الى اللامكان

69 3 0
                                    


ما عدتٌ أبحث عنهم .. للاسف أصبحتُ أبحث عن
نفسي وسط زحام السنين ..

ما عدت أريد أن اكون افضل .. لقد أصبحت اريد العودة الى زمان قديم حينما كانت حياتي افضل و دنياي اجمل ..

ما عدتٌ احلم بالمستقبل .. اصبحت اريد ماضيّ الجميل و ليأخذوا مني مستقبلي كله فإنني لم أعد أبالي به بعد الآن ...

ما عادت تؤلمني لحظات الوداع .. بل أصبحت تخيفني تلك اللحظات التي تأتي بعد الوداع مباشرة فهي الأكثر و الأشد إيلاما بلا أي منافِس..

ما عاد اي شيء يبهرني .. لا حياتي تدهشني و لا حياتهم تذهلني .. ما عاد هناك اي شيء غريب .. ما عدتٌ اجد شيئا اكثر غرابة من وجودي بينهم ..

ما عدت اريد اي شيء ،، فكلما اردت شيئا بقوة خسرته ،، و ما عدت اتمنى اي احد ،، فكلهم راحلون سواء أ طال مكوثهم أو قصُر .. فما فائدة الأمنيات و الرغبات؟

ما عادت كلماتهم تجرحني ،، ولا افعالهم تؤذيني .. فمنذ سنوات و أنا انزف حزناً .. نزفتُ حتى فقدتُ دمائي كلها و فقدتُ معها احساسي كله .. و ما عاد احساس الألم حتى موجودا .. و لم يبقَ بداخلي سوا ندبات...

أنا لم أعد أنا .. منذ سنوات و انا احاول العودة الى
ذاتي القديمة .. لكن السنوات حطمت ذاتي القديمة الى قطع صغيرة تلاشت مع غبار السنين ... و ما عدتٌ استطيع الرجوع ابدا... لذا تحتّم عليّ اللجوء الى اللامكان بحثاً عن ذاتٍ جديدة اعيش فيها ما تبقى من سنين عمري ...

لاجئةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن