الفصل الثاني

5.3K 58 5
                                    


هزت كتفيها :
" أنت تعلم أنني كذلك ".
لكن هل ستكون سعيدة ؟ لسبب ما مجهول شعرت بكره فوري للسيد واريندر – وهو لها , هل يعرف سبب تركها لشركة دين أند غرايس ؟ هل يقف ضدها؟ أذا كان الأمر كذلك , فلماذا دعاها الى هنا اليوم؟ هل يريد أن يذلها أكثر ؟ طريقته لا تدل على شيء.
جلس فجأة الى مكتبه , ولوّح لها لكي تجلس أمامه , فعلت ذلك عن رغبة , لأنها شعرت بأن ساقيها لم تعودا قادرتين على حمل ثقلها .
لقد كان بكل وضوح رجلا عدائيا منالناحية الجنسية مرتديا بحيث لا يترك للنساء أدنى شك بجاذبيته الجسدية , أن القماش الناعم لسرواله يظهر كل عضلة في فخذيه , ويؤكد طول ساقيه , قميصه الأزرق مفتوح عند عنقه , والكمّان مرفوعان يكشفان عن ذراعيه.
" أخبريني , يا آنسة جاميسون , لماذا تبحثين عن عمل؟ هل أنت غير سعيدة بوظيفتك الحالية؟".
تعبيره البريء لم يخدعها لحظة , أنه يعرف أنها بدون عمل وهو يختبرها , أنه يريد أن يرى أذا كانت ستقول له الحقيقة.
منتديات ليلاس
نظرت الى يديها , وقلبها يدق .
" لقد طردت".
" أوه؟".
" من أجل شيء لم أفعله".
نظرت اليه بتحد الآن .
" وتركتهم يتخلصون منك؟ لماذا لم تدافعي عن نفسك؟ ".
ضاقت عيناه كثيرا , لقد ذكّرها بالنمر – وبدون شك هو خطر مثله!
حافظت جوستين على نظرتها اليه .
" لم أعط الفرصة ".
أرتفع حاجباه وأتسعت عيناه .
" هل تتوقعين مني أن أصدق ذلك؟ هناك قوانين تحمي الناس ضد الطرد التعسفي".
" لقد بدا السيد سمارت بأن لديه دليلا قويا , أنه فعلا حرضني على التحدي".
" السيد سمارت – من شركة دين أند غرايس ؟ هل كنت تعملين هناك؟".
" أعتقد أنك تعرف ذلك , يا سيد واريندر ".
نظرا الى بعضهما لعدة ثوان طويلة – ومن ثم أبتسم .
" أنت على حق , أنك شجاعة أكثر مما توقعت , مع أن ذلك غير متوقع بالنسبة للظروف".
ماذا يعني بهذه الملاحظة ؟ عبست جوستين ونظرت اليه لكنه لم يعطها أيضاحا , وأردف يقول :
" ما الذي يجعلك تعتقدين أنني سأعطيك الوظيفة؟".
هزت جوستين كتفيها .
" ليس لدي سبب لأعتقد بأنك ستفعل , سوى أنني أشتبه بأنك عرفت ظروفي عندما أرسلت لي".
" أنت مصممة جيدة , لقد قيل لي , وقد شعرت بأنه يجب أعطائك فرصة عادلة , شرط أن تخبريني الحقيقة عن نفسك".
" أذن لقد حصلت على الوظيفة ؟".
لم تستطع جوستين أن تمنع الأبتسامة من الأنتشار على وجهها , قفزت عن كرسيها :
" أوه , يا سيد واريندر , أنت تعلم كم يسعدني ذلك! ".
أنه يعني بأنها لن تترك شقتها , وأنها لن تتوسل الى جيرالدين جاميسون ليأخذها عنه , لقد كان ذلك أكثر مما تجرأت أن تأمل به.
منتديات ليلاس
لم تكن هناك أبتسامة جوابية على وجه الرجل الداكن , ولا أي دليل على البهجة:
" أنتظري حتى تسمعي كل شيء قبل أن تغرّدي من الفرح".
لم يختف شعور الأستخفاف عند جوستين , فمهما كان فأنه سيكون أفضل من البقاء عاطلة عن العمل .
" لا يهمني ".
قالت بفخر.
برمت شفتاه الى الأسفل :
" هل أنت يائسة الى هذا الحد؟".
أنها لا تستطيع أن تصدق بأنه لا يضمر شيئا , فلأسباب يعرفها هو فقط , أنه يريد أخضاعها.
" أنني على وشك الطرد من شقتي ". قالت بهدوء:
" لعدم دفع الأيجار , هذا هو سبب شعور اليأس الذي أنا فيه".
" أذا وظفتك , فأنني سأكون ملاكا في الخفاء؟ ".
كانت هناك أشارة ساخرة لا يمكن أغفالها الآن على ملامحهأشبه بشيطان.
" لا أعتقد بأنني سأقول ذلك , لكنك ستساعد".
قالت مخادعة.
" هل تدركين أنك مصممة صغيرة جدا ضمن فريق الخبراء ؟ ونتيجة لذلك فأن الراتب لن يكون مرتفعا؟".
أنه سيكون أفضل مما تدفعه شركة دين أند غرايس , أسم رايندر معروف لدى كل البيوت ( أحذية واريندر تسير العالم) كان هذا هو شعارهم الذي يفاخرون به , كل فرد سمع بأحذية واريندر , شركة دين غرايس كانت واحدة من لشركات الصغيرة في دنيا صناعة الأحذية .
لكن عندما ذكر لها فعلا المبلغ الذي ينوي دفعه لها , شهقت جوستين , لقد كان ضئيلا بحيث لا يمكن لأحد أن يعيش عليه.
" هل أنت جاد؟".
سألت وهي تلهث.
أطرق ميتشيل واريندر بأحترام :
" أقبليه أو أرفضيه , الخيار لك , بالنسبة لي , أنني أعمل معك معروفا , لا أحد سيوظفك , أليس ذلك صحيحا؟".
أطرقت جوستين بعبوس , لكن كيف يمكن لها أن تتدبر أمورها أذا بم يخفض المالك الأيجار ؟ هذا غير عادل , لكن عليها أن تقبل به. 

 الأنتقام العاطفي - مارغريت مايو - روايات عبير  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن