وكعادتها كل يوم ..
استيقظت واغتسلت ، رتبت سريرها وارتدت ثيابها ، وضعت حجابها ثم أخذت ترتل بعض الآيات بينما وضعت يدها على قلبها لعلها تشعر بالراحة ..نظرت باتجاه جين وآشلي ، وابتسمت بين تلك الدموع التي ترورقت في عينيها ..
اتجهت آشلي إليها واحتضنتها ، وجين وقفت لتهدئتها
" لا بأس صدقيني لن يحدث أي شئ ، فقط ستتحدثان ثم تعودين الى هنا وكأن شئً لم يكن ، وستخبرينا بما تحدثتما عنه "" فكرة اننا سنتحدث هذه ، لا تروق لي .. "
قالت ريم وهي تبتعد عن آشلي ، وتنظر باتجاه الارض بعينين منكسرتين" لا يهم ، لا تخافي ، الان ركزي بالمحاضرة فهي اهم من احمد "
طمأنتها آشلي ، لتومئ هي مبتسمة ، ثم تخرج الصديقات الى محاضراتهن ككل صباح ..الماضي ..
" يا امي لقد حصلت على دعوة مقابلة من أجل مسابقة الرسم .."
" رائع يا ابنتي اتمنى لكي المزيد من النجاح "
" جيد جداً .. انجحي بعيداً عن الرجال ، الا تعرفين ذلك ، انتي لن تذهبي "
" أبي لكنني انتظر هذه اللحظة منذ زمن "
" مكتوب هنا انكي ستقابلين ثلاث رجال ، لذا لن تذهبي .. "
" أرجوك ... "ومع تلك الكلمة ، تلقت هذه الطفلة صفعة قوية ، جعلتها تبكي طوال الليل
الحاضر ..
بدأت محاضرة الدكتور مادلين ، وبعد ثوان طُرق الباب ، ليفتحه أحد الطلبة ويكشف عن طالب الطب النفسيّ ..
أحمد أوغلو ..
وقف الجميع ورحبوا به ، ثم جلسوا ،، وهي .. لم ترفع نظرها عن الأرض بتاتاً فهي قد شعرت برهبة لمجرد سماع صوته ..
أنهى احمد كلامه ، وانهى الدكتور مادلين محاضرته ، وخرج الجميع ما عداها هي .. وهو ..
مشى بخطىً واثقة متجاً إليها في مقعدها ، جلس أمامها ، فوقفت هي محتضنة كتبها ملتصقة بالحائط ..
ضحك احمد بصوت مرتفع ، وامرها بالجلوس ، فعادت الى مكانها سامحةً لدموعها بالانهمار حيث أغلقت عينيها ..
" إذاً يا ريم ، لقاؤنا الاول لم يكن لائقاً .. انا اعتذر أن ازعجتك "
قال أحمد بهدوء وتهذيب" لا .. لا بأس "
قالتها وأنفاسها تكاد تنقطع ، أما صوتها فكان منخفضاً مبحوحاًكان احمد يسجل بعض الملاحظات على دفتره الصغير دون أن تنتبه هي الى ما يفعله ، عينيها وكالعادة لم تفارق الارض
" حسناً إذاً ، انا أود ان اعرف القليل عنكي ، اخبريني من انتي ؟ "
طلب منها ذلك ، لكنها لم تتكلم ، ففضل أن يبدأ هو بالتعريف عن نفسه لعله يشعرها بالطمأنينة .." انا احمد اوغلو ، من كلية الطب النفسيّ ، عمري ٢٣ عاماً ، ادرس هنا بمنحة دراسية .. كنت قد اتيت الى هنا من جامعة في أنقرة - تركيا .. وانتي ؟ "
هو حقاً يعلم كل شئ عنها ، لكنه يريد منها أن تتحدث ، ودون فائدة هي لم تنطق ولم تفتح عينيها ..
اقترب منها أكثر ، وهمس في اذنها
" لقد عذبتني ، تحدثي .. "كل ما فعلته كان صفعة على وجهه ، جعلته يبتعد عنها مبتسماً ، بينما هي تسمرت في مكانها ثم ركضت باتجاه الباب مسرعة ، وخرجت من القاعة باتجاه غرفتها في سكن الطالبات ..
وقف وجمع اغراضه ، ثم نظر إلى أثرها والإبتسامة مازالت عالقة على شفتيه
" صعبة .. وانا متأكد أن الأندروفوبيا تمكن منكي ، ما هو ماضيكي يا ترى "الماضي ..
" حسناً ريم انتي المريض "
" أسامة انت دائماً الطبيب لا اريد ذلك "
" حسناً يا ريم انتي الطبيب "
" هههههه حسناً "
...
" والان يا مريض ستأخذ إبرة صغيرة حتى ترتاح "
" لا لا لا اريد الإبرة مؤلمة ابتعدي عني "" يبدو انني انا من سيعطيكي الإبرة هذه حتى تتأدبي "
واخذت ريم ذات الاربع سنوات ضربة قوية على معدتها من والدها ، جعلتها تتقيأ ..
الحاضر ..
وصلت إلى الغرفة وبكت كالعادة في حضن جين وآشلي واخبرتهما بكل ما حدث ..
أنت تقرأ
ÃlãňdrØføbĩă
Ficção Científicaبين خوفي منك ورغبتي بك .. بين ابتعادي عنك وقربي اليك .. تائهة أنا ، ضائعة ما بين وبين .. ابحث عنك خوفاً من رؤيتك خائفة من وجودك وبُعدك .. ❤