ما قبل العفو

174 3 0
                                    

الفصل الثاني من الرحلة ..

اخرجونا من القاعة الى غرفة صغيرة .. جلسنا على الارض ونحن نعد انفاسنا، ثم بداو ينادون علينا واحد تلو الاخر.. فقال لي رئيس المحكمة .. تعرف انك ؟ متهم بالمساعة على قلب نظام الحكم بالطرق العسكرية لاتصالك بالمجرم الهارب نجيب الصالحي.. سوف نعدمك ونهدم بيتك، ونرسل صورة الى اولبرايت وزيرة خارجية امريكا .. ثم بدأ الكلام الفاحش الذي نسمعه من ابناء الشوارع.. قد استجوبني عضو المحكمة الذي يجلس على الجهة اليمنى من القاضي.. قال:(انت معلم ورسالة المعلم في الحياة كبيرة وخاصة الاخلاص للوطن كيف ترضى بالخيانة؟ ) قلت له:(ان المعلم الان حاله يرثى له وكل زملائي غادرو الوضيفة للحصول على مهنة حرة يعتاشون عليها وانا بقيت باداء مهمتي واعطيت احسن نسب نجاح في المنطقة.. فأخذ يكيل التهم علينا بعد ذلك بدأ الكلام للمدعي العام واسئلته الينا .. واحسسنا من خلال حديثه بانه مستعجلا في حديثه وادراج المواد القانونية بحقنا .. التي بموجبها يرسلنا للاعدام!..

كان شكله(المدعي العام) ابيض واصلع... ذاو كرش كبير .. اما المحامي الذي جلبته المحكمة لنا وكيلا فلم يتحدث بكلمة واحدة.. بل قال:(سيدي القاضي وجدت ان المتهمين يستحقون العقاب اللازم لهم كونهم خائنين..) خرجت من قفص الاتهام واسمع كيل من الشتائم.. بعده نادوا الى الاخرين وارجعونا بالسيارة نفسها الى سجن الحاكمية.. وفي السيارة يسئلوننا الحراس الموكلين بنا :(هل هنالك منكم من حكم عليه بالاعدام؟) كنا لا نجيب عليهم.. من خوفنا ان لا يصدر منا كلام اخر ..حينما وصلت الى زنزانتي المرقمة (٢٨) ففتح الباب ذات الصوت المخيف .. فأستقبلني اخواني السجناء لاروي لهم مادا جرى في المحكمة كي، يتعلموا حينما يأتي دورهم.. في يوم ١٤-٠٦-١٩٩٩.. نودي على ارقامنا وساقونا الى المحكمة بنفس الاتجاه ونفس الشوارع في الغرفة المجاورة لقاعة المحكمة اجلسونا على الارض ونادو علينا واحدا بعد الاخر.. لتثبيت الحكم ضدنا .. التي هي مثبتة في الاوراق التحقيقية للشعبة الخامسة.. قال لي رئيس المحكمة:( لماذا انت مدير مدرسة ولم تكن بعثيا؟) قلت له :( انا منزه من الجهات الحزبية) قالو ماذا يقرب بك مسؤول شعبة دجلة الحزبية المسمى "علاء الخالدي" الذي اغتيل بعد ذلك في منطقة "الچبايش" قلت له: لم اكن اعرفه نهائيا.. قال لقد.. زكاك وجعلك من الناس المخلصين ولو لا هذا التقرير لكنت في حكم اخر... ثم قال:(انتم بيت بدر رميض تريدون تستلمون حكما ولقد كرمكم السيد الريس تكريما وافيا .. فلماذا تعملون مع الجهات الخائنة ؟ ) وفي هذه الاثناء تحدث شخص داخل القاعة بعيد عن المنصة.. يرتدي قاط رصاصي ويرتدي النضارة شاب قال للقاضي:( اسمحلي سيي، ان هذا المتهم عبدالمهدي قد زوج بناته للمجرمين في خارج العراق الذين هم مطلوبين للعدالة ) فقلت في نفسي ان هذا سيثقل الحكم عليه... قال القاضي: نعم ان عبد المهدي جسده في العراق وروحة مع العملاء.. )خرجت الى خارج المحكمة ورجل المخابرات يمسك بيدي لينادو على المتهمين الاخرين بعد ما اكمل المناقشة معهم.. ارجعونا الى سجننا في الحاكمية يوم

ذكريات ما وراء القضبانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن