423 44 16
                                    

_رمضان كما هو معروف للعامّة، هو شهر الصّيام
لكن الّذي يحدث..الاستدارج نحو فريضة أخرى:

الصّلاة..

وذلك من روعة الفخّ المنصوب بإحكام

سأحكي عن النهر، إنّه يظلّ صبوراً هادئاً، يمضي في طريقه
وهو لا يبهر كثيراً عند النّظرة الأولى مثل البحر
لكنه يتسلل إلى داخلك بهدوء وبالتدريج
والعلاقة معه ليست حبّاَ جارفاً من النظرة الأولى، بل تكون علاقة ود تبنى عبر التراكم..

النّهر ذكّرني بحديث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:
(أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ؟ قَالُوا: لَا يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ، قَالَ: فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، يَمْحُو اللَّهُ بِهِنَّ الْخَطَايَا)

والتّشبيه صحيح إلى درجة الإعجاز!
فعلاقتنا بالصّلاة لا حبّ صاعق من النّظرة الأولى
ولكن علاقة ود ومودة ورحمة ، يزيدها الزّمن متانة وقوّة وحكمة

ستؤدّي خمس صلواتٍ في اليوم لشهر كامل، وهذا يعني ألف سجدة!

نهر جار عذب بباب دارك!
، وأقول لك:
خذ نفساً عميقاً واغطس!

_في قلبك قفل ، وعلى القفل متراس ومزلاج ،،
وعليه أيضاً بيت عنكبوت ، وعش حمامة ،
لم يقترب من القفل أحد ..!
مد يدك نحو القفل وإفتحه ، أفتح لــ رمضان قلبك

وحتى لو صليت الصلاة منفردًا

في ركن بعيد خال أو غرفة منعزلة أو صحراء خالية،
فإنك مضطر بما لا مجال فيه للتغيير أن تتحدث في فاتحة صلاتك - التي لا صلاة من دونها - بصيغة الجماعة.

تكون وحدك، بينك وبين الجماعة ربما قراة، ومع ذلك تهمس " إيّاك نعبد وإيّاك نستعين ". تذكرك الكلمات عندما تنطقها
، بأنك جزء من الجماعة،
مهما بعدت
، مهما ابتعدت ❤

_والقرآن..
أقول لك منذ الآن، لا تتعامل معه كالمرابي اليهودي، لا تقف منذ أول يوم في رمضان وتقول: جزء كل يوم والختمة المعتادة نهاية الشهر.
لو كان ذلك ينفع.. لنفع!
أقول لك: لا تضع حدوداً ولا عوائق ولا حواجز أمامك..
إنما وضعت التقسيمات -إلى أجزاء وإلى أحزاب- لتسهيل الإنطلاق في الحفظ لا لتعيقه..
فانطلق إذن كالمهر الطليق في براري الضياء.. لا حواجز ولا عوائق..
انطلق بلا حدود أيها الفارس العتيق، واستغل أن الخيول تجهل قوانين المرور..

_عندما تقرأ القرآن دعه يقرأك

_اعتبر أن القرءان قصة حياتك ، وبين دفتيه أعرف لتغترف

قل لنفسك ، نعم ، هنا وضعك الله في الاختبار
هنا فشلت ، هنا أزلك الشيطان
وهنا أخرجك من الجنة.

وهنا هداني الله ، هنا عدت إليه ، وهنا عدت إليه وطرقت أبوابه
، وهنا قبلني وفتح لي أبوابًا ما أغلقها قط

وقل لنفسك ، هنا سوف أهاجر ، وهنا سوف أصبر .. وهنا سوف أوجه وجهي إليه ، أسلم نفسي إليه
..
ليكن قصة حياتك ،تستكشف فيه ما سيطلع لك ،ويكذب المنجمون دوما لكن يصدق هو

ليكن شخصيًا جدًا ، لتكن أسباب نزوله هي نفسها أسباب صعودك

_ستحس كما لو ان رمضان قد غير أقفالك. وعندما رجع الشيطان بمفاتيحه القديمه لم يستطع الدخول إليك ...
ستحس كما لو أن رمضان قد أسقطك في شبكه, اصطادك بها وأنقذك من ذلك المستنقع الآسن الذي كنت قد غرقت فيه..
إنه الهدف والحكمه من رمضان.
رمضان ليس من أجل رمضان, رمضان من أجل بقية السنة.

لا تجعل رمضان يمضي بدونك ،
لا تدعه يفوتك !
اذا لم تتعوّد وتلتزم في رمضان ،
فَ متى س تجاهد نفسك !

هلم هلم !

___

هذه كانت اقتباسات من كتاب جميل جدا و صغير نسبيا اسمه
'الذين لم يولدوا بعد "

اتمنى ان تطلعوا عليه باقرب فرصة لكم
حتما باذن الله ستسفيدون

دعاؤكم ان الله ييسر لي
الايام القادمة
لان الاختبارات النهائية على الأبواب

موفقين ان شاء الله

استودعكم الله ❤

حي على الصلاة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن