احست روان بالسخط والارتباك لكنها بدت غير قادرة على مقاومة ولف ....كانت عيناه الخضراوان تنومانها مغنطسيا واحست انه قادر على انتزاع افكارها من اعماق دماغها بغضب رفعت وجها متمردا والتقت اللمعان المثلج في نظرته بتحد عنيد
قالت "هذا ليس من شانك ...لكنه كا لوالدي """"
اخده منها وسالها "كيف تشعرين الان ؟"
اعترفت "متعبة قليلا "
-انت اقوى مما تبدين
انحنت لتلتقط كومة الثياب المبللة وتساءلت عن سبب ترددها في لمسها فهذا الشعور المتطرف ليس من شيمها ...لكن لقاء ولف حولها الى امراة مختلفة امراة مشاعرها المضطربة تهدد بانم تخترق الدرع الهش الذي بنته حول نفسها
قال امرا "دعيها لي "
-ساضعها في الغسالة فكلما اسرعنا في وضعها امام النار كلما جفت بسرعة اكبر
-انت التي ستجلسين امام النار لقد اضفت اليها الحطب مجددا ...وساضع الثياب في الغسالة
-استطيع ....
قطعها "اذهبي الى هناك واجلسي ...قبل ان احملك بنفسي "
قالت متصلبة "اوه ...حسن جدا "
ارتمت على الاريكة في غرفة الجلوس دفنت اصابعها في شعر لوبو الاسود تقبلت روان باحساس متخدر فكرة ان الطريقة الوحيدة لابعاد ولف عن حياتها قبل ان يلحق ضررا بها هي في ان تقول له ما يريد ان يعرفه .
ان لم تفعل هذا فسيستمر في الضغط عليها الى ان ينفجر غضبه وينفد صبره ....ثم سيمضي قدما بالتهديدات التي تلفظ بها .
لكنها لا تستطيع ان تقول له .....وبما ان السهرة التي امضياها معا لم تعن له شيئا كما هو واضح فلن تستطع السماح بان تؤثر بها ...ولا حتى عذاب السيدة سيمسون .
استولى عليها احساس بالذنب لهذه الفكرة فشدت على شعر لوبو الذي صدر عنه صوت متسائل ونظر اليها
هل يجب ان تتصل برئيس والبدها ذلك الرجل الذي جعل بصمته تغطية ظروف موت طوني ممكنة ؟لا ...بالطبع لا تستطيع انه رجل شرطة واذا قالت له ما حدث فعلا فسيضطر الى التحقيق خاصة ان ولف سيضغط عليه .
ولف سيبدل كل ما وسع اذا لم يستطع الحصول منها على شيء ....لقد
وجدها ولن يجد صعوبة في ايجاد رئيس والدها الذي يحتل اليوم مركزا اعلى في الشرطة .
كل ما عليها ان تفعله هو ان تلتزم بقصتها وتتعلم مرة اخرى كيف تعيش مع النتائج المؤلمة وارتاحت بعض الشيء لان اطلاع السيدة سيمبسون على الحقيقة لن يساعدها ....وسيجعلها تدرك كم كان والدها الحبيب خطرا ....وتوقفت روان عن مداعبة راس لوبو .
لقد جففه ولف ومشطه وهذا يعني ان لوبو وثق فيه
او ان لوبو لم يكن امامه خيار مثلها ....نظرت الى الكلب بابتسامة ساخرة وقالت هامسة "عاجز تثير الاشفاق امامه ...كلانا
بطريقة ما ومن دون ان تدري اصبحت ....لا.....لم تكن تعتمد على ولف ...بل تضعف امامه بطريقة مخيفة تصدمها ....وحدقت الى السنة النار تحاول ان تحلل كيف استطاع ان يخترق دفاعاتها ...بالتاكيد هي لا تحبه .....فالحب لا يحدث بهذه السرعة .
لكن عدا ذلك الاحساس المرهف الحار كانت معجبة به من اكثر من ناحية ...حتى انها معجبة بتصميمه ....
انها امام معضلة ...لو اقنعت ولف انه مخطئ حول موت طوني فلن تراه مجددا ....ولو فشلت في اقناعه فسوف ينفد تهديده ويلطخ دون رحمة سمعة رجل غلطته الوحيدة انه وقف الى جانب ابيها المحتضر .
وكلتا الصورتين لا تحتملان
ارتفعت يدها الى صدرها برعب واصغت الى نبضات قلبها المتسارعة ....لا...لا يمكن ان تكون قد وقعت في حب ولف ....لا.....والف لا .
همست بقوة "لن ادع هذا يحدث "
ومع ذلك دبت الحياة في اوصالها حين دخل ولف من الباب وهو يحمل صينية وقد تحولت ملامح وجهه المتعجرفة الى قناع غامض صلب .0
كان قد احضر الحليب من البراد القديم حتى انه وجد بعض السكر ...وبدت يداه شديدتي الاسمرار ازاء لون الصنية الابيض ولمعان طقم الشاي الناعم الذي اشترته منذ سنوات ...وبدا رجلا بكل ما في الكلمة من معنى
قالت روان لنفسها "لن تستسلمي لهذا الشوق المذل ....ولسوف يمر .
يجب ان يمر .....
كان من المستحيل قراءة افكاره التي اخفاها وراء وجهه الجامد وعينيه المبهمتين ....وطعنت نظرته نظرتها قبل ان تهبط الى يديها
قالت وهي تمد يديها ليرهما "لم اعد ارتجف "
-وشفتاك عادتا الى طبيعتهما مرة اخرى
وكان في تفرسه بفمها حميمية تثير الاضطراب سال وهو يضع الصنية قربها "وكيف حال تنفسك ؟"
مدت روان يدها الى ابريق الشاي وركزت على صبه ....
-طبيعي تماما .
وكانت هذه كذبة اخرى اذ شعرت وكانها اصيبت بلكمة في معدتها وفكرت بعنف لا بد ان الشم هو اكثر الاحاسيس اثارة فحين وضع الصنية من يدة كان قريبا بما يكفي لتنشق رائحته الرجولية الخفيفة المثيرة التي اثارت صخبا فوريا في داخلها
قاومت لتستعيد سيطرتها على صوتها وتفكيريها وقالت "اذا كنت تحب الكعك فستجد بعضا منه في علبة في خزانة المطبخ"
قال "ساحضره "
وضعت روان ابريق الشاي من يدها ...كان والدها رجلا ضخما ....لكن الروب الاخضر بدا مشدودا على كتفي ولف ولم يصل الى ركبتيه .
كانت دائما ترى ان الرجال يبدون سخفاء قليلا في الروب واكثر الممثلين وسامة كان يتحول من شاب مثير الى طفل حين يرتديه .
لكن هذا الرجل استثنائي فالقماش الاخضر الجاكن اللون ملاء عينيه المذهلتين بالظلال وجعله اشد قسوة ومهابة ...وبعدوانية وقبل ان تسرح في عالم الخيال مجددا بدات روان تصب فنجان الشاي الثاني بينما عاد هو الى الغرفة حاملا قطعا من قالب الحلوى على طبق
وضعت ابريق اتلشاي من يدها ورفعت نظرها اليه ...قالت وهي تتملق الكلمات لتخرج من حنجرتها المشدودة "شكرا لانك انقدت حياتي "
قال "كنت ستتمكنين من الخروج لولا ان كلبك الغبي حاول ان يغرقق اولا "
جلس في المقعد فقالت موافقة ومتجهمة "ما كنت سانجح في الخروج من الماء ...كنت على وشك ان افقد وعي حين امسكت بشعري ....كدت اغرق لذا .....شكرا انا ممتنة لك "
الغضب المكبوح خشن صوته "ما كنت مضطرة لمرافقتي الى الخارج لو لم اكن اراقبك في الليلة السابقة واخراجك من الماء كان اقل وجباتي "
ولم يكن هذا اعتدار بالضبط خاصة وانه اتبعه بابتسامة باردة لا تنازل فيها واكمل "كما لم تقولي لي بعد ما اريد ان اعرفه ...اما بالنسبة للوبو فقد نبح بصوت مرتفع يكفي ليصلني اعلى من صوت محرك القارب "
ومد يده يداعب اذني لوبو وتقبل الكلب المداعبة بوقار
تجاهلت روان التهديد وقالت "كان يجب ان ينبح هكذا ....فقد وقعت فوقه "
وامسكت وعاء الحليب "هل تحب الشاي مع الحليب ؟"
ابتسم بشيء من السخرية ورد "لا""
-من الافضل ان نزيد كمية السكر فهو جيد للوهن والصدمة ...ملعقتان كما اعتقد
لم يعترض وراح يراقبها عن كثب وحين اخذ الفنجان منها قال "كيف تشعرين ؟"
ابتسمت ابتسامة قصيرة وردت "انا بخير لقد فعل الحمام الساخن العجايب ماذا عنك ؟""
هز كتفيه قائلا "ما من مشكلة ...لكنني على اي حال لم اوشك على الغرق "
عضت روان شفتها ثم شربت الشاي قيل لاان تعترف "وصلت الى حد الياس "
قال متجهما "ليس بنصف الياس الذي شعرت به صدقني سيمر وقت طويل قبل ان انسى منظر وقوعك في الماء وجنون لوبو قبل ان يقفز وراءك "
ارتجفت روان وقالت "كانت حادثة حمقاء حاولت الا اقع فوقه وفقدت توازني "
-افترضت ان الامر جرى على هذا النحو كان يبدل جهده ليصل اليك واضطررت لدفعه بعيدا قبل ان اتمكن من رفعك .
قالت روان "شكرا لك ....لعله قام بما في وسعه لكنني لا اظن انه كان سيصل الي ...البحر عميق جدا هناك وهو ليس قويا بما يكفي ليرفعني "
نهض ولف واضاف برشاقة قطعة خشب الى النار ....فارتفعت السنة اللهيب الى الاعلى تتمسك بنهم بالخشب الجاف .....
لم يكن الشاي طعم في فم روان ...وبدا لها ان ساعات طويلة مرت منذ تركت الغرفة وخرجت وراءه ....بدا كل شيء مختلفا وكانها اجتازت بابا غير منظور الى بعد اخر ... و احست انها مختلفة ايضا ... شخص جديد ... تغيرت بطريقة جذرية و الى الابد .
و فكرت بشئ من السخرية "من المذهل ما يمكن للغرق و الرعب ان يفعلا بالمرء !".
حين عاد ولف الى مقعده عرضت عليه روان طبقا من الحلوى فاخذ قطعت و قضمها ثم قال " لم اذق حلوى بطعم الفاكهة كهذا من قبل ".
و اكمل بعفوية "انها لذيذة ... هل حضرتيها بنفسك ؟ هذه مهارة غير شائعة بين النساء في مثل سنك ".
ماذا يعرف عن الناس العاديين و حياتهم ؟ و اخذت روان قطعة حلوى و قالت "كانت جدتي طباخة ماهرة و علمتني كيف احضر الحلوى و هذه هي الخطيئة المغرية لي و للوبو ... مع انني لا ازين الحلوى عادة فلا لزوم لهذا الاغراء "
ارتفع احد حاجبي ولف بثاتير مهلك و فكرت روان بالصفات الملكية ...محنك خطير و بيدي ثقة بالنفس تقارب حدود العجرفة ...
بعدئد اسيل رموشه السوداء الطويلة مستقيمة كثيفة فوق بشرة خديه السمراء ثم رفعها لتكشف عن نظرة باردة حذرة صدتها و ترافقت مع تعليق لادغ "المزاح المغوي هو تعبير بارد وواضح عن القوة ... و هو يقارب الاغراء بالنسبة الي " .
اجفلت للهجوم الصريح و احست بالغثيان فوضعت قطعة الكايك من يدها .
اذا كانت تشير الى اخيك ...
و من غيره يمكن ان اشير اليه ؟
و شتت لهجته رباطة جاشها .
ولان كبرياء هو كل ما تبقى لها استجمعتها وقالت "انا لم اكن امازحه "
- الخروج معه والقول له ىانك تحبينه ثم التخلي عنه اليس هذا مزاحا مزعجا ؟
- قالت بهدوء "اليس للمرء الحق في ان يغير رايه؟ومن قال ان بضع سهرات معا تعني الالتزام مدى الحياة ؟"
-ما من احد انت تحرفين كلامي
نظرت الى ولف وتكلنذمت بحدة وحرارة "لقد خرجت مع طوني مدة شهرين ...ولم اعرف حقيقة شعوره لكن كلمة "حب" لم يتلفظ بها احد منا في هذين الشهرين "
وحاولت دفع الذكريات السيئة بعيدا ثم اضافت "وهو لم يحبني ...انه....."
وصمتت فسال ولف متشدقا"انه....؟"
ورقبها بعينين قاسيتين فقالت بصراحة "كان يتطلب كثيرا وبسرعة" ومن دون ان تتمكن من منع نفسها القت نظرة سريعة على الرجل الجالس قبالتها .
وبقيت نظرة ولف على الكلب ثم ارتفعت الى وجهها بتاثير كحد السيف "وكيف ذلك؟"
-بكل طريقة ممكنة
توقعت المزيد من الاستجواب واحست بالارتياح حين قال بعد ان التقط فنجان الشاي "هل صنعت هذه ؟"
سالت "الاكواب ؟اجل "
قال بهدوء "انها جيدة "
اخدت فنجانها وردت "اعرف "
وقف على قدميه قائلا "ماذا فعلت بيدك؟اريني "
ولم ينتظر اذنها بل اطبقت اصابعه الطويلة على اصابعها وادارت يدها كي يتفحص كفها فاضطرت لاخراج الكلمات بالقوة من حنجرتها المشدودة "لا باس ....انها مجرد شطية خشب "
واطبقت حنجرتها كليا حين تفجرت الاحاسيس في داخلها وتسارعت انفاسها الى ان فقدت احساسها بالوقت وعلقت في الفراغ.
راحت تحدق عاجزة الى ايديهما المتشابكة محاولة السيطرة على النار التي اشعلتها لمسته
ما الذي يحدث ؟ماذا فعلت؟واضافت بصوت رفيع "لا بد ان الشظية من ارضية السقيفة "
-هل وضعت عليها شيئا ؟
-اجل ...مرهم مضاد للالتهاب
ترك يدها مقطبا واستوى في جلسته على الاريكة ....اخد فنجان الشاي وشرب منه ثم اعاده قائلا "راقبي الجرح جيدا فشظايا الخشب يمكن ان تلتهب "
قالت "ساتاكد من عدم حصول ذلك ....لقد علمتك امك ان تحمي النساء "
-علمتني ان اراعي شعور اي شخص اضعف مني وانا لا اضعك في هذه الخانة
وكان هذا اعلان حرب ومديحا مرتجلا معا فقالت "انا ممتنة "
واملت الا يكون امتعاضها واضحا كثيرا حين اضافت "لا يمكنك العودة الى اليخت ....ولا املك الة تجفيف لذا سيلزمك الليل كله لتجف ثيابك امام النار "
ادار راسه ونظر عبر النافدة الى المطر الذي يضرب السقف واخفى لحظة توتر احست روان انها قادرة على الاحساس بوجوده بكل خلية من جسمها
وبعد لحظة سال بهدوء "هل تقترحين علي البقاء هنا ؟"
فردت بصوت هادئ متجاهلة التحذير الذي اطلقه عقلها "انت مضطر لهذا ....لدي غرفة اضافية "
اسبل ولف رموشه وقال بسخرية "في هذه الحالة ساقبل ....شكرا لك "
وقفت روان متشنجة وتحركت نحو الباب "ساحضر العشاء للوبو ثم ابدا بعشائنا "
قال "اريني الغرفة الاضافية ...وساحضر الفراش ثم نطهو العشاء معا "
واوضحت نبرة صوته انه لن يترك لها الخيار وسيعمل معها شاءت ام ابت
ولم يعجبها هذا فقد احتل مساحة كبيرة وقالت "سيكون الامر اسهل لو قمت بهذا لوحدي "
-ليس الليلة فانت مرهقة
ومع ان روان توقفت عن الارتجاف الا ان اطرافها لا تزال ثقيلة والتعب الذي تملكها كان ابعد من التعب الجسدي واستسلمت لارادته الاقوى ولمرة واحدة فقط كما وعدت نفسها فقالت "لست متعبة ...لكن شكرا على عرضك المساعدة "
ودخلت بسرعة الى المطبخ ....انها بحاجة الى وقت ليرتاح قلبها الغبي وتعود خفقاته الى وتيرتها الثابتة المعتادة
وبعد ان اشارت الى غرفة النوم الاضافية قالت "تعال لوبو ....وقت العشاء "
قفز الكلب الى جانبها لكن اهتمامه بقي مركزا في مكان اخر عبر الباب وعبر الردهة
وفهمت روان شعور لوبو فلو اغمضت عينيها لرات صورة ولف تالامنتس مطبوعة على جفنيها..... وجهه الوسيم المتسلط .... وقوته الرشيقة وسلطته المتعجرفة المنضبطة ....والثقة الكاملة بالنفس
في الاسابيع التي مرت حاولت يائسة ان تنساه ان تنسى كل شيء عنه لكنها لم تنجح فوجهه مطبوع في ذكرتها احست وكان رباطا خفيا يربط احدهما بالاخر ....وهذا ما اخافها
وفكرت بتعقل :لعله شبح حبها القديم يدعوها ....حب لا علاقة له بالمتعة الدنيوية حب تتشوق لتخليده .ربما لو فعلت ذلك لتحررت من هذا الضعف الحاد .
لا لن يقف امامها لتصنع له تمثالا ..وكيف يمكن ان تكون عادلة مع عينيه الذكيتين اللتين تملان وجهه ...عيناه تكشفان الكثير تعرفان الكثير من الاسرار عنها وتريدان معرفة المزيد ....؟
راحت ترتجف من قوة مشاعرها وتساءلت لماذا طلبت منه البقاء بدلا من ان تتصل بجارها جيم ليوصله الى القرية .
لكن هذا ليس عدلا بحق الجحيم ...كما انتها ليلة واحدة ...ستكون امنة تماما حتى من دون لوبو فالسنوات التي امضتها وهي تتعلم فن الدفاع عن النفس تمكنها من التعاطي مع اي موقف يهددها باذى جسدي .
على اي حال كانت واثقة من ان ولف لن يقدم على اي تصرف مقلق ...صحيح انه قاسي ولا رحمة في قلبه لكنه ليس مثل اخيه ...والتهديد الذي يمثله كان ضد راحة بالها وليس ضد حياتها .
اخد المطر يضرب باصرار متقطع على السقف فتركت لوبو يتناول طعامه وتفحصت الة الغسيل حيث اطالت البقاء في غرفة الغسيل الباردة ...
في شهر كانون الاول حين تصبح الارض ردافئة سيكون ولف قد رحل منذ مدة طويلة وستتفتح براعم الزهور لتكشف عن ازهار قرمزية وحمراء كالدم
وابتلعت روان ريقها ...ودخل لوبو عبر الباب وضغط جسمه عليها ..انها بحاجة فعلا للمواساة بعد يوم كادت تفقد فيه حياتها
احست بالاشفاق الشديد عللا لاورا سمبسون التي تخلت عن ارادة الحياة تشوقا للحقيقة ...حقيقة ستحطم الى الابد وهمها عن ابنها الميت .
فكرت بذهول كيف امكنها ان تقع في حب رجل كان له القدرة على جعل حياتها جحيما بقدر ما فعله شقيقه .
حملت روان منشر الثياب الى غرفة الجلوس حيث وجدت ولف واقفا عند النافدة ينظر الى المناء مقطبا استدار حين دخلت وتقدم اليها قائلا "كان يمكن ان افعل هذا "
قالت "انه ليس ثقيلا "
اعطته المنشر وراقبنه وهو يفتحه ...وكان هذا عملا دقيقا جعله يشتم من بين انفاسه بعد ان فشل في مهمته
حين ضحكت روان رفع نظره اليها فتوقفت عن الضحك وجف فمها .
قال وهو يستقيم "ساحضر ملابسي من الالة واعلقها "
-حسن جدا ....ولو انها لم تنته بعد
وتناهى اليهما صوت المطر وهو يضرب النافدة فنظر اليها
قالت وقد ادركت ما يقلقه "سيكون اليخت على ما يرام ...في الواقع انه محمي اكثر منا "
-اعرف
وعلى امل التخفيف من توتر الجو بينهما سالت "لم اطلقت على اليخت اسم الساحرة التي حولت رجال "اوليسس"الى حيونات ؟هل هو البحث عن المتاعب ؟"
لمعت التسلية في عينيه حين اجاب "لا تنسي ان "سيريس "وقعت في حب "اوليسس"
فردت باشراق" امراة خطيرة ...على اي حال "
نظر اليها ببرود ساخرا وقال "العالم ملئ بامثالها ...لكنني قادر على التعامل مع هذا "
يمكن ان تراهن ان ما من شيء لا يمكن لولف ان يتعامل معه خاصة بالنسبة للنساء وساورها احساس مخيف فجاها
سال "ماذا قلت ؟"
هزت كتفيها وردت "تبدو لي من النوع القادر على هذا "
وبدا من المهم الا يعرف ما رمت اليه ...لكن وبالرغم من النظرة البريئة في عينيها لم تستطع ان تعرف ما اذا نجحت
سال "هل اعدت النظر بعرضك على الملاذ لهذه الليلة ؟"
ورقبها بتحفظ هادئ فردت بسرعة وتركيز "لا"
واتبعت ردها بكلام محايد "ابدا ...لكنني لست معتادة على وجود ضيوف حتى ايام الصيف فدخل المناء صعب والقليل يجد طريقه الى الخارج مجددا "
-انت لا ترحبين باي تطفل على خلوتك
وابتسم لها ابتسامة ذات سحر قوي جعلت عظامها تذوب و خفقت من توترها .
لكن بالرغم من رغبة جسمها في الاستسلام الا ان دماغها الخائن الساخر صاح مهللا ... لقد حاول التحقيق معها و لم ينجح و يبدو انه سوف يحاول اغراءها للحصول على المعلومات التي يريدها منها .
و المها هذا ... للانها تريد اكثر منه لنكها ستتمكن من مواجهته ... و سيلزمه اكثر من الفتنة للانتزاع الاسرار منها .
قالت " هذا يجعلني ابدو فضة و معزولة عن العالم لكن انت على حق... و انا مضطرة للعمل فانا صانعة خزف لدي طلبات البيها ".
و لماذا الاستقرار في هذه البقعة البعيدة ؟.
بطريقة عفوية اجابت " كان جداي يعيشان هنا ... و بسبب وظيفة ابي كنا نتنقل كثيرا لذا كنا نعتبر هذا البيت بيتنا " .
قال " اذا ما بعته تستطيعين ان تشتري مكانا اقرب الى المدينة و يبقى معك ما يكفي من المال كي لا تعملي. ارض كهذه خاصة مع هذا المنظر الجميل تساوي ثروة صغيرة " .
احب المكان هنا و لقد تدبرت اموري حتى الان .
هزت كتفيها لتغير الموضوع و قالت" سابدا بتحضير العشاء"
نظر اليها مليا ووقف .
و فيما هي تقطع الفليفلة المشوية و تنقعها مع بعض التوابل غسل البطاطس و حضر الفاصوليا العريضة كان يعمل بسرعة و بكفاءة .... بدا و كانه يحتل المطبخ كله بحيت انها كلما تحركت وجدته في طريقها بين الحين و الاخر كانا يتلامسان صدفة مما جعل كل خلية من جسمها تتجاوب معه .
قالت بعد ان اخذ الجو يزداد توترا " هذه اخر فاصولياء في الحديقة ... انها تكره الطقس الحار ".
قال بايجاز " وقت التغيير نهاية موسم و بداية اخر ".
و اقشعرت بشرتها بتحذير بدائي .
قال بطريقة اجفلتها " اخبريني اين ادوات الطعام للاحضر المائدة ".
لن يفهم كم تكره ان يصل الى الخزانة و الادراج ... فهو على الارجح لديه مدبرة منزل و يمتلك افضل المفارش و ادوات الطعام .
قالت بسرعة "سافعل هذا بنفسي " .
حين قطب شكت في انه فهم ما تشعر به ... و احمر وجهها .
قال " ضعي الاغراض على رف المطبخ و ساخذها اين تتناولين الطعام ؟".
فتحت درجا و اخرجت مفرش الطاولة الائق الوحيد اللذي تملكه و هي تقول " على الطاولة الصغيرة في غرفة الجلوس ... فغرفة الطعام باردة جدا ان لم اشعل النار فيها ".
ما ان حمل المفرش حثى حضرت السكاكين و الشوك و الملح و البهار و الاطباق بسرعة ... و بينما كان ولف يحضر المائدة وضعت الورود في زهرية زجاجية كانت لجدتها ووضعتها على الطاولة .
و بعد دقائق علق ولف " لديك مواهب متعددة ... خزافة طباخة و بستانية ... هل هناك ما لا تستطيعين فعله ؟".
هذا كل ما استطيع فعله ... لا تطلب مني ان اخيط او احبك او ادير كمبيوتر .
و ادهشها المديح و سرها و نسيت نفسها بما يكفي لتبتسم من دون حذر .
قال "تشغيل جهاز كمبيوتر لا يتطلب موهبة بل قدرة على اتباع التعليمات و التفكير المنطقي ".
و ابتسم حين شخرت ساخرة و عينا ه تعكسان النور الناعم فيما نظراته تتامل وجهها .
الا تشعرين بالوحدة و انت تعيشين هنا على بعد اميال من اي مكان ما عدا رجل يقضي معظم ايامه في صيد السمك ؟.
ربما ... لكنها تجد المكان امنا و هي تفضل ان يستمر في التعامل معها كما اعتادت ان يفعل فعلى الاقل هذا صدق منه .
و قالت بجراة " وحيدة؟ابدا ".
اوما براسه الى قصعة ملاتها بالفاكهة " هل هذه من صنعك ؟"
كانت القصعة المفضلة عنها فالطلاء يبدو رائعا و الشكل يكاد ان يكون مكتملا .
اجل .
لامست اصابعه الطويلة القصعة برقة ارسلت القشعريرة في جسمها ... لقد عاملها هكذا ... بلطف ... ثم لم يعد لطيفا ابدا ..
ركزت على طعامها ... و كتمت هده الافكار الخائنة .
قال و كانه يكره ان يعترف بذالك " انها جميلة " .
و قاومت روان لتمحو فرحا مهللا هذه ليست اول مرة يمدح فيها عملها لكن كلماته عنت لها اكثر بكثير .
قالت "انا بارعة في عملي " .
بل انت اكثر من بارعة ... انت فنانة .
شكرا لك .
هذا المنزل جنتها و ملجؤها ... و لم تكن معتادة ان يقتحمه احد و قالت في سرها لهذا السبب اشعر بالحرارة و التكاسل و التوتر .
كانت روان تعرف من تجربتها ان الرجال الاثرياء المحنكين جشعون و متطلبون فهم كالاولاد اللذين يلاحقون الفراشات لا يهتمون اذا ما سحقو اجنحتها ... و منذ عرفت طوني راحت تتجنب اي اختلاط و ساعدتها في هذه السنوات الخمس التي عاشتها في اليابان .
على اية حال كانت تشك في ان تساعدها اي خبرة على التعامل مع ولف فهو لا يتصرف مثل اي رجل التقته .
قال متطفلا "لابد انك تحبين رفقة نفسك كثيرا " .
-و رفقة لوبو .
رفع لوبو راسه ...ولم يزمجر لكن تحفظه بدا واضحا .
قال ولف بما يشبه السخرية "من اطلق عليه هذا الاسم كان رومنسيا "
-انا لم اعطه اسمه ... بل انا من رباه .
-انه حيوان ممتاز ... هل انت من دريه ؟.
-اجل لكنه كان عنيدا لذا كان العمل شاقا و لزمني الصبر ... و ها قد نجحنا .
نظرة ولف المثيرة للاظطراب طافت على وجه لوبو الاسود ثم ارتفعت الى وجه روان و قال "كما كنت انت حين تعلمت الدفاع عن النفس " .
اذن هو يعرف هذا ايضا ... و قالت بتكبر " قمت بالكثير من الابحاث عني ".
-احب ان اعرف كل شئ عن خصمي .
نبرته الفولاذية ارسلت رجفة في جسم روان .
انتهى الفصل السابع
أنت تقرأ
روايات احلام / عينان قاتلتان
Romanceالملخص : منذ خمس سنوات وولف تالامنتس يفتش عن روان كوريت لكي ينتقم وحين عثر عليها اكتشف انها كما توقع رائعة الجمال ساحرة الى حد القتل! لكن براءتها صعقته وحيرته فاضاعت مقاومته ...... وكما ظهرت في حياته فجاة عادت واختفت لكن ولف لن يستسلم بسهولة بل سيب...