وجاءت النهاية ..بعد عامين من الزواج ..كان قد تصالحا اخيرا وعرض عليها السفر معه ولكنها رفضت متعلله بالبقاء بجانب والديهما ..واعدة بالسفر معه فى المرة القادمة ..يوم سفره بكت كثيرا ..رجته الا يتاخر ..وعدها الا يتاخر وان يعود سريعا ..رافضا ان توصله الى المطار..
وعدت نفسها بالا تدعه يسافر وحده مرة ثانية ..وان تحاول ان تنضج وتكف عن الغيرة ..وان تثق فى نفسها ..
لن تسمح للغيرة ان تبعده عنه .ولن تسأل عن الانجاب بعد اليوم ..ستسمع نصيحته وتستمتع بشهور من العسل طويلة معه ..فهم مازالوا صغارا ..وبامكانهم الانتظار ..
فى صباح اليوم الثانى لسفره ..دق جرس الباب ..كانت شيري..بابتسامه حيت ريم قائلة :" اعلم بان محمود مسافرا ..من فضلك اعطيه تلك الصور عند عودته ..لماذا لم تحضري معه حفل عيد ميلادى اول امس؟؟"
سألت ريم بدهشة :" اول امس؟"
ردت شيري بتأكيد :" نعم ".
تصنعت ريم التذكر وهى تقول :" اها..تذكرت .. اسفه ولكن كنت مريضة ..كما تعلمين البرد".
هزت شيري راسها موافقة وهى تقول بود مصطنع :" حمدا لله على سلامتك ."
دعتها ريم للدخول مشيرة الى الداخل :" تفضلى ".اعتذرت شيري :" للاسف لدى عمل بانتظارى ..تحياتى لوالدك ولوالدة محمود ".
هزت ريم رأسها بتهذيب وهى تغلق الباب ..تكاد تشعر بقلبها يتقطع ..الهذا رفض ان توصله الى المطار..لانه رغب فى حضور حفل عيد ميلاد الجميلة ..
بالفعل يبدو انها مجرد زميلة وعلاقتهما علاقة عمل ..
لقد اوهمها بان كل شيء على مايرام ولكن الصدفة كشفته لها ..
وكالعادة ..دخلت تشتكى الى ماما سميحة ..ولكن سمعها والدها الذى انفعل قائلا :" ماذا هناك يا ريم ..لقد اصبحتى غير طبيعية ..وغيرتك غير مبررة ..هيا ..هيا اذهبى واحضري لى ملف شركة الهدى من درج المكتب ".
قامت وكلها غيظ ..يتآكلها الغضب والغيرة ..محمود تعمد عدم اخبارها بذهابه الى الحفل ...وصوره خير دليل على ذلك ..
كانت تبحث عن الملف بذهن مشغول تتمتم بالتهديد والوعيد لزوجها عندما وقع فى يدها ملف آخر ..ملف يتضمن اوراق بيع شركة والدها ..عقد بيع بين والدها ومحمود ..لقد باع والدها الشركة لهما مناصفة ..فاصبحت الشركة نصفها له ونصفها الاخر لها ..كان التاريخ يشير الى يوم زفافهما ..
الهذا تزوجها ؟؟
خرجت لوالدها وفى يدها ملف البيع وهى تسأله :" ابى ..هل دفع لك محمود ثمن نصف الشركة ."
رد والدها متفاجىء من سؤالها :" ولما يدفع ..انه صهرى ..ابنى ".
سألته بذهول :" هل ..هل دفعت له ليتزوجنى ؟؟"
انفعل والدها بشدة :" هل جننتى ؟؟ ..لدى فكرة ..انتى لا شيء يشغلك ..لا طفل ولا عمل ..فكرى فى اكمال دراستك العليا."
كانت كلمته قاصمة ..فعلا لا شيء يربطهما ..لا طفل ولا حب يربطها بزوجها ..
لقد تزوجها من اجل الشركة ..
لقد تزوج المراهقة التى كانت متدلهة فى حبه ..
لقد انصاع لرغبة والدته وفى ذات الوقت حظى بالشركة ...
مبارك عليه ..
لقد احسن الصفقة..
لهذا لم يهتم بالانجاب ..بالكاد يتحملها ..فكيف سيتحمل طفل منها ..
ربما فرح ...
فلا طفل يزيد من القيد عليه ..
ياله من امر مذل..
الحب من طرف واحد ..
كم هو مؤلم ..
مؤلم للغاية ..
موجع للقلب ..مهدرا للكرامة ..
واليوم ستعود ..مع مزيد من الالم .
ولكن من اجل ماما سميحة ستتحمل ..
وعندما اقتربا من المنزل تحدث لاول مرة منذ الصباح :" ريم ..بالطبع انتى تفهمين الوضع جيدا ..لابد ان تشعر امى اننا مازالنا نحب بعضنا البعض ..وان انفصالنا من قبل كان مجرد غلطة ..وندمنا عليها ..
واننا اكتشفنا اننا لا نستطيع العيش دون احدنا الاخر ..وتعاهدنا ان نبقي معا الى الابد ".
هزت رأسها موافقة ..
لن يصعب عليها تمثيل حبه ..
فهى بالفعل مازالت تحبه .ولا تستطيع العيش دونه ..
ستكون مقنعه للجميع ..ترى هل تستطيع انت يا محمود ان تصطنع الحب ..ولو من اجل والدتك ؟؟
كيف يطلب منها ان تمثل ما تشعر به فى الواقع ؟
أنت تقرأ
حبيب العمر
Romanceدوما كان حبيبها ..لم تعرف حبيبا سواه ..ولن تفعل .. حتى عندما قررت الزواج من غيره ..كان قرار العقل ..فلقد كبدها قلبها من قبل الكثير من الاوجاع .. واليوم عاد .. يعيدها اليه .. ولكن ايضا دون حب .. وستعود .. فهى له برغم كل شيء ...