الجزء 22

516 25 0
                                    

كان ينظر إلى صورتها الموضوعة بجانب سريره: أحقا مر عام منذ أن غادرت لندن؟
لا أصدق أن قلبي في هذه المدة لا يريد التفكير بغيرها وليس لديه القدرة للنظر لسواها..

قام بقلب الصورة لأسفل كي لا يراها: لم تسأل لم تتصل لم ترسل أية ايميلات وكأنها كانت تنتظر الفرصة لفعل ذلك لعلي كنت حملا ثقيلا عليها أرادت التخلص منه..

غطا رأسه وحاول النوم.. انتفض من سريره فجأة: قبل ذهابها لغينيا تركت لها شيئا بالمرسم، قالت أنها عادت ليلة رأس السنة كيف لم تهتم له..
عاد ليتكئ: الأكيد أنها لم تره ولن تراه أبدا هذا مريح أكثر..

القدر يحمل لنا أشياء غريبة لا نفهمها وقد لا نلقي لها بالا ولكنها تقلب موازين حياتنا..

لم يستطع النوم فنزل للحديقة ليتمشى وجد نفسه قد وصل أمام البيت البلاستيكي،
وعد نفسه أنه لن يدخل هناك مجددا فكلما دخل هناك هزمه الحنين إليها..
ذكراها اليوم تخترق عقله دخوله هناك لن يكون أسوأ من بقائه خارجا..
فتح الباب ودخل جال في المكان،
قبل سنة زارته والدته عندما رأت البيت البلاستيكي ابتسمت قائلة:
متى أصبح في حياتي ابني فتاة يصنع من أجلها بيتا بلاستيكيا لأزهارها المفضلة..!!

- أمي إنها أزهاري المفضلة أنا، لما سأفعل شيئا كهذا
من أجل فتاة، وهل تعتقدين أن هناك فتاة تستحق شيئا كهذا..!!

- إن كان ابني يحبها فالأكيد أنها تستحق فأنت لا تمنح مشاعرك بسهولة..

- ليس في حياتي فتاة كتلك يا أمي..

عندما ذهبت لغينيا أثناء انتظاره لها جهز ذلك البيت المليء بأزهار الزنبق
إنه يشبه الحقل عند منحدر الجبل في كوريا حين لمحها أول مرة، وعوض أخذها إلى آسيا قرر أن ينشأ ذلك البيت ليعترف لها بين تلك الأزهار أنه يحبها لكن رحيلها فجأة وإخبارها له أنه ما عاد لصداقتهما وجود قتل كل رغبة داخله لفعل شيء كذلك،
ومادام لم يعد يسمع عنها أي أخبار فلعها تزوجت ابن عمها كما كان مقررا لها فهي بعدما كانت تقودها مشاعرها وتفعل ما تحب أصبحت تقوم بما تؤمر به من طرف عائلتها،

هكذا اعتقد آدم ظنها تخلت عن كل شيء أخبرته به سابقا لتعود وتعيش حياة مملة رفقة عائلتها..

غفى بين أزهار الزنبق ولم يستيقظ إلا صباحا: أي مجنون أنا لأنام على الأرض في مكان كهذا..!!

عاد لغرفته ليكمل نومه، فبعد خمس سنوات سيحضى بعطلة طويلة الأمد لم يحدد مدتها أراد أن ينعم بالراحة التي تمناها سابقا ولم يستطع الحصول عليها،
لكنه قرر ترك المكتب والاستمتاع بحياته فالعمل لن ينتهي أبدا لكن أجمل أيامه قد تنتهي وهو جالس خلف ذلك المكتب يقلب الأوراق يمنة ويسرة..

استيقظ متأخرا على غير عادته حضر فنجان قهوة،
حمل فنجانه وقبل أن يرتشف منه شيئا تذكر رسائلها الصباحية:
صباح الخير يا لندن، توقف عندك كم مرة سأخبرك ألا تشرب القهوة على معدة فارغة صباحا.. أترك ذلك الفنجان جانبا وكل شيئا قبل ذلك.."

زهرة الزنبق..Lily (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن