ سنة واصرت على ان تمثلها "اذن ...اشغلي نفسك بالبيع"
كانت بوبو ذكية مندفعة وصادقة الى حد القسوة ووكيلة اعمال ممتازة ...وهكذا اصبحت صديقة لها
ربتت على كتف روان وتابعت "انا اعرف نفسي فانا فاشلة في ما يتعلق بالبيع ....وهذه ميزتك القوية ربما من الافضل ان ابقى في البيت واتركك تقومين بالبيع"
-هراء الناس يرغبون دائما في لقاء الفنان وانت هبة من السماء لانك تبدين رائعة جدا
قالت روان بتزمت "انا لست صورة جدارية"
تنهدت بوبو لكنها تابعت باصرار "لا تقلقي ....عملك لافت بحد ذاته لكن فرانك العجوز رسم صورة مشرقة لك في الصحيفة ومن الخطا الا نستثمرها ....ونستخدمها انت عبقرية لكن لا يمكنك اكل الاواني الخزفية واذا كنت لا تردين العمل في ذلك المقهى لبقية حياتك فمن الافضل ان تحضري افتتاح اول معرض لك"
ردت روان" لديك خبرة مذهلة مع الكلمات"
وتفحصت صورتها في المراة عن كثب كان القميص الحريري بلونيه الاسود والذهبي هدية من بوبو وبدا متناسبا مع تنورتها السوداء الضيقة التي تصل الى كاحليها
-حسنا جدا .....ساحضر ....لكنني لا استطيع ارتداء هذا القميص ....انه شفاف جدا وجسدي ليس معروضا للبيع
رفعت بوبو عينيها الى السماء وقالت"والدك مسؤول عن كل هذا ....صدقا ....اوه...هذا القميص يعتبر محتشما في هذه الايام ....انا ارتديه كما هو "
ابتسمت روان "انت قادرة على المواجهة بشجاعة ....لكنني لا املك الجراة "
تنهدت بوبو واخرجت بحذر قطعة حريرية من احد ادراجها
-يا لهذه التضحيات التي اقوم بها هذه القطعة جديدة اشتريتها والاغواء في ذهني .....لكنني ساضحي بها .
نظرت روان اليها من دون ثقة "ما هذه ؟"
قالت بوبو بصوت اجش اعرف انك لا تعيشين في البرية ...فلاتتظاهري انها بلوزة من دون اكمام ولن يبدو منك سوى كتفيك الجميلين"
قالت روان ببساطة"انا لااستحقك"
خلعت القميص وارتدت البلوزة فغطت صدرها وخصرها النحيل ثم عادت وارتدت القميص فوقها ونظرت الى نفسها مجددا
شخرت بوبو محتجة "انت على ما يرام صحيح انك لا تستحقيني لكنك رائعة فتوقفي عن التدمر"
ضاقت عينا روان وقالت بلهجة تهديد "اتذمر ؟ابتسمي وانت تقولين هذا"
قالت بوبو بلطف "وهذه يا حبيبتي هي المشكلتك ....لا بد ان والدك كان رجلا رائعا لكنه رباك مثل اللواتي نشا بينهم ....لاتغضبي ....فانا واثقة من انه قام بما في وسعه لتربية ابنته وحده ....لكنه كان قديم الطراز ....قد تبدين مثيرة واستقلالية لكن تحت تلك القشرة الخارجية الغريبة تلوح فتاة بريئة صغيرة ذات الرداء الاحمر"
فغرت روان فمها وقالت "فتاة بريئة صغيرة ذات رداء الاحمر؟"

ابتسمت بوبو واخدتها بين ذراعيها "اعرف انك قادرة على هزيمة اي دئب يتقدم نحوك ....لكن كيف ستعرفينه بحق السماء؟"
كيف ....حقا ؟لقد حكمت على طوني من مظهره وتجربتهامنذ ذلك الحين لم تتسع كثيرا ....فالذعر من المشاعر المدمرة يمكن ان يحطمها ...وركزت على عملها الذي اختارته تتحدى قوتها في عمل يدوي .
التقطت بوبو حقيبة منجدة على شكل فراشة "الليلة انت لست روان كوربيت ناسكة الخزف انت روان عبقرية غامضة مثقفة"
وضحكت قبل ان تضيف "وستباع خزفياتها باسعار عالية لذا دعينا نخرجونبيع"
وبعد نصف ساعة كان كاس عصير يلمع في يدها وتاملت روان الحضور فلم تستطع كبت الذعر بين ضلوعها ....ما كان يجب ان تدع بوبو تقنعها بهذا ...كل هؤلاء الناس يرتدون اللون الاسودوكلهم يتكلمون بسرعة ويظهرون حنكة كبيرة وهذا ما وتر اعصابها للغاية
انها في السادسة والعشرين من عمرها ويمكنها التعامل مع كل هذا واذا لم تستطع فقد حان الوقت لتتعلم
قالت بوبو من خلفها "روان ...ثمكة شخص يود ان يلقاك"
شيء ما في صوت بوبو حذر راون ان هذا الشخص مهم ....وحضرت نفسها ثم استدارت
ووراء ابتسامة بوبو لاح ما يشبه اللهفة واعلنت "هذا ولف تالامانتيس"
التفتت بوبو اليه لكن عينيه الخضراوين القاتمتين كانتا مركزتين على روان .

ورفعت روان بصرها الى الوجه الخطير بخطوطه القاسية وقسماته الجريئة ....وضاعت في شعور عنيف فيما ارتعد جسمها اثارة وارتباكا ومع ان ولف تالامانتيس كان وسيما للغاية الا ان جادبيته المثيرة تاتي من داخله وليس من مظهره الخارجي
وامتد الذعر ليطال جسمها كله حين ربطت بين معنى اسمه وذكرى ما قالته بوبو سابقا من ان روان لن تعرف "الذئب اي "ولف"
عقد حاجبيه فوق انفه الذي اضاف الخطورة الى جادبيته
وافق ولف تالامانتيس بجفاء"اعرف"
خشونة بسيطة في صوته مرت كلمسة قماش خشن على بشرتهاواكمل "لكنه اسم عائلي"
قالت روان بفم جاف وبحذر "انا اسفة كان فظاظة مني ..لكن كلبي يدعى لوبو "
ارتفع حاجباه السوداوان وسال من تدمر "كلب بودل؟"
ضحكتمرة ثانية "لا...انه في الواقع كلب رعاة الماني كبير"
وتناهى اليها صوت بوبو تتابع بعناد"ولف هذه روان روان هذا السيد تالامانتيس مهتم بالرقم 47"
وانتظرت قليلا ثم حين لم يرد عليها احد منهما انتهت "القصعة الخضراء"
لزم روان كل شجاعتها لتجبر يدها على ان تمتد .....وقالت "كيف حالك؟"
وانكمشت بشرتها حين ضمت اصابع باردة نحيلة اصابعها قال بصوت متكاسل "روان ....لديك موهبة عظيمة"
وبقي ممسكا يدها وبدا لاذنيها المذهولتين انه يداعبها رغما عن ارادتها وانه اضطر لهذا بدافع اكبر من ارادته المخيفة وظنت روان انهات تشعر بالبرق يلمع حولها .
انتلعت ريقها وشدت يدها منه "شكرا لك "
واحست بالقلق لكلماتها المتوترة
....حصة هذا الرجل من الرجولية عظيمة فقد غمرتها بطاقة سوداء ....شيء ما يشابه العجرفة ظهر في شموخ جسمه الكبير القوي العضلات كما اظظظظظظهر ثقة بالنفس مكبوحة جعلتها قلقة وفضولية في موقف دفاع عن النفس .

وفجاة قالت بوبو "éهلا عذرتماني لقد شاهدت لتوي شخصا يجب فعلا ان اتكلم معه ".
التفت ولف اليها مبتسما "سنكون على ما يرام "
وظهرت التسلية في صوته ذي النبرة السلطاوية ....وعاد ينظر الى روان "الن نكون هكذا؟"
كانت عيناه الخضراوان مزينتين برشات من الذهب اللماع وكانها رقاقات ذهب في قعر عميق اما النظر اليهما فيولد احاسيس غريبة في احشاء روان تحذرها لتثق بحدسها وتهرب من ولف تالامنتس لان لديه القدرة على تمزيق عالمها .
قالت عاجزة "بلى"
وغارت انفاسها في حلقها وهي تلتفت بعيدا عن قساماته القاسية وتحاول ان تتذكر انها هنا لتبيع سلعها ....وسالت في محاولة بائسة لتبدو عملية "الرقم 47؟اجل انها قطعة رائعة"
ولم تستطع ان تفكر باي شيء اخر تقوله ما عدا ان الطلاء بلون عينيه تماما .
-انها قطعة رائعة جدا
وداعب صوته اطراف اعصابها فيما تاخرت نظراته على وجهها فاثارت نبضاتها وسرعتها .
انتفض قلب روان .....انه ماكر لكن طريقته المباشرة استدعت استجابة فورية جريئة من كل خلية في جسمها
وفكرت انه السحر الاسود 0...وادارت راسها بعيدا عن العينين الساحرتين وبحتث عن الرقم 47 ...دوقه جيد ...انها قطعة من افضل ما صنعت ....قالت وهي تبتلع ريقها "لقد تسليت بهذا الطلاء "
-وكان عملك ممتازا اين تعلمت صناعة الخزف؟
-في اليابان
ارتفع حاجباه السوداوان "وكيف حدث هذا؟"
هزت كتفيها تحاول تخفيف توترها وردت "كان الخزاف الذي اعجبت باعماله يعيش في قرية صغيرة قرب "نارا" لذا ذهبت لاتعلم منه "
احست وكانها تحت انوار كاشفة اذا اخترقها اهتمامه المركز واحست باطرافها تتشنج وببشرتها تنكمش وتصبح حساسة للغاية وامرت نفسها بحرارة محمومة "توقفي عن المبالغة في ردالفعل "
قال ولف بجفاء "هكذا ....فقط؟"
اعترفت بشبه ابتسامة "لقد رفض ان يتعاطى معي ...حتى انه رفض رؤيتي او رؤية اعمالي ....ولم المه ...كان احد كنوز اليابان الحية....بينما لم اكن سوى فتاة غريبة ...في الواحدة والعشرين فقط "
-وكيف اقنعته بان يقبل بك؟
نبرة صوته كانت حيادية لكن شيئا ما فيها ارسل قشعريرة خوف على طول ظهرها
تصلب ظهرها وقالت له "خيمت عند باب داره عند بوابة حديقته في الواقغ في النهاية حين راى انني جادة فعلا سمح لي بان اريه عملا لي لكنه حطمه وقال ان علي صناعة غيره ....وهذا ما فعلته ...وبعد شهر من صناعة الاواني ورفضه لها رضي بان يعلمني "
هز ولف راسه وقال "وهكذا اعجبه عنادك ...واكتشف موهبتك والا لتركك تمدين جدورك عند بوابته "
فاجاها دفء كلامه وقالت بفم يتكور محبة "كان كالجحيم ...كان يطلب المستحيل ويصر على الطاعة التامة"
-وهل وجدت هذا صعبا؟
اطلقت نبرة صوته نيران الاحاسيس في جسمها ...و رات انها اشبه باللذة التي تشعر بها حين يبدا الفخار بارضاء تصوراتها
راعها ان تتجاهل اي معنى لكلماته لمجرد الاحساس بالسعادة في الاصغاء الى صوته وركزت بشدة وقالت "كثيرا"
-لكنك تمكنت من كبح جماح استقلاليتك
-لم يكن امامي خيار اخر ويوم رفضت القيام بما طلبه وتابعت العمل وحدي قال اني تعلمت كل ما يستطيع ان يعلمني اياه وحان الوقت لارحل فتودعنا بشكل رسكي لكنني كتبت له اسبوعيا الى ان مات ...وبين الحين والاخر كان يرد علي .
-وكم سنة امضيت معه؟
-خمس سنوات
كان ولف تالامنتس يقف قريبا منها ...وكان وجوده يغزو حدودها فاخدت رشفة من العصير وتحركت الى الامام قليلا ثم استدارت جانبا
سالها ولف بتكاسل "هل انت مضطرة للبقاء هنا ؟"
واجفلها السؤال "ماذا؟"
نظر اليها نظرة حميمة طويلة ساخرة وخطيرة
-الى متى انت مضطرة للبقاء هنا في هذه المناسبة التافهة؟ولا تقولي لي انك تجدينها ساحرة ....كنت اراقبك وانت تشعرين بالملل ...هل تناولت العشاء؟
تشنجت لفكرة انها كانت مراقبة ....وقلقت لانه متبصر بما يكفي ليرى من خلال قناعها الاجتماعي وردت "لا...لكن....."
-تناولي العشاء معي
حدقت روان اليه ونبضها يضرب بثقل في اذنيها كل حدس انثوي لديها اصر عليها مرة اخرى ان ترفض وتلتزم بقرارها لكنها عرفت انها تتعامل مع قرصان ....والقرصان لا يقبل بكلمة "لا" كرد .
شعور بدائي اكثر من ان ما يبدو كاهتمام واعجاب بين رجل جداب جدا وامراة اعجبته عرضا له وجه اخر اكثر سوادا وبالرغم من التجاوب المتابدل والمشحون بينهما احست بعدائية مدفونة عميقا
لكن ....لعل هذا الاحساس نابع منها....
قال "كفى دهشة...لا بد انك تلقيت دعوات على العشاء من قبل .....حتى وانت في اليابان"
ردت بمكر "ليس من اشخاص لا اعرفهم "
ابتسم ابتسامة لا مبالية خليعة "لقد قدمتني اليك صديقة ....وهذا يرضي اكثر المرافقات تزمتا ...اذا كان امثالها لا يزال موجودا "
رمشت بعينيها "ساتناول العشاء مع بوبو ويمكنك ان ترافقنا ..."وتوقفت عن الكلام واحمر وجهها لانها كانت على وشك ان تدعوه
قال "سنسالها "
ونظر عبر الغرفة ...كانت بوبو تتحدث الى رجل يبدو انها تعرفه جيدا لكن بدا وكان نظرة ولف اخترقتها اذا استدارت بعد نظرة سريعة قالت شيئا لرفيقها وبدات تشق طريقها عبر الجموع نحوهما
حين وصلت قال بنعومة "دعوت روان لتناول العشاء معي لكنها قالت انها ستتناول العشاء معك"
ابتسمت بوبو باشراق "لقد تلقيت دعوة انا ايضا لذا يمكنكم الخروج معا لكن قبل ان تذهبي روان تعالي معي لتري جورجي "
وابتسمت لولف مضيفة "انه صاحب المعرض ...ويريد التحدث الى روان فهل تمانع؟"
قال بلطف اكبر "بالطبع لا "
لكن وفيما المراتان تتوجهان نحو جورجي احست روان بتاثير العينين الخضراوين على ظهرها
حي مالك المعرض روان واطرى عليها ثم اعلن ان اكثر من نصف المعروضات بيعت
ابعدتها بوبو بخبرة ودفعتها نحو الغرفة الخاصة في مؤخرة المعرض وتمتمت سرا "تحتاجين الى بعض المعلومات "
قالت بصوت هامس "اتعرفين من هو ولف تالامنتس؟"
-لا
وصدمت روان لانها وجدت نفسها تقلق من ان يكون شخصا مشهورا واكملت "يبدو اسمه مالوفا ..."
تنهدت بوبو "بالطبع ...انت لا تقراين الصحف"
قالت روان تدافع عن نفسها "انا اقرا العناوين في الصحف المقهى"
شخرت وكيلة اعمالها ومالت اليها "ليس كافيا اذا كنت لا تعرفينه ...واراهن ان سكان نيوزيلندة كلهم يعرفونه ...فهو الفتى المحلي الاكثر شهرة ومن دون منازع"
قالت روان متوتر "اذن ...اخبريني من هو؟هل هو نجم غناء ام نجم سينما ؟شخص شرير؟

روايات احلام / عينان قاتلتانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن