أشرق يوم جديد علي تلك المطروحة علي الفراش تنام بعمق وخدوء ظاهري ولكنها في الواقع تعيش صراع داخلي قوي حتي وهي نائمة جبينها يتصبب عرقا والحرارة تسري بجسمها النحيف المملوء بالجراحات بدات تتمتم بكلمات غير مفهومة وهي تحرك براسها يمينا ويسارا
ام راشد كانت قد وصلت الي المشفي مبكرا حيث كان بداخلها خوف مجهول علي تلك الفتاة المجهولة ايضا بالنسبة اليها وها هي بجانبها تمسح علي شعرها وتقرا عليها من ايات القران الكريم لعلها تهدا
فتحت وهم عينيها العسلية ذات الرموش الكثيفة الواسعة بمجهود جاهدت نفسها للتحدث بصوتها المبحوح
_مية..
قامت ام راشد بسرعة واحضرت المياة واشربتها بيديها
ام راشد : عاملة ايه دلوقتي يا حبيبتي يارب بخير!!
نزلت وهم راسها بحزم واسف : الحمد لله .....الحمد لله
ثم تذكرت عمها فانفعلت
_عمي مدبحنيش انا عايشة صح!! يعني مش هروحله تاني؟
ام راشد بحنان : ويدبحك ليه يابنتي انتي معملتيش حاجة غلط وبعدين مفيش عم ميحبش بنت اخوه
وهم ببكاء : والله انا معملتش حاجة بس هو علطول عاوز يدبحني يا.....
ام راشد : كملي سكتي ليه اعتبريني مامتك وقوليلي يا ماما لو عاوزة طبعا..
ضمتها وهم وغمرت وجهها في حضن ام راشد وكانها تختبئ من شئ ما واخذت تبكي وتبكي بعد ان وجدت الحضن الذي ظلت تبحث عنه طوال حياتها وعن الدفء والحنان اللذان لم تذق لهما طعما وتحدثت بصوت مكلوم
_امي يعني انا هيبقي ليا ام ...وانا طول عمري محرومة منها اخيرا هيبقي ليا ام
ام راشد: ليه يابنتي انتي امك وابوكي فين ؟
بعدت وهم عن حضن ام راشد وتحدثت والدموع تخنقها
_ امي ماتت بعد ما ولدتني بكام شهر وابويا وداني لعمي من ساعة ما بقي عندي ٦٦ سنين ومن ساعتها مشوفتوش
ونزلت دموعها وهي تكمل
_اتخلي عني زي ما الكل اتخلي عني..
مسكتها ام راشد وضمتها لصدرها
_والله يابنتي انا حبيتك من لما شوفتك حاسة اني شوفتك قل كدا وعرفاكي
وهم تركت لنفسها المجال لتسبح في الحنان والدفء في حضن ام راشد تاركة واقعها المرير وراءها لعلهل تنسي ما عاشتهفي مكان اخر
نزلت علي الدرج وهي شبه مستيقظة تتثائب حين اقتربت من امها وطبعة قبلة علي خدها وكذلك والدها وجلست علي طاولة الافطار
شيماء وهي تغمزها وتهمسلها
_ كل دا نوم بقالنا ساعة بنصحي فيكي
دانه بنفس الهمس : منمتش مم ساعة ما الكل كانو هنا والبت اللي جت طيرتلنا عقولنا من مكانها دي ولا في الاحلام والله وكملت بهبل : هو صحيح البنت دي حقيقة ولا انا كنت بحلم
طرقتها شيماء علي راسها وهي تهمس : اخرسي بابا بيبص كلي وانتي ساكتة
شيماء (عمرها ٢١ سنة انسانة حساسة وهادية ملامحها ناعمة زي شخصيتها المحيرة لابن عمها فيصل)
دانة(عمرها ١٩ سنة بنت رومانسية وروشة وخفة دمها تخلي الكل يحبها من اول مرة)
دلف غرفة الطعام وهو يضع معطفه الابيض والملفات التي كانت بين يديه علي الطاولة وقال بصوته الرخيم : السلام عليكم
الكلا : وعليكم السلام
وجلس علي الكرسي بجانب امه التي قالت بحنان : عملت ايه في الشغل ياحبيبي
اسامة : تمام يا امي الشيفت بتاعي كان بليل بس رحت اجين ورق وملفات مهمة
ابو يوسف : والبنت ايه اخبارها دلوقتي
اسامة: بنت مين؟
ابو يوسف : البنت اللي كانت هنا امبارح وجدتك اخدتها ع المستشفي
اسامه : اها...معرفش
ابو يوسف : ليه ..مروحتش تسال علي حالتها وتطمن عليها؟
اسامة وقد توقف الطعام في فمه وهو نفسه لا يعرف لماذا لا يحب تلك الفتاة
_ حاضر يابابا وقت الشيفت بتاعي همر علي الدكتور بتاعها واساله عليها واشوف وضعها ووقف وهو يقول : الحمد لله
ام يوسف : رايح فين ماكلتش حاجة!!
اسامة : الحمد لله يا ماما شبعت ورحل الي غرفته
اسامة(عمره ٢٧٧ سنة دكتور وعنده مستشفي خاصة شخصيته متحكمة ويحب التملك غامض جدا ولا احد بيعرف هو بيفكر في ايه شعره اسود فاحم بعيون رمادية عنيد ومغرور)
فراس اخر العنقود ( عمره ١٥٥ سنة عقله اكبر من سنه والوحيد اللي فاهم كل افراد عيلته)في دولة اخري (البحرين)
قبل سنتين
في احدي زوايا تلك الغرفة المظلمة والباردة ضمت ركبتيها الي صدرها وهي تبكي بشدة بكاء بعويل شق صدرها تذكرت موت اخوها وكيف مرت الايام واصبحت حالتها هي ووالدتها المريضة لم تعرف ماذا تفعل فاصبحت في الشوارع ولا احد يقبل بها في اي وظيفة لانها فتاة
_اه يا امي كل الابواب اتقفلت ف وشي
تعبت من اللي واجهته في مجتمعها وازاي بيتعاملة مع الجنس اللطيف وعشان هي شخصيتها ضعيفة ولا عندها طراة محدش بيحترمها
ولكنها توقفت فجاة مسحت دموعها بقوة وتحسست الجدار حتي وصلت لقابس الضوء فاشعلته كانت فكرة مجنونة تسيطر عليها وتلح علي عقلها فاتجهت الي اغراضها اخذت تنثر فيها وتبحث عن مبتغاها حتي توصلت اليه توقف امام المراة وبيدها المقص واخدت تقص في خصلات شعرها الكستنائية وهي تبكي عليه فهو منبع جمالها حتي اصبحت كالولد وامسكت ملابس اخوها سامي وهي تتطلع الي ما ال اليه شكلها
في الحاضر
ركب سيارته السوداء الفخمة بعد ان فتح له السائق الباب وهو يرد علي هاتفه
كينان : خلاص هشتريلك اللي انت عاوزه من عنيا
نواف : اخويا حبيبي شكرا كتير
كينان : ولو انا عندي كام نواف يعني!!
نواف :واحد طبعا اللي هو انا
كينان : كويس انك عارف انا هقفل دلوقتي بقا تمام
نواف : تمام توصل بالسلامة بااااي
كينان : بااي
وصل كينان عند سوبر ماركت وامر السائق بالتوقف ونزل بنفسه يشتري لاخوه الصغير اغراضه انغمس تفكيره وسط ازقة الماركت ولكن الصوت القادم من خلفه شد تفكيره فاخذ يستمع لما يقال
وائل : قلتلك تعالي معايا والا هقول لابويا يطردك م الشغل
سامي : وانا مش رايح مكان مش انت اللي هتجبرني اروح معاك المكان اللي انت عايزه وانا مش همشي مه حثالة زيك والله خسارة تربية عمي مرزوق فيك
وائل بعصبية : مين دا اللي حثالة انا ولا انت وبعدين المكان اللي اروحه تيجي ورايا وانت مغمض
سامي بابتسامة صفراء ونظؤة احتقار هم يرحل ليترك زائل وراءه ولكن وائل لم يتاخر فلكمه علي وجهه وقع يامي علي الارض واخذ وائل يضرب فيه بكل قوة اما سامي فكان يتالم ولكنه لم يترجي وائل ان يسامحه او يتركه يذهب تحمل الالم وتحمل الضرب ولكن مهما حدث فالبنهاية هي بنت ضعيفة والذي يضربها ولد
رفعت راسها وهي تري المدافع الوحيد عنها يجر وائل يعيدا عنها وبدا التجمهر من حولها يقل ما عدا هذا المقزز وائل
كينان : لما تحب تضرب حد اضرب اللي قدك مش اللي اضعف منك فاهم!!
جاءه صوت من خلفه تصرخ وهي لا زالت علي الارض : انا مش اضعف من حد
نبرة صوتها جعلته يشك في امرها فنظر بتمعن الي ملامح وجهها التي جعلته يقول بينه وبين نفسه ( معقولة في ولد بالجمال دا) ولكنه لم يتاخر بالر عليها فرد بقوة
_ بقولك ايه قوم ومتحاولش بعد كدا تتخانق مع واحد زي دا عشان مش هتخرج غير بكدمات وهدوم متقطعة زي دلوقتي كدا
اما وائل فقد انسحب بهدوء وهو يعرف ان كينان يمكن ان يدفنه حيا فالكل يحسبله الف حساب
سامي : محدش قالك تتدخل انا اقدر ادافع عن نفسي كويس
كينان بسخرية : بقولك ايه يا نونو روح اشرب لبن يمكن تكبر وبعدين ابقي تعالي اتخانق ورحل تاركة اياها تعض علي شفتيها من ضعفها نظرن بجانبها والتقطت زجاجة صغيرة وحدفته بيه فاصابت طرف حذائه التف بقوة ناحيتها فابتسمت وقالت : شفت اني اقدر ادافت عن نفسي
وقبل ان يرد رحلت بسرعة انا كينان فكان مصدوم من رد فعلها وطفولتها ثم افاق فاستغفر وهو ينفض تفكيره ويغالط نفسه ويسب اليوم اللي شافه فيه
كينان (عمره ٢٨٨ سنة من السعودية بس شركته بالبحرين مش بيروح السعودية الا في الاجازات حنون جدا وملوش الا اخوه نواف)
نواف (عمره ١٠ سنوات يتيم الاب والام وملوش غير اخوه كينان مدلع جدا ومبيحبش الدراسة ولا المدرسة)
أنت تقرأ
علمني احبك💝
Romanceرواية رومانسية بين ابطال سعوديين البطلة حزينة وحياتها مسلوبة...والبطل شخص مغرور مبيحبش الا نفسه وبس ازاي هيحبو بعض وهل هي هتقتل الغرور بتاعه والحزن اللي جواها.. تابعو الرواية واعرفو ايه اللي هيحصل مع اسامة ووهم