وقبل أن يخرج السيد مادلين ، عاد والتفت مجدداً باتجاه طلابه
" ريم خالصي ، انا انتظرك في مكتبي بعد الاستراحة "قلبها كان قد أصبح في قدميها من هول الصدمة ، كيف ستتحدث معه وفي مكتبه وبعد الاستراحة ،، بهذه السرعة ..
خرجت من قاعة المحاضرة شاردة باتجاه الكافيتيريا ، خافت أن تقابل احمد هناك ، فغيرت طريقها إلى السكن ، لعلها ترتاح قليلاً من التفكير ..أرخت جسدها على السرير ..
ونظرت إلى سقف الغرفة بشرود ، لدرجة أنها لم تكن تشعر بما حولهاوبعد انتهاء وقت الاستراحة ، حملت حقيبتها وعدلت حجابها ، وخرجت إلى مكتب السيد مادلين ..
طرقت الباب ، ودخلت بعد أن أذن لها السيد ..
تقدمت وعينيها لا تفارق الارض ، ألقت السلام وجلست على المقعد الجلديّ كما طلب منها السيد مادلين .." الطالب من كلية الطب النفسيّ ، الذي سيأتي غداً ، يريد مني أن اسمح لكي بأن تساعديه في مشروع ما .. "
رفعت نظرها بسرعة متفاجأة ، اغرورقت الدموع في عينيها ،، كيف ستساعد رجلاً وهي لا تعرفه ، ومجال تخصصهما مختلف ؟؟ غير أنها ترتعب خوفاً عندما تحادث ذكراً ..
شعر السيد مادلين بما لديها من أسئلة
" صدقيني لا اعرف السبب .. لكن احمد طلبني هذا وبشدة ، غير أنه ترجاني بكل ما أوتي من قوة "أحمد .. !!؟
أهو نفسه ؟!" أحمد أوغلو "
تمتمت بهذا الاسم وهي شاردة ، فأبتسم السيد مادلين
" يبدو انكما تقابلتما من قبل .. "ومع كلماته هذه ، انفجرت دموعها ، وزاد تشويش عقلها ، فغطت وجهها بكفيها
" ارجوك لا اريد ، انا لا اريد التعامل مع احد ،، ارجوك اعفيني يا سيدي ارجوك أخبره انني لا استطيع .. "زادت ابتسامة السيد مادلين ، واركى ظهره على الكرسي
" الان أثبتي لي انكي الوحيدة القادرة على هذا ، ويبدو أن احمد استنتج ما استنتجته انا من لقائكما مهما كان نوع هذا اللقاء .. "لم يسمح لها حتى بأن ترفض أو تدافع عن رأيها ، ولكن .. وان سمح لها هي لن تستطيع ذلك ...
وقف السيد مادلين ونظر اليها بأسىً بعد دقائق من بكائها ..
" ريم .. صدقيني أن هذا في مصلحتك ، عليكي ذلك لأجلك انتي وليس لأجل أحد آخر .. غداً بعد المحاضرة ستبقين في قاعة محاضراتي معه و تتحدثان هناك كما تريدان .. "لم تحتمل اكثر ،
وقفت وخرجت مسرعة من عند السيد مادلين ، فعاد وجلس هو واسعاً رأسه بين كفيه ..عادت لغرفة السكن ، وفتحت الباب ، وإذ بـ جين وآشلي جالستان كل واحدة على سريرها ..
وسرعان ما وقفتا عندما شاهدتا حالة ريم المزرية ، من عينين منتفختين ، ووجنتين مليئتين بالدموع ...
اقتربتا منها ، وسحبتاها إلى أحد الأسرة واجلستاها ، قامت جين بخلع حجابها ، وآشلي بمسح دموعها ..وبعد أن هدأت ، نظرت لهما فابتسمتا لها ..
" احمد .. يريد أن اساعده في شئ ما لا أعلم ما هو ، وسنبدأ غداً بعد المحاضرة في قاعة الدكتور مادلين .. "وقفت آشلي وقد احتضنت نفسها ولمعت عينيها
" ياللهول .. كم انتي محظوظة يا فتاة ، فعلاً أن هذا أمر رائع .. "بينما جين احتضنت كفي ريم بسعادة ورجاء
" خذيني معكي ارجوكي ارجوكي .. "ابتسمت ريم واغمضت عينيها ،..
هي تريد أن تشعر بما يشعران به ، لكن كل ما تشعر به الان هو الخوف ،، ولا شئ آخر ..أمسكت أنامل آشلي بذقن ريم ورفعت رأسها للأعلى ، بينما جين جلست إلى جانبها ..
" ريم لا تخافي ، لا مشكلة .. " قالت جين
" صدقيني ستشعرين بالراحة معه ، يبدو أنه حقاً يريد التحدث اليكي بموضوع مختلف ،، أو ربما ضروري .. " تحدثت آشليهزت ريم رأسها ، ثم وقفت وذهبت للاغتسال ، وعادت إلى سريرها تريد أن تأخذ قيلولة ، لربما تنسى خوفها وتوترها قليلاً ..
أنت تقرأ
ÃlãňdrØføbĩă
Ficção Científicaبين خوفي منك ورغبتي بك .. بين ابتعادي عنك وقربي اليك .. تائهة أنا ، ضائعة ما بين وبين .. ابحث عنك خوفاً من رؤيتك خائفة من وجودك وبُعدك .. ❤