◇أحببتها فخدعتني◇

1.7K 66 17
                                    

"إرحلي آيات.. فقط إرحلي.. ليس فقط من المشفى و إنما من حياتي.. لا أريد أن أراك مجدداً أو أسمع صوتك.. فقط إرحلي. "

لاتزال تتردد تلك الجملة على مسامعها منذ أسبوع.. منذ آخر لقاء لها بزيد.. حتى أنها أصبحت محفورة في ذهنها.. تنهض على ذكراها.. تتناول طعامها على ذكراها.. تنام على ذكراها..بإختصار أصبح نمط حياتها متعلّق بذكراها.

رنّ منبه هاتفها لتغلقه ثم تنهض من سريرها بأقدامها الثقيلة و جسدها المنهك من الإرهاق و الأرق . مسحت دموعها المنسابة التي أبت أن تجفّ منذ أن علمت بحبّه لها .

كانت تمرّ بإتجاه خزانتها لتخرج ثيابها إلا أنها توقفت أمام المرآة لتلاحظ شحوب بشرتها و إصفرارها.. هالات سوداء تدلّ على قلّة نومها مع إحمرار شديد في حدقتيها لبكائها المتواصل.

أطلقت زفرة طويلة تعبّر عن معاناتها.. كان من المفترض أن تكون سعيدة لا بل أسعد إنسانة في الكون .. كان من المفترض أن تقفز من الفرح و تخبره أنها موافقة و مستعدّة لإمضاء ما تبقّى من حياتها إلى جانبه.. كان من المفترض أنه سيأتي ليطلب يدها من والدها ثم يذهبان لإقتناء الخواتم .

أجل ذاك كان من المفترض أن يحصل لولا تضحيتها.

حركت رأسها يمنة و يسرة بعنف كأنها تخرجه من تفكيرها.. تطلعت إلى روزنامة الأشهر تعدّ ما تبقّى لها هنا.. بغرفتها.. بمنزل عائلتها.. قربهم.. قبل أن ترحل.. ترحل إلى منزلها هي.. هي و زوجها.

ثلاث و عشرون يوماً.. أجل ثلاث و عشرون يوماً كلّ ما يفصلها عن موعد زفافها و هي إلى الآن لم تستعدّ أو تجهّز نفسها.

طرق خفيف على باب غرفتها إنتشلها من أفكارها تلاه فتح الباب لتظهر من خلفه أحد الخادمات وهي تقول :

- صباح الخير آنسة آيات.

رسمت إبتسامة واهنة على ثغرها ثم ردّت هي كذلك عليها التحيّة لتواصل الخادمة :

- ثمة مفاجأة بإنتظاركِ في الأسفل آنستي .

حتى إن كنّا نحمل أطناناً من عبء الحياة على أكتافنا فما إن نعلم أن مفاجأة بإنتظارنا نشعر بسعادة غامرة لا نعلم من أين.

و هذا هو حال آيات التي تحمّست من فرط سعادتها لتردف :

- سأرتدي ملابسي ثم آتي.

أومأت الخادمة ثم رحلت مغلقة الباب خلفها لتسرع آيات نحو خزانتها و تنتقي بزّة بيضاء بكميّن طويلين و تنورة زرقاء تصل إلى ركبتيهما .

إرتدتهم و حاولت إخفاء علامات التعب و الإكتئاب من وجهها بإستخدام مساحيق التجميل ثم إرتدت صندل بلون الكراميل .

كانت بصدد رفع شعرها على شكل ذيل حصان لولا تذكرها لكلام زيد " أحب شعرك عندما يكون منساباً".

أحببتها فخدعتني *قيد التعديل*حيث تعيش القصص. اكتشف الآن