رشفة الجنون الخامسة:''2''

37 11 20
                                    

صرخت الجماهير متحمسة ومتشوقة لخوض السباق..
................

مرت الساعات والجيوش تسقط تباعاً إلى سلة المهملات صريعة لقد حدثت معركة دموية من أجل الفوز لم اتوقع حدوث ذلك كنت أعتقد أن كل لواء سيحاول الوصول إلى الجبل دون أن يؤذي الألوية الأخرى بقتل بعضهم بعضاً ولم يتبقى من جيوشي التي تعبت في حشدها وتدريبها سوى لوائين أحدهما من الدمى والآخر من أعواد الثقاب اللذان وصلا إلى قمة اللهلبينا في نفس الوقت بالإضافة أنهم بهذا الفعل زاد تعكيرهم لهدوء عالمي، ’’أنا محتارة بينهما أي اللوائين سأعطيه الجائزة ؟أنا لا أملك سوى قطعة واحدة من الأرض!!‘‘ شكوت همي لعدستي صاحبة هذه المسابقة ، ردت عليّ وهي تبتسم بمكر "لابأس أعطيهما قطعة الأرض لتستمتعي بمشاهدة هذين الوائين يتقاتلان على قطعة الأرض "، اعطيت الوائين قطعة الأرض دون تقسيمها كما حدثتني العدسة.

مرت ساعات طوال وعالمي الخيالي مضطرب بحروب الدمى وأعواد الثقاب على قطعة الأرض لكنني لم استطع الاستمتاع بمشاهدتهم وهم يحرقوا بعضهم البعض  وبدلاً من ذلك خسرت أغلى الأدوات التي كنت أستفيد منها في غرفتي ، لقد اشدد النزاع بين اللوائين حتى أحرقا غرفتي ، وها أنا مشردة في بقية غرف المنزل لا أحد يريد أستقبالي في غرفته بعدما أحرقتها بنفسي كما يقولون لقد أخبرتهم مراراً أن الدمى وأعواد الثقاب هن اللاي فعلن ذلك لكنهم لم يصدقوني لقد اصبحت مسخرة أخوتي وكل هذا لأنني صدقت ما ادعت تلك العدسة الماكرة، قررت حينها كسرها لقطع ورميها بعيداً حتى لا تلقي بمكرها على أحد غيري خلعت حقيبتي من على ظهري وفتحتها وأخرجت تلك العدسة مفرغة جام غضبي عليها ’’كيف تتجرئين على خداعي؟ ،لقد صدقتكِ ونفذت كل ماتقوليه لكن أنظري إلى غرفتي لقد احترق كل مافيها لم يعد هناك جبل اللهلبينا أو ارض الحلوى أو الدمى أو أو ‘‘ ظللت أعدد لها كل محتويات غرفتي ولم اترك شيء إلا ذكرته حتى الأوراق التي رميتها في سلة المهملات ، بعد أن هدأت ثورة غضبي زادت اشعالها العدسة "هل استوعبتِ الآن تأثير الفرقة وتأثير الانصياع للغير ؟لست المذنبة في فعل ذلك بل أنتِ ، ألم تفكري ولو لثانية عن الضرر الذي سيلحق بغرفتكِ وجيوشكِ عندما فرقتيهم وجعلتيهم يتخاصمون على لاشيء ؟لقد كنتِ ساذجة عندما سمعتِ ونفذتِ كلامي لقد اصبحتِ كأولئك الذين مزقوا أرضهم بأنفسهم وانصاعوا لكلام الغير الذي ضرهم في النهاية "، أنهت كلامها لكنني قررت ولن أتوانى عن قراري الذي قررته سوف اتخلص منها لن أكون ساذجة بعد الآن اسمع لما يقال لي وانفذه دون تفكير بعواقبه عليّ وعلى منهم حولي .

عدت إلى ذاكرتي الخربة خائبة لقد مضت فترة زمنية ليست بالقصيرة وأنا ابحث فيها عن حلم لكن هاأنا ذا اضعت حلمي بأن أكون  جندية ادافع عن غرفتي وبدلاً عن ذلك احرقتها بتهوري وعدم تفكيري ، مضيت بعد ذلك منكسرة وحيدة دون عدستي لقد ندمت بعد كسرها ورميها بعيداً فلقد كانت ونيسي ولو أنها مغرورة وماكرة ، عدت باحثة عن حلمٍ قد يزهر في قلبي الأمل بأنني ذات قيمة في هذه الحياة .....

...................
أخبروني عن احلامكم ؟.

هل فكرتوا يوماً بالخروج عن المعتاد ؟

ترهات  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن