شائعة...و بداية كل شيء

305 26 3
                                    


..
(عد الى هنا) قالها ذلك الفتى بخوف وقد سقط من سريره برعب ليقلب ناظريه في انحاء غرفته وضع يده على وجهه بخوف (لقد كان حلماً) صوت أنفاسه السريعة طغى على المكان وعرقه المتصبب اجبره على الخروج من غرفته بنية أن يشرب بعض المياه
مشى زين متوجها الى باب الغرفة و فتحها مظهرا ضوء الرواق الخفيف وعضلاته الرجولية فقد كان نائما ونصفه العلوي عارٍ
تثاقلت خطواته وهو يمشى وصولا الى المطبخ ولازال الظلام حالكاً على رؤياه
إستمر بالتقدم إلى أن وصل إلى الثلاجة.... فتحها لينير ضوئها جزء يسيراً من المطبخ
امسك بيده التي لا زالت ترتجف قارورة مياه وضعت في باب الثلاجة... أصدر صوتاً يشير إلى أنه يبتلع الماء بسرعة جنونية (لما فجأة راودني هذا الكاوبس؟!) قالها بتمتمة بينه وبين نفس وبعدما أن انهى من شرب الماء أعاد إغلق القاروة ليضعها مرة أخرى في الثلاجة..... وحينما هم بالعودة إلى عرفته حتى يكمل نومه استوقفته أصوات جهاز التنصت من الراديو الصغير الموصول بها
قطب حاجيبه وادار خطواته إلى أن وصل إليه ثم جلس واضعاً السماعات على أذنيه مبتدئاً حوراً بين راي ومينا
(حسنا يا خرسائي اللطيفة حان دور تجربة جهاز جديد)
بالطبع كلمة خرساء لفتت نظر زين (ماذا يعني؟!) قالها متعجباً ثم ادار احد دروس الة وركز ملتقطا اصواتاً اكثر وضوحا (الان ضعي هذه الخواتم  على جميع اصابعك العشر ... مبدء عمله نفس عمل القفاز لكن دائما ما تتعطل الدوائر الداخلية لتبدأ بالانفجار)
من وهل الصدمة فتح زين عيناه على آخرهما قائلا بخوف (إذن هذا سبب جرح يدها انه بسببه )
بعدخا ركض إلى غرفته بسرعة كبيرة وغير ثيابه ليخرج مسرعاً من منزله وقد كانت آثار التعب بادية عليه عندما وصل الى ذلك القصر الشامخ... ما إن رآه حارس البوابة انحنى له وفتح بوابة القصر آذناً لزين بالدخول إليه
خطواته السريعة أصبحت خطوات ثابتة رزينة عند دخوله الى حرم القصر.
فُتح باب القصر من طرف كبير الخدم ونحنى له قائلا (سيد زين ماذا أحضرك الآن؟!) أجابه زين بهدوء (احتاج إلى أن أكلم السيد في أمر مستعجل ومهم)
إكتفى كبير الخدم بالإنحناء مرة اخرى ليصطحب معه زين إلى أحد غرف القصر في الطابق الثاني منه.... دق زين باب تلك الغرفة الباردة ليسمع إجابة تقول (ادخل) إمتزجت تلك الكلمة مع سعال قوي من صاحبها
فتح زين الباب ببطئ وقبل أن يهم بالدخول انحنى ووجه نظره إلى ضوء القمر المطل على سرير كبير تقبع عليه جثة هامدة لا تكاد تقوى على الكلام... عجوز في الستينات من عمره ينظر لزين بيعنان خاليتان من الحياة والوحدة القاتلة بادية عليه (ما الأمر يا زين ماذا أحضرك في هذه الساعة؟)
إستقام زين من إنحنائته مجيبا له (سيدي لقد علمت أمراً مخيفاً يخص الآنسة مينا)
تحولت ملامح العجوز الصفراء إلى القلق وقام بحركة من انفالعه اجبرته الى العودة لنوبة السعال مجدداً لكنه إستجمع قواه (ماذا بها .... ما الذي حل بإبنتي الوحيدة؟!) أغمض زين عيناه لوهلة ثم فتحمها ببرود قاتل (بينما نحن نتكلم الآن إنها تتعرض لتجارب على يد أحد أساتذة مدرستنا)
وقع تلك الجملة كان قاتلا بالنسبة للعجوز الذي لم يرد على زين سوى بإغمائة جعلت كبير الخدم وبعض الخادمات يركضن إليه بخوف (أحضروا الطبيب) قالها كبير الخدم بانفعال بينما اكتفى زين بتنهيدة خفيفة ولم يبدي أي تأثر من المشهد الذي حصل امامه
................
اما بالنسبة لمينا فقد كانت لا تزال تتأوه و هي بين يدي ذلك المتوحش الذي أوثق يديها بطاولة أجبرها أن تستلقي عليها (لن تشعري بالألم بسبب المخدر) قالها لها وهي تحاول ان تبقي عيناها مفتوحتان قدر الإمكان لكن المخدر كان أقوى منها وكان آخر ما شاهدته هو ظل الأستاذ الذي يضع كمامة على فمه يشير إلى أنه سيقوم بجراحة ما.
.................
أما في مكان آخر وتحديداً في أحد بيوت الشبان من نفس مدرسة يقام إجتماع المتنمرين الذين تعرضوا لمينا في أول يوم لها بالمدرسة.
(تياو انتِ فعلاً مدهشة) قالها احد الشبان وإحمرار خده الناتج عن الساكي يظهر مدى ثمالته.
لترد عليه المدعوة تياو (هذا لا شيء يا ساي سترى تلك المزعجة معنى أن تتجاهلنا كلما حاولنا التحدث معها) طبعت على شفتيها إبتسامة خبيثة وأكملت قائلة (غداً سننشر هذه الصور في انحاء المدرسة ولا أظن تلك المزعجة سوف نرى وجهها مجدداً)
****في اليوم التالي****
صوت همسات التلاميذ إخترقت مسامع مينا والأستاذ حتى تبدأ علامات التعجب الممزوجة بالشك تظهر على وجه مينا أما الأستاذ راي فقد حافظ على نظراته الهادئة المصحوبة بشيء من اللطافة .... حاول الاثنان تجاهل ما يجري حولهما لكن كان للمدير رأي اخر فقد دخل إلى مسميعهما صوت سماعات المدرسة تنادي على كليهما فلم يكن لهما سوى الذهاب إلى مكتب المدير ولا زالت مشاعر الشك تحتل كيان مينا
.............
كان المدير جالساً على مكتبه ويصنع بكلتا يديه شكل قبضة منتظراً دخول الأستاذ ومينا..... قاطع شروده صوت دق الباب (تفضلاً) هذا ما قاله بعد أن ترجل من كرسيه وتقدم قليلاً ليصبح في وسط مكتبه
بعد أن فتح الأستاذ راي وهم بالدخول إلى المكتب و مينا تلحق به
.......ساد السكون للحظات........
(أستاذ راي....أريد ان أسألك عن أهم قوانين مدرستنا وأكثرها صرامة) قالها المدير والإنزعاج جلي في لهجته.
فلم يكن للأستاذ أن يرد عليه إلا بلهجة هادئة (أعتقد أنك تعني الثمل ....أو التدخين)
جملته تلك أشعلت فتيل الغضب داخل المدير وبحركة لاارإدية ضرب على طاولته بقوة قائلا (بل أعني المواعدة بين معلم وطالبة والأسوء من ذلك هو دخولها منزل الأستاذ ولا تخرج منه حتى الصباح)
علامات الرعب إحتلت ملامح مينا بينما قام الأستاذ بتقطيب حاجيبه ولكنه في نفس الوقت حافظ على هدوئه ليسأل محاولا إزالة الشحنات السلبية من الجو(أنا لا أفهم ما تعنيه يا حضرة المدير )
عض المدير على طرف شفته ومشى بخطوات قليلا الى احد الادراج الموصولة بطاولته مخرجاً ظرفاً ورقياً ليقدمه للأستاذ (إفتحه)
تقدمت مينا لتصبح ملاصقة منه حتى ترى ماالذي داخل هذا الظرف وتزيد صدمتها مما رأته.
(أفهم منك يا حضرة المدير أنك إستنتجت من نفسك أننا نتواعد بواسطة هذه الصور التي بلا قيمة) قالها الأستاذ راي وابتسامة الثقة ما زالت تعلو محياه وكانت الصور عبارة عن لقطات لمينا والأستاذ وهما داخلين بيته وخارجين منه.... ليرد المدير وهو كاتم غيظه (وماذا تريد مني أن أستنتج غير هذا)
(لما لا تعتبرها حالة انسانية) إستغربت مينا مما قاله وحولت نظرها للمدير الذي بدى عليه التعجب كذلك فاتحاً مجالاً للأستاذ راي ليكمل حديثه (أنت تعلم جيداً أن والدة هذه الفتاة في المشفى حالياً وهي لا تملك أي أقارب أليس كذلك؟!...وغير أن حالتها لا تسمح لها بالإتصال بالشرطة مثلاً إذا إقتحم أحد منزلها كما حدث قبلا وغندما أخبرتني لم أجد سوى أن أصطحبها لتبقى في بيتي حتى تخرج والدتها من المشفى)
حسنا هذه قوة مدهشة على كذب قالت مينا هذا بين نجواها حتى تستقر علامات الرغبة بالآعتذار  على وجه المدير (القصة هكذا إذن؟؟...أنا أعتذر أيها الأستاذ و أؤكد لك أني سأعاقب صاحب الاشاعة وأنفيها تماماً)
إبتسم راي بكل براءة والنار تشتعل داخله ليرد على المدير (لا بأس أيها المدير لو كنت مكانك كنت سأعتقد نفس الشيء لكن هل يمكن أن تخبرني عن صاحب هذه الاشاعة؟!) رد عليه (لا بأس)
.......................
وقد مر اليوم الدراسي بعدها على خير ما يرام حتى نهايته
أثناء خروج راي ومينا من صرح المدرسة وجه راي كلامه إلى مينا قائلا بصرامة(إذهبِ للمنزل وسألحق بك لاحقاً أريد إنهاء عملٍ ما)
إستغربت مينا في بداية الأمر لكنها لم يكن لها سوى أن تهز رأسها ايجابا على ما قاله
ولنسارع الأحداث قليلاً حتى نصل الى تلك الفتاة الثملة التي تسير في شوارع طوكيو الفارغة قبل منتصف الليل بساعة وأعني بالفتاة ....المتنمرة تياو.
مرت بأحد الأزقة حتى ترخي جسدها المتثاقل نتيجة للشرب وأغمضت عيناها لوهلة وفجأة أحست بظل يضع مخدراً على فمها وهي تقاوم لكن جسد الأستاذ كان أقوى بكثر من جسدها الأنثوي الثمل
(سأتسلى الليلة بتشريحك) قالها بكل خبث بينما سحب جسدها الى ظلام الزقاق الفارغ
..........
و بالعودة لمينا كانت تجلس بجانب أحد النوافذ تنظر لسماء الليل الحالك ولكن شيء ما قاطع شرودها إنه صوت دق الباب
هل عاد قالتها في نفسها بينما إتجهت إلى الباب بنية فتحه.....
ماذا زين قالتها بتعجب بعد أن فتحت الباب له
(أريدك في أمر) قالها لها بعد ان أمسك معصمها وسحبها من بيت الأستاذ.......
يتبع.....
..
نراكم بإذن الله في الفصل القادم مع المزيد من الحماس والتشويق......

إني احبك...لما لا تصدقين؟! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن