الفصل الاول

39.3K 933 24
                                    

عرفته من دون ان ترى وجهه..عرفته برغم انها لم ترى منه سوى ظهره ووقفته المميزة ..

عرفته ..

وكيف لها الا تعرف زوجها ؟؟!!

او بالاحرى من كان زوجها يوما ما لمدة عامين كاملين ..

لم يتغير ...بدا كما تركته ..وسيما جدا ...واثق من نفسه بشدة ؛بهذا الطول الفارع وتلك الاناقة التى لا ينافسه فيها احد ..

تكاد تجزم انها تشتم عطره ..برغم المسافة بينهم ..

شعرت بنبضات قلبها تتسارع .. انه الشخص الذى احبته منذ كانت فى العاشرة من عمرها ومازالت تحبه ولا تعتقد انها ستحب يوما ما احدا غيره ...

برغم انها الان شبه مخطوبة وبرغم انها هذه المرة لن تتزوج زواج عاطفى ..لن يكون لقلبها اى علاقة بتلك الزيجة ؛ففشل الاولى كان كافيا ليثبت لها بان القلب غالبا ما يخطىء ..

وبما انها تعلم جيدا انها لن تحب ثانية ؛فكان القرار بالزواج ثانية قرارا عقليا بحتا ..لن تكرر خطأها ؛فمازال قلبها ينزف رغم مرور ثلاث سنوات على طلاقها ..

وكأن الالم لن يزول ابدا ..

التفت اليها ..كأنه شعر بنظراتها ..عرفها ايضا برغم المسافات الفاصلة كما عرفته ..

ترى ما الذى يفعله هنا؟؟

فلقد تركته بالاسكندرية وعادت الى القاهرة .
حتى انها لم تجرؤ على العودة الى هناك مرة اخرى تحت اى مسمى او ظرف ..

تكاد علاقتها بوالدها ان تقطع لولا تلك المكالمات القليلة السريعه التى تقوم بها كل شهر وكأنها تؤدى واجبا ..وتنهيها بسرعة حتى لا تسمع اسمه يذكر عفوا او ان تعرف عنه اى خبر..

كانت تخاف اليوم الذى تحادث فيها والدها فيخبرها باى معلومة عن طليقها ...وتحديدا الخبر الذى تنتظر بألم ان تسمعه ..

الخبر الذى لابد واقعا يوما ما ..

الخبر الذى تحاول ان تدرب نفسها على تقبله عند حدوثه..

الخبر الذى تتألم لمجرد التفكير فيه ..

خبر زواجه من اخرى

ولكنه واقع لا محالة ..

وسيأتى اليوم الذى سيتزوج فيه ...
فلا تتوقع ان يظل اعزبا الى الابد ..
فهو مازال فى مقتبل العمر ..فى ريعان شبابه ..

وغالبا سيتزوج او تزوج فلقد نسي وجودها لا ريب ..وكأنها تجربة فاشلة ومرت دون خسائر ...

ترى هل تزوج؟؟

ترى هل يتذكرها؟؟

وقفت كالتمثال وهى تراه يقترب نحوها ..وجدت عيونها قد التصقت به ولم تستطيع تحويلهما عنه ..

وكأنها لا ترى سواه..

كان يسير بجواره مدير المؤسسة التى تعمل بها ..

كان محمود يهز رأسه بينما كان المدير يتحدث بلا توقف ..

ماذا يفعل هنا؟؟

لماذا اتى ؟؟

من الواضح انها زيارة عمل

افيقي ياريم ..فلم ياتى من اجلك

عندما اقتربا منها ؛تحدث المدير معرفا بها :" ريم ...مسئولة العلاقات العامة ،من المؤكد انك ستتعامل معها".

سلم عليها وكأنه لا يعرفها حتى انها شكت انه نسيها الى تلك الدرجة ..كان دفء يده وهى تحتوى كفها البارد دليل حى على كونه حقيقة وليس نتاج خيالها البائس .

حبيب العمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن