الجزء الأثنان والعشرون والأخير ( الشاهده )

1.4K 103 31
                                    

لم تعلم كيف غفت عندما استيقضت على صوت انين يعلو شيئا فشيئا حتى استحال الى انتحاب من المؤلم سماعه
وقفت على قدميها قبل ان تستوعب الأمر
.
.
وقع ناضريها على امرأه مسنه منحنية الضهر تجثو على ركبتيها ، تحتضن عصاتها المنتصبه على الأرض وتبكي بكاء مريرا امام صغار الضفادع .. آلمها قلبها كثيرا لرؤيتها لمنضر العجوز .. لابد انها هي الشخص المنشود ، الشاهد ، وام الصغار المقتولون ضلماً
.
.
جانبا منها كان مرتاحاً لضهورها وممتنا لأنها لم تكن في الجحر وقت الحادثه ، وجانبا اخر منها حزين على هذه الأم العجوز البائسه .. تركوها حراس الجان الى ان هدأت ثم سألوها عن بشاير واشارو اليها .. نضرت اليها بعين محمره من البكاء ..
أوجست في نفسها خيفه من شكل هذه العجوز .. فوجهها وملامحها كانت اقرب جدا لوجه الضفدع .
هزت العجوز رأسها وحدثتهم بحديث طويل لم تسمع منه شيئا لأنها بعيده عنهم ..
.
.
كانو يسيرون عائدين للعشيره .. هذه المره برفقه العجوز اللتي لم تكف عن الأنين بصمت وجهها وعينها منكمشتين لشده البكاء .. احاطوهم الحراس بشكل دائري  لمزيد من الحمايه لم يتحدثا طويلا فقط كانا يمشيان هادئين ، لكن ليس اكثر من هدوء حراس الجان خلفهم لايُسمع لهم حسيس ، سوا من تكسر الأغصان تحت اقدام النعام .
.
.
شعرت بشاير بشيء من تأنيب الضمير .. كونها  ستأخذها لتشهد في الوقت اللذي تكون فيه مكروبه بسبب مُصيبتها ..
عندما اخبرت برزخ بشعورها نفى ذالك قائلا

"هي من بادرت بالذهاب معنا ، قالت ان اعطائك الماء لها كان في وقته بعد ان كادت تهلك من العطش والضعف ، هي تريد رد الدين الآن رغم  مُصيبتها .

شعرت بالأمتنان الشديد لهذه العجوز ، وبينما هم يمشون خطر على بالها تسائل

"برزخ هل هناك قبائل اخرى غير قبيلة عرجون .. و الى اي قبيلة تنتمي؟
نضرت اليه بفضول بينما اجاب بأبتسامه مريره ساخره
" اجل قبائل كثيره ..لكني كبرزخ بين بحرين ، لا انتمي للماء العذب او المالح ، لا انتمي لشيء.

هزت رأسها بالنفي واجابت مؤكدة على كل كلمه تقولها
" بل سُميتَ برزخ لأنك تنتمي للبحرين ، وهذا هوا ما يُمزيك عن الثقلين  ، فأنت تستطيع العيش مع الجن لأن نصفك جني ، وتسطيع العيش مع البشر لأن نصفك الاخر بشري ، انت مميز بحق برزخ ..لكنك تجهل حقيقة تميزك

لم يتوقع برزخ اجابة كهذه منها ، اخذت نفسا عميقا واكملت وهي تنضر للسماء الصافيه
"ليس انت وحسب هناك الكثير ممن هم مميزون دُفنو بسبب سخريه المجتمع لهم ، هذا المجتمع لا يحتمل رؤية اشخاص لايشبهونهم  نادرون كالألماس يزعجهم ذالك البريق الآمع المنبعث منهم ، ولا يزالون يلدغون بالانتقادات و ينفثون العبارات المسمومه عليهم من بعيد ليستمم الأبداع داخلهم فيبهت وينطفئ ذالك البريق المشع ليصبحو باهتين مثلهم .

انبهر برزخ بكلامها وحكمتها ، وازداد إعجابا وتعلقاً بها .. هم بسؤلها مجددا ان كانت ستبقى معه ، لكن سؤاله مات قبل ولادته عندما سبقته بسؤالها
"أنك شخص منبوذ فلما تبقى هنا ..لما لاتأتي معنا؟

بيش في محكمة الجن / مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن