رشفة الجنون الأولى

178 27 16
                                    

ضقت ذرعاً ليس لي منقذ منهن
اخوات ست:
فالكبرى لا يوجد لها خبر سوى اخبار عمليات شراءٍ و بيع بين مدينٍ ودائن، هربت إلى السياسة علها تنقذني من الأوراق التجارية للمحاسبة، بدأت تذكرني بأرسطو وأفلاطون وحالة الحكم في زمن الملك الأله وما حدث من نزاع بن اليسار واليمين ....

سددت أُذني حتى لا اسمع حشوها صارخةً "كفى نشباً في أخبار الأمم".

أتت من الزمن السحيق اللغة العربية فقلت "هذه لغتي الأم ستنقذني من سطوتهما"

فاجأتني بثرثرة لاجديد فيها عن عنترة وامرء القيس، ولم تنسى صيحت بعث الزبيري وجدار المقالح، فندمت .

وقلت "ياليتني"
واردفت :
"وياحسرتي"

فقد أتت الفاجعة، تحكي عن الأسعار والسلع في أسواق التنافس والأحتكار، لم ترحمني الأقتصاد فقد أذاقتني مرّ معانة الدول...

ظهرت الرزينة فيهن من اللامكان تذكرني:

هل خططتِ ليومكِ؟ ونظمتِ حياتكِ؟بل هل أهتممتِ بتوظيف عمال جدد ؟ لديكِ اليوم مقابلة عمل؟

صحت بأعلى مايمكنني هاربة من صرامة الإدارة، وعند هروبي صادفتها محبوبتي ابنت الخوارزمي، فغصت في تراكيب لوغاريتماتها ومعادلاتها، لكن لابد ماأجد مايعكر صفاء لحظتي؛ معها مصفوفات ومحدودات تجمعن عليّ متعصبات.

"مابالهن ؟ ألا يكفي أنني لم ادرسهن في الثانوية يلحقنني إلى الجامعة!"

انتهت حربي مع عصابة المحدودات والمصفوفات لاسمع خبر تأجيل الاختبارات لشهراً آخر، لأحس وكأنني دوهست على سكة القطار، اكتفيت تحملاً من تلك الأخوات فأنا معهن طوال شهر لأتي اليوم واكتشف بأن اقامتي معهن تمددت لشهرٍ آخر!

             .......................

رشفة الهناء 😉😉😉

ترهات  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن