الجزء #12

556 19 0
                                    

قرر اللحاق بها حيث هي، حجز تذكرة السفر وجمع حاجياته استعدادا للذهاب إلى الجزيرة، لكنه قبل الصعود للطائرة تلقى اتصالا غير كل مشاريعه،

انهيار شركتهم الأم ونزول أسعار الأسهم بالبورصة، وإن أفلست شركة والده فستحصد في طريقها شركاته التابعة لها..
والده بعد سماعه لتلك الأخبار تدهورت صحته، لم يكن يستطيع الرحيل وترك كل شيء خلفه بل كان مجبرا على العودة من باب الطائرة والسعي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه..

يومها أدرك أن هناك قدرا يبعده عن كل تلك الأشياء التي تسعده ويقذف به في نار المال والأعمال التي لا تنتهي،
تضررت مجموعة شركاتهم كثيرا لكن الضرر لم يصل لشركاته فاستطاع أن يوقف إفلاسهم،

لكن داخله كان مفلسا تماما من كل شيء، كان يتألم في صمت غير قادر على البوح بما يعتصر بقلبه لأحد، لا يجدها قربه لتمسح على جبينه وتقول له كن قويا كل شيء سيكون بخير..

كان عزاؤه الوحيد أن موعد عودتها يقترب شيئا فشيئا، وسيستطيع بعد أسبوع أن يحتضنها ويخبرها أن لا ترحل مجددا..

كان يعد أيام عودتها إلى لندن وكلما تعب من العمل وجلوسه خلف المكتب الذي لم يغادره لأيام أخرج هاتفه ونظر لصورها وابتسم،
الآن فقط يدرك قيمتها في حياته وما كانت تعنيه له خلال السنتين الماضتين، فمهما تشاجرا وافترقا وغضبا من بعضهما البعض إلى أنها كانت بلسما لجراحه لم يحتج إليها يوما ولم يجدها قربه بل كانت طول الوقت تسانده وتقف معه مع قسوته اتجاهها ومعاملته السيئة لها..

الآن يتمنى عودتها فقط ليكفر عن كل أخطائه التي ارتكبها في حقها..
هو ينتظرها كل ليلة ويتساءل هل ستسامحه على ما فعل بها..

- فقدتها في اليوم الذي اطمأنيت إلى أنها ملكي، أنها ستظل قربي، فهي كانت شمس حياتي مهما غربت عني لابد أن تعود لتشرق من جديد وتنير حياتي المظلمة دونها،،

لكن اطمئناني لوجودها أنساني أنه في حياتنا أيام غائمة لا تشرق لها شمس ولم أحسب لقدومها حسابا، فأتت دون مقدمات في وقت حلت فيه كل الغيوم فوق حياتي دون أن تحمل معها مطرا يطفي النار المتقدة بقلبي بعد غيابها..

فهل سأراها بعد هذا الغياب..؟!

مرت الأيام طويلا كأنها ظهر وحان موعد قدوم طائرتها، منذ صباح ذلك اليوم وهو لم يسير ذهابا وإيابا منتظرا إنقضاء الساعات، غادر مكتبه نحو المطار يحمل في يده باقة أزهارها المفضلة الزنبق..

نزل ركاب الطائرة جميعا، نزل أعضاء المنظمة التي رافقوها لكنها لم تكن من ضمنهم سأل عنها فأخبروه أنها لم تأتي بل ظلت هناك..

لم يصدق ما سمع، هل فضلت العيش هناك ولم تعد تهتم بالعودة كيف تفعل ذلك، لماذا لم تودعه حتى، لما لم تخبره بذلك..؟؟
كانت الأسئلة تتقاطر على ذهنه تكاد تعصف بما تبقى من عقل لديه..

هذه المرة لن يستطيع الجلوس والانتظار فقط بل عليه أن يسمع منها ما تنوي فعله، وأسبابها لترك كل شيء خلفها والرحيل للأبد..

قرر الذهاب إليها في الجزيرة هناك دون إخبار أحد يوم واحد سيكفي ليعرف تلك الطفلة على ماذا تنوي وسيعود أدراجه..

ذهب إلى هناك بعد أن عرف الفندق الذي أقاموا فيه هناك سأل عنها لكنه عرف أنها رحلت في نفس يوم رحيل الفريق الذي رافقتهم..
بدا كأنه لغز يصعب حله إن كانت رحلت فلما لم تعد إلى لندن إن لم يتبقى على تخرجها سوى أشهر..

عاد أدراجه لا يفهم ما يجري معه، كيف تختفي هكذا دون أي كلمة..

يتـــــــــــــــــــــــبع

زهرة الزنبق..Lily (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن