الفصل الاخير

90 2 0
                                    

العفو ومابعده...

العفو وما بعده.. في سنة 2002 الاشهرالاولى منها كثرت
الاشاعات داخل السجن بان هنالك عفوا عن المحكومين وذلك بسبب ضغط الدول الكبرى على نظام صدام بالافراج عن السجون العراقية.. وكان يمتلك بعض المحكومين راديوات صغار يسمعون الاخبار في اواخر الليل وفي اليوم التالي يخبرون اصدقائهم بهذه الاخبار حتى جاء ٢٠-١٠-٢٠٠٢ صدر بيان من رئيس الجمهورية بالعفو العام عن كافة المحكومين بتبييض السجون وحتى المحكومين بالقتل والسرقة والزنا بالمحارم خرجنا من الممر الرئيسي للسجن وهي تخرج على شكل دفعات مزدحمة في الباب الرئيسي كخروج الطير من القفص.. وجدت ولدنا امير بأستقبالي خارج السجن وكانت طائرات الهليكوبتر تصور خروج الالاف من المحكومين واستقبال اهاليهم لهم كانت تصور هذه المجاميع هنالك اناس يسئلونني عن ابنائهم المحكومين ولم يواجههوم منذ سنوات.. وفي هذه الاثناء التقى بيه صحفي فرنسي ليبين مشاعري حول خروجي من السجن.. ولكن اجبته بكلام مقتبظ لانه اريد الوصول الى الاهل حيث انني غير المصدق لهذا الحدث .. وكاني في حلم!! وللنكتة كانت هنالك مفرغة هواء وضعتها على سريري في السجن ولما هممت بالخروج طلبت من احد الش .. خرجنا بانفسنا فقط تاركين وراءنا في السجن كافة المقتنيات من ثلاجات ومجمدات وتلفزيونات واجهزة اخرى واسرة .. وكانت من نصيب رجال الامن.. بيعت في سوق مريدي.. وهي باعدادا هائلة.. كانت سيارتنا التي يقودها امير مسرعة حيث كنت مستغربا من الشوارع والبيوت والناس والحياة الطبيعية!! والاسواق وكانني خرجت من قبر مقفل... وكان بأسقبالنا في الشارع الاهل والجيران .. حينما وطأت ارض المسكن سجدت سجدتين شكر لله تعالى والناس من حولي حيث عبر الاهل والاقارب عن مشاعرهم بالاهازيج.. كل حسب طريقته واوصلو الخبر الى اولادي في خارج العراق.. ذهبت برفقة الاولاد لزيارة الامام الجوادين عليهم السلام حيث كان الجسم مرهقا ولكن بدات تدب في العافية تدريجيا .. ثم بعد يومين زارني مسؤول المنطقة الحزبي وهنأني وطلب مني بزيارة الى مقر الفرقة الحزبية .. وذهبنا الى مقر الفرقة ليشرحو مكرمة رئيس الدولة وان نكون مواطنين صالحين ثم بعد ثلاثة ايام زارنا ضابط امن منطقة الشعب.. وطلب مني المجيء هناك والحضور اسبوعيا.. للتوقيع وان نكون مواطنين صالحين، نخدم توجهات الحزب والثورة.. ثم احسسنا بان المفرج عنهم سوف لن تتركهو الدور الامنيةً ومعرضين لاي وقت للاعتقال وبدانا نفكر كعائلة ان نبيع دارنا ونخرج الى خارج العرراق .. ولكن كانت هناك عراقيل بصعوبة تهويب الاولاد وخصوصا انا ممنوعا من السفر .. استعملنا خيرة ، من الله .. ولكن تقول الخيرة .. "احذرو" وغير صالحة ...!! وكررناها مرتين وكانت نفس النتيجة .. واتصلت بنارتحد قريباتنا واخبرتنا :(هل تنون السفر ؟) فاني رايت رؤية بان سفركم غير صالح... وتركنا الامور لله تعالى... وكان الفرج الاكبر للعراقيين ..
تنفست العائلة الصعداء والتقطنا انفاسنا، وتأملنا من اخواناا الذين سيستلمون الحكم بان يعوضوناعن كافة الاضرار والمتاعب والاهوال التي مرت على العوائل المتضررة.. ولكن تمخض الجبل فأره.. حيث لم نكن نتوقع بانهم كانو مهتمين بمصالحهم الشخصية.. وخصوصا الناس من اقربائنا ومعارفنا الذين كانو مختبأين في دارنا من بطش السلطة .. وحماية عوائلهم واولادهم بطرق متعددة.. ولكن لم يكن عصر وزمن فيه الوفاء من هؤلاء .. حيث رجعت الى منصبي كمدير مدرسة والاولاد يفتشون عن وضائف دون جدوى .. حيث تقدمت مع المرشحين للاشرف التربوي بخبرتي الطويلة وليس الا.. واجري لنا اختبارا وكنت فيه من الاواىىل .. ثم تدرجت من مشرف تربوي الى مشرف اداري اول.. الى معاون مدير اشرف الى مدير اشرف.. حيث احلت نفسي على التقاعد "٢٠١٣" وفاتني ان اقول انني قابلت سيد وزير التربية الدكتور الخزاعي وهو يعرف عوائلنا المعدومة والمتضررة واراد ان يرشحني لمنصب مدير عام تربية ولكني فاجئته بانني احمل شهادة دار المعلمين ابتدائية .. وتوقف وقال :( اننا اقسمنا يمين بعدم تجاوز التعليمات) حيث خرجت منه وهنالك الكثير ممن التقيت معهم وطلبو مني ان اجلب شهادة مزورة للتعيين في هذا المنصب، وقلت ان هذه لا تليق بي ولا يمكن عملها حيث منافية للقيم والاخلاق والدين.. وقد عملها كثيرون داخل هذا النظام الجديد .. ولا يسعني ان اذكر اسمائهم حيث اكتشفت هذه الشهائد فيما بعد وباعداد هائلة.. كما اننا كسجناء سياسيين حصلت لنا فرصة بمقابلة الحاكم السياسي للعراق "بول بريمي" ومن ضمن حديث (بريمر) قال ان :كلامكم هذا مستغرب حينما تقولون في العراق اعداد كبيرة من الكفائات والوزراء والاطباء وممن يستطيعون القيام بمهام بناء هذا البلد.. فقلنا له وكيف بنيت على هذه المعلومة.. قال ان المنفيين الذين كانو معنا والذين جاءو للبلد اخبروني بان ليس في العراق اي شخص يحمل شهادة او كامل العقل.. بل صدام دمر كافة العقول...

بعدها بأسبوع نقلنا مجموعة من المفرج عنهم من مناطق الشعب وما حولها بسيارات الامن الى منطقة الطالبية حيث مقر مدير الامن.. والمسمى" محمد الشفل" دخلنا مكتبه ومعنا ضباط امن الشعب حيث يجلس خلف المنضدة يرتدي الدشاشة البيضاء والشماغ الابيض والعقال وقرأت كتابة خلفه تقول الاية (انهم فتية امنو بربهم فزدناهم هدى) وبدأ النقاش معنا حول العفو ولماذا افرج عنا وماذا تريد الدولة منا .. وبدا يتطرق الى بعض اقاربنا في الاهوار .. والموجودين في ايران ايضا واننا سنصل اليهم ونأتي بهم الى هنا!! حيث اخبرني عن بعض اقاربي المطلوبين والمحكوم عليهم غيابيا فاخبرته بانني اسكن بغداد منذ ٤٠ سنة ولم يكن لي اتصال معهم .. ثم تطرق الى حوزة النجف والشيعة ودراساتهم !.. والفكر الشيعي الذي تسيطر عليه ايران "حسب قوله" .. انتهى اللقاء والاوضاع بدت تتدهور بالنسبة لنظام الحكم حيث شدت الدول على القضاء على هذا النظام بحيث عند احساس الدوائر الامنية بالخطر بدأو يحرقون كافة الاضابير الخاصة بالمعتقلين والسجناء وتحرق بالبراميل الى ان دنت ساعة الخلاص وسقط النظام تحت ضربات

واخيرا .. تعددت الاحزاب وكثر الفساد واخترق النظام من اناس غير حديرين به وغير كفوؤيين .. حيث الصواعات الطائفية .. والحرب الاهلية ، والرشاوي في دوائر الدولة .. نسأل الله تعالى ان ينقذ العراق من كافة الحروب والويلات ورعاية ايتامه الكثيرة وبناء مؤسساته بما يرضي الله .. وان يبقي علينا الله تعالى مرجعيتنا الرشيدة متمثلة بسماحة اية الله العضمى السيد السيستاني .. دام ظله والذي اوقف زحف الدواعش عن احتلال العراق وخاصة العاصمة بغداد والعتبات المقدسة.. حيث الشباب المتطوعون ونفذو اوامر المرجعية واعطو الدماء نسأل الله ان يرحم شهدائنا ويشفي جرحانا وان يرجع العراق متعافى انهرسميع مجيب...

واخيرا ضهر الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا.. وتبقى ذاكرة الناس الوطنيين والاحرار الذين قارعو الضلم والعدوان صفحة بيضاء ناصعة .. والخلود للشهداء..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 15, 2017 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ذكريات ما وراء القضبانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن