Part *2*

53 3 2
                                    

أسير بالسيارة قليلا وأتوقف ... أميل برأسي إلى حافة نافذة السيارة أعد كم بقي من السيارات،كم بقي من الدقائق حتى تصبح إشارة المرور خضراء .....
أستنشق بعضا من الهواء البارد ليملئ رئتاي من برودة قارصة تتعاطف مع هاتين الشفتين ....وأنا أغرق بها ...أسمع صوت زواميير السيارات لتعطي سابق إنذار بأن اشارة المرور قد أصبحت خضراء وحان وقت الانطﻻق .....
ولكني لم أتحرك وكأن قدماااي تجمدتا ﻻ تستطيعان أن تدوسان على الدواسة .ﻻنني انتظرها أنتظر بأن أسمع صوتها ..صوت صاحبة هذا الجمال ... ولكن طال الانتظار وأنا بعيد كل البعد عنها ... أخرج رأسي من النافذة وأصفر لها ... فسمعتني وها قد أتتني من بعيد .. والهواء يداعب خصﻻت شعرها المجعد يتطايرن في سماء يلاحقنها ... جميلة هى ك مجرة بنفسجية ! مشعة ك النجوم وصافية ك سماء زرقاااء دافئة ..هكذا هى توأم السماء بكل تفاصيلها الصغيرة ..
وها قد جأتني مسرعة وتسألني : هل تريد شراء وردة يا سيدي.... ؟! ..
يا الله ما هذا الصوت الممتلئ بالحنان والعاطفة تدق داخل أذناي ..ليحفظ عقلي هذه السمفونية التي أنتجتها أحبالها الصوتية ...أنظر إليها الى عينيها وهى تنظر إلي بكل استغراب وتقول لي سيدي!! مابك؟! هل تريد شراء وردة...؟
ولكني ﻻ استطيع بأن اتفوه ببنت شفة ..ولكن تصرفت بكل غباء وأنا لست بغبي ..وسألتها هل هاتين العينين عيناكي أم انكي قد سرقتهما من لؤلؤ البحر ؟!
غضبت مني قائلة: هل ناديتني لأجل هذا السؤال سيدي.. أنا لست من الفتيات الواردات في عقلك إن اردت شراء وردة فنادني وإن ادرت بشيء اخر ﻻ تسأل عني .... وذهبت مسرعة رسمت العبوس على جبينها غاضبة تشع الشرارة من عينيها تمشي تدق الارض بمشية غضب تخرجه من جسدها لتفرغه في الارض ... نظرت اليها ثم سرت بسيارة متجه للمنزل وانا حائر رغم اني اغضبتها الا انها قد احترمتني ولم تزيل كلمة سيدي من على لسانها ....كم هى جميلة وهى غاضبة ... يا إاللهي لقد نسيت شراء وردة منها كيف سأنام دون ان اشتم الوردة ذكرى منها... وصلت الى منزلي بجسدي المنهمك وعقلي الذي بقي يلحقها يحتله التفكير بعينيها .. يا خالق الكون هل يوجد حقا مشعوذة جميلة هادئة ليست شريرة ؟! أم المشعوذات شريرات في القصص فقط ؟! لقد سحرت عقلي وخطفت قلبي .. انا موقن بأنها خلقت لتفتن من على الأرض ﻻ لأن تعيش مثل حياتنا .. هى حورية الارض مثل حوريات السماء ...، اسير الى غرفة الجلوس وجمالها رسم في ذهني أفكر بها .. جلست على أريكتي الكبيرة ذو جلد الطبيعي من جلد (التمساح) بجانب مدفأتي بغرفة مظلمة ... اضع مفاتيح سيارتي على طاولة .. ركض نحوي جروي الصغير اهداني ياه والدي منذ صغري فهو ليس مجرد حيوان أليف فهو اصبح عائلتي من بعد رحيلهم .فقد جلس بحضني يتلمسني ... الاعب شعره ..وأقول له لو أنك رأيت ما رأيته اليوم ... ماهى إلا فتاة بل مﻻك ﻻ أستطيع بأن اصدق أنها تسير على الارض .... سبحان خالقها ...ابدع في وصفها وخلقها ...( هى أنثى عجنت بماء الزئبق .ابتسامتها نرجسا شامي وخديها ظهر مقدسي ..وشفتيها شعرا اندلسي ..والعينان جريئة كثائر جزائري) .. وضعت رأسي على الوسادة وأغلقت عيناي ... حتى أراها مرة أخرى ..وبأحضاني جروي ....

أزرقي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن