Çĥâpťêr 17

276 19 0
                                    

ظلت ريم جالسة في مكانها تنظر إليه ..
فقام هو بامساك يدها وشدها نحو الخارج بسرعة ثم وقف إلى جانبها
" انظري ما اجمل المنظر من فوق الجبل "

تسمرت ريم في مكانها مندهشة ، من شدّ أحمد لها ، ومن روعة المنظر الذي تراه أمامها الآن ، لوحة جميلة من الزهور الملونة باجل الالوان تغطي مساحات واسعة من السهول ، التي تحيط بها الجبال من كل جانب .. واحد هذه الجبال هو الجبل الذي تقف عليه ريم الآن ..

هبت نسمة هواء اخذت ريم إلى عالم آخر ، عالم غريب ..

الماضي ..

" أبي .. لماذا لا تأخذنا للتنزه في الحقول ؟ "
" لا داعي للذهاب يا ابنتي .. "
" لماذا لا داعي يا الي ، صدقني سنشعر بالسعادة "
" قلت لا داعي .. انتي فتاة والفتاة لا تخرج من منزلها "

الحاضر ..

لقد حرمها والدها من هذا الجمال ، لأنها فتاة ..
حرمها من أن تعيش كغيرها من الفتيات ..

عندما أدركت ريم أن والدها كان على خطأ ، وأنها كانت تطيعه على خطأه ، وانها حرمت من أبسط حقوقها .. انزلقت دمعة ساخنة على خدّها ، فوالدها هو سبب ما هي فيه الآن ..

كانت بحاجة لمن يحتضنها ، ويخبرها أنه كل شئ سيكون بخير ، كانت بحاجة لحضن دافئ وقلب صادق يعوضها عن كل ما فقدته ، بحاجة لأذنان مستمعتان لا تملان من سماعها تشكي ماضيها وحاضرها ..

كانت بحاجة لمن بمسح دموعها ، ويربت على كتفها ويبتسم ، ويخبرها أنه معها حتى النهاية ..

وفعلاً ..
هذا ما فعله أحمد ..

اقترب منها واحتضنها ، وبخفة ربّت على ظهرها
" أعدك .. سأكون بجانبك ، ولن يفرقنا شئ ، ولن تسمح لشئ بأن يمنعني من أن تساعدك على تخطي مرضك .. "

لكن اللحظات الجميلة هذه لا تدوم طويلاً ..
فقامت ريم بأبعاد نفسها عنه ، وذهبت راكضة الى السيارة ، تبكي وتندب حظها ، هي لم تعيش كالاطفال في صغرها .. ولم تشعر أنها مراهقة كغيرها .. والان هي لا تستطيع الاعتراف بمشاعرها او حتى متابعة حياتها كما تريد ..

نظر احمد للسماء ، وبعد مدة ابتسم ..
" سأساعدك يا ريم ، سأساعدك .. "
ثم رفع اكمام القميص عن ذراعيه ، وانطلق باتجاه صندوق السيارة وفتحه ..
اخرج منه غطاءً ووضعه على الارض ، ثم أخرج سلة تحتوي على الطعام ووضعها على الغطاء ..

واتجه بعدها إلى ريم ، امسكها من كتفيها وأخرجها ، ثم مسح دموعها وامسك يدها واتجه بها إلى الغطاء ..
الغريب .. هي لم تعارض هذه المرة ، لكنها كانت مغمضة العينين ومرتجفة الأطراف ..

جلست ، وجلس أمامها ..
أعطاها شطيرة صغيرة جداً ، لن تشبعها وان اكلت منها خمس قطع ، لكن ريم اخذتها ونظرت إليها وبدأت بتناولها ..
قضمت منها قضمة صغيرة ، فسمعت صوت ضحكات احمد ..

كان احمد يقهقه بصوت مرتفع ، وبعد لحظات وقع على ظهره من الضحك ..
ابتسمت ريم تلقائياً ، واحمرت وجنتاها فهو حتماً يضحك عليها

نظر احمد إليها بعد ان انتهى من الضحك ،، ورفع شطيرة صغيرة اخرى أمامها
" انظري .. أنها تشبه شطيرتك ، لكنني لا استطيع ان اقضم منها ،، ففمي اكبر منها .. "
وبعد أن انتهى ، رمى الشطيرة في فمه لتنزلق الى داخل حلقه ، فيبدأ هو بالسعال ..

ضحكت ريم واضعةً يدها على فمها ، لاحظها احمد بعد انتهائه من السعال فابتسم .. ثم حوّل نظرته إليها إلى نظرة غاضبة
وخاطبها بينما تغيّر صوته لصوت رجل غاضب ..
" لا تضحكي يا آنسة ، فأنا لم اقصد ذلك ، "

ثم عاد مقهقهاً ضاحكاً وقال بصوته العاديّ
" خطأ مطبعيّ ، دعينا نعيد اللقطة أرجوكي .. وأعدكي أنني لن أكرر الخطأ هذا يا سيدتي .. "

ومع آخر جملة تحوّل صوته لصوت طفل ، لتتوقف ريم عن الضحك وتنظر إليه بعينين سعيدتين ..

ÃlãňdrØføbĩă حيث تعيش القصص. اكتشف الآن