part 6

2.9K 59 5
                                    

ولو كان لديها ادنى تردد فى معاونه جوليان سكوت فان ذلك تلاشى فور رؤيتها لباتريك وبيتى فى صباح اليوم التالى وهما واقفان على عتبات المنزل يبدو القلق على وجهيهما الصغيرين الابيضين كان باتريك طفلا جميلا بصوره لافته للنظر نحيلا اطول مما هم فى نفس عمره اخذ عن ابيه شعره الاشقر وعينيه الزرقاوين المشرقتين اما بيتى فأشبه بجنيه ساحره صغيره لها نفس العينين الزرقاوين الصافيتين يزين رأسها شعر فاحم السواد فافترضت انها ورثته عن امها وفاض قلبها عطفا عليهما ولا عجب فى ذلك اذ فقدا امهما فى سن صغيره وانتقلا من امريكا الى بلد غريب عنها كليا

وكان الطفلان فى مبدأ الامر خجولين عزوفين عن الكلام بصوره مؤلمه ولكن مارا تمكنت من جذبهما بالتدريج حتى انهما فى نهايه الاسبوع الثالث كانت بيتى على الاقل قد انطلق لسانها فى اثناء الرحله تقص بصوتها الرفيع ولكنتها الامريكيه ما مر بها من احداث المدرسه بينما ظل باتريك متحفظا نوعا ما وارجحت مارا ذلك لكونه اكبر سنا

وبدءا من الاسبوع الثالث اخذت الامور تسير بينهم سيرا حسنا اصبحت تنتظر بشوق وقت العب اللذيذ ولكن صباح الاربعاء يوم خريفى انجليزى بديع وكانت بيتى منهمكه فى وصف رأس من الورق صنعته بالامس ولكن مارا لم تكن لتلاحظ صمت باتريك لولا ان لمحته فى زجاج السياره فوجدته قد فك حزام مقعده وجلس على ركبتيه متطلعا خاج الزجاج الخلفى للسياره

وقالت له محذره:

- باتريك...

ثم اضافت بقدر كبير من الحزم حين تجاهلها

- باتريك اجلس كما يجب

وتصورت للحظه انه لن يطيعها حتى تسائلت ما هو الذى يجذب انتباهه ولكن ما ان فتحت فمها لتقرعه حتى استدار على مضض واحاط نفسه بحزام المقعد وهو ينظر الى اخته

وكأنه بدأ يقول بأنفعال :

- انه....

ولكن بقيه عبارته ضاعت مع زمجره محرك سياره اسكورت سوداء مرت الى جوراهم وكانت تتبعهم منذ عده كيلو مترات واختفت فى سرعه وجدتها مارا مجنونه فى ذلك الطريق الضيق الملتوى

قالت مارا وهى تحملق فى مؤخره الرأس السوداء من بين اسنانها:

- خنزير!

وشعرت بأرتياح لاختفائه بعد ان كان يسبب لها قلقا بقرب سيارته من سيارتها فتسائلت متعجبه لم لم يتجاوزها حين كان الطريق اكثر امنا عن ذلك؟ ونظرت خلفها الى الطفلين وقالت برقه - حزام المقعد يا باتريك

وما ان سمعت طرقعه اغلاق الحزام حتى عادت بأنتباهها الى بيتى

- اوه اللعنه!

وفرت منها هذه الصيحه حين كانت تأخذ منحنى خطرا فوجدت الاسكورت السوداء واقفه بزاويه مائله تعوق اجتيازها من اى الجانبين

قالت للطفلين وهى تضغط على الفرامل بقوه:

- اسفه ! لكن كنت متأكده من ان طريقه قيادته ستؤدى الى مالا تحمد عقباه بعض الناس لا احساس لديهم ابقيا حيث انتما حتى انظر ماذا يجرى

هل اخذ المنحنى الاخير بسرعه اخرجت السياره من تحت سيطرته ؟ اكان محرك السياره ضاق به ذرعا؟ كانت تتسائل هكذا وهى تفك حزام مقعدها وتدفع الباب بجوارها وسواء كان هذا او ذاك فلم يكن يبدو عليه الاهتمام بل ولم يكلف نفسه رفع غطاء المحرك مكتفيا بالتسكع حول السياره وجسده السامق فى استرخاء كما لو كان يستمعتع بدفء الشمس

- هل هناك مشكله؟

لم يكن بأستطاعه مارا ان تفسر لماذا توقفت عن السير فجأه متردده ان تذداد منه اقترابا فلم يكن هناك ما يوحى بالعداء من قبل الرجل او يثير الخوف فى نفسها لكن شيئا ما ولد رجفه تحذير فى اوصالها والرجل يلتفت لينظر اليها حتى ان شعيرات مؤخر رأسها وقفت فى رد فعل غريزى كهره واجهت حيوانا غريبا مفترسا

حاولت ان تزيل التوجس فىصوتها حين اعادت السؤال:

- هل هناك مشكله فى سيارتك؟

اختطاف ولكن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن