الفصل التاسع (الحقيقة المرة)

3.2K 78 1
                                    

سارت روان الى دولاب الخزف براس منحني وقالت "حين التقيت طوني في "كوكسفيل"اعجبني فعلا ....لكن...."
سال ولف "لكن ماذا؟"
فتحت روان يديها بحركة سلبية "بعد فترة قصيرة ....انا....اصبح.."

-اصبح ماذا؟
حين لم ترد اصر "اخبريني ....اللعنة عليك "
تمتمت "اصبح انفعاليا جدا "
لم تتمكن من ان تجد كلمة افضل فرد بصوت بارد منتقد "انفعالي ....طوني ؟يجب ان تكون قصتك افضل روان لقد كان طوني مرحا سعيدا ممتعا طوال الوقت ....واشك في انه كان يوما انفعاليا ....حتى بعد الحادثة كان يمزح طوال فترة تماثله للشفاء "
-هكذا بدا في البداية

ونظرت حولها الى عملها الى الغرفة المالوفة التي اصبحت الان مختلفة لان ولف واقف فيها
-حين ذهبت الى اوكلاند كان قد تغير
-تغير ؟
حركت كتفيها محاولة التخفيف من توترهما .
-بدا انه يعتقد ان له حقوقا حقوق لم اكن مستعدة ان اسلم بها
-اي حقوق؟

-حقوق على حياتي اراد ان يعرف اين انا طوال الوقت وماذا افعل ومع من في البداية سرني هذا لكنني بدات اكره الطريقة التي كان يرغمني فيها على تقديم التقارير له ولم يتقبل فكرة ان ما افعله مهم بالنسبة لي حقا كان يتصل بي ليقترح قضاء يوم في الميناء او في "كوينزتاون " او عطلة نهاية اسبوع في استراليا وحين اقول له ان لدي عملا يغضب ويرفض الكلام معي ...وبعد شهرين لم اعد احتمل فقلت له انني اعتقد ان الوقت حان لتهدئة الامور قليلا .
التوى فم ولف وسالها "بما انك كنت باردة بما يكفي لتتخلي عنه فلماذا لحقت به الى اوكلاند؟"
-انا لم الحق به الى اوكلاند ....لقد سبق وقلت لك هذا لماذا لا تصدقني ؟

-لان طوني قال العكس
استدارت روان بحدة ووجهته بعينين كنار ذهبية في وجه ابيض عنيد "وطوني لا يكذب ابدا؟"
-لم يكذب علي
اغمضت عينيها ثانية وفتحتهما بثباث "لطلما كان لطيفا واعتقد انه اراد حقا ان تصدقه "
ولم تكن تعرف ما اذا صدقها ولف ام لا ....قالت في سرها انها لا تهتم لهذا
-رجل مثلك يمكنه بكل تاكيد ان يتحقق من انني قبلت في كلية الفنون قبل ان التقي طوني

بدا من نظرة ولف الخضراء الباردة انه لم يصدق كلمة مما قالته....حسن جدا لقد اراد الحقيقة ولسوف يحصل عليها
اضافت بتهور "كنت اريد من الحياة اكثر من العبث مع مدلل فاسد "
قال ولف بلهجة لا تنازل فيها "اجل كان مفسودا لكنه بالتاكيد لم تنقصه الصحبة الانثوية فلماذا التركيز عليك ؟"
-لااعرف ....لكن حين رفضت الخروج معه بدا يلاحقني
وبدا النبض في عنقها يتسارع وهي تتذكر الخوف الذي اخذ يخيم على حياتها
علق ولف "يلاحقك؟"

وكانت النظرة التي رافقت السؤال تقارب الازدراء
-لقد المحت الى هذا من قبل ....ولنا لا اصدقك
سارت روان الى النافدة وفتحتها على مصراعيها ..واخدت نفسا عميقا من الهواء النقي وقالت بصوت متقطع "لست ادري كيف اصف تصرفاته كان يتصل ليل نهار ببيت الطلبات ويسال عني وكان يعرف دائما اين اذهب وماذا افعل ..واذا خرجت ليلا يكون في انتظاري او سرعان ما يلحق بي وكان يرسل زهورا وهدايا ...فاعيدها اليه ويكتب الرسائل مئات الرسائل "
شيء ما في وجه ولف جعلها تتوقف وسال "هل لديك اي من الرسائل تلك ؟"
ارتجفت "لا ....احرقتها "

-اذن ما من دليل ..ومن الافضل ان تقصي ثقصة افضل من هذه ..لقد قلت ان طوني كان فاسدا ..وبالتاكيد لم تكن النساء ينقصن من حوله ولا يمكن ان يقضي الكثير من وقته وجهده على امراة خدلته .
اخر ذرة لون اختفت عن وجهها وصرخت "ولماذا اكذب ؟ ساعطيك اسماء صطيقاتي اللواتي لفضي اليهن باسراري "
فقال بعناد حاقد"واللواتي على الارجح سيكذبن علي من اجلك"
احست كانها تنطح جدارا صلبا واجبرت الكلمات على ان تخرج من فمها "لقد اعتبرت انني مجنونة لشدة توتري ...وكن يسمينه اخر الرومانسيين ذوي الدم الاحمر ...حتى والدي احس انني اصنع من الحبة قبة "
وسكتت تشعر بالعرق ينصب منها وهي تتذكر خوفها المتصاعد وعدم قدرتها على منع ملاحقة طوني الثابتة الصبورة التي لا ترحم لها
وقطب ولف "تابعي"

اصراره الخالي من الشفقة اجبرها على ان تعترف "لم يقل ما يمكن ان يفسر على انه تهديد لكنه حاول ان يستولي على حياتي وان ياخدني الى مكان يضع له حدود ويتخد فيه القرارات "
وبصوت مرتجف اكملت "اعرف ان هذا يبدو مثيرا لكنني احسست انه اراد ان يحبسني في سجنه الخاص لقد جعل حياتي بائسة اخد صورا لي بعدسات مكبرة وارسلها لي ..فاحسست انني مراقبة طوال الوقت حتى في الحمام"
ولاحظت ازدياد عبوس ولف فاستدارت الى النافدة واخدت نفسا عميقا مرة اخرى قبل ان تتابع "في عيد ملادي الواحد والعشرين اقنع اثنين من صدقاتي بان يقيما حفلةوكان علي ان اتظاهر بالاستمتاع بها ..."
حينداك شعرت بخوف حقيقي لان ابتسامة المشرقة واللمعان في عينيه كانا يخفيان امرا اكثر سوءا واكملت بصوت مرتفع "في منتصف الامسية وامام الجميع اخرج خاتما وركع على ركبتيه وطلب يدي "

وصمتت وارتفعت يدها الى عنقها وهي تشعر كمن وقعت في الفخ وبدات قطرات العرق البارد تتجمع على جبينها
سال ولف بصوت لا يلين "وماذا فعلت ؟"
استجمعت قوتها ووجدت صوتها لتقول "حاولت ان احول الامر الى مزحة لكن حين امسك يدي وبدا يدس الخاتم بالقوة في اصبعي ..قلت لا "
قال ولف من دون ام يلين " وماذا حدث ؟"
نظرت اليه نظرة سريعة والتقت بعينيه الباردتين "حول الامر الى مزحة كبيرة ...لكنه كان يغلي غضبا من الداخل وبعد ذهاب الجميع جرى بيننا شجار شنيع ..وفي النهاية ..بكى وتوسل الى الا اتركه ووعدني ..."
وتلاشى صوتها فقال ولف بخشونة "بالمال؟"
-اجل

ونظرت الى الاصبع الذي امسكه طوني والمها بينما كان يحاول دس الخاتم الالماسي الضخم فيه وبصوت مختنق تابعت "ولم يستمع الي ...كان كمن به مس واخافني "
لماذا ؟لانك تعديت الحدود ؟
نظرت اليه بارتباك وسالته "ماذا تعني ؟"
قال بسخرية "اعني....بما انك عذبته الى درجة لا يحتملها اي رجل خفت حين فقد السيطرة على نفسه ..ولا شك ان والدك حذرك من اغضاب الرجال وقال لك ان واحد منهم سيلقنك درسا عاجلا ام اجلا "

وبقبضتين مشدودتين خطت روان خطوة نحوه ..كانت غاضبة الى حد انها بالكاد فهمت الكلمات التي تجمعت في داخلها لكن لماذا تلومه ؟حتى والدها وقع تحت سحر طوني ...وها قد ربح طوني مرة اخرى .
اخمد فقدان الامل غضبها وقالت "اعرف انك تجد هذا صعب التصديق ..."
-صعب ؟في الواقع انا معجب بقدرتك على الاختراع
واكتفت روان هذا الصباح عرض عليها هذا الرجل المال ...مبلغ ضخم يكفي لتامين مستقبل لها ...فلماذا بحق السماء تحاول ان تسهل الامور عليه ؟

قالت بوضوح "يبدو واضحا ان ليس لديك فكرة او رغبة في ان تفهم كم هو مرعب ان يحاول شخص ما سلب حياتك ويجبرك على التناسب مع قالبه وعلى ان تكون كما يريد وتفعل ما يقول لك واتمنى الا تكتشف هذا ابدا "
نظر اليها نظرة طويلة عنيدة واجهتها من دون خوف ..
سال "هل ذهبت الى الشرطة؟"
-كان والدي شرطيا ولقد رباني منذ الولادة ...وما من احد يمكن ان يحميني اكثر منه ...لكن حتى هو ظن انني اتطرف في رد فعلي ...فاذا لم استطع ان اقنعه فكيف لي ان اجعل اي شخص اخر يصغي ...اضافة الى ....

وسكتت فسالها "اضافة الى ماذا؟"
ردت بصعوبة "كنت اتساءل عما اذا كان اللوم يقع علي بطريقة ما "
ادهشتها ..لم يعلق ولف على هذا ونظرت اليه فرات وجها منحوتا من الصخر ..لو انها تستطيع ان تجعله يفهم ...لكن كيف لها ان تتوقع هذا؟فهو لن يساند وقفا لن يكون السيد فيه وهما يتحذتان عن اخيه ..

عرفت روان ان لا جدوى من الكلام لكنها تابعت "لم يعد امامي طريقة للتعامل معه سوى ان اكون عديمة الاحساس ...فقلت له انني لا احبه ولن اتزوجه ابدا ...انني لن اتزوج قبل سنوات لانني اريد ان اطور موهبة التي اعطيت لي فقال انني اخدع نفسي وان الجميع يعرف ان ليس لدي موهبة "
نظرت الى ما وراء ولف الى الاغصان المتكسرة في الخارج ...وبصوت لا تكاد تسيطر عليه تابعت "في النهاية غادر المنزل لكن بينما انا في الكلية في اليوم التالي سرق حقيبة اوراقي من غرفتي واتصل بي قاءلا ان بامكاني استعادتها اذا انتقلت للسكن معه ...وعرض علي صفحة من الاوراق مقابل كل ليلة في فراشه "

لم يتحرك ولف ولم تستطع قراءة ما ارتسم على ملامح وجهه .....وارتجف صوتها وهي تكمل "كان يعلم انني بحاجة الي تلك المستندات من اجل امتحاناتي النهائية وهددته بالذهاب الى الشرطة اذ لم يعدها الي ....فضحك "
ضحكة طوني الواثقة اغضبتها واخافتها في ان معا .
-قلت له انني لن ابيع نفسي من اجل المستندات ...
تحركت عضلة صغيرة في فك ولف ...الان عرف كيف شعرت حين عرض المال عليها كامراة يمكن ان تشرى كان يجب ان يرضيها هذا لكن كل ما احست به هو الفراغ صحبة غضب يتردد صداها في داخلها ...وصمتت تاسرها ذكريات ذاك الرعب حين لم تكن قادرة على اقناع اي شخص بما تتحمله وقالت مخدرة الاحساس "اسال امك فقد ارسلت لي الملف بعد موته كان في شقته "

سسسال ولف بخشونة جعلت لوبو يتقدم ليقف الى جانب روان "و....ماذا؟"
-قال انني لن استطيع الهرب منه ...وانه سيلحق بي حيثما ذهبت الى ان افهم انني ملك له حاولت النقاش المنطقي معه لكنه لم يهتم .كنت مجرد تمثال متحرك يجب ان يمتلكه ..كان هادئا واثقا تماما من نفسه وكان يعرف ماذا يفعل ولا يهتم بشيء .
وتصبب العرق البارد من جبينها وعلى صدرها وظهرها .
-ادركت حينئد انني لن اتحرر منه ولم استطع ان افهم كيف يجعل حياتي بائسة وينجو بفعلته لكنه كان يفعل هذا ولم اجد طريقة لامنعه.

وصمتت قليلا قبل ان تقول بصوت اجش "هربت الى البيت لقضاء نهاية الاسبوع وللتفكير بما سافعله وكان لدي مخطط مجنون بان اختبئ في اليابان لكن كان علي التاكد من ان والدي لن يطلعه على مكاني لان طوني لديه المال ليلحق بي الى اي مكان "
ضاقت عينا ولف وقال بصوت خافت "تابعي "
بللت شفتيها "خرجت بعد الظهر يوم السبت مع صديق وحضر طوني الى المنزل في موعد خروج والدي الى حقل الرماية فرفقه وقد جرى بينهما حديث مفيد حول الموقف "

وابتسمت ابتسامة من دون مرح وتابعت "واعترف طوني انه كان يضغط اكثر من اللازم وقال لابي انه سيهدا وينتظر حتى اصبح مستعدة وسال ابي اذ كان بامكانه قضاء بعض الوقت معي لوحدنا ولم ير ابي اي ضرر في هذا وكنت قد عدت الى البيت لتوي حين وصلا " وابتلعت ريقها تتذكر مرة اخرى الذعر المغثي الذي غمرها لابتسامة طوني وهو يلحق بابيها الى المنزل ابتسامة ابتسامة انقلبت انتصارا متبجحا حين اعتذر والدها وترك الغرفة .
راقبها ولف بنظرة مبهمة وعينين غير مقرؤتين "وماذا حدث؟"

-امتزج الخوف بالغضب وفقدت اعصابي امرته ان بالخروج وقلت له انني لا اريد اي علاقة به وانه مريض ويزداد مرضا وانه لا يحق له ان يفعل ما فعله .
سال ولف من دون تعبير "وماذا كان رده على هذا ؟"
لاحضت روان انها تشد على يديها بقوة فاخفتهما وراء ظهرها وقالت بصوت مخنوق "ضحك وكان ما قلته افضل نكتة في العالم...ثم قال ان علي ان اكون ممتنة لانه احبني واني لن اكسب هذه المعركة "
-وماذا حدث عندئد؟

اغمضت عينيها واخدت نفسا قصيرا ثم استجمعت قوة ارادتها اتقول بصوت ثابت "كان قد حمل المسدس ين ووضعهما على الطاولة قرب الباب فاخد يلهو بهما بطريقة عفوية كما يفعل المرء حين يكون تفكيره مشغولا "
وسكتتلتبتلع ريقها واضافت "رايته يفعل هذا ...لكنني كنت غاضبة كثيرا ومتكدرة بحيث لم اهتم الى ان ...الى ان رفع مسدسا وصوبه نحوي ورايت ابي يدخل من الباب خلفه وقال طوني ان ....انه اذ لم اوافق على الزواج منه فسيقتلني ويقتل نفسه "

وفجاة تحرك ولف الى النافدة وسال من دون ان يستدير "وماذا حدث ؟"
ردت بنبرة ميتة "كان يعني ما يقول ...وقال اني يجب ان اتخد القرار فورا ....وانا....قلت له ان لا حاجة الى التطرف هكذا لكنه نظر الي نظرة جلدية وقال انه منذ الحادثة ادرك انه رجل يحصل على كل شيء او لا شيء واذا لم يحصل علي فما من احد اخر سيحصل علي "
حين اطلق ولف شتيمة من بين انفاسه اجفلت وقال بوحشية "حبا بالله ...قولي ما حدث "

-تكلمت معه محاولة تهدئته ...وبالرغم من انني لم اجرؤ على النظر الى ابي وهو يتسلل من خلف طوني الا انني احسست انه يريدني ان ابقى هادئة الى ان يصل اليه وهكذا بقيت اثرثر محاولة تغطية اي صوت قد يصدر عنه
وبصوت بارد قال ولف "ثم ماذا حدث؟؟"
-اصغى الي طوني ...وراح يبتسم وكانه انتصر وكان ابي يكاد يصل اليه حين احس طوني بوجوده فاستدار نحوه ثم استدار نحوي مجددا
وتوقفت لتاخد نفسا عميقا وتابعت دون النظر الى ولف "ما ان تحرك طوني حتى صاح ابي بي ارتمي الى الارض وفعلت ...لم ارى ما حدث بعدئد لكن المسدس انطلق "
استدار راس ...وبوجه متحجر لا رحمة فيه امرها "انهي كلامك "

شدت على فمها المرتجف "اخترقت الرصاصة قلب طوني .....ومات "
اغمضت عينيها وهي ترتجف محاولة ابعاد الذكرى المرعبة ...لكن حين تجمدت الصورة وراء جفنيها فتحتهما مرة اخرى
لاح ولف في النور القادم من الخارج صامتا جامدا ....ماذا يريد بعد؟الحقيقة.
وتابعت بصوت اجوف "اصيب ابي بنوبة قلبية فاستدعيت سيارة اسعاف والشرطة ...لكن....كان الاوان قد فات بالنسبة لطوني "

-لماذا اذن اخفيت كل هذا؟
بللت روان شفتيها الجافتين وردت "لان ابي هو الذي قتل طوني"
حدق ولف اليها وسالها "ماذا ؟قتله؟كيف؟"
مسحت العرق على جبينها "حين تعركا لوى المسدس بقوة فضغطت يد طوني على الزناد "
سالها غير مصدق "وهل اخبرك والدك هذا؟لماذا؟"
ولسعت الدموع عينيها "ظنني امي ...كان يحتضر وتحدث اليها ليشرح ما فعله "
-لماذا؟

وكانت كلمة ولف الوحيدة اشبه بفرقعة السوط .
-لانه ادرك ان طوني كان يعني ما يقول واني لن اكون امنة كان يعرف حتى قبل النوبة القلبية انه يحتضر ....انه السرطان ...ولم يقل لي وانا سعيدة لانه مات بنوبة قلبية فهو يفضل ميتة سريعة.
ومسحت الدموع بظاهر يدها "لكنه قبل هذا افهمني ما يجب ان اقول عن موت طوني وقال ان كل شيء سيكون على ما يرام ان على الا اقلق "
وانهمرت الدموع حين اضافت "وطلب مني ان اسامحه لانه لم يصدقني "

سال ولف متجهما "ولماذا لم تقولي لي هذا حين سالتك اول مرة ؟من كنت تحمين ؟اهو الشرطي الذي اخد افادة والدك قبل ان يموت؟هل ساعدك ايضا ام انه غض النظر فقط؟"
ردت بمرارة "ولماذا اخبرك ؟بماذا تفيد الحقيقة امك؟لقد حصلت على ما اريد واصبحت حرة ...لكن ثمن حريتي كان حياة رجلين فهل يمكن ان تلومني لانني لم اكن ارغب في ان يكون لي اي علاقة بك او بعائلتك؟"دوصمتت لثانيتين متوترتين ثم انهت كلامها بياس معذب
-اذا ماتت امك فسيكون طوني قد قتل ثلاثة اشخاص
وسادت لحظة صمت طويلة قال ولف بعدما "لقد احست امي منذ البداية انك تخفين شيئا "

وصمت قليلا قبل ان يتابع بصوت بارد يخفي اي مشاعر "لم يكن لديك سبب لتحبينا ...اليس كذلك ؟لقد ارهبك طوني وامي اتهمتك وانا هددتك "
لقد صدقها وتملك روان ارتياح شديد اعادها الى الحياة وقالت "لقد فهمت السبب ...انت تحب امك وبالطبع تريد ان ان تساعدها لكنني لا استطيع ولااعرف ما اذ كان رئيس والدي خمن ما حدث لكنه بكل تاكيد سهل علي الامور اثناء الاستجواب وعلي ان احميه كما اني اعرف ان الحقيقة لن تساعد امك "

فرد وكانه يزدري نفسه "انت شفوقة جدا ...فهل هذا سبب يكفي لازعاجك كما فعل طوني؟انا لم احسن التصرف معك ولم اسيطر على داتي وابعد يدي عنك "ارتجفت روان ...لقد قتل لتوه املا ضعيفا وتركه ممزقا في قلبها .
قالت بصوت هادء واثق "لطالما عرفت انك لست مثل طوني"

تابع ولف ببرود وهدوء "وهو طفل كان يغضب حين لا يحصل على ما يريد ...وكان مفسودا فهو ابن ابيه الوحيد ...وكان والده مصمما على الا يحطم معنوياته ...لم يظهر يوما حقيقة طباعه لكننا كنا نعرف ان طباعه عنيفة كنت فخورا بقدرته على السيطرة على طبعه وبصراره على الحصول على ما يريد مع ان طبعه كان يقلقني ...لكن بعد الحادثة تغير ...وعزونا هذا الى اصابته في راسه "
احست روان بقشعريرة لا تحتمل ...لقد احبت هذا الرجل وغضبت كثيرا منه وخافت منه كما اذهلها دماغه اللامع ...وحتى تلك اللحظة لم تشعر بالاسى عليه ....
وفجاة قالت له "لعل هذا السبب انا اعرف ان الاصابة في الراس يمكن ان تغير شخصية الناس ..ولم تكن هذه غلطتك ولف "

فقال وكانه لم يسمعها "اعتقد ان امي كان لديها فكرة عن ملاحقته لك ...وقد سعت لان تعرف لتؤكد لنفسها انه لم يطاردك لتتصرفي تصرفا عنيفا "
عضت روان شفتيها وسالته "لم تكن غلطتها فماذا ستقول لها؟"
-الحقيقة
فتحت روان فمها لتحتج فرات عينيه القاسيتين فصمتت انه يعرف امه افضل منها .

سالته بارهاق "كيف عرفت اين اعيش؟"
-صديقة لامي راتك في المقهى وقالت لها
ورقبها بعينين غير مشفقتين واضاف "قالت لي هذا قبل يومين من لقائنا "
-قبل ان ....
وتوقف قلب روان في حلقها .
-اجل
والمها ان تتنفس "اذن كنت تعرف من انا؟"
-اجل

اخد يراقبها بانتباه وكان اي تصرف يبدر عنهايهمه وتكورت قبضتا روان الى جانبها ...وتفجر الغضب والالم والاحساس في داخلها ليغرق اي شعور اخر
قالت بصوت ناعم منخفض "اخرج من هنا ...اخرج ولا تحاول ان تراني ابدا ابدا "
فقال ولف بقسوة متحفظة "انا اسف على ما عانيته بسببي وبسبب عائلتي ساتركك للعزلة التي قاطعتها ...وداعا روان "
مد يده شعرت وكانها معتوهة بسبب الصدمة والام كانها تعمل اليا لكنها مدت يدها فرفعها ليقبلها ثم تركها قائلا من دون دفء في صوته "حظ سعيد ...لا بد انني سارى اسمك في الصحف دائما ...لديك موهبة عظيمة فاستمري في تحسينها واذا كان هناك ما يمكن ان افعله لك فما عليك سوى ان تطلبي "صمتت وهي تراقب ولف يبتعد وكيانها كله يعاني من اذلال لا يحتمل ...وكانت قبلته لا تزال تحرق يدها وتنفد الى قلبها
كليلة وغير قادرة على الكلام بقيت في المشغل حين حطت الههيلوكبتر على الشاطئ لتاخد ولف بعيدا


عندئد وبعد ان لطخت الوان المغيب السماء خرجت روان من المشغل الى بيتها ...واول ما راته هناك هو روب وابيها فالتقطته بيد
ين مرتجفتين ورفعته الى وجهها وافسحت اخيرا المجال لنحيب مزق قلبها اربا اربا .





انتهى الفصل التاسع

روايات احلام / عينان قاتلتانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن