الأفق المهجور

615 10 0
                                    

لم يتغير المكان كثيرا رغم مرور السنوات , ورغم توسيع الطريق الساحلي وهدوئه وكأن المدنية لم تمسه وبقيت الخضرة المحيطة به كما هي منسية منذ قرون.
وأحاطت أشعة شمس المساء الضبابية المنزل ونوافذه بلون ذهبي وخاصة عند ألتفاف السيارة قرب البوابة الخارجية , وزاد السلام المخيّم على المكان من ثقل أحساس جيردا بالتشاؤم وصدمت لأكتشافها أرتجاف ساقيها حين نزلت من السيارة , وتمنت , فجأة , لو أنها لم تكن موجودة في الشقة عند قدوم جوردان لرؤيتها صباح ذلك اليوم , كما تمنت لو أنها كانت قوية بما فيه الكفاية لرفض عرضه بقضاء العطلة معه.
دار حولمقدمة السيارة وأندمج ظله بظلها , ثم لمس ذراعها بأحدى يديه وقادها الى جانب المنزل , حاولت أن تمنع نفسها من الأرتجاف , ربما مرت ثلاث سنوات منذ سارت بالطريقة نفسها مع ستيوارت ليقودها الى باب الحديقة المستخدم من قبل الجميع.
بقيت غرفة الجلوس الكبيرة كما هي , المقاعد العميقة المريحة , منضدة كرة الطاولة قرب النافذة , قطع الأثاث غير المتناسبة , ألا أنها كانت ملائمة لبيت أستهدف وجود راحة المقيمين فيه , الكتب موجودة في كل مكان , والقنينة الزرقاء لا تزال في مكانها , في الخزانة الصغيرة قرب الزاوية , وساءلت جيردا نفسها عما أذا كانت أم جوردان لا تزال كما كانت ربة بيت فخورة بنفسها , وكانت غرف المنزل الأخرى متناسقة وجميلة , يحيط بها صمت يدفع الموجودين للتحرك بهدوء لئلا يؤثروا على كنوز السيدة بلاك , ربما أختلفت الأمور الآن , فكرت جيردا أذا تبعت جوردان عبر الغرفة الى قاعة صغيرة مطلية جدرانها باللون الأبيض , ولم تتذكر جيردا المكان .
" قمنا بأجراء بعض التغييرات منذ زيارتك الأخيرة للمكان".
قال جوردان موضحا.
" هذا هو مكتبي في المنزل الآن , توجب علينا أجراء التعديلات بسبب ستيوارت , فحوّلنا الطابق الأرضي للجناح الغربي الى شقة له بينما أحتفظت والدتي بغرفة الجلوس الأصلية والجناح الواقع فوق شقة ستيوارت , وأصبح الوضع أفضل بالنسبة الينا جميعا".
وقف عند قمة السلم وأومأ مشيرا الى الجانب الأيمن:
" أرتاحي هناك , أذ لديك متسع من الوقت لحين حلول موعد العشاء , أنولي عندما تكونين مستعدة وسأكون موجودا في غرفة الجلوس الكبيرة".
مد يده فأعطاها حقيبتها , تناولتها بصمت وبقيت واقفة في مكانها منتظرة أنصرافه لكنه رفع حاجبيه تعجبا , وقال:
" حسنا , ماذا تنتظرين؟ أو ربما تريدين مني مرافقتك لترتيب ملابسك؟".
" لن يكون ذلك ضروريا".
ثم توجهت الى غرفة الضيوف , فتحت الباب وأغلقته خلفها بعنف غير مناسب , بقيت ساكنة لعدة لحظات تفكر بسلوكه العادي معها , الى حد أأستعادت فيه هدوءها وبدأت تعتقد بأنها موجودة في بيت ريفي جاءت لقضاء عطلة نهاية أسبوع هادئة فيه.
ألا أن الأمر لم يكن كذلك , ولن تكون عطلتها هادئة أطلاقا , ولاحظت لأول مرة عزلة المكان وخلوه من السكان , وضعت حقيتها على السري ثم سارت نحو النافذة , فوجدتها مفتوحة , وأحست بالنسيم يداعب وجهها فأستندت بمرفقها على أطار النافذة وألقت نظرة شاملة على المكان المحيط بالبيت, كانت تواجه مقدمة المنزل , فرأت الأرض المكسوة بالعشب تحيط بها ممرات ضيقة مزينة بورود محتلفة الألوان , ثم رأت مقدمة المرسيدس عند الجهةاليسرى , قطبت جيردا جبينها , محدقة فترة أطول في الأفق المهجور قبل أن تتوجه الى حقيبتها الصغيرة , ففتحتها ورتّبت أشياءها, علقت بعضها في خزانة الملابس بينما وضعت أدوات الزينة عند المنضدة القريبة , رأت في المرآة عينيها وقد ظللهما التعب والقلق , وأستدارت برأسها فجأة لتبعد عن نفسها عدم الأحساس بالراحة وبدأت تنظف وجهها بالمستحضر الخاص بذلك.
عليها ألا تفقد أعصابها, كررت جيردا مخاطبة نفسها , أذ لن بستغرق الأمر أكثر من أربع وعشرين ساعة , يجب ألا تدع جوردان يحس بخوفها منه , لماذا يجب أن تخافه ؟ سألت نفسها محاولةرفع معنوياتها , ولكن الواقع كان شيئا آخر , فجوردان يكرهها ويلومها على ما حدث , كما أنه يمتلك القدرة على أيذائها , وخاصة من خلال رفضه توقيع العقد مع هوارد , وأن يؤذيها لأنها......
ورفضت جيردا مواجهة السبب الحقيقي , رافضة الأعتراف به , كلا , أنتهى الأمر منذ فترة طويلة , فلن تدفع له فرصة معرفة قدرته على أرباكها ذهنيا , وأبتعدت مذعورة من مواجهة عينيها المتعبتين في المرآة , وأعترفت أخيرا بأنها لن تحصل على راحة الباب ما لم تبتعد بأقصى سرعة عن جوردان بلاك.
كان سكونها الظاهري مجرد قناع حاولت التمسك به وهي تنزل الى الطابق السفلي , لم تر حتى تلك اللحظة أحدا , كما لم تسمع صوت أحد في المنزل وبقيت الأفكار السوداء محيطة بها وتحاول أختراقها مثل ظلمة لا تعرف مصدرها , وهكذا أنتابها أرتياح مفاجىء لسماع صوت فتاة منبعثا من الباب نصف المفتوح , المجاور لغرفة الجلوس.
توقفت جيردا في مكانها وأختفى الصوت , ثم سمعت جوردان يقول:
" كلا , سنتعشى معه الليلة , لذلك عليك نسيان الأمر".
" لكنني رتّبت كل شيء , وأراد هو ذلك , كانت هذه فكرته مبدئيا".
" لا تهمني فكرة من كانت , لن تأخذي ستيوارت الى ميرافيل الليلة , وفي أمكانك.....".
" في أمكاني ؟ حسنا , وتستطيع الآن نسيان الموضوع".
وأرتفع صوت الشابة بغضب:
" لم يحدث ذلك دائما ؟ أنك مستعد لعمل أي شيء لتتخلص مني أليس كذلك؟ أنك تخشى فقدانه , وخاصة أذا ما أخذته بعيدا عنك , لأنك اردت دائما السيطرة عليه وتنظيم حياته حسبما تريد , لن تنجح هذه المرة , هل تسمعني ؟ وأعتقد أنك أنسان بائس لجلبها لرؤيته بعد أن خذلته , إنه لا يريدها ! أنه لا يحبها , أنه يحبني أنا ولن تستطيع منعه من ذلك ...... أنا......".
" أخرسي , أو غادري المكان حالا".
" لن أغادر المكان , كيف تجرؤ على مخاطبتي بهذه الطريقة ؟ إنك ....".
" سأخاطبك بالطريقة التي تعجبني , والآن توقفي عن الحديث مثل مراهقة غبية , أذ لديك الأسبوع بكامله لتتمتعي مع ستيوارت , هل أطلب منك الكثير أذا ما سألتك أحترام رغباتي أمسية واحدة؟".
" رغبات ؟ إنك أكثر من ديكتاتور , إنك....".
" ربما , أخبري ليون أنني أرغب برؤيته".
" لست خادمة لك ".
" أذا لم يعجبك الأمر , تعرفين ما عليك عمله".
وساد المكان الصمت , ثم سمعت جيردا صوت خطوات سريعة أعقبها صوت غاضب , وظهرت الفتاة , وجهها بيضوي شاحب لا يتناسب مع أحمر الشفاه الغامق اللون والشعر الأسود المتناثر بلا ترتيب , كانت على وشك البكاء وتوقفت للحظة مندهشة , أذ كانت تصطدم بجيردا , حدقت في وجه جيردا الى أن جاء جوردان فنظرت بكراهية الى كليهما وغادرت المكان مسرعة , متّجهة الى الصالة.
كانت ملامح جوردان قاسية وغاضبة وسيطر على صوته بسرعة طالبا من جيردا الدخول , وحلّ محل أحساسها بالعطف نحو الفتاة , أذ كانت الأخرى ضحية لجوردان , أحساس بمعرفة شخصية الفتاة.
بدأت الحديث متساءلة:
" هل كانت الفتاة سوزان لاموند؟".
" نعم , إبنة سير هيوبرت , هل تعرفينها؟".
" قابلتها مرة واحدة قبل سنوات".
ونظرت جيردا بعيدا قبل أن تستطرد:
" لم أكن متأكدة من شخصيتها".
" نعم , أنها سوزان , الطفلة الثرية المدللة , أنها في الثامنة عشرة من عمرها وعصبية الى حد لا يطاق , لا أدري ما الذي سيحدث لها أذا كانت في سن أكبر ". قال بقسوة وأضاف : " أعذريني , سأعود خلال لحظة".
وتركها مسرعا وغادر الغرفة وشعرت جيردا بالأمتنان لمغادرته غير المتوقعة , كي تجد وقتا كافيا لأستعادة قدرتها على التفكير , ترى ما سبب وجود سوزان لاموند في هذا المكان ؟ جلست جيردا على كرسي مريح , واجمة تحدّق في فراغ الغرفة , كان والد سوزان مديرا عاما لمؤسسة وينتفورد ولا يزال شخصية بارزة في عالم التجارة , وكانت هناك منافسة حادة بين سير هيوبرت وأرنولد بلاك , والد جوردان يعود تاريخها الى سنوات بعيدة , أذ وسع سير هيوبرت مرتين أعمال مؤسسته في حقل الألكترونيات على حساب أرنولد بلاك , مما أدى الى أعلانه الأفلاس , والآن بعد وفاة أرنولد , تقاعد سير هيوبرت وأصبح جوردان بلاك الرجل المسيطر على مركز مهم في مؤسسة عدو والده القديم لكنه نجح في ذلك بالتأكيد , وأذا ما صحت توقعت هوارد فأنه سيصبح رئيس مجلس أدارة المؤسسة خلال عام واحد.
هل كان الأنتقام سبب ذلك؟ تساءلت جيردا , إنه رجل قاس وبلا رحمة بالتأكيد , إلا أن جيردا لم تستطع إنكار مساوىء سير هيوبرت في الماضي.
أين هو موقع سوزان في القضية إذن؟
أستنادا الى حديثهما , الى طريقتهما في فضح موقفه , والطريقة التي خاطبها بها , بدا لجيردا أن العداوة القديمة حيّة كالسابق.
نهضت جيردا وخطت نحو النافذة , وشعرت بثقل في صدرها , ولم تعتقد أن ستيوارت كان يساعد سوزان على هزيمة أخيه , بحيث سيؤدي الأمر إلى خلق عداوة أخرى بين الأخوين , أغلقت عينيها بيأس , ما الذي حدث خلال الثلاث سنوات التي نجحت فيها في تحرير نفسها من تأثير عائلة بلاك؟ ترى هل ستعود مرة أخرى , مجبرة , الى حياتهم العاصفة ؟
ولم تسمع خطوات جوردان بلاك عائدا الى الغرفة , وجفلت أذ وضع يديه على كتفيها وقال بنعومة:
" ألم تسمعيني أدخل الغرفة؟".
" كلا".
وتحركت في مقعدها لتبتعد بهدوء عن ملمس يديه , وقالت :
" هل تزحف دائما بهذا الشكل لتخويف الناس ؟".
" ليس دائما , فقط حين يستغرقهم حلم اليقظة , ماذا حدث ؟ تبدين وكأنك تشعرين بالأسف لشيء ما".
بادلته النظرات الثابتة وهزّت رأسها قائلة:
" توقفت عن الأحساس بالأسف منذ زمن بعيد , وخاصة حين تقدمت بالعمر".
" لا بد أنه كان يوما حزينا".
هزت كتفيها فإبتسم بطريقته المتميزة ولاحظ :
" ألا تشعرين بالأسف من أجلي؟".
" إنك آخر شخص أشعر بالأسف من أجله , هل تنشد الشفقة الآن؟".
" أنني لا أنشد الشفقة أطلاقا".
" إنك لا تمنحها أيضا".
" إلا أنني أفعل ذلك يا عزيزتي"
كان يخلط الشراب في مكان ما خلفها , متذكرا دائما أن الشفقة ليست سوى مسكن مؤقت في أحسن حالاتها وهي تمرغ في الرثاء في أسوأ حالاتها , أي شراب تفضلين؟".
وقال الجملة الأخيرة دون أي تغيير في لهجته , فأجابت:
" عصير برتقال , رجاء , أين ستيوارت؟".
" يغيّر ملابسه أستعدادا للعشاء في مناسبة حضورك".
وناولها العصير مواصلا:
" ونتيجة للمشهد الدرامي القصير , طلبت من سوزان المغادرة طوال الأمسية".
" وهل لبّت سوزان أوامرك؟".
أومأ برأسه إيجابا وكان مستندا الى المكتب القريب محدّقا في كأسه قبل أن يشرب.
هكذا تجري الأمور أذن ؟ وتنهدت جيردا وبقيت الى جانب النافذة , من الغريب حدوث ذلك بسرعة , خاصة إنها سمعت الكثير عن عناد سوزان وسلوكها الجريء , وخاصة أذا طلب أحد منها إلغاء ترتيبات أستعدت من أجلها منذ بعض الوقت.
وأضاف جوردان قائلا:
" أخذها ليون..... أعتقد أننا سنشعر بحرية أكبر , أذا ما بقينا نحن الثلاثة وحدنا".
" هل سيتحقق ذلك؟ " ونظرت الى قدحها إلا أنها لم تشرب شيئا وقالت:
" من هو ليون؟".
" أنه يهتم بستيوارت , أذ يجب أن يرفعه أحد , ويضعه في الكرسي , كما يساعده على أرتداء ملابسه , ويساعده على........".
" نعم , أفهم ذلك , لم يجب علي........".
وأمتلأت عيناها بالدموع وأرتجف فمها وهمست:
" آسفة , لا بد أن الأمر فظيع بالنسبة اليه".
ودفعت بنفسها في مقعدها مدركة مدى خوفها من اللقاء المرتقب مع ستيوارت , ما فائدة ذلك ؟ تساءلت بعجز , لا بد أنها آخر شخص أراد الشاب المقعد رؤيته , لو أنها علمت فقط بخطة جوردان الحبيثة!
" إنك بحاجة الى الشراب , إشربي إذن".
وأذ قامت بحركة آلية محاولة أطاعة أمره , تحرك من مكانه وجلس إلى جانبها.
" هل أنت خائفة من لقاء ستيوارت؟".
سأل بنعومة:
" كلا , لست خائفة من رؤيته , أذا كانت تتضمن كلماتم معنى الخوف من مواجهة شيء مقيت , حين تتلفظ بها بتلك الطريقة".
وحاولت تجنب نظراته المحدقة:
" كلا ليس الأمر كذلك أطلاقا".
" ما هو أذن؟".
" هل من الحكمة لقاؤه ؟ ماذا سينجز ذلك؟ كيف سيساعد اللقاء ستيوارت؟".
وفقدت سيطرتها على نفسها وكادت أن تقترب منه أكثر لتلمسه إلا أنها تحكمت برغبتها.
" جوردان هل أنت واثق من صحة ما تقول ؟ ما حدث كان في الماضي , وليس منالصحيح أعادته الآن , أذ ليس في الإمكان تغيير الماضي".
" كلا , قد لا يكون للقائنا علاقة بما ذكرته , وأعتقد أنني أخبرتك بأنني سأوضح كل شيء هذا المساء , أو هل نسيت؟".
" لم أنس شيئا".
" أذن لا بد أنك توافقينني , حان الوقت لوضع نهاية للأمر".
" نهاية؟".
" نعم".
وتناول يديها وسحبها لتقف الى جواره.
" يبدو أنك غير قادرة على إدراك حقيقة واحدة بسيطة يا جيردا , إنك لا تستطيعين نسيان شيء لم ينته بعد".
وبقي ساكنا , ناظرا الى وجهها الحائر ثم لمس خدها بحنان قائلا:
" تعالي , حان الوقت لآخذك لرؤية ستيوارت".
وأذ رافقها جوردان بصمت الى الجانب الآخر من المنزل , شعرت جيردا بالتوتر في جسمها كله وتساءلت عما ستقوله خلال اللحظات الأولى الصعبة من اللقاء , وفجأة سألت نفسها أذا كان جوردان أخبر ستيوارت عن مجيئها , ولن تستغرب سلوك جوردان وحسّه الغريب بالدعابة لو أنه رتّب الأمر كله كمفاجأة لأخيه.
أرتجفت لسادية الفكرة , كلا , ليس في إمكان جوردان ... ولكن ربما لن يتعرف عليها ستيوارت , أذ مرت ثلاث سنوات منذ أفتراقهما وقد تغيرت هي كثيرا , لكنه سيتعرف عليها بالتأكيد.....
حين توقف جوردان ودفع باب الغرفة ليفتحها , تراجعت جيردا بشكل لا أرادي الى الوراء , شعرت بجفاف حلقها ,, كما لو أن كلمات الترحيب ألتصقت بلثتها , ثم أحست بيد جوردان على كتفها لتدفعها قليلا الى داخل الغرفة , كانت الغرفة كبيرة , والكرسي المتحرك يواجه النافذة , وتبخّرت كلمات الترحيب المهيأة مسبقا إذ لم تتوقع لقاء كهذا.
إستدار ستيوارت وقال بتجهم:
" أستغرقكما القدوم وقتا طويلا , أين كنتما؟".
وظنت للوهلة الأولى أنه يعنيها إلى أن تقدم جوردان خطوة الى الأمام:
" كنت أهتم بصديقتك الغالية , أنك تشجعها على إثارة الإضطراب هنا , والآن , أذا لم يكن بمقدورك أن تكون لطيفا , فكن مهذبا على الأقل".
" ألست مهذبا؟ مرحبا يا جيردا , مضى وقت طويل منذ لقائنا الأخير ".
تخدّرت في مكانها وكان رد فعلها آليا وغير واقعي , قال جوردان:
" أعد لها شرابا , سأراكما في غرفة الطعام".
وأنسحب من الغرفة دون أن ينظر اليها , ووقفت في مكانها ساكنة , لا تعرف ما الذي ستفعله , وألتقت عيناها بعيني ستيوارت الداكنتين.
وخطت الى الأمام , محاولة الأبتسام فقال:
" أوه , كلا , لا تفعلي ذلك أنت أيضا

"لحظات الجمر "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن