هروب

1K 14 0
                                    


  في واحدة من ليالي القمر المكتوم بدأ بظلام لا يكاد يذكر وغيم عليه الظلام عم السكون والهدوء علي عكس ضربات قلبها التي لم تتوقف فكادت يخرج قلبها من مكانه وجسدها بالكامل يتصبب عرقا ظلت تهرب تجري وتجري بعيدا عن هذا المكان الذي خرجت منه لتوها هربا وهي تلهث من الخوف ..خوفا من الماضي والحاضر والما مما ينتظرها في المستقبل..
الم شديد يضرب في جميع اجزاء جسدها وتتحامل وتعدو لتبتعد تنظر ببن الفينة والاخري بذعر للوراء لتري ان كان هناك احد يلاحقها ولكنها لم تعد تتحمل قدميها لم تعد تتحمل من كثرة الجري وقلبها الذي اصبحت تسمع صوت ضرباته وعينيها التي سالت عليه الدموع بغشاء لم تعد تري بهما شئ مما حولها
رات جدارا فاحتمت به جلست علي الارض من سوء حالتها وضمت قدميها واحتضنت نفسها وبكت كما لم تبكي من قبل ثم افاقت وهي تحدث نفسها
(لا دا مش وقت الالم طالما خرجتب من السجن اللي كنتي فيه دا يبقي لازم تتحملي وتصبري العذاب اللي شفتبه معاهم يخليكي تحفري قبرك بايدك بس المهم تبقي بعيدة عنهم)
عندما رات ضوء سيارته يقترب منها نظرت وراءها لتطلع علي السور فوجدت انها تستطيع ان تتسلقه فلم توفر جهدا تسلقت حين وقع حذائها تطلعت عليه حين سمعت صراخه الذي هز بدنها فتجاهلت ما وراءها قفزت لتعبر السور فوفعت علي ظهرها احست بالالم ولكنها تجاهلته مرة اخري ووقفت لتري انها وقعت في حديقة فيلا لا تعرف الي من هي ولكنها دلفت لتحتمي باسوارها بمن ف الخارج
مشت تجاه الفيلا وكانت الحديقة كبيرة لدرجة انها اندهشت من جمالها وجمال الفيلا وتناست ما يحدث حولها اقتربت لتسمع اصوات الضحكات التي تعالت ف الداخل والاصوات المختلطة اقتربت اكثر لتشتم رائحة الطعام التي اخترقت انفها عبورا بقلبها الي معدتها وحدثت نفسها بأسي :ماكلتش من امبارح يارب انا جعانة ...يلا الحمد لله
قزعت عندما جاءها صوت من خلفها قائلا:انتي بتكلمي نفسك انتي اتجننتي!!
ظلت مولية للمتحدث ظهرها وهي ترتجف وتحدث نفسها بالم: حتي اللي ميعرفونيش بيتهموني بالجنون يارب صبرني
اما محدثها فنظر اليها والي مظهرها الرث وعباءتها الملطخة بالاتربة وبقايا العشب الذي وقعت عليه في الحديقة فكان مظرها يناقض المكان الذي تقف فبه فتحدث اليها قائلا: انتي مين ودخلتي هنا ازاي!! فين ابو احمد اللي سايب كل من هب ودب يدخل البيت
التفتت اليه بعباءتها وغطاء وجهها ومازالت منكسة راسها وتحدثت بصوتها المبحوح :امممممم....انااااا...،،اقصد
صمتت فلم تعد تعلم ماذا تقول فتحدث هو بنبرة غاضبة
_مش عارفة تتكلمي...انا كدا عرفت اتكلمي م الاخر عايزة كام؟
رفعت راسها بصدمة وهو تطلع بعبنيها العسلية المخملية التي خطفت نظراتها من اول وهلة بحدتها ولمعانها فردت عليه بقوة
_انا مش جاية اشحت منك انت متعرفش ظروفي فمتكلمنيش كدا
بصلها بسخرية واستغرب من جراتها وتحدث وهو ينظر اليها باشمئزاز
_لو مش شحاتة تبقي حرامية والوقت مناسب جدا للسرقة نص الليل وفيلا متحلميش بيها
رفعت عيونها بصدمة عندما سمعت تمتمة من حولها فرات ان الكل قد اجتمع حولها كادت دموعها ان تنزلق وهي تفكر انهم قد سمعوا ما قاله عنها اما هم فقد تطلع فيها الكل باستفهام وبدات همساتهم تتعالي وتناهت اليها كلماتهم اللازعة فمن يقول
_والله قوية وجاية تسرق كمان
_معدش فيه حياء
وقال محدثها الاول صارخا في وجهها
_اطلعي برا قبل ما نكلم الشرطة تيجي تشيلك
صمت الكل حين جاء صوت من خلفهم قائلا بحزم وغضب
_اسامة....ابعد عن البنت
اسامة: بس يا امي.....
الجدة وهي تقاطعه: خلاص دي مسؤليتي ملكش دعوة...
اسامة باحترام : براحتك يا امي..
التف واخد الشباب اللي كانو واقفين يستهزأوا بالبنت ورحل اما الجدة فاقتربت منها ونظرت اليها نظرات طويلة وفرت الدموع من عينيها حين تذكرت موقفا مشابها قد حدث ومر عليعا من قبل كل البنت اللي واقفين متعجبين من دموع الجدة والاغرب لما حضنتها الجدة البنت حضنتها اقوي وفضلوا الاتنين يبكو سوا وتعالي صوت الفتاة وبكاءها وقالت ببكاء يقكع القلب بكامات متقطعة
_ه و اللي ك ان بيجري ور ايا ع عاوز يد بحني ه و بيك رهني والله انا ما عملت حاجة ربنا يخل يكي متخ ليهوش يا خدني
والكل واقفبن مش فاهمين اي شئ لما سمعو صوت صراخ جاي ناحيتهم نظرو ناحيةالصوت فوجود الحارس ابو احمد ممسكا رجلا بيديه باين عليه الكبر والشيب مالب وجهه ولكنه يصرخ بصوت عالي ولم يحترم وجود نساء بالمكان دخلا مقتحما وكأنه صاحب المنزل وهو يصرخ
_هي فين اطلعي يابنت الكلب يا قليلة الحيا والله لادبحك بس اشوفك
اجتمع رجال العائلة مرة اخري وهم يتطلعون الي الرجل باستفهام وهو حافي القدمين وشكله الرث وفمه الذي يقطر قذارة
تطلع ابو احمد اليهم بضعف قائلا : اسف يا عمي مقدرتش عليه
ابو راشد الجد : خلاص سيبه يابو احمد
تركه ابو احمد حينما صرخ ابو سيف مرة اخري
_رجعوها بنت الكلب قليلة الحيا اللي محدش رباها وووووهم
ابو راشد بغضب : انت داخل زي ما يكون بيتك وبتصرخ عليا يمين وشمال زي ما نكون شغالين عندك انت مين يابني ادم انت؟؟
ابو سيف : انا عمها وولي امرها طلعوها بالزوق بدل ما اروح المحكمة واعرفكوا ازاي اخدها بالعافية هي فين ناكرة الجميل فين عشان اقطع ايديها ورجليها عشان معدتش تهرب ولا تعرف تخرج من البيت تاني
كانت تستمع للحوار وترتجف بين كل كلمة واخري ينطق بها عمها فتقدمت من الجدة وامسكت بيديها وهي تتوسل اليها الا تتركها اليه حتي لا يقتلهاا
اما هو فحينما راها اشتعلت نيران العضب بعينيه وتقدم منها وسحبها بقوة امام انظار الجميع وهو يرمي بكلماته القذرة عليها ويضربها
امسكه ابو راشد بقوة : لا انت شكل مفيش حد قادرلك عاوز تدبحها قدامنا ولا ايه
ابو سيف وهو لا يدري بما حوله : والله لا اطلع كل اللي انتي عملتيه من عنيكي انا هقتلك يافاجرة
ام راشد تحدثت بعد صمت : سيبها البنت دي مش هتخرج من هنا
اما ابو سيف لم يستمع لاحد فضربها بيديه علي وجهها فوقعت علي الارض وهو يصرخ : حتي دول سحرتيهم يابنت الكلب يا مشعوذة ماشية تسحري الناس بكلامك
سحبتها ام راشد وهي تقول بغضب : انت قلت البنت دي مش هتخرج من هنا
ابو راشد بحزم وكأنه ينهي الحديث بالموضوع : ام راشد خدي البنت وادخلي جوا
اما وهم فاختل توازنها ولم تعد تشعر باي جزء من جسدها وقعت مغشيا عليعا حين حملتها الفتيات انقض عليها ابو سيف ساحبا اياها من بين ايديهم فوقعت علي الارض ارتطمت بها وكأن عظامها قد انكسرت فلم يأبه اليها وهو يصرخ بالجميع : دي بنتي انا ومحدش لبه دخل بيها
اتجه اليه الشباب وامسكوه بقوة وهم يبعدونه عنها فلم يبتعد الا بعد ان رفسها بخصرها رفسة احس الجميع لعدها ان البنت قد ماتت فهل يا تري سيكون الظلام الأبدي؟؟

في الداخل
الدكتورة هبة : البنت لازم تتنقل المستشفي حالتها خطيرة جدا مفيش مكان ف جسمها ولا وشها سليم ولازم يتعلقلها اكتر من محلول ودكتور متخصص يعالج كسر ايديها لانها متدمرة
وقفت جميع الفتيات ينظرون اليها بشكلها الملائكي نائمة فلم يتوقع احد ان تكون بهذا الجمال فالكدمات ووجهها الاصفر الشاحب لم يغطي علي جمالها فاخذوها جميعا الي المشفي من اجل العلاج وهناك غطت في نوم عميق لم تذقه منذ مدة طويلة من التعب والارهاق وعظامها المكسورة

في المشفي
صلت ام راشد الفجر وجلست بجانبها تقرا لها قران وهي تفكر بالبنت التي اقتحنت حياتهم دون سابق انذار تشعر بداخلها انها تعرفها تشعر منذ احتضنتها انها تعرف هذا الحضن تذكرت حلمها بالبنت الضائعة في الصحراء التي كانت تحلم بها كثيرا في ايامها الماضية حيث كانت البنت تطلب مساعدتها لانه اهلها تركوها في الصحراء لانهم لم يعودو يرغبون بوجودها
تذكرت وجهها الجميل وبشرتها البيضاء نظرت للملاك النائم ايضا بشرتها بيضاء وملامحها ملائكية
نفضت الافكار عن راسها وهي تستغفر ربها وتدعي ان يشفي الله تلك البنت التي تعلقت بها وشغلت تفكيرها

توقعاتكوا؟؟
هل ستخرج وهم من المها وحزنها ؟؟
ماذا سيفعل عمها؟؟
ماذا ستفعل معها ام راشد؟؟  

علمني احبك💝حيث تعيش القصص. اكتشف الآن