ما ان فتحت روان عينيها حتى هبت جالسة اين هي الان ؟وفجاة عاودتها الذكرى انها على اريكة في منزل ولف ...حيث تركها البارحة واوى الى غرفة اخرى .
ولف ....ةلف تالامنتس
ليلة امس سمحت لهذا الرجل بان يعانقها ويضمها وهو رجل لم تعره سوى منذ ساعات ...رجل اكثر ثراء وكثر فثنة من طوني
دعوته لها على العشاء ليست عذرا كافيا ولا رؤية السيدة سيمبسون صدفة في ردهة ..فقد اراذت ان يعانقها ولف منذ التقته ولان هذه الامسية كانت مقتطعة من الزمن ومسروقة من الحياة فقد تمسكت بالفرصة لكن الامر لم يتم كما ارادت هي
من السهل جدا الوقوع في حب ولف تالامنتس حب عميق لاشفاء منه ...ما عايها سوى ان تتذكر المعلومات التي همست بها بوبو لتعرف ان ما من شيء مشترك بينهما عدا جنون الرغبة في لحظة جنون ...فعدا عن ماله الوفير وسلطته المهيب لن يتزوج امراة لا تجد السعادة اللا حين تغوص حتى المرفقين في الطين لتصنع الاواني الخزفية .
وهي لاتريد علاقة غرامية وادركت بسخرية مريرة انها قد تشعر بشيء من التملك نحو ولف ...لا ليس كما كان طوني يفعل ...لكنه سعور يكفي لاذلالها ..
حان وقت الرحيل ....وحضرت نفسها للرحيل سريعا ومن دون ضجة..
استيقض ولف بصمت وهدوء وحين سمع جلبة في غرفة الجلوس سارع بالنهوظ ووصل الى الغرفة حيث ناداها .
وردت بصوت رفيع "نعم"
التفتت اليه فراته واقفا في البيت يحدجها بنظرات ملؤها التساؤل .
سال بصوت اجش مثير "ماذا تفعلين؟"
فردت بقسوة "انا ذاهبة "
لكن هدوؤها تخلى عنها حين بدا يتحرك.
-لا....لا....عد الى النوم ساطلب سيارة اجرى .
-ساوصلك الى البيت
-لست مضطرا.
كرر "ساوصلك الى البيت "
وعندما ظهر ولف مرتديا ملابسه كانت قد ارتدت قميصها الذي غسله بالامس وراحت تفتش عن حقيبة يدها التي تحتوي على المشط .
قال باختصار "انها على الارض قرب الاريكة "
اخدتها وادارت له ظهرها ....كشرت ومررت المشط من دون رحمة في شعرها الاشعت وحين عاد الى الغرفة عرفت انه غاضب ....وغضبه هذا ليس نارا سرعان ما تزول بل غضب عميق حارق .
سالته بلهجة رسمية "هل نذهب؟"
لم يجبها مما جعل الامور اكثر سهولة وبصمت نزلا في المصعد الى موقف السيارات حيث صعدا بصمت في سيارته وبعد ان اعطته عنوان بوبو قاد السيارة من دون ان يتكلما في الشارع المبتل بعطر الربيع .
عندما توقفت السيارة الكبيرة امام المبنى السكني سالها "هل لديك مفتاح؟"
-اجل ....شكرا لك
قال من دون مقدمات "يجب ان نتكلم ....ساتصل بك بعد ظهر الغد"
-انا ....لا حاجة ان ......
قال "روان ...اما ان نتكلم غدا او اعيدك الى بيتي ونتكلم الان "
لكن اللهجة اللطيفة لم تخف التهديد االكامن من وراء كلماته .
فردت بحرارة "لن اعود معك الان ....حسن جدا ساكون هنا بعد ظهر الغد "
سار معها الى الباب وودعها بادب ثم تركها بعد ان دخلت الشقة .
عندئد عاد قلبها يخفق من جديد وملات انفاسها رئتيها ....احست بالضعف فجاة فترنحت لحظة قبل ان تستجمع عزمها وتدخل الى الشقة على رؤوس اصابعها .
في الغرفة الصغيرة التي تعتبر غرفة ضيوف ومكتب بوبو معا استلقت روان في السرير .
لماذا كان غاضبا هكذا ؟هل لانه فقد تلك السيطرة المخيفة على نفسه وهو معها ؟
لا تستطيع ان تصدق انها تصرفت بمثل هذا الاستهتار فهذه من اغرب التجارب التي عرفتها طوال حياتها ولن تستطيع فهمها....
وشكت في ان يفقد ولف عادة سيطرته على نفسه كما حصل ليلة امس ...وغطت اخيرا في نوم مضطرب والافكلر المتضاربة تضج في راسها.
استدارت بوبو حين دخلت روان المطبخ في الصباح التالي وقالت "حسنا جدا....اخبريني ...."
تمكنت روان من ان تبتسم ابتسامة ضعيفة واجابت "انا لا اخبر احدا بما افعله عادة"
-اجلسي ....اجلسي ....انت بحاجة الى شيء من الكافيين
صبت القهوة وقدمتها لها وعيناها تضجان بالاهتمام .
سالت "ما الامر؟ولا تقولي لي انه سيء لانني لن اصدقك "شربت روان بعض القهوة وتمكنت من الابتسام "حسن جدا .....لن اقول لك"
عبست بوبو وجلست على كرسي اخر امام الطاولة الصغيرة وسالت باهتمام "هل تشعرين بالسوء ؟"
وبعد ان ابتلعت المزيد من القهوة استسلمت روان لاغراء الافضاء بسرها .
-كنت حمقاء ...اعني الخروج مع رجل لا اعرفه ولم اره من قبل هذا جنون .
-ولماذا؟اذ كنتما قد استمتعتما فما المشكلة؟
احمر وجه روان "لم نصل الى ذلك الحد"
هزت بوبو راسها وقالت بحنكة "جيد ....استمعي الى اختك الكبيرة ....لقد حان الوقت لان تكبري ....ان ولف رجل رائع ونظرة واحدة اليك جعلته لا يراني "
قالت روان متعبة "اشك في ان اراه مجددا"
نظرت بوبو اليها بخبث "وهل يريد هو ان يراك مرة اخرى ؟"
قالت روان بتجهم "على الارجح سيعتذر ....قال ان علينا ان نتكلم"
كانت تريد ان تطمئن اكثرمن اي شيء اخر لكن بوبو قطبت "لايبدو لي هذا جيد ....لكن لو ولو لم يكن مهتما بك لما فكر بالاتصال مرة اخرى ...لابد انه مهتم بك "è
-حتى ولو كان مهتم ...لن ينجح هذا
ارتفع حاجبا بوبو وسالت "ولماذا لا؟"é
ضحكت روان وردت "لا ارى نفسي صديقة لبليونير ...هل تستطيعين رؤويتي هكذا ؟"
قالت بوبو بحدة "توقفي عن هذا فورا استطيع ان اراك اي شيء تريدين ان تكونه ....روان لا تعودي راكضة الى "كوراباي"...على الاقل اعطه فرصة "
وصمتت تبدو خجلة من نفسها فابتسمت روان ابتسامة جافة وقالت "لن افعل ما لا يناسبني حتى ولة من اجل العشرة بالمائة حصتك "
ونظرنذت الى فنجان قهوتها مضيفة "هذا غير مناسب لي ....اتنه خطا ويخفني ...انه كل ما اقسمت الا اختلط به
تنهدت بوبو "اعتقد انك وقعت في حبه وهذا يحدث وما عليك ان تفعليه هو ان تشدي عزيمتك وتجدي شخصا اخر هل حاول والدك ان يقنعك بان لكل واحد منا رفيق عمر وان على المرء ان ينتظره؟"
تذكرت روان الرجل الذي لم ينظر الى امراة بعد ان ماتت عروسه وهي تلد ابنته وقالت بهدوء "لا"
هزت بوبو راسها قائلة "لكن هذا ما ترغبين فيه وما نرغب فيه جميعا لكنه لن يحدث يا روان ....من يبحث عن رفيق الروح هو شخص رمانسي ...ولف تالامنتس ليس من هذا الصنف ...انه اقسى من ان يؤمن بالقصص الخرافية الجميلة ...وما حدث لاخيه ابعده عن مثل هذه الامور الى الابد"
واضافت حين رات نظرة روان المتسائلة "انها فضيحة قديمة .لقد اطلق النار على نفسه لانه لم يستطع الحصول على الفتاة التي يريدها روان ....روان .....ما الامر ؟"
سالت روان وقد ابيضت شفتاها "هل تعرفين ....اسم شقيق ولف ؟"
-لا اعرف ....بلى ....بلى ....اعرفه انه اخوه من امه ....طوني سميسون ....تذكرت هذا لانني كنت اخرج يومها مع طوني ويذرلي .
غطت روان وجهها بيديها وهمست "طوني سميسون ...اوه ...يا الهي "
واحست ببرودة الثلج ةتثقل قلبها صدمة ورعبا .
ابتلعت بوبو ريقها بصعوبة وهمست "انت؟ انت هي الفتاة؟لا......كنت لاتذكر اسمك "
فقالت روان بصوت رفيع "روان هو اسمي الاول .....لكن والدي كان ينادني دائما باسمي الثاني "ان" لا اعتقد انه كان قادرا على تحمل اسم روان لان امي اختارته قبل ان اولد ...وقررت ان ادعو نفسي روان بعد ....فيما بعد "
وقفت بوبو مصدومة واحتضنت روان بقوة قائلة "يا لهذه المصادفة الفظيعة وانت وولف تعرفان الامر "
جمد الرعب الدم في شرايين روان هل كان يعرف ؟حاولت ان تتذكر لحظة رات السيدة سميسون في الردهة ...اين كان ولف ؟ خلفها ...تخفيه النبتات والاعمدة الرخامية ...وما ان ارتدت روان خائفة نحو المطعم حتى لحق بها ولم ينظر الى الخلف ...كان كل اهتمامه ينصب عليها .
لا....لايمكن ان يكون قد راى امه او سمعها وبالتاكيد ما كان ليغازل روان لو عرف هويتها ...احست بارتياح سخيف وقالت بصوت رفيع "لا لم نكن نعرف "
تراجعت بوبو الى الخلف تنظر اليها بقلق وسالتها "وهل ستقولين له ؟"
-والدته تلومني على مقتل طوني لذا فانا اعتقد ان ولف يلومني ايضا .
تخلت عن الاحلام التي بالكاد راودتها واكملت "بوبو ....يجب ان اعود الى بيتي ...لكن لو فعلت فسيرغب في ان يعرف مكاني "
بدا ان بوبو تتحرق شوقا لطرح مزيد من الاسئلة لكن شيئا في وجه روان منعها وبدلا من ذلك اصبحت عملية ونشيطة .
-حسن جدا ...ساوصلك الى المطار ...يمكنك تحمل كلفة السفر جوا 0....لقد بعنا اعمالك كلها ايلة امس وحصلت انت على ما يكفي من مال لتشتري بعض الطلاء النادر الغريب للخزف ..انهي قهوتك ووضبي اغراضك بينما اهتم بتذكرة سفرك .
-اكره ان اتركك تواجهين ولف .
-لا تقلقي ...استطيع مواجهة اي كان ....وقد القي شباكي عليه
كتمت روان غيرة عنيفة وابتسمت ابتسامة زائفة "ارجوك ....لا تعطه عنواني "
وانتظرت الردج متوترة فوعدتها بوبو "لن افعل "
*********
بعد ثلاثة اسابيع وبينما كان ولف ينظر الى السماء تندر بالمطر تمتم بسخرية "موقع مناسب يا روان ...بري جميل بشكل غير عادي "
لو كان يؤمن بالخرفات لتاثر حين راى البرق ينتقل من غيمة الى اخرى بعد ان تلفظ باسمها لكنه لا يؤمن بالخرلافات ...ومع قصف الرعد وتردد صداع في الافق انشغل باليخت وهو يحاول تجاوز ريح شديدة اخرى .
بحسب الخرائط يجب ان يصل الان ...اجل...ها هي التلال المغطاة بالشجيرات الصغيرة الكثيفة والمنعطف الذي يشير الى المكان الخطير الذي تختبىء فيه روان .
كانت السيطرة على الدفة شبه مستحيلة في هذه العاصفة التي تصب وابل مطرها ...ووجه المركب نحو الخليج الصغير مبقيا عينا حذرة على تغيير الريح والتيارات والصخور في مثل هذه الظروف الخطرة الابحار يثير حماسته وبهجته لكنه لا يحب التهور ...ومع ذلك حين ظهر المناء امامه سمح لابتسامة قاسية من الرضى العدائي ان ترتسم على وجهه .
توقف المطر فجاة كما بدا ....وسمح للشمس المتسللة ان نغسل البحر والشاطىء بوهجها الاصفر الحزين ...وشق المركب الماء باتجاه الشاطىء الابيض الشاحب ...وبعيدا عن الصخور المنخفضة المغطات باتلشجر راى منزلا مختبئا ...صغيرا وقديما ويحتاج فعلا الى طبقة من الدهان .
انه منزل روان .
من زاوية عينيه لمح ولف حركة علة الشاطىء اجل حتى من هذه المسافة استطاع ان يتعرف عليها ...خرجت من بستان يحد الشاطىء ..وضيق عينيه فلاحظ كلبا يسير في اعقابها وبندقية صيد على ذراعها ..ارتسمت ابتسامة ساخرة على فمه اذن فنانة الخزف المغوية خرجت لتصطاد ...الارانب على الارجح ثقتها وهي تحمل البندقية كانت مسمار اخر في الصرح الذي بدا يبنيه حولها .
لم تكن قد خطت خطوتين حين رات اليخت ومن دون ان تلتفت اليه استدارت برشاقة واختفت بين الاشجار تاركة الشاطىء فارغا يردد صدى فراغه .
ابتسم ولف مرة اخرى وتخيل انه قادر على الاحساس بغضبها واستيائها مثل هبة ريح عاصفة تجتاز الماء لتضربه بقوة بدائية لكن هذه المرة لن تهرب منه .
حين دوى الرعد مجددا خلف التلال المعتمة نظر ولف بسرعة الى الخريطة ووجه اليخت نحو الريح ...وكسيدة انيقة استجاب اليخت على الفور لتصرفه الماهر وخلال ثوان طوى الشراع الامامي ورمى المرساة .
اقشعر جسمه وكان الطبيعة تحذره من انه لا يزال تحت المراقبة وهو يتاكد من سلامة اليخت فكر بالقصعة التي اشتراها من المعرض ...والتي تحمل الرقم 47.
بطريقة ما عملت روان في الطين لتبتدع تجربة عاطفية فريدة .
وبدافع مجنون دفع ولف ثمنا باهطا وعرض القصعة في منزله لتذكره في كل مرة يراها فيها ان المراة التي صنعتها مسؤولة عن موت اخيه ...وبسببها اصيبت امه بالذبول .
قد تكون روان كوربيت نابغة في التعامل مع الخزف والمراة اللتي كاد تجاوبها اللعين معه يفقده عقله ... لكنها ايضا اقرب الناس الى القتلة .
و هذا ما يجعل عدم سيطرته على نفسه معها امر غير مسؤول خاصة و ان ماساة طوني موجودة لتحذره مقدما.
لقد شك في انها عرفت حقيقة هويته .... فقد كان طوني يتبجح بانجازات اخيه ....كما ان رحيلها المفاجئ مثير للارتياب و كدالك تململ وكيلة اعمالها حين سالها عن عنوانها .
سيكون مثيرا للاهتمام ان يعرف ما اذا تعمدت استخدام جمالها لتهدئته قليلا .
لو انها فعلت فقد اساءت تقديره و فهمه فهذه ليست المرة الاولى التي ترمي فيها امراة بنفسها عليه بدافع خفي ... و لو انه لم يشعر من قبل بمثل هذا المزيج من الغضب و السخط و الازدراء نحوها و نحو نفسه اصبح الان منيعا ضددها و لن يتاثر بوجودها قربه ... لقد منع نفسه عنها في المرة الماضية و سينجح هذه المرة ايضا .
انزل المرساة و نزل الدرجات الثلاث الى الكابين في الاسفل حيث التقط منظارا عسكريا و اخذ يراقب المنزل .
كان المنزل قديما بسقف منحدر و شرفة تمتد على طول واجهته ... بدا معزولا خلف اشجار ضخمة تتعلق بعناد بالصخور و جدورها الطويلة القوية يغسلها رذاذ الماء .
و بعد تفحص دقيق و سريع للمكان عامة اعاد ولف نظرة الى حيت اختفت روان .
حركة سريعة جعلته يدير منظاره نحو الجهة الاخرى من الشاطئ ... اجل .... ها هي و الكلب الالماني الضخم يركض خلفها و هي تتجه نحو بيت صغير عند اسفل الصخور .
تدفق الاندرينالين في عروقه و تقلصت عضلاته لجزء من الثانية فيها تحركت في داخله قوة جامحة ... لكنه ضبط مشاعره و ابتسم من دون مرح و هو يرمي المنظار فوق المقعد.
تجمعت غيوم عاصفة مجددا في الافق لكن الريح كانت قد خفت و تركت الجو ساكنا مثقلا ... رفع ولف وجهه الى السماء في تواصل صامت مع قوى الطبيعة الحرة .
شعور غريب جعل اعصابه تتشنج و لزمه كل تركيزه ليبقى هادئا و لئلا يتحرك و يتبادل النظر مع امراة تراقبه من وراء ستار الاشجار .
تذكر شكل عينيها حين رفعت جفنيها المثكلتين الكسولتين و تلفضة باسمه .
لا عجب في ان يكون طوني قد سحر بثلك العينين الغاويتين و بذالك الفم... و كتم ولف ما اعتمل في قلبه ... عينا روان تحملان اسرار خطيرة لكن بعد ان فهم مدى قوتها اصبح مسلحا ضدها
منذ ثلاثة ايام قابل طبيبة لاورا سمبسون التي قالت ببساطة "لم يعد لدي ما اقدمه ... لقد جربنا كل شئ "
لكنها لا تعاني من اي علة جسدية ؟.
و تحركت الطبيبة دونما ارتياح " لا نعرف ... لكننا نعرف اننا لم نجد اية علة ... و حالتها لا يسهل تشخيصها و الضغط النفسي مهم جدا في هذه المسالة "
و نظرت الى وجه ولف قبل ان تضيف " و ليس من المحتمل ان تموت " .
فرد ولف بقسوة " من الافضل ان تموت .... لقد كانت سعيدة و مليئة بالنشاط تتلهف كل صباح للاستيقاظ ... اما الان فكل شئ تقوم به يتطلب منها جهدا عظيما " .
شد حبل القارب الصغير المربوط خلف اليخث و نزل اليه كان يعرف انه سيبدل اي جهد و سيقوم باي عمل لتلتقي روان كوربيت بامه و تعطيها المعلومات التي تحتاجها يائسة حتى لو اضطر الى خطفها .
و ما ان وصل الى الشاطئ حتى كانت تتقدم نحوه و كلب الرعات الالماني يسير خلفها ... المراة و الكلب متصلبان بعدائية ... لم ير اثرا للبندقية لا شك انها اخفتها في غرفة المراكب .
تذكر و هو يبتسم من دون مرح انها بارعة في الفنون القتالية ... لكن سيلزمها اكثر من قفزات خيالية لتواجهه .
كان الضوء الاصفر الغريب قد تحول الى نور لطيف صيفي جعل الرمل بلون الذهب و حول الماء الى لون ازرق داكن لامع و انار المطر اللذي استقر على الاشجار فلمع كالفضة و كانه في غابة مسحورة .
منظر رائع ... لكنه ليس هنا ليستمتع بالمناظر ... نزل ولف من القارب قبل ان يصل الى اليابسة ثم امسك الحبل و سحب المركب الصغير فوق الرمال نبح الكلب الكبير و قفز باتجاهه بعدائية ... فاستدار ولف بحركة رشيقة ليخفف من صدمة جسمه الضخم ... انه قادر على التعامل مع الكلب .
قالت روان بحدة "ارقد" و اتسعت عيناها في وجهها الشاحب .
و على مضض عاد الكلب اليها و رقد قربها مع ان نظره لم يفارق وجه ولف .
بسعادة باردة قاسية و مترقبة وقف ولف حيث هو .. مجبرا اياها على ان تتقدم نحوه و شعر بهذا كامتياز له ... شئ يحتاج اليه ...ةاعتصرت يد خفية احشاءه لكنه قاوم شحنة قوية من القوة و الاثارة .
لقد فقدت بعضا من وزنها ... مع انها اخفت ساقيها الطويلتين الرائعتين و خصرها النحيل تحت كنزة قديمة مبقعة بالطين و بنطلون بلون الخردل حول لون عينيها الى ذهب خالص و بعثرت هبة ريح شعرها فوقعت خصلة منها على وجهها الذي بدت عظامه اكثر بروزا مما كانت عليه منذ ثلاثة اسابيع .
و هاجمت ولف ذكرى تلك الليلة و هو يضمها الى صدره فاجتاحت صدره حرارة مفاجئة لكنه عاد و تمالك نفسه و سيطر على انفعالاته .
راح الكلب يسير جيئة و دهابا خلفها و هو يكشر عن انياب ضخمة و كانه يقرا افكار ولف .
و بصوت منخفض امرته روان بالبقاء مكانه ... و توقف على بعد ثلاثة امتار عن ولف و قد امتزج الذعر و الفرح و الصدمة في قلبها .
يا للشجاعة ولف تالامنتس ... معضم الرجال اللذين يواجهون "لوبو" و هو في مزاج عدائي يقومون بما في وسعهم لابتعاد عنه و قد اظهرت الثقة الباردة في وقفته لروان انه واثق من قدرته على التعامل مع لوبو .
هل عرف من هي ؟ و سرت في جسمها موجة ارتياب جعلتها تضاهي الثلج برودة لكنها قابلت عينيه من دون خوف و سالته "ماذا تريد ؟"
نظر اليها بعينين هادئتين غير مقروئتين ورد "اريد ذلك الحديث الذي هربت منه "
تسارعت نبضات قلب روان لكنها سيطرت على اثارتها وقالت"ليس لدي ما اقوله لك اعتقد انني اوضحت هذا جيدا "
-اتسال ما الذي جعلك تظنين ان من السهل التخلص مني ...لدي الكثير لاقوله لك
غضن العبوس جبينها ....لم تكن تعرفه في هذا المزاج وبدا لها مخيفا تتفجر منه طاقة شريرة اطلقت اجراس الانذار في عقلها ....لثلاثة اسابيع استعادت ذكرى كل لحظة قضياها معا ...حتى انها تخيلت لقاءهما مرة اخرى حيث اصغى اليها وهي تخبره ىعن موت طوني وتفهم ما حصل .
لكن الخيال يجعل المرء مغفلا بطريقة ما عرف من هي ....وبراس مرفوع وكلها امل الا تكون بوبو قد اخبرته شيئا قالت "لا"
وراقب ولف الكلب لوبو وهو يتقدم مكشرا عن انيابه ...انه وحش كبير غيور انه يعي اكثر منها الخطر الذي يمثله الدخيل .
.وفكر ولف في انه مع الوقت قد يصل الى نوع من ةالصداقة مع الكلب ....لكن الصداقة مستحيلة مع روان مع ذلك ومن وراء الحاجز الثلجي الذي احاطت نفسها به ىاحس بدلائل سرية تشير الى مشاعرها ....دلائل راح جسده يتجاوب معها في توقيت غير مناسب ابدا .
قال بدافع خفي "هل تذكرين ان ثمة نقاط مشتركة من حيث الالوان بينك وبين كلبك؟شعر اسود مظلم مثل قبور الجحيم وعيون وكانها احجار كريمة سمراء محمرة هل هو من العائلة ؟"
فيما بعد سيحاول ان يفهم ما يحاول ان يفعله لكن الدهشة التي ظهرت في عينيها كانت مكافئة له .
قالت ببرود "لا اجد هذا مسلبا ...اجوك ارحل من هنا "
ابتسامة كانت افرب الى العدائية حين قال بلطف "ليس قبل ان نتكلم عن الايام الماضية "
شحبت فجاة واخفى جفناها المثقلان عينيها الساحرتين وسالت "الايام الماضية ؟."
وتمكنت من السيطرة على نفسها لتضيف "ليس لدي ما اقوله لك "
تقدم ولف نحوها قائلا "بينما انا لدي ما اقول ....لدي الكثير وسوف تستمعين الي é"
ارتجف لوبو بتحد غاضب لكنه لم يتحرك من دون اشارة من روان .
قال ولف وهو يرفع نظره اليها لياسر نظراتها "انه مدرب جيدا هل ستعطيه الامر الذي يتلهف لسماعه ؟"
وجمد الغضب البارد صوتها "ليس في الوق الحاضر "
رمت الكلمات بحدة لانها لن تتمكن من اعطاء هذا الامر للوبو وولف يعرف ذلك ثم اضافت "ساسمع ما ستقوله اولا "
سالها بوضوح وازدراء "لماذا لم تردي على رسالة امي ؟"
انتهى الفصل الرابع
أنت تقرأ
روايات احلام / عينان قاتلتان
Romanceالملخص : منذ خمس سنوات وولف تالامنتس يفتش عن روان كوريت لكي ينتقم وحين عثر عليها اكتشف انها كما توقع رائعة الجمال ساحرة الى حد القتل! لكن براءتها صعقته وحيرته فاضاعت مقاومته ...... وكما ظهرت في حياته فجاة عادت واختفت لكن ولف لن يستسلم بسهولة بل سيب...