part 7

2.5K 53 0
                                    

وحاولت ان تكون هادئه ومتملكه لاعصابها لكن صوتها اختلج غصبا عنها كاشفا عن توترها ، ورد عليها بأبتسامه مبهمه من جانب فمه:

- - لست ادرى

كانت ابتسامته كما اعترفت لنفسها سرا يمكن ان تسحر الطيور على الشجر وطغى لحظه على توتر اعصابها جاذبيه اقرت بها لوجهه الاسمر الوسيم قوى العظام وفك يدل على التصميم وشعر فاحم السواد ذى نعومه غير عاديه

- هل تعرفين شيئا عن المحركات؟

جاء سؤاله هادئا بريئا لكن مارا حين حدقت الى عينيه المحملقتين اللتين توحيان بالصراحه وتحاكى زرقتهما السماء كما لو كان يعكسان لونها وشعرت برعده كما لو ان الشمس اختفت فجأه وراء السحب

وعلى الرغم مما بدا عليه من جاذبيه كانت ابتسامته غير حقيقيه وكان اكثر ما يقلقها هو برود وتباعد فى عينى الرجل مما جعل انتباهها يتجه الى متانه بنيانه بصدره ومنكبيه العريضين وانها والطفلين وحيدين فى ذلك الطريق المنعزل وحين استطال الرجل الى طوله الكامل توترت عضلاتها وهى تراقبه

- ربما امكنك ان تلقى نظره عليه

- اننى لست ميكانيكيه!

وجاء ردها لاذعا ان ادعاء جهله لا يتفق مع بنيان جسمه فقد كان يبدو قويا مما يوحى قدرته على التعامل مع اى مشكله تصادفه فلماذا اذن يدعى الجهل المطبق بسيارته؟

او ربما تكون هى التى تحمل الامر اكبر من طاقته بافتراض ان اى رجل لابد ان يفهم فى ميكانيكه السيارات كما من المفترض ان تفهم اى مرأه فى الحياكه التى لا تدرى عنها شيئا كما ان اليدين المستندتين الى غطاء المحرك لم يكن يبدو عليهما العمل اليدوي فهما نظيفتان معتنى بهما جيدا ولا توج آثار خشونه بهما

- اننى لا اعرف سوى المبادئ فيمكننى ان القى نظره لو اردت

وكانت نبره صوتها اصبحت اكثر طبيعيه وان لم تخل تماما من النفور فهى فى ملابس عملها لم تكن ترحب بتعريض تنورتها البحريه وبلوزتها ناصعه البياض للتلطيخ

- سأكون شاكرا لك

واتجه كما لو كان سيفتح غطاء السياره ولكنها حين اقتربت وجدت عيناه تومضان وهو ينظر الى وجهها ثم تجاوزها متجها الى سيارتها فالتفتت برد فعل غريزى فضبطت باتريك يحاول النزول من السياره

صرخت فيه بسرعه وعصبيه:

-ابق فى السياره

وتصادف ان الطفل يقول شيئا ما لكن صوته ضاع مع حده صوتها وهى تصيح به

-باتريك ارجع مكانك

واتجهت بتلقائيه لتعيده قسرا اليها وطرأ على ذهنها فورا مدى ثراء والدهما ليتجه الى مسار آخر سبب وجود هذا الرجل فى هذا المكان وقطع الطريق عليها فعاد اليها اضطرابها وقلقها

- باتريك لقد قلت لك ......آه

وانتهت كلماتها بصرخه حين قبضت اصابع قويه على رسغها لتوقفها بعنف وتكاد تطرحها ارضا فتغلب غضبها على حذرها وهى تستدير له والشرار يتطاير من عينيها

- ما هذا الذى تفعله؟

جف حلقها من الخوف والتوجس حين هز رأسه ببطء ووجهه فى جمود الصخر وكان عليها ان تبذل جهدا لتنطق بالكلمات التاليه من خلال شفتين جافتين متصلبتين

- قلت لك دعنى يجب ان اخذ هذين الطفلين الى المدرسه

- مارا......

اختطاف ولكن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن