◇يوم انتظرته◇

1.5K 84 14
                                    

كان زيد بمكتبه ينهي اعماله قبل بدء الإجتماع طرق الباب و دلفت امل مساعدته الشخصية تخبره بحضور مدير الشركة.

شكرها و طلب منها جعله ينتظر قليلا فأومئت الأخرى ثم رحلت.

ترك زيد ما بيده و نهض واقفا امام النافذة الكبيرة خلفه .

ظل يفكر بها بتلك الفتاة التي شغلت عقله، تذكر نظرات الانكسار و الحزن في عينيها، تذكر دموعها التي ذرفتها قهرا، تذكر صدمتها عند تفوهه بذلك الكلام، تذكر تصنعها بالقوة و تهديدها له.

شعر بالغضب من نفسه و تسائل لم هو يفكر بها، لم سيطرت على تفكيره، لم احتلت مكانا في عقله، لم صورتها لم تفارقه منذ لقاءهم هو متأكد انه ليس بسبب تشابه ملامحها معها.

شعر بالضيق و التفاجئ من تفكيره بها فهو ذو قلب متحجر لا يعرف الشفقه و لا تتخلله اي مشاعر او احاسيس سوى القوة و الجبروت و الان عقله دائم الإنشغال بها.

زفر بقوة و تذكر فجأة صفعتها له ليشتعل غضبا و تحتد ملامحه و تتشكل يديه على شكل قبضة فإن رآها الان لن يتردد ابدا بقتلها.

اتصل بأمل ليطلب منها ان ترشد المدير الى مكتبه ثم عاد الى نفس وضعيه واقفا امام النافذة واضعاً يديه بجيوب بنطاله مقابلا الباب بظهره.

دق الباب ليقول : تفضل. ويظل كما هو .

فتح الباب و تهادى إلى سمعه صوت حذاء كعب عال و رائحة العطر النسائي التي ملئت الغرفة فالتفت ليتفاجئ من وجودها و تلك الابتسامة المستفزة تزين ثغرها.

كان الصمت سيد المكان لتقطعه هي بقولها : إذا سيد زيد ألا تنوي الترحيب بمديرة شركة A. Y. C ام ماذا.

فصرخ بصوته الرجولي الذي ارسل الرعب في اوصالها لكنها تمالكت فورا نفسها و قالت بداخلها ' ليس الان لا مجال للخوف آيات انه اليوم الذي تنتظرينه منذ فترة. ' : مالذي تفعلينه هنا و كيف تجرئين على الدخول الى مكتبي.

ادعت هي البرود و جلست على الكرسي ثم اخذت تتفحص الاوراق بنظرها و هي تقول : ليس لدي متسع من الوقت ان كنت لا ترغب برؤيتي فانا كذلك و سبق ان اخبرتك انني مديرة شركة A. Y. C للهندسة لذا لن اكررها للمرة العاشرة فلتجلس لننهي هذه الصفقة و ارحل.

حسنا هو الان في قمة غضبه و لكن لن يحقق مبتغاها هي تريده ان يجن جنونه و هذا لن يحصل فجلس بهدوء وهو يراقبها.

القت آيات عليه نظرة جانبية ثم اعادت تركيز نظرها على تلك الاوراق لتقول : نسبة ارباح شركتكم تفوق نسبة ارباحنا.

فقال : هي نسب معقولة و مرضية لكلا الطرفين.

ساد الصمت لبضع دقائق آيات تطالع تلك الاوراق التي امامها وهو يتفصحها بكل دقة الى ان رفعت نظرها اليه و قالت بابتسامة اعتقدها هو ابتسامة رضا و قبول فقال بنفسه ' كم انك سهلة المنال ' لكنه صدم بقولها و هي تقول : يأسفني أن اخبرك سيد زيد أن عرضكم لم ينل اعجابي ثم ان نسب الارباح غير مرضية بالنسبة لي لذا انا لا اقبل بهذه الصفقة وهي مرفوضة النسبة لي.

أحببتها فخدعتني *قيد التعديل*حيث تعيش القصص. اكتشف الآن