-صيف عام 2005، روسيا/ موسكو/ باريبينو.
غمامةً في الليل، واضحة!، على الرغم من أنه الصيف.
كنتُ أستعد لمواجهة نفسي..!كانت النجوم تختبئ و كنتُ أعُدُّ الثوان،ِ أمام النافذة لغرفتي أجلس، بصري للسماء . كان ميلادي قريب، كان الديجور أقرب..
كنتُ أكبُر، كنتُ أفكر، كنتُ لا أتمنى بل أتخيل ..
كانت تلك الليلة جميلة لأنني بها تغيرت.. .
▪
-يوم ميلادي خريف عام 2005 أصبح لدي ثمانية أعوام ..
تلقيتُ هدايا بسيطة، لكن إحداهُن أعجبتني جداً، كانت غُراب صغير، أحببتهُ. كانت فتاةً من جلبته، قالت أمي أنها ابنة " الداية " التي ساعدتها على ولادتي..لم أكن أشعر بالوقت فسريعاً ما حل المساء وبُدلت السماء بالوردي، كان المغيب بأشد ألوان الجمال..
و فيما كُنت أجلس مع الأطفال في حديقة منزلنا الخلفية قُمت باللعن!، دون أن أدرك و دون سببٍ محدد؛ جميعهم آتوا بأعيُنهم نحوي..
والدي أنبني. أمي أفرغت ثغرها لهول تلك الكلمة ..كنتُ أقسم أنني لم أقصد لكن ابي قام بحرماني من أشياء أحبها و أخيرتها و ما جعلتني أحقد عليه. الغراب!
لم أكن أقصد، قد خرجت دون أن اتعمد..
أنا لستُ أنا..
بعد أن مضى وقتٍ على ذهاب الجميع أخذت بقدماي أضع خطواتٍ صامتة في الرِواق المُفضي الى غرفة المعيشة بعد أن كنتُ في حُجرتي أنفذ قول والدي بعدم الخروج منها؛ لكنني مللت الجلوس ..
سمعتُ أنفاس الغُراب وشعرتُ بفؤادي ينبضُ بشدةٍ لسماعها رغم بُعده، هل يُعقل للإنسان أن يكون بتلك الهشاشة!؟ .. أن يُحب غُرابٌ يُعتبر نذير شؤمٍ على البشر؟! ..
و بطريقةٍ ما يخالجني شعور أن البشر هم نذير الشؤم الوحيد على هاتِ الأرض..تقدمت ولازلت أقف بعدَ الخطوة الواحدة حتى لا يشعر أبي .. لكنني سَمعتُ بُكاء أمي مرة أخرى!!.
مرة أخرى لا تعني أنها لم تبكِ إلا عندما كنتُ أبلغ الثلاث أعوام؛ بل كان بُكاؤها كذلك اليوم..
توقفت أمام باب حجرتها، شعرت برعشةٍ شديدة البرودة تسري في جسدي حتى أتت بنتائجها على يداي؛ كنتُ أرتجف بشدة.
أسمع رنين إصتكاك أسناني بوضوح..!سألت نفسي سؤالاً غريب، مجهول القاع و يتيم السبب!، لكنني سألت.
-هل الطفولة حقيقية؟!.
أنت تقرأ
الديجور
Spiritualو كم رغبتُ بدمعٍ يغسل صفحتي المُلطخة!، كانت تلكَ أشبه بأمنيةً عقيمة الولادة يا أمي.. ولكم قُلت أنني لم أقصد!، كانت تلك جملةً بكماء لا تُسمع و كفيفة للرؤية لأبتي.. يا أماه. ما الشرور الذي زرعت في رحمكِ حتى أجني الشوكَ في مهدي و ما تبقى لي من حياة؟. ...