الجزء التاسع عشر (انتقام زليخه)

1K 63 0
                                    


نفذت لديها سبل الأستغاثه سوى من تخبطها ف المياه بأستماته
اشوكت على الهلاك ، عندما قام الشخص نفسه اللذي اغرقها بأخراجها من الماء بعنف قابضاً على عنقها..
جحضت عينيها عندما وقعت على عيني زليخه
لم ترف تلك العيون المحمره بل كادت تخرج بؤبؤه عينيها من مكانها لشدة تحديقها القاسي في وجه بشاير المنهاره
.
.
بعد ان اكتفت وشبعت من اكلها بعينيها ، اقتربت منها وهمست بحقد قابضة اكثر واكثر على حنجرتها
" ان لم يقتص القاضي لأخي الصغير ، فسأفعل انا ذالك

هزت شفتيها بصعبوه لتخرج الكلمات من جوفها العالق تحت رحمة هذه الجنيه
" اقسم لكِ اننا لم نقت...

وقبل ان تدعها تكمل كلامها
سحبتها زليخه داخل المياه حتى غمرتها بالكامل ، اصدرت صوت غرغره ، قاومت بيديها بكل ما اتوتيت من قوه دخلت المياه لجوفها ، كان الأمر مؤلما لرئتها ، كما لو انها تتعرض لطرق قوي بمطرقه الحداد
الم حاد لم يسبق وان تألمت مثله في حياتها يعتصر رئتها
.
.
علمت انها هالكه لامحاله ، توقفت عن المقاومه واستسلمت .
في وسط استسلامها احست بيد تقبض على يديها تسحبها لخارج الماء
جسدها متخدر بالكامل ، صورة ضبابيه لشخص يهزها ،رغم تشوش الرؤيه لديها ، استطاعت رؤيه ملامح متوتره خائفه
شعرت بنفحه هواء تدخل فمها
ألم حاد داخل رئتها قبل ان تنتفض وتخرج كل ما ابتلعته من مياه النهر ، لتتنفس من جديد
اول شيئ سمعته ،كان هتاف وصراخ زليخه وهيا تُقاد مع عدد لا بأس به من حراس الجان
بعيد عنهم
تلتفت لمنقذ حياتها ، واخيرا تجهش بالبكاء كما هي عادتها

"هل تجيدين شيئ اخر غير البكاء ، بيش
قال برزخ عبارته وهوا يُربت على ضهرها

لكن لحضه ، تتجمد مكانها ، استوعبت امرا في غاية الخطوره
تنضر لنفسها نضره سريعه

حسنا ، هي الان،تماما كما خلقها الله ..
بعدها امتلئت الغابه بصُراخها .
.
.
بعيدا عن بشاير اللتي ندمت على العودة للحياه لفرط احراجها الشديد
كانت صديقتها في هذه الأوقات تجلس في زوايتها كعادتها ، تلعب بالرمل .. تسليتها الوحيده في هذا المكان .
.
.
لم تكن في وعيها الكامل ترسم خطوط عشوائه بأصبعها على ذالك الرمل ، متجاهلة اصوات الغِربان وصراصير الليل ، كان عقلها عائما تائه في بحر لُجّي شديد الضُلمه ، وفي بعض الأحيان يتخبط بين أمواج من الأفكار السوداويه ، بعائلتها ، بصديقتها ، بنفسها ، يصطدم عقلها بموجهه كبيره ويجعلها تفكر كيف ستكون طريقة موتهم .. فتهلع قافزه من مكانها عندما يباغتها صوت طرق على باب الزنزانه
.
.
وبسبب عتمة المكان ، ضيقت عينيها لتركز على ذالك اللذي يقف امام الزنزانه ويحمل شيئ في يده

"اخبروني ان الأنس يأكلون اللحم ..
ادخل سعف نخلة جاف واضعاً عليه بعض قطع اللحم النيئ ، من بين القضبان وتابع
" اود اعلامك انها اخر وجبه لك هنا ، فالقاضي عجاج اصدر اوامره بحرمانك من المأكل والمشرب بسبب تمردك وتحدثك دون اذن .. لكنه اراد في نفس الوقت مكافئتك باللحم كأخر وجبه تأكلينها
بدأت ملامحه بالضهور ، تنفست بعمق في محاوله لتهدئة نفسها
" لما المكافئه ، سيدي الرجل الصالح
كان ياحدثها متكئ على عصاته ، يرخي ناضريه عنها بكل وقار
" مرت فترة طويله لم ينزل المطر على قبيلة عرجون رغم نزوله في اغلب المناطق حول القبيله ، ضن انه بسبب دعائكم الدائم وتوسلكم لله كان هطول المطر
.
.
تأملت تلك القطع النيئه ، سخرت في نفسها لجهل هذا الرجل اللذي يتّصِف بالذكاء والحكمه، يبدو انه لم يعش ابدا بين البشر ليعلم كيف ياكلون اللحم!!

" أُقَّدر لك واللقاضي هذا الكرم ، لكني لن اكل هذا اللحم ، ابعده من امامي رجاءً

"اذا اتريدين اكل شيء معين ، سأحضره لك كأخر وجبه تأكلينها

" بدلا من ذالك اذا اردت شكري على دعواتي اللتي استجيبت بهطول المطر، فأجب على سؤالي

سكت الصالح قليلا قبل ان يهز راسه كأشاره باالموافقه ، ويتكئ بذقنه على عصاته منصتاٌ

" لما ارسل القاضي ذالك البرزخ مع صديقتي

اجاب بهدوء
"ارسله معها لتشعر بالطمأنينه بجانب شخص من سلالتها .

ضحكت بتهكم مُغلف بغضب حاولت جاهده كبته
" اي هراء هذا ..جميعكم تتصرفون وكانكم من السلاله البشريه ..حسنا اهكذا اشكالم دائما ام تتفاخرون بأنكم تستطيعون مضاهاة اشكالنا وصورنا ؟!

لم ينزعج من تهكمها واجاب ببساطه
"القاضي هوا من امر الجميع بلا استثناء بتغير اشكالهم للشكل الادمي رغم انهم ارادو التشكل بشكل الحيوانات المفترسه ليقذفو الرعب في قلوبكم

: لقد فعلو ذالك في بداية الأمر .. لكن يبدو لي ان القاضي متفهم

" هوا عاقبهم شر عقاب عندما علم ، وكما قلتي ، هوا متفهم جدا .. حتى يتبين ان كنتما مذنبتين ام لا

" ماذا سيحدث ان اكتشف اننا مذنبتين!!

ضهرت ابتسامة خفيفه عل وجهه
" الافضل الا تعرفي

واستدار مغادرا ، وهم بالرحيل عندما تذكر امرا جعله يعود ، وقف معتدلا ونضر الى عينيها هذه المره قائلا
" سمعت الحوار اللذي دار بينك وبين ذالك الجني حول مسأله الأفضليه ..
انكمشت صالحه على نفسها وتوترت كثيرا

يكمل
" اود ان اصحح معلوماتك فقط اننا نناصفكم
الدنيا ، ونناصفكم العيش .. نحن وانتم نمثل ( الثقلين ) .. لذا فأن مؤمن الجن وصالحهم أفضل من كفار بني آدم ، فليس التفضيل أو التكريم منصرفاً لمجرد كون الإنسان إنساناً .. لذا توقفي رجائا عن احتقارنا والنضر لنا بدنيويه .

لم تجادله ، جلست في ركنها و ادارت رأسها بعيدا عنه وزاد تكورها على نفسها ، فهي ليست في مزاج للجدال ، او أنها تخشى ان يتلبسها و يصيبها بالصرع مثل المره السابقه لذا لاذت بالصمت ..
هو ايضا لم ينتضر ان تناقشه او تجادله حول مسأله الأفضليه بل كانت كلماته كتصحيح لمعتقداتها فقط ..وذهب في حاله.

بيش في محكمة الجن / مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن