ماضي هانا

12.9K 1K 127
                                    

  -منذ طفولتها كانت طفلةً بكاءة تبكي سريعاً كما انها كانت محبوبة من قبل والدي وعمتي ذلك لم يكن لانها تشبه عمتي كما اعتقدت والدتي فوالدي كان طيبا ويحبنا جميعنا لكن عندما ولدت هانا وماري والدتي بدأت بالانحياز الى ماري لانها تشبهها اما هانا فلا 

كانت تعامل هانا بطريقة بشعه وهانا لم تكن تكف البكاء ابدا حتى يأتي والدي وهناك كنت اراقبها لارى ما اذا كانت ستشتكي لابي ام انها ستتظاهر بعدم البكاء

وبالفعل هي لم تكن تخبر ابي عما تفعله لها امي كأن تحبسها في العلية اذا جعلت ماري تبكي او تطعمها طعاما مختلفا عما تطعمه لنا واشياء كهذه

عندما كانت هانا في المدرسة التحضيرية كانت شعبية جدا وكان جميع الاطفال يحبونها كثيرا فهي كانت لطيفة وكثيرة الابتسام

لكن في احد الايام 

قامت ماري بافتعال شجار مع هانا داخل الحضانه وبما ان الوصاية على ماري كانت اكبر من التي لهانا وقف الجميع بصف ماري وذلك لانها وعدتهم بهدايا واشياء كهذه يمكنك القول انها رشوة 

عوقبت هانا اما ماري فلا كما اصبحت هانا منبوذة من قبل الاطفال دميعهم يكرهونها ويتنمرون عليها وما الى ذلك لقد اتيت مرة لاصطاحبهما من المدرسة بسبب انشغال والداي بالعمل وقد رأيت هانا تبكي بحرقة كما لو انها لم تبكي سابقا لكن عندما اقتربت ولاحظتني قامت بمسح دموعها وتظاهرت بالابتسام

حينها ادركت ان ذلك بسبب ما فعلته ماري والعنصرية الواضحة في المعاملة بينهما بالرغم من انهما توأم

بعد بضع سنوات مرضابي مرضا خطيرا جعله غير قادر على الحراك عندما علمت هانا بالامر بدا وكأنه صدمة لها لكنها لم تظهر بل بقيت بجانب ابي كل يوم لم تفارقه ابدا كانت تضحك معه وتلعب معه وتخبره باشياء مما تفعله والدتي والاطفال في الحضانه لكنها كانت تغير في واقعها فهي كانت تخبره بما يفعلونه لماري وليس لها 

بعد ثلاثة اشهر من مرض والدي اخبرنا الطبيب انه قد تبقى لابي بضع ايام فقط وحينها نظرت لوجه هانا التي كانت توشك على البكاء لكنها تماسكت امامنا ودخلت لغرفة ابي مسرعة لانه كان قد طلبها

جلست خلف الباب استمع لحديثهما وما سمعته كان "اعلم انك تستمرين بالبكاء يابنتي كما اعلم انهم يسيؤون معاملتك وان كل ما تخبرينني به كان كذبا لذا عديني .. عديني انك لن تبكي بسببهم مجددا  ابدا *اعدك*" قالتها وبدأت بالبكاء بين احضان والدي ذلك المشهد وحده كان كفيلا لحقدي على والدتي الظالمه

عندما خرجت سمعت اميتحادث شخصا على الهاتف لكنها عندما لاحظت تواجدي اغلقت الخط سريعا لكنني كنت قد سمعت البعض من حديثهم وهو كان يتمحور حول الاموال الطائلة التي تركها ابي فابي كان ثريا جدا لكنه كان ذكيا كذلك فبعدما علم بامر مرضه وقبل عجزه اخفى ثروته وقام بنقلنا لمنزل اخر اصغر من منزلنا الذي كان كالقصر

والوحيدة التي يحتمل بانها تعلم بمكانه هي هانا وذلك حسب استنتاجات امي

عندما اصبحت هانا في عمر السابعة اصبح لديها صديقة واحدة وحيدة وكان اسمها حسب ما اذكر هو كيرارا تلك الفتاة وهانا كانتا اكثر من اصدقاء كل منهما تفضل الاخرى على نفسها

لذا عندما توفي ابي ما اخرج هانا من صدمتها هو زيارات صديقتها المتكررة ومحاولتها لاجلاء عبوس ووحدة هانا لكن صداقتهما لم تطل طويلا فبعد ثلاثة سنوات من صداقتهما قررا الخروج سوية للعب في الشارع بالرغم من ان الجو كان ماطرا الى ان اصرار هانا جعل كيرارا تخضع للامر وتخرج برفقتها

خرجتا تلعبان في الشوارع تقفزان وتمرحان وضحكاتهما ملأت المكان ولكن كيرارا قد قفزت في منتصف الشارع اثناء مرورشاحنة وما هي الا ثوان حتى فرشت الارض بدمائها رؤية هانا لذلك المنظر حطم قلبها وجعله اشلاء 

ركضت كالمجنونة تجاه صديقتها التي قد تهشمت كل عظمة في جسدها احتضنت جسدها الصغير الذي قد فارقته روحه واخذت تبكي وتشهق بصوت مرتفع ذلك المنظر كان مؤثرا لكل من رأاه حاول الناس ابعاد هانا لكنها ظلت متمسكة بجسد صديقتها

بعد ان اعلن عن وفاة كيرارا ومع انتهاء العزاء كانت هانا قد جعلت من نفسها حبيسة غرفتها لم تخرج منها كما لم تأكل شيئا بالكاد كانت تشرب كوبا من الماء في اليوم الواحد

بقيت اسبوعا على ذلك الحال لكن احدا لم يكترث لامرها فامي وماري تكرهانها وعمتي مسافرة لذلك قررت انا اقتحام غرفتها وبالفعل قد فعلتها

عندما دخلت كان مغما عليها في ارض الغرفة وجسدها كان كالهيكل العظمي ما دب الرعب في جسدي لكنني استجمعت جرأتي وحملتها وجريت بها للمشفى

بعد ان شفيت قررت امي ابعادي عنها لذا ارسلتني للدراسة بالخارج مع اقاربي 

.

.

تنهد قليلا ومسح دموعه ثم اردف :

- هذا ما عرفته من ماضيها منذ طفولتنا

لقد كنت في حالة صدمة تامه لم استطع تخيل ان فتاة كهانا بذلك البرود قد عانت كل هذا لاعجب انها لم ترد زيارة والدتها او منزلها لو كنت مكانها لما طقت العيش معهم ثانية واحده 

نهضت من مكاني وسرت خارجا من غرفتي باتجاه غرفة هانا طرقت الباب وبعد ثوان فتحت لي بوجح متجمد خال من التعابير تحرك جسدي تلقائيا لاحتضانها 

ها هو ذا جسدها الصغير محاط بين ذراعي وهي تحاول في محاولات يائسة للافلات :

-م ماذا تفعل دعني 

تظاهرت بعدم سماعها لاتلقى لكمة في معدتي جعلتني اتركها متأوها نظرت لوجهها الذي اصبح كالطماطم واطلقت ضحكة خفيفه ثم قلت :

- اسف انا فقط شعرت برغبة لفعل ذلك 

نفخت خداها بغضب لكن شكلها قد بدا بغاية اللطافه ما جعل قلبي يعزف لحنا متضاربا لم اشعر به من قبل

***********

يتبع ...

اسفة البار ت قصير بس حبيت يكون ماضيها ببارت لحاله 

سبب برودي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن