◇رحيل مطوّل◇

1.6K 69 36
                                    

عادت إلى منزلها و الدموع لا تفارق عينيها. شعور الخزي من نفسها لا يفارقها وهي تشعر أنها تخون سيف وهي ليس لها ذنب. ربما فقط خطأ إقترفته كان عدم قدرتها على محيِ مشاعر زيد نحوها أو التغلّب على مشاعرها نحوه.

صعدت مسرعة نحو غرفتها لترمي بحقيبتها فوق سريرها ثم تجلس هي.

كانت تعتقد أن بسعادة عائلتها ستكون هي كذلك سعيدة و بتعجيلها لموعد الزفاف ذلك سيكون حدّاً بعلاقتها بزيد و لكن ما من شيء قد حدث بل العكس  حزن دفين و حدود متجاوزة.

مسحت دموعها بكفيها لسماعها طرق خفيف على الباب ثم أذنت للطارق بالدخول.

إبتسامة واهنة رسمت على ثغرها وهي تتمتم :

- آبي.

و من ثم نهوضها و إحتضانها له.

ما أجمله من شعور و أنت بين أحضان أغلى الناس على قلبك تشعر بدفء عارم قد غرمك و غلّف الجليد الذي كان يحاوط قلبك.

جلست من جديد برفقته على سريرها وهو يمسح على شعرها :

- عيناكِ محمرّتان.

أغلقت عينيها و شرعت في دعكهما بإصبعيها مجيبة :

- ربما لأنني لم أنم جيداً البارحة .

- أمتأكدة لأنها لم تكن كذلك عند الصباح.

أردف بحاجبٍ مرفوع.

لم تجب على سؤاله و أشاحت بنظرها نحو الحائط ليقول هو بنبرة هادئة مفعمة بالحنان الذي يحويك :

- ما خطبكِ عزيزتي.. لم أعهدكِ هكذا سابقاً.

و كأنه أوقد كبريتاً داخل روحها لتتأجج النيران فيها و تصبح غير قابلة للإخماد. إنهمرت دموعها و ارتمت في أحضانه من جديد وهي تغمغم :

- ما أصعب شعور التخلي عمّا نريده في سبيل الغير.. نضحّي بسعادتنا و نستبدلها بأخرى وهمية فقط كي نتمكن من إسعاد الآخرين.

رفعت نظرها نحوه و واصلت بإنكسار :

- أتعلم أبي.. ثمة لحظات أتمنى لو أنني لم ألد.. ذلك سيكون أفضل لي و لغيري.. كنت أعتقد أنني لم أقترف ذنباً في حياتي و لكن بسبب تغاضيّ عن الحقيقة و ربما أنني أردت إفشاءها في الزمان المناسب دمرّت حياتي و حياة شخصين.

عقد عمر حاجبيه بعدم فهم و سأل :

- ماذا تقصدين بتدمير حياتكِ و حياة شخصين و من هما .

إستقامت في جلستها و جففت دموعها بأناملها ثم تنهدت و قالت :

- لو أنني أخبرت زيد منذ البداية أنني مخطوبة لما كان سيعاني الآن من مشاعره تجاهي و لما كنت أنا سأعاني من عدم قدرتي على مبادرة سيف نفس مشاعره فقط لأنني..

ثم صمتت وهي لا تدري بما ستقوله كمبرّر ليردف عمر بهدوء :

- فقط لأنكِ تكنّين مشاعر لزيد صحيح.

أحببتها فخدعتني *قيد التعديل*حيث تعيش القصص. اكتشف الآن