chapter 2

5.3K 133 5
                                    


( الفصل الثانى )


لم يكن عليها التجديف كما يفعل الكسندرو ... 

بل عليها ان تدبر امرها لادارة محرك القارب الذى يعمل حسب مزاجه . ولحسن الحظ دار المحرك اليوم من اول لمسة ، وهذا فضله يعود الى التصليح الذى قام به فرانك ، وانطلقت تقطع الخليج بسرعة معقولة

وبعد وقت قصير القت فيلا الصخرة ظلها فوق القارب ، وبدت لها الدرجات التى تقارب المئة ، محبطة تحت اشعة الشمس الحارة . ولكن فى تسلقها ستكون نصف الطريق فى الظل ، وما ان تصل الى فوق حتى تنسى تعبها

ربطت القارب بامان وبدات تصعد الدرجات حاملة سلة السمك والكركند ... الفيلا بناء جميل ممتد ، ولطالما اعجبت بحجمها الكبير عندما تقترب منها . والصخرة كانت اكبر مساحة بكثير مما تبدو عن بعد والفيلا تقع على قمتها تماما ، يحيط بها شرفات صخرية متدرجة تظللها الاشجاردخلت شارلوت عبر مدخل مقنطر يقود الى المطابخ ، ولم تلتق باحد الى ان شاهدت تينا الطباخة ومدبرة المنزل اليونانية ، 

فنادتها : "نهارك سعيد تينا !"

"اهلا انستى" وبدا السرور على وجه تينا وهى تلقى نظرة على السلة 


-آه ... الكركند والسمك ... عظيم ! ... الف شكر يا انسة ... السيد فرانك قادم 

وصول فرانك منعها من تصحيح معلومات تينا فابتسمت له وظهر سرورها لرؤيته بوضوح

-مرحبا فرانك

-رائع ان اراك ثانية شارلوت ... هل لديك الوقت للجلوس ؟

-ليس لوقت طويل . فقد وعدت عمى ان لا اتاخر . فانا طباخته وغسالته ثانية ... لقد تملكت نوبة الغضب ايزابيلا ثانية !

-آوه ... تلك المرأة ! من حسن حظنا ان تينا ليست بهذه الاخلاق والا لكانت حالنا اسوا من حالك ... فانا لا اعرف الطبخ مطلقا

-آوه ... ولكن تينا ليس لديها دوافع ايزابيلا ، فهى لا زوج لها ولا خمس اولاد ... انها ارملة ... اليست كذلك ؟

-اجل انها كذلك

-على كل الاحوال لا مكان لتينا تهرب اليه ولن تستطيع الهرب كما تفعل ايزابيلا ... انظر على الاسراع يا فرانك ... يجب ان احضر العشاء لعمى ولى ، ولقد تاخرت اصلا فى المجئ الى هنا

-ولكنها زيارة قصيرة ... ولم يكن امامنا الوقت الكافى للحديث

-اعلم .. وانا اسفة ... ساحاول المجئ ثانية ... اذا رغبت فى هذا

وغطت اصابعه الخشنة من العمل اصابعها ، وبدت عيناه البنيتان عميقتان وجادتان وقال لها : تعرفين جيدا اننى ارغب كثيرا فى ان تعودى ... هذا اذا كان لديك الوقت والصبر كى تستمعى الى حديثى عن البلاد وعن الايام الخوالى

الأعمى والحب: روايات عبير (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن