الفصل الرابع

21.2K 775 8
                                    

" امى  تريدنا ان نعود الى بعض ..هل من الصعب تحملى  لبضعة شهور يا ريم ؟؟ لكن انها امى  .امى تحتضر ....هل من الممكن ان تساعدينى ان اسعدها فى اخر ايامها ".

كانت اول مرة تراه بهذا الضعف ..

محمود يرجوها!!

يتوسلها..

اول مرة تراه يرجو ويتوسل احد ..

شعرت بالدموع تملا عيونها على  ماما سميحة ..

الملاك الذى دخل حياتها فعوضها عن الام التى انكرتها ..

المرأة الحنون ..الحماة العاشقة لها ..

لم تشعر  قط انها حماتها  ...بل دوما كانت امها ..

فلا تذكر يوما اساءة او كلمة  جارحه او حتى عبوس ..

سألته بيأس :" و لكن ..احمد".

رد بنفاذ صبر :" انهى تلك الخطبة ".

ثم استطرد بلهجة آمرة :" فى صباح الجمعة سأمر لاصطحابك لنسافر سويا ..بحلوله تكونى قد قدمتى استقالتك او طلبتى  اجازة ..مهما يكن ..لابد ان تكونى  جاهزة للسفر معى ".

وقفت تحت صنبور الماء بينما تنهمر عليها المياة الغزيرة  وهى تفكر ..كيف بزيارة واحده من محمود انقلبت حياتها راسا على عقب ..

ماذا ستفعل ؟؟

سألت نفسها كيف سأواجه الجميع ؟؟

احمد...ابى ..امى  سميحة ..محمود؟

لم يغمض لها جفن بالرغم من محاولاتها الحثيثة ..

عندما دخلت الشركة فى الصباح؛كانت قد عقدت العزم اخيرا ..

دخلت مكتبها وكتبت استقالتها ..لم تطلب اجازة مفتوحة كما اشار عليها محمود ..ولكنها فكرت انه سيكون من الصعب عليها العمل مع احمد بعد اليوم ..

كان لتقديمها استقالتها الصدى المرجو ..حيث دخل احمد عليها مكتبها لا يصدق ما سمع ؛لولا ان وجدها تجمع اشياؤها ..

سألها :" اذن ..الخبر صحيح ..لقد قدمتى استقالتك!!"

ردت بهدوء :" نعم ..الخبر  صحيح ".

سال بحيرة :" لما ؟"

ردت بتوتر  :" ظروف عائلية قاهرة ".

قال بحيرة اشد :" لست افهم ".

قالت معتذرة :" اسفه يااحمد ..ولكن خطبتنا ايضا لن تستمر ".

سال وقد زادت حيرته :" ولما ؟؟"

ردت بغموض :" ساعود للعيش فى الاسكندرية مع ابى  وامى ".

كرر وكأنه بغباء لا يردد سوى سؤال واحد :" لما ؟؟"

ردت بايجاز :" هم بحاجه الي".

قال :" انا ايضا بحاجه اليك".

حبيب العمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن