الفصل العاشر

2.7K 34 0
                                    










وأخيرا أتصل ستيوارت , روت له جوستين قصتها , فوعد بأخذها :
" لالاغ , صديقتي , ستسمح لك بالأقامة معها , أنني واثق". راح يشرح لها والأبتسامة في صوته.
تمنت جوستين لو أنها عرفت صديقة ستيوارت من قبل , فأنها عندئذ لن تكون معلقة بميتشيل.
وصل بعد حوالي ساعة , وفي أقل من ربع ساعة وصلا الى مكان لالاغ , أنها تعيش في بيت صغير في شلسي , يطل على نهر التايمز , أستقبلتهما لالاغ عند الباب , وأحبتها جوستين من أول نظرة , لها شعر أحمر حريري جميل يتدلى الى كتفيها , كانت طويلة ولينة ذات عينين خضراوين واسعتين.
" أدخلي يا جوستين , كم هو مريع أن تكوني بدون بيت , يجب أن تقيمي معي أطول فترة تريدين , يا عزيزي ستيوارت , لماذا لم تخبرني من قبل بأن لك شقيقة بهذا الجمال الساحر؟".
" نصف أخت؟". قال لها مصححا:
" ووالدي تخلى عنها – وكذلك فعلت أنا".
" كذاب! ". قالت جوستين بتودد :
" لا تهتمي لكلامه يا لالاغ , لقد فقدنا الأتصال بصورة مؤقتة".
خلال الأسابيع التالية , أمضت جوستين وقتها تنظف البيت , وتطهي طعامهما , وتشغل نفسها مسهمة منها في ترتيب أمور البيت.
معظم الأمسيات كانت وحيدة , ترفض دعوات ستيوارت للأنضمام اليهما الى المسرح أو المطعم , أو الى حيث يذهبان.
منتديات ليلاس
لقد أقلقها أيجاد عمل آخر , أنه من المستحيل الأستمرار في حياتها كمصممة أحذية , فقد تأكد ميتشيل من ذلك , لكن يجب أن يكون هناك شيء ما تستطيع القيام به.
ربما سيكون من الأفضل أن تبدأ من جديد في مكان آخر من البلاد؟ ربما تغادر أنكلترا بصورة كلية؟ عندئذ على الأقل لن تكون هناك فرصة للوقوع في شرك ميتشيل , لقد قلقت حول والده وأتصلت ببيته عدة مرات , لكن السيدة نايت كانت دائما تعلن لها بنفس نغمة الأعتذار , بأنه ليس لديها مطلق الحرية لتقول لها أي شيء , لقد خطط ميتشيل لكل شيء.
ذات يوم , فيما كانت تحاول أدخال بعض ما تسوقته الى البيت , أكتشفت لالاغ ترفه عنه , رمت سلتها من هول الصدمة فتبعثر البسكويت , والتفاح , والبرتقال على الأرض , دق قلبها , وتسارعت نبضاته , وفغرت فمها , كان وسيما كما تتذكر.
لكي تخفي الحب الذي ظهر في عينيها , ركعت على ركبتيها , لكن لالاغ قالت لها حالا:
" أتركيهم , سأهتم بهم , السيد واريندر يريد أن يقول لك كلمة بسرعة".
وقف وقد ظهر الأهتمام عبى وجهه :
" والدي يريد أن يراك". قال بسرعة.
" كيف حاله ؟".
سألت حاللا:
" لقد حاولت أن أكتشف لكن....".
" ليس بحالة جيدة , شكرا لك , هيا تعالي , لقد أضعت ساعة من الوقت ". قال لها.
لكنها تريد أن ترى والده , لقد أنّبها ضميرها من ناحية جيمس , ألتقطت محفظتها :
" أنني جاهزة". قالت له.
" لقد أهملت عملي في سبيل البحث عنك , الآنسة برانكومب لن تعود سريعا , ماذا تفعلين هناك". سألها ميتشيل.
تجاهلت سؤاله:
" الصعوبة التي لاقيتها ليست مستغربة, لأنك أنت هو الذي طردني , هل توقعت مني أن أعطيك عنواني الجديد لكي تستمر في طغيانك؟".
" أن والدي قد يكون في حالة أحتضار, وهو السبب الوحيد لوجودي هنا".
" أنني آسفة". قالت جوستين بمرارة :
" أنني لم أدرك أنه مريض الى هذا الحد , لقد حاولت , لكن السيدة نايت لم تخبرني شيئا".
" بناء على تعليماتي ". قال بحدة.
" لماذا – لماذا يريد أن يراني؟". سألت بصوت خافت.
" لست متأكدا من أنه يعلم ما يقوله في هذه الأيام , أنه يتحدث عن دلفين كأنها لا تزال حية , وفي كل يوم يسألني متى ستحضرين لرؤيته , هناك شيء ما في عقله , لكنه لا يقول ما هو , لماذا ذهبت لرؤيته في ذلك اليوم؟".
منتديات ليلاس
نظرت اليه جوستين ببرود :
" ألم يكن ذلك واضحا ؟ لأرى أذا كنت تقول الحقيقة".
" والآن عرفت أنني كنت أقول الحقيقة؟".
" نعم ". قالت موافقة :
" ولكن والدك لم يكن يعلم بأنك كنت تعذبني بسبب خطايا دلفين".
أدخل ميتشيل سيارته الى باحة المستشفى الخاص وأوقفها , ثم نزل مسرعا وجوستين تسرع وراءه بأتجاه غرفة السيد واريندر.
كان عبارة عن شبح للرجل الذي زارته قبل بضعة أسابيع , أصبح وجه ميتشيل ناعما وهو ينظر الى والده العاجز , وأزداد شعور جوستين بالذنب الى حد أنها لم تحتمل النظر اليه , لقد كانت كلها غلطتها!
ثم فتح عينيه وأول شخص رآه كانت جوستين , كانت أبتسامته مدهشة لم تر مثلها من قبل , كانت مليئة بالحب وكانت لها وحدها :
" دلفين!". قال


 الأنتقام العاطفي - مارغريت مايو - روايات عبير  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن