يوم الجمعة : عطلة نهاية أسبوع أخرى.
صعدت جيردا درجات السلم الثلاث ببطء , ولم يكن هناك أحد يلاحظ توقفها أو حركاتها المتعبة قبل أن تضع المفتاح في ثقب باب الشقة رقم 27 , كما لم تلحظ وجود أي شخص , من قبل , , في ممرات بناية كرافتون , المضاءة جيدا , كان الموجودون في البناية أناسا يعيشون خلف أبواب شققهم الفخمة والديكور الحديث دون الأهتمام بأن يكونوا جيرانا , ألا أن بواب البناية ذا الزي النظامي كان يعرفهم جميعا حسب أسمائهم وأرقام شققهم ولم يتوقف يوما عن الأيماء برأسه تحية لجيردا , صباحا ومساء.
أغلقت الباب خلفها دون أحداث أي ضجة كما لو أن الباب كان مبطنا بالقطيفة , لتنسل بهدوؤ الى عزلتها.
ستدخل , ذات يوم , الشقة بعد أن تتحول وحشتها إلى دفء بيت في أنتظار عودة صاحبة بعد يوم عمل شاق , إلا أن ذلك اليوم لم يحل بعد , حتى بعد أنتظار ستة شهور , كانوا جميعا محقين : هكذا فكرت وهي تفرغ محتويات كيس التسوق في الثلاجة وخزانة المطبخ , ولو أنها أصغت لنصيحة أصدقائها بعد وفاة بليز لأنتقلت من شقتها إلى مكان آخر أو ربما لقبلت دعوة والدة بليز للبقاء معها فترة غير محدودة , إلا أن فكرة العيش في بيت بليز الهادىء في منطقة ديفون , في صحبة أمرأة عجوز تعيش على ذكرياتها , كانت غير محتملة ثم أنها لم ترغب بالتخلي عن مكان منحها إياه بليز بكل حب.
ربما كان أصدقاؤها محقين , ربما كانت حمقاء لأصرارها على البقاء في مكان يذكّرها كل ما فيه ببليز بدلا من التخلص من ذكرياتها عن زواج لم يستغرق فترة طوية , أذ قضت معه فترة سنتين.
دق جرس الهاتف فخفضت الحرارة تحت أبريق الشاي , قبل توجهها لرفع السماعة , أجابها صوت كاثرين , كما توقعت , وأبتسمت أذ حدست مقدما ما ستقوله المرأة الأكبر منها سنا , فقالت:
ط كلا , أرجو أن تعذريني يا كاث , نعم أعرف أن لايل كيرك جاء لقضاء عدة أيام هنا فألتقيت بشقيقته منذ أيام , إلا أنني خططت للتخلص من بعض المشاكل الصغيرة خلال العطلة , وأرجو أعفائي من الدعوة , أنه لعطف كبير منك التفكير بي , لكنني.....".
" أعرف أنك عانيت من أرهاق طوال الأسبوع كله , وأنك متعبة ولكن أصغي لما سأقوله يا جيردا حان الوقت لأن يصارحك أحدهم بالحقيقة, أنك في الثانية والعشرين من عمرك وليس الثانية والأربعين , وقد مضت على وفاة بليز ستة أشهر فمتى ستتخلصين من تأثير ما حدث؟ لم أخترت هذا العمل ؟ كان عليك مغادرة البلد وزيارة والدتك لعدة أشهر , عزيزتي , تعليمين بأنني لا أحاول التدخل ألا أنني أحاول أعادتك ألى دورة الحياة الطبيعية , أنك لا ترغبين بالبقاء أرملة طوال حياتك , أليس كذلك؟".
توترت أصابع جيردا حول سماعة الهاتف وأجابت:
" ليس لذلك علاقة برفضي الدعوة , ألا أنني لا أرغب زيارة مكان يقضي أفراده معظم وقتهم في محاولة ربطي برجل أعزب , خاصة أذا كان الرجل لايل كيرك".
" وما هو عيب لايل؟".
" لا شيء عدا أنني لا أحس بأي شيء نحوه ولا أرغب في أقامة علاقة معه , أو مع أي رجل آخر".
أضافت بتجهم , أما كاثرين فأحست بجرح مشاعرها فقالت:
" من أوحى لك بذلك؟ أنك تدركين خطأك أليس كذلك؟ أنه الوقت الملائم للخروج مع رجل لطيف يدعوك للعشاء ثم يبادلك الحب , أنه العلاج الأفضل لوضعك".
" ربماأذا كنت تعلمين ما الذي ستعالجينه بالضبط".
وتذكرت جيردا شيئا , ناظرة بأتجاه المطبخ فقالت:
" كاثي , يجب أن أذهب الآن لأنني تركت الماء يغلي على النار , أعرف أنك تحاولين مساعدتي وأنا أقدر ذلك ولكن هل نستطيع نسيان الموضوع الآن وربما.......".
" حسنا , ألا أننا لن نسمح لك بالأنكفاء وحدك هكذا , أذ لم يتوقع منك بليز الحياة كراهبة بقية حياتك , ويكفي أن السنة الأخيرة كانت قاسية ما فيه الكفاية , يا للمسكين بليز لا بد أن الأمر حطّم قلبك.....".
" نعم , كاثي , سأتصل بك فيما بعد , عليّ الذهاب , مع السلامة".
وضعت جيردا السماعة في مكانها وأسرعت ألى المطبخ , كانت كاثرين صديقة عزيزة ألا أن ألحاحها كان أكثر من اللازم , وهذا أمر لم تتحمله أعصاب جيردا.
فتحت جيردا علبة من لحم لسان الثور , شرّحت ثمرة طماطم , ووضعت قليلا من الزبد على الخبز , ثم جلست عند الطاولة الصغيرة لتحدق في السطح المزين باللونين الأصفر والبرتقالي , دون أن تراهما.
كانت تعلم أن كاثرين محقّة , أذ لا يتوجب عليها العيش بهذه الطريقة , متجنبة الدعوات , فاقدة نفسها في زحمة العمل أثناء النهار ومستهلكة وقت فراغها وحدها , ممثلة بغباء الصورة النموذجية المعروفة عنها : أرملة شابة حرمها الموت من زواج مثالي سعيد ..... آه لو أنهم عرفوا الحقيقة.
ورغم ذلك أحبت جيردا بليز وبادلها هو الحب , لقد وجدت في بليز ملجأ تخلصت بواسطته من الماضي , فجأة دمعت عيناها فهزت رأسها بعنف: لماذا توجب عليك الموت يا بليز ؟ لماذا؟
رفعت صحن الطعام بتثاقل لأنها لم تستطع أتمام تناول طعامها , ثم جلست لتلقي نظرة على عمل الشركة الذي جلبته معها ألى البيت , كان عليها إعداد نسخ بعض المواصفات وموجز تقرير سيوفر عليها الكثير من الوقت يوم الأثنين , ثم إعداد بعض الملاحظات لهوارد دوربل عن مناقصة مهمة , مهما كان رأي كاثرين عن عملها فإن جيردا واثقة بأن عملها كمساعدة خصوصية لهوارد دوريل يمثل نقطة أرتكاز هامة في حياتها , أذا أحست بالحاجة لوجودها , ولم يكن لديها وقت للملل , كانت محظوظة في عثورها على العمل وتوفره وقت حاجتها , لم تكن المؤسسة كبيرة جدا ولهذا تسهل ملاحظة الجهود الفردية , وكان هوارد صديقا لها أكثر مما كان رئيس عمل , رغم أنها لم تسمح لنفسها بأستغلال صداقته.
بدأت الطباعة وتساءلت في الوقت نفسه عن مسار لقاء هوارد بممثل شركة فان لورن للمعدات الألكترونية , فقد كان هوارد متلهفا للحصول على العقد خاصة بعد سريان بعض الأشاعات عن شركتي فان لورن ووينتفورد كومباين , سحبت آخر صفحة من الآلة الطابعة ثم سمعت صوت جرس الباب , تعجبت لذلك وأسرعت نحو الباب لتفتحه إلا أنها تراجعت بدهشة حين رأت وجه الرجل المتعب الواقف أنتظارا.
" هوارد , لم أتوقع...".
ثم توقفت عن الكلام حين أدركت ما أصابه , تناولت من يده حقيبة العمل وقالت:
" أدخل وأجلس , سأعد لك بعض الحليب الساخن".
" كلا , لا تزعجي نفسك".
تجاهلت جيردا أعتراضه وأسرعت إلى المطبخ بعد أن جلس على الكنبة قرب المدفأة , سخّنت بعض الحليب بسرعة ثم تناولت قنينة دواء المعدة التي أحتفظت بها لمثل هذه الحالات الطارئة.
عانى هوارد من مرض رجال الأعمال : القرحة , وتبين لها من معرفتها أياه أن لا فائدة من محاولة تهدئته وتخديره , حين عادت إلى الغرفة همس :
" شكرا , أنك تشبهين أمك كثيرا , جميلة وباردة ظاهريا لكنك دافئة وحنونة من الداخل , ماذا سأفعل دونك؟".
" أفعل ما طلبه منك الأخصائي , وافق على إجراء العملية وتخلّص من المرض".
" أنني عجوز وخائف جدا".
" هراء , ستصبح رجلا جديدا".
" لست متأكدا من أنني أريد التحول إلى رجل جديد , جيردا , آسف لأقحامك في مشاكلي , ولكن هل ستساعدينني ؟".
" بالطبع , هل تريد مني مرافقتك إلى البيت ؟ هل أستدعي الطبيب............ أو؟".
ثم تذكرت شيئا مهما جعلها تقفز من مكانها , فقالت:
" ربما كان من الأفضل الأتصال بالسيد كنغسلي وألغاء دعوة العشاء معه , لا يزال هناك وقت".
" كلا , ليس ذلك ما أريده , اللعنة أنه حدث سيء وفي وقت أسوأ ..... جيردا , تلقيت مكالمة هاتفية بعد مغادرتك المكتب".
" هل تعني........؟".
وأشار برأسه إيجابا مضيفا:
" تأكد الأمر رسميا , لقد بيعت فان لورن لشركة وينتغورد".
أعتدلت جيردا في مكانها:
" هل تعتقد أن لهذا تأثيرا سلبيا علينا".
" قد يصح الأمر أذا لم ننجح في تجديد العقد".
وأرتسمت على وجه هوارد دلائل الألم رغم محاولته أخفاء ذلك , وحين أنتهت نوبة الألم مرر يده على جبينه , قائلا:
" لهذا جئت هنا الليلة , أذ ليس في أمكاني , في حالتي الصحية السيئة , مواجهة ليلة أخرى من الطعام الدسم والشراب حتى الساعات الأولى من الصباح , أنت تعلمين ما يعني ذلك".
كانت جيردا تعرف جيدا ما قصده , أذ لاحظت في الصباح الباكر وجوه الرجال الرمادية المتعبة , وجوها ترتدي قناع الموت ثمن مواصلة التنافس في عالم التجارة والمال , قالت :
" لا أعتقد أنك في حالة تسمح بذهابك , أذ ستقتل نفسك بهذه الطريقة , دعني ألغي دعوة الدعوة قبل ذهابك".
فرد عليها :
" لا أستطيع ذلك , يجب أن نحصل على العقد , وما أريده منك هو الذهاب نيابة عني".
" أنا؟ الليلة ؟ ..... لكنني!".
ونظرت إل ساعتها ثم إلى وجهه القلق , وواصلت قائلة :
" هوارد , لا أستطيع الذهاب نيابة عنك".
" لماذا ؟ هل أنت مدعوة إلى مكان الليلة؟".
" كلا , لكنك تعرف آراء الرجال المحجفة بحث النساء".
" هراء, ستكونين رائعة خاصة وأنك تعرفين تفاصيل العقد أحسن مني , حتى أنك لن تلجأي إلى قراءة الأوراق الرسمية , إبتسمي في وجه العميل وسيوقع العقد كالحمل".
تنهدت جيردا متذكرة كينغسلي , المتحدث اللبق ممثل شركة فان لورن , الذي ألتقت به بعد عدة أسابيع من بدء عملها في المؤسسة , ولم تكن الذكرى مشجعة مثلما ذكر هوارد.
فقالت بلهجة متشككة :
" نعم , أنت تعلم بأنني سأبذل أقصى جهدي , لكن لا تلمني أذا رفض مناقشة الأمر مع أمرأة".
" لن ألومك , كنت سأرسل تيلور لولا أنه موجود في مانشيستر ولن يعود قبل الساعة التاسعة وربما في وقت متأخر أكثر بسبب زحمة المواصلات".
وتوقف هوارد عن الكلام ليهز كتفيه بأرتياح , ثم واصل حديثه:
" أنه ثقل أزيح عن ذهني . والآن , هل تريدين سيارتي أم أستدعي سيارة أجرة ؟".
" أفضل سيارة أجرة أذ سيخلصني من مشكلة البحث عن مكان لأيقاف السيارة".
" حساب النفقات مفتوح قدر ما تشائين بهذه المناسبة هل لديك بطاقة النفقات ؟ أستخدميها وسأصرف كل شيء فيما بعد".
أومأت جيردا برأسها .
" سأعطيك بعض المال أحتياطا".
وسحب بعض الأوراق المالية من جيبه وناولها أياها قائلا:
" والآن , سأستعيد معك بعض الملاحظات السريعة.......".
وحين قام بذلك وعلّق بأن معلوماتها أحسن من معلوماته هزت رأسها قائلة:
" أنني سعيدة لثنائك وثقتك بي , وآمل ألا أخيب ظنك .... بالمناسبة , أين ومتى سألتقي بالسيد كنغسلي؟".
" يا ألهي , لقد نسيت أهم شيء , أنه ليس كنغسلي , وكان ذلك جزءا من المعلومات التي تلقيتها , القادم هو ممثل وينتفورد الخاص , اللبق بنفسه".
" حقا ؟ تشرفنا .... أي واحد منهم؟".
" جوردان بلاك بنفسه".
" جوردان بلاك".
بعد ذلك , أدركت جيردا أن الفترة المنصرمة لم تتجاوز اللحظات بين نطقه للأسم وأختفاء الصدى من رأسها , ألا أنها ظنت أن الأمر أستغرق وقتا طويلا , قبل أن تسمع صوت هوارد من جديد.
" ظننت أن ذلك سيصدمك , ألا أنني آمل تحول الأمر الى بشرى خير , أذ أنه معروفا بأنجذابه للنساء وأرجو أن تمارسي جاذبيتك الأنثوية عليه أذ أننا.....".
توقف هوارد أذ أدرك خطأ ما قاله وأذ لاحظ شجوب وجه جيردا البيضوي الدال على عمق الصدمة.
" لا أستطيع آداء المهمة , آسفة , لا أستطيع ..".
" لم لا ؟".
وفكر بأنها عصبية ومترددة فواصل :
" ستكونين أفضل سفيرة لنا.... وأذا كان ما قلته يقلقك فأنني لا أظن بأنك ستخضعين للغواية بسهولة , حتى لو كان الشخص جوردان نفسه , كل ما عليك عمله هو أرتداء درعك المضاد للحب , والآن لا تقلقي أذ ليسهناك ما يستوجب القلق".
لم تسمعه جيردا , جوردان بلاك من بين جميع الرجال , آخر رجل رغبت في رؤيته مرة أخرى , وكان من المستحيل أقناع نفسها بأن شخصا آخر يحمل الأسم ذاته , أذ لا يتسع العالم في رأيها , لأثنين يحملان أسم جوردان بلاك , وأحال الخوف بشرتها الى لون جليدي وأحست بأرتخاء أطرافها , وفتحت فمها لتطلق صرخة كبحتها في اللحظة الأخيرة وأرادت القول أنها تفضل القيام بأي شيء عدا..... ثم رأت وجه هوارد المتشنج ألما وقلقه الظاهر بوضوح في عينيه فأستدعت ما حدث ذات مرة في الماضي.
منذ عشرين عاما مر والدها بالظرف نفسه ووقف هوارد دوريل الى جانبه وساعده على أجتياز الأزمة , منذ عشر سنوات كان دوريل منقذ العائلة بعد وفاة الوالد وأخيرا مساعدته لها منذ ستة أشهر عند فقدها لبليز , ولولا مغادرته البلد منذ أربع سنوات لعمل طارىء لما مرت بأقسى تجربة في حياتها ولأستطاعت بالتأكيد تغيير أساس وضعها الحالي , وبذلت جهدها لأستعادة هدوئها وكبحت مخاوفها : ( ليس في أستطاعتي خذلان هوارد ).
" آسفة , أنه أحساس عصبي , أين سألتقي به؟".
" الساعة الثامنة ولنصف في مطعم توبي , أنه مكان رجال , ألا أنني لم أفكر بذهابك ألا الآن".
" لا أمانع في الذهاب الى هناك مرة واحدة".
" أنه أفضل مطعم لتقديم اللحم المشوي ولو كنت أعلم بذهابك مسبقا لأخترت مكانا آخر يلائمك أكثر , ربما سيختار بلاك الذهاب الى مكان آخر".
وتلاشى صوت هوارد مرة أخرى وبدا وكأنه يعاني من جفاف في حلقه .
" لا يهم الأمر , من الأفضل أن أقوم بتغيير ملابسي".
" نعم , كيف ستتعرفين على بلاك؟".
ونهض هوارد واقفا ببطء.
( هل سأعرف جوردان بلاك ؟ خاطبت نفسها ثم أومأت برأسها:
" لا تقلق سأعثر عليه بسهولة , عليك الذهاب الى فراشك مباشرة وأستدع الطبيب , هل تسمعني؟".
" نعم , ها هو العقد , لن يوقعه الليلة , بل ما سيحدث هو مجرد الحديث عنه , ولكن من الأفضل لو أخذته معك , شكرا جزيلا يا عزيزتي , أذا عدت في وقت مبكر , فأتصلي بي , وأذا.....".
" سأتصل بك غدا".
ردت جيردا ...... حين غادر هوارد الشقة , ساد المكان صمت مخيف , توجهت الى الحمام حيث أغتسلت ثم بدأت محاولة أختيار فستان ملائم للمناسبة , كان الفستان الأبيض الكلاسيكي فاخرا بالنسبة لمكان كتوبي , فأختارت واحدا ورديا ورفعت شعرها الى قمة رأسها ولم ترتد أيا من مجوهراتها , كما راعت أن يكون الماكياج بسيطا...
..
أنت تقرأ
"لحظات الجمر "
Romanceمنقول/ مكتملة للكاتبة : مارجي غيلتون الحقيقة عندما لاتقال تخلق في الضمير حالة كابوس تنمو وتنمو كالأخطبوط الشرس, وتروح تعبث بالحالة النفسية وتؤثر على التصرفات, حتى تصل لحظات الجمر, لحظات قول الحقيقة ...فكيف اذا كان الحب مختبئا وراءها , ينتظر بفارغ...