علينا الاقتراب

محاورة ذاتية

الطبول الغارقة في الصمت .
الجبن الشديد خلف قوائم الاتهام والكلام البذئ ذو الضمات الكثيرة بلغة حاذق او ثعلبا ما ..
سهم الاسفلت يلامس اطار عجلات الطائرة العائدة الى دبي ..وعلى نحو مطبق من الغثيان واللعاب الذي يسيل على الاريكة  من كلب السيدة عبير سكرتيرته الجديدة..اوه سوف اتقيأ
غيث يمتلك حسا مرهفا لا يحتمل تلك المناظر ..اذا كيف احتمل وداع ندى تحت ضغوطات اهلها واهله ..سؤال يستحق الاجابة .لقد تقيأ بينه وبين نفسه سبعين مرة بل اكثر وتقيأ على العالم ضعفين .. "همم" قال السيد غيث اذا انتي سكرتيرتي الجديدة ..حسنا خذي تلك الملفات نظميها والغي كل مواعيدي،،
هذا اليوم مخصص لراحتي فقط مخصصا للتأمل وممارسة اليوغا ..
اعقب السيد غيث :
قُل للحياة إنِ إستطعتَ وداعا
نصف الشجاعة أن تموت شجاعا

عِش مثل ما ولدتكَ أمُّكَ باسلًا
إنَّ الحرائر ﻻ يلِدنَ ضِبَاعا
غيث من هواة الشعر وهو يحب القراءة لأن حبيبته ندى كانت كاتبة ..احب كل شئ فيها حتى هواياتها اقتحمت حياته عنوة ..تذكر اخر مرة حين رأها صدفة مع زوجها في مطعم سلمت عليه وتغنت بقول ابن نباتة المصري
قالت تغيّرنا : قلتُ لها نعم
أنا بالصّدودِ وأنتِ بالإعراضِ..
شعر غيث بالكثير من الاسى وحن لها حنينا لا يطاق في ذلك اليوم ..لطالما لم ينساها
لقد ظلمهم القدر وظلمهم المجتمع بأن وضع تلك الحواجز الحديدية بسبب الطائفة والتي حجبت قلوبهم وفرقتهم وبقي سعير يغلي داخلهم خليطا ومخلوطا من حزن والم ..يعيش الانسان مرة واحدة في هذه الحياة و لقد كتب علي ان اعيش التعاسة طيلة حياتي وان يسلبني القدر ابسط حقوقي وهو ان اتزوج من اريد كما يفعل ملايين الناس في الثانية الواحدة ..
قال ذلك السيد غيث بينه وبين نفسه ،انتبه لمعالم وجهه غاضبة وحزينة .وحواجبه الكثيفة رسمت رقم (٨٨ ) اعقب يكلم نفسه كعادته *اهدأ يا رجل*
لقد مضى على ذلك ثماني عشرة سنة ..
ربما هي سعيدة الان مع زوجها .في المرة الاخيرة التي رأيتها فيها لم اشاهد معها طفل ربما انجبت الان ..بعد شهر من هذا التساؤل اكتشف ان زوج ندى عقيم وهي تعيسة معه حد الغثيان .."اخ تبا للمجتمع تبا لكل شئ"قال ذلك غيث وهو يبكي آسفا على ما حدث لحياته وحياتها بسبب التفرقة التي خلقها المجتمع ..من جراء تلك التجربة اصبح غيث انسانا مسالما واخر اهتماماته هي السياسة واخبار المسلمين او المسيح ..
لقد تولدت عقدة صامتة وغاضبة في ذلك الرجل هو دوما يشعر بان المجتمع ظلمه وان هذه البلاد المسلمة هي سبب تعاسته هو وندى ..
لكنه لم يخرج تلك العقدة للمجتمع لانه رجل ذو عقل سليم على غرار المسلمين الذين انضموا لفرق الارهاب بسبب تلك العقد ..نعم!! فدمار المجتمع ناتج من المدمرين من قبل المجتمع نفسه ..
انهم يتوحشوا فجأة ويتسلحوا بالغضب ويحاولوا اخافة الجميع حتى يرضوا ضميرهم ويشعروا بالنصر ...
*هئ هئ*لا لن اكون شخصا سيئا " واخيرا ظهر صوت غيث بعدما كان يتكلم مع نفسه بصمت بتلك المحاورة السابقة..