حي على الصلاة

ومضة

و حينما ظن الكل أنه فقير معدوم
لم يظن للحظة أنه كذلك !

فلقد كان مليئا بالآحلام و الآمال
التي لو بذلت الدنيا أموالها جميعا و
بثت كل ما أوتيت من عواصف !
لم تكن لتزيح وهج هذه الاحلام أو تقتلعها أبدا ..

لقد كان يخالط أحلامه قبس من نور السماوات والأرض ..❤

_____

و حينما ذهب الكل
و لم يبق إلا أنا

بكل الأثقال التي تعدم أنفاسي
بكل الالام التي لم أجد من شعر بها
بكل تلك الشهقات الحادة التي تخترق الهواء فتقطع السكوت تقطيعا
بكل شيئ كان يجري معي .

و لقد كان الله حولي و معي في كل شيئ

كان يعلم صدق نواياي و يعلم ما لم يعلمه أحد عني

كان الله يعلمني

شعرت به حولي

تخليت عن وسادتي ،
سأمت الدموع التي ترويها دونما جدوى

كانت الارض تجذب قدماي بقوة مضاعفة

كان خطو الخطوة مستعصيا جدا و كأنه سير الاف من سنين

لكن .. كان هناك جزء يستنكر هذه الحال
كان هناك جزء يريد الانتفاض
كان هناك جزء يريد الأمان

كان هناك جزء يريد الله

أخذت الخطوات تقل صعوبة شيئا فشيئا

وخزات شوقه كانت تدفعه للأمام دفعا

توضأ و أنزاح بعض من الأغلال من عليه

لكن لم يكن الوضوء وحده كافيا لاسترجاع ما أبهتته الحياة به

كان لابد من الشيئ الأعظم

من لقاء عظيم يداوي كل شيئ

كان لابد من لقاء الله .

جلب سجادة الصلاة

و قلبه يعانقه الخجل و الندم تجاهها على كم أنه قصر مع مثلها صديقة

زفير عميق قد أطلقه

ها قد رفع يده

و ها قد أعلن خروجه من عالم الدنيا لعالم لا شيئ فيه سواه هو وخالقه لا غير

هناك دفء بات يتسرسب و يتنزل عليه شيئا فشيئا

شعور مسكر بالأمان