عدلت حجابها للمرة الألف هذا الصّباح ..
مرتبكة كانت ..
متوترة ..
وكأنها ذاهبة إلى لقاء حياة أو موت ،،
ولكنها تجهل سبب هذه الرهبة الغريبة المفاجئة ..انطلقت باتجاه المطبخ مسرعة ، لتتناول الإفطار وتذهب إلى وجهتها ..
" أين هاتفي ؟ ، حقيبتي !؟ يا الهي ومفاتيح سيارتي !؟ "
ابتسمت والدتها على ابنتها الخائفة ، وذهبت وربتت على كتفها بهدوء لتشعرها بالأمان ..
" إهدأي يا ريم إهدأي ، لا داعي لكل هذا القلق .. "" كيف لا يا أمي ، وهذا اول يوم لي بالجامعة !!! "
ردت ريم بينما كانت تتحرك لتجلس على الطاولة وتبدأ بتناول الطعام متعجلة وكأنها في سباق ..انطلقت ،، وأدارت مفاتيح السيارة باتجاه جامعتها لأول مرة ..
وصلت ..
وحطّت أقدامها على ارض الجامعة ، شعرت حينها برهبة ، جعلت جسدها بالكامل يرتعش ..مشت بخطى متوازنة ، تحاول اخفاء توترها ..
حاولت تجاهل كل تلك الكلمات المستهزئة ، كانت تتجنب النظر إلى الجميع ، ذكوراً واناثاً ..(( غرفة المدير ))
هذا ما كُتب على باب الغرفة ، التي قامت ريم بطرق بابها ..طرقته عدة مرات ، لا إجابة ..
فاجأها ذاك الصوت الجبلي المسن ، الذي جاء من خلفها ، ليزيد من توترها ..
" المدير ليس هنا ... بامكانك انتظاره سيأتي بعد قليل "ظلت تنظر اليه ، إلى أن أدركت ما قاله ، فهزت رأسها بإيماءه تدل على أنها فهمت ..
" اجلسي هناك .. "
أمرها بصوته الخشن ، مشيراً الى مقعد حديدي يبدوا عليه القدم ..جرّت أقدامها بتثاقل ، هي لا تعلم لماذا خافت .. حتى انها لا تعلم لماذا لم ترد على كلام ذلك العجوز ..
شعرت بأنها لو تحدثت في تلك اللحظة لما خرج صوتها ..
جلست على المقعد الحديدي الذي اصدر صوت صرير يدل على تآكل أجزائه ، أركت رأسها على الحائط ..
وأخذت تسأل خالقها الستر والأمان ..الماضي ..
" أنا أيضاً أريد الذهاب معكم .. "
" لا أنتي لا لن تذهبي "
" لكن يا أبي أنا .... "
" قلت لا يعني لا "
" لماذا ؟ "
" لأن المكان ملئ بالناس والشباب أيضاً ،، وانتي فتاة "الحاضر ..
" تفضلي هذا آنستي ،، يبدوا انكي متعبة "
مد لها العجوز كأساً من العصير البارد ، مبتسماً لها من بين كل تلك التجاعيد ..نظرت اليه وأخذت الكأس منه ، بحذر .. وتمتمت شفتاها " شكراً " فهي حقاً كانت بحاجة لبعض السوائل في هذا الوقت ..
" أنتي طالبة جديدة !؟ " ..
سألها وكأنه يريد خلق حديث بينهما ، ربما ليشعرها بالراحة ،، لكنها انزعجت فقامت بهز رأسها بمعنى ( نعم ) ..شعر بأنها لا تريد التحدث اليه .. فآثر الابتعاد عنها
" حسناً أنا العم مسعود ، خادم هذا الطابق ، أن احتجتي لشئ نادني .. "
وذهب وتركها خلفه ، تحاول السيطرة على ارتعاش جسدها ..وصل المدير ، ودخل لغرفته ..
تبعته هي بعد عدة ثوان من دخوله وطرقت الباب .." أدخل .. "
أجاب المدير من خلف الباب ..دخلت بهدوء والقت السلام ، فرد عليها السلام وامرها بالجلوس ..
أعطته أوراقها دون أن تنبس ببنت شفه .." الاسم : ريم خالصي ، التخصص : طب الاسنان ، العمر : ٢٠ سنة .... "
بدأ بقراءة المعلومات بصوت مرتفع ، مما زاد من توترها اكثر .." إذاً يا ريم ،، مكانك سيكون مع الدكتور خالد في عيادة الأسنان "
ورفع سماعة الهاتف صاغطاً بعض الازرار ، ليتصل على أحدهم ..
وعندما أجاب الآخر على سماعته ، أمره المدير بالقدوم .ثوان ، طرق بعدها باب الغرفة ، ودخل منه رجل في الخمسينات من عمره ، وقف امام المدير والقى السلام
ثم نظر إلى ريم ، فوقفت خائفة مرتعشة الأطراف حقاً .." ريم خالصي ، طالبتك الجديدة .. "
عرّف المدير عنها ، ليومئ الآخر له معرفاً عن نفسه
" انا الدكتور خالد ، المسؤول عنكي في قسم طب الاسنان ، اتبعيني "وخرج الأستاذ أمامها ، لتكون هي خلفه ..
مشوا حتى وصلوا قاعة كتب على بابها (( قاعة الدكتور خالد )) ..
أنت تقرأ
ÃlãňdrØføbĩă
Ciencia Ficciónبين خوفي منك ورغبتي بك .. بين ابتعادي عنك وقربي اليك .. تائهة أنا ، ضائعة ما بين وبين .. ابحث عنك خوفاً من رؤيتك خائفة من وجودك وبُعدك .. ❤