الجزء الأول ( تحت المطر )

3.3K 115 11
                                    


في ذالك الجو الماطر كان يسير حافي القدمين على العشب وبين الاشجار اللتي تهتز بفعل الريح القويه
وكان البرق يضيئ في كل مره ضلمه الغابه الموحشه
.
.
سار بهدوء وكأنه يتنزه في حديقه عامه
والمطر يسيل على ملابسه المهترأه
وجد حفره كبيره في شجره لازالت تقاوم تلك الريح
دخل ليأخذ استراحه قصيره داخلها.
.
.
راقب ميلان الاغصان مره وضوء البرق مرة اخرى راقب تلك الطيور اللتي صارت بلا مؤى بعد ان تدمر عشّهم مع سقوط شجرتهم الهزيله .. لم يأبه لمشاهدة الفراخ الصغيره وهي تستغيث وتتخبط بين الطين والأغصان المتناثره.
.
.

لمح دب بني اللون يسير بتجاهه .. لابد ان هذي الحفره هي منزله ..
لذا نهض وخرج متابع سيره بهدوء الى ان وصل لجبل يتوسطه غار صعده بمتنهى السهوله ليدخل الغار اللذي يسكن فيه
.
.
مدد جسده على جدار الغار وأغمض عينيه وبدء ينصت لصوت المطر
بنسجام كبير ..
اكثر شي يحبه هوا صوت المطر عندما يختلط بصوت الرعد ..
وخلال انسجامه اختلط صوت المطر والرعد بصوت صراخ..
.
.
فتح عينه ونضر للخارج بذهول
ليس هناك شيئا غريباً
..عاد واغلقها وانصت مجدداً ، هذه المره اصدر الرعد رعيدا قويا تبعه برق اضاء ضلمة الغابه..
اضائها بالكامل
كأن النهار قد طلع فجأه ..
او كأن كتلة من النيزك المشتعل قد ضرب الارض بقوه فتوهجت بفضله
.
.
بعد البرق القوي عادت الغابه مضلمه
موحشه. .وعاد صوت الصراخ ..كان يميز صوت الحيوانات جميعها لكن هذا الصوت لم يسمع مثله من قبل ..

خرج من الغار التفت يمنة ويسره ..لم تكم الرؤيه واضحه بسبب المطر الغزير لذا تبع الصوت فقط...
.
.
سار كثيرا وهو يبحث..هنا وهناك
لكن الصوت اختفى فجأه .. حاول إغماض عينيه مره اخرى وانصت بعنايه وتركيز تامين لكن الصوت لم يضهر مجدداً
أرخى كتفيه بخذلان واستدار عائداً الى غاره ..
.
.
اصدرت السماء برقاً قوياً هذه المره ايضاً ، اضائت البقعه اللتي يتواجد فيها ببريق قوي ..أتسعت عينه عندما رأى قطعه قماش بيضاء اللون خلف الشجره اللتي امامه
.
.
سار بخطوات حذره جدا تجاه تلك الشجره ..وشيئاً فشئاً رأى فتاة كأنها القمر ليلة البدر فاقده لوعيها وحبات المطر تنساب على وجهها وجسدها المرتعش .
.
.
جلس على قدميه يتأمل الفتاة وفستانها الأبيض الملوث بالوحل بدهشه بالغه ، هل هي ملاك لم تحتمل الرياح القويه والمطر الغزير فسقطت من السماء!؟ ، لم يرى ملاك من قبل لذا هوا ليس متاكداً..
.
.
وبعد لحضات من التأمل فيها بحيرة، حملها بكل سهوله..على كتفه وصعد بها الى الغار . . وضع جسدها الهزيل على أرض غارِه بهدوء..واستلقى بجانبها متأملا وجهها طويلا..
.
.
هذه المره اهتمامه واستمتاعه بالمطر والرعد قد تحول إلى هذه البشريه .

بيش في محكمة الجن / مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن