Çĥâpťêr 9

574 24 4
                                    

وكعادتها كل يوم ..
استيقظت واغتسلت ، رتبت سريرها وارتدت ثيابها ، وضعت حجابها ثم أخذت ترتل بعض الآيات بينما وضعت يدها على قلبها لعلها تشعر بالراحة ..

نظرت باتجاه جين وآشلي ، وابتسمت بين تلك الدموع التي ترورقت في عينيها ..

اتجهت آشلي إليها واحتضنتها ، وجين وقفت لتهدئتها
" لا بأس صدقيني لن يحدث أي شئ ، فقط ستتحدثان ثم تعودين الى هنا وكأن شئً لم يكن ، وستخبرينا بما تحدثتما عنه "

" فكرة اننا سنتحدث هذه ، لا تروق لي .. "
قالت ريم وهي تبتعد عن آشلي ، وتنظر باتجاه الارض بعينين منكسرتين

" لا يهم ، لا تخافي ، الان ركزي بالمحاضرة فهي اهم من احمد "
طمأنتها آشلي ، لتومئ هي مبتسمة ، ثم تخرج الصديقات الى محاضراتهن ككل صباح ..

الماضي ..

" يا امي لقد حصلت على دعوة مقابلة من أجل مسابقة الرسم .."
" رائع يا ابنتي اتمنى لكي المزيد من النجاح "
" جيد جداً .. انجحي بعيداً عن الرجال ، الا تعرفين ذلك ، انتي لن تذهبي "
" أبي لكنني انتظر هذه اللحظة منذ زمن "
" مكتوب هنا انكي ستقابلين ثلاث رجال ، لذا لن تذهبي .. "
" أرجوك ... "

ومع تلك الكلمة ، تلقت هذه الطفلة صفعة قوية ، جعلتها تبكي طوال الليل

الحاضر ..

بدأت محاضرة الدكتور مادلين  ، وبعد ثوان طُرق الباب ، ليفتحه أحد الطلبة ويكشف عن طالب الطب النفسيّ​ ..

أحمد أوغلو ..

وقف الجميع ورحبوا به ، ثم جلسوا ،، وهي .. لم ترفع نظرها عن الأرض بتاتاً فهي قد شعرت برهبة لمجرد سماع صوته ..

أنهى احمد كلامه ، وانهى الدكتور مادلين محاضرته ، وخرج الجميع ما عداها هي .. وهو ..

مشى بخطىً واثقة متجاً إليها في مقعدها ، جلس أمامها ، فوقفت هي محتضنة كتبها ملتصقة بالحائط ..

ضحك احمد بصوت مرتفع ، وامرها بالجلوس ، فعادت الى مكانها سامحةً لدموعها بالانهمار حيث أغلقت عينيها ..

" إذاً يا ريم ، لقاؤنا الاول لم يكن لائقاً .. انا اعتذر أن ازعجتك "
قال أحمد بهدوء وتهذيب

" لا .. لا بأس "
قالتها وأنفاسها تكاد تنقطع ، أما صوتها فكان منخفضاً مبحوحاً

كان احمد يسجل بعض الملاحظات على دفتره الصغير دون أن تنتبه هي الى ما يفعله ، عينيها وكالعادة لم تفارق الارض

" حسناً إذاً ، انا أود ان اعرف القليل عنكي ، اخبريني من انتي ؟ "
طلب منها ذلك ، لكنها لم تتكلم ، ففضل أن يبدأ هو بالتعريف عن نفسه لعله يشعرها بالطمأنينة ..

" انا احمد اوغلو ، من كلية الطب النفسيّ ، عمري ٢٣ عاماً ، ادرس هنا بمنحة دراسية .. كنت قد اتيت الى هنا من جامعة في أنقرة - تركيا .. وانتي ؟ "

هو حقاً يعلم كل شئ عنها ، لكنه يريد منها أن تتحدث ، ودون فائدة هي لم تنطق ولم تفتح عينيها ..

اقترب منها أكثر  ، وهمس في اذنها
" لقد عذبتني ، تحدثي .. "

كل ما فعلته كان صفعة على وجهه ، جعلته يبتعد عنها مبتسماً ، بينما هي تسمرت في مكانها ثم ركضت باتجاه الباب مسرعة ، وخرجت من القاعة باتجاه غرفتها في سكن الطالبات ..

وقف وجمع اغراضه ، ثم نظر إلى أثرها والإبتسامة مازالت عالقة على شفتيه
" صعبة .. وانا متأكد أن الأندروفوبيا تمكن منكي ، ما هو ماضيكي يا ترى "

الماضي ..

" حسناً ريم انتي المريض "
" أسامة انت دائماً الطبيب لا اريد ذلك "
" حسناً يا ريم انتي الطبيب "
" هههههه حسناً "
...
" والان يا مريض ستأخذ إبرة صغيرة حتى ترتاح "
" لا لا لا اريد الإبرة مؤلمة ابتعدي عني "

" يبدو انني انا من سيعطيكي الإبرة هذه حتى تتأدبي "

واخذت ريم ذات الاربع سنوات ضربة قوية على معدتها من والدها ، جعلتها تتقيأ ..

الحاضر ..

وصلت إلى الغرفة وبكت كالعادة في حضن جين وآشلي واخبرتهما بكل ما حدث ..

ÃlãňdrØføbĩă حيث تعيش القصص. اكتشف الآن