ذكرى 26مارس

35 13 10
                                    

كنت نائمةً في غرفتي عندما سمعت صوتاً غريباً لم اسمع مثله من قبل ، ازحت الغطاء عن رأسي ناظرة إلى نافذة الغرفة أمامي عندما سمعت الصوت للمرة الثانية لقد خفت كثيراً لكنني شبهت الصوت لعدم معرفتي عنه بزمجرة الرعود أخذت ادعو الله وأهدي نفسي "لابأس ليس سوى رعدٍ فهذا موسم الأمطار "وماهي إلاثوان حتى لمع من خلف النافذة نوراً وتبعته زمجرة مخيفة "هذا ليس رعد،أم أن البرق وقع قرب نافذتي!!"، تصارعت أنفاسي توجساً بأن تلحقها أخرى ، عندها سمعت الصوت ذاته لكنه كان أشد منذي قبل ، نفضت الغطاء عن جسدي ونهضت لأفتح النافذة ويداي ترتجفان رعباً ورهبة ، فتحتها وفتحت معها عيناي على أشدهما "ما هذا الذي أراه هل المخلوقات الفضائية غزت الأرض أم ماذا؟!!"، لم يستوعب عقلي محدود الأفكار ذلك الحين ماذا يصير من حولي ، الناس يتسابقون جارين معهم ابناءهم في الشارع وهم يصرخون أهربوا وتلك الأصوات تزمجر في فضاء حيّنا وتلقي بأشياءٍ تهز كل ماحولي ، حادثت نفسي "لمَ يهربون لابد وأن تلك المخلوقات تريد أن تحط في المطار ليس إلا!!  لابد وأن تلك الأشياء التي تسقط هي صحونهم الفضائية لكن لمَ هي تحدث هذه الجلبة والأهتزاز في النوافذ والأبواب أنها تهز حتى سقف منزلنا شعبي البناء ليس كما رأيتها في أفلام الخيال تحط بسكون ، بقيت تلك الأصوات تزحف مغادرة يالها من تحية غريبة أهكذا يلقون التحية في كوكبهم بإثارة الرعب في النفوس لا مابي لابد وأنهم متعودين على هذه التحية لن يخافوا""، عدت إلى فراشي الإرضي وتدثرت بالغطاء جيداً لم استطع النوم إلا بعد أن هدأت نوبة الرعب والخوف التي اجتاحتني منذ أول صوت لمركبات تلك المخلوقات، بعد ليلة شاقة عانيت فيها الأرق نمت .

في اليوم التالي وفي نفس وقت الليلة الماضية أتت هذه المركبات الذي دوى صوتها في المكان محدثاً أهتزاز في كل شيء من حولي حتى الهواء أهتز ونُفض ، قمت علّي ألقي التحية لتلك المخلوقات التي تركب تلك المزمجرة فوق منازل حيّنا ، لابد وأنها مرعبة كمركباتها ، فتحت النافذة لا أرى المشهد ذاته يتكرر الناس يفرون بشكل عشوائي لا هدف لهم إلا الفرار من تلك المركبات والصراخ بأهربوا أنجوا بأنفسكم ، وتلك المركبات تحط محدثة ضوءٍ شديد نافضة الأرض هازة كل مايحيطها ،  وهكذا تكرر المشهد كل يوم وفي نفس الساعة حتى ظننت أنها تهبط لتتناول السحور في المطار وتذهب هل هذه المخلوقات تصوم يا ترى! ؟ لكن لمَ لا تأتِ سوى وقت السحر ؟!!، مضت عدة أيام ونحن على هذه الحال نستقبل تلك المراكب بمرفون الصراخ والروع والجري إلى هناك وهنا بدون هدف .

بعد فترة خرجت قاصدة السوق للتبضع ، وعندما خرجت إلى الشارع لم أجد سوى أتربة الشارع وقططه وكلابه تمر من جانبي ولم ابالي لربما خرجت مبكرة لكن عندما وصلت إلى السوق وجدته إيضاً بحال شارع الحيّ لا يوجد به سوى الكلاب والقطط والحجارة الدكاكين مغلقة وبعض نوافذ المنازل المطلة عليه مكسرة والزجاج متناثراً على الأرض أخذتني الريبة وزحفت بيدي اليمنى على يدي الأخرى لاتأكد من الساعة لقد أدهشني ما رأيت الساعة العاشرة صباحاً ماذا الأن هل أتى رمضان وأنا لا أدري لكننا مازنا في شهر ربيعٍ الأول ، عدت من حيث أتيت وبينما أنا أمشي في شارع حيّنا رأيت امرأة مع أطفالها وزوجها أسرعت في المشي لاسألهم لعلّي أجد جواباً لمَ حدث ورأيت ألقيت التحية عليهم وسألتهم "ماالذي حدث أين الناس ؟" ردت المرأة التحية وأجابت "هربوا من القصف " ، ماالذي تتحدث عنه هذه المرأة لابد بأنني صادفت مجانين هل اليمن تقصف "لمَ مازلت هنا لمَ لا تهربي وتسافري لمنطقة آمنة ؟"، سألتني تلك المرأة ماذا أسافر وأين فهذه بلادي لا مأوى لي غيرها رفضت السفر لكنني سألتها "من الذي يقصفنا ؟"، رأيت الأندهاش في عينيها القابعتان تحت خمارها عندما اجابتني "التحالف "،اتضحت الصورة الأن لي هل يعني أن كل تلك الجلبة ماهي إلا صواريخ .
.................

أحببت أن انقل تلك المشاهد التي شهدتها أول ما قصفت بلادي إليكم منمقة بأسلوبي ولو أنها ناقصة من بعض المشاهد المروعة لم أستطع كاتبتها أو ذكرها، فأنا راتجف لدى ذكرها.

*اللهم أحفظ بلدي الحبيب ، ووحد كلمة شعبه *

ترهات  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن