اعتراف بالحب ....ثم ماذا؟!

296 28 1
                                    

عندما كنت جالسة أتأمل السماء من نافذة الغرفة وأنا شاردة الذهن في أشياء عدة ليقاطعني صوت دق الباب هل عاد يا ترى سأذهب لأفتحه.
وحينما وصلت تفاجأت بوجوده .... زين ماذا يفعل هنا يا ترى؟! قال لي: (أريدك بأمر مهم) ليسحبني من معصمي إلى الخارج.
أبعدها زين إلى مكان بعيد عن المنزل بغية ألا يراهما أحد وخصوصاً الأستاذ لكي لا تحدث معهما مشكلة ما.... توقفا في أحد الحدائق القريبة من المنزل وقال لها: (مينا إسمعيني أرجوك) صمت للحظات ليجمع شتات نفسه ومن ثم تنهد بعمق وقال: (حسناً أنظري إلي.... أنظري) ومينا مستغربة من طريقة كلامه لما لا يقول شيئاً وبعد لحظات إذا به يقول:(لقد علمت ما كنتِ تخفينه.... إنك بكماء..... بكماء بحق).
وإذا بي أنظر إلى زين لأفهم ما قاله... هل يقول الحقيقة تراجعت عدة خطوات إلى الوراء قبل أن ألتف وأعود إلى المنزل والدموع بين عيني وأنا أقول ياإلهي..... ياإلهي سأغير المدرسة منذ يوم غد لكن ماذا عن أمي كيف وهي بتلك الحالة
وإذا بزين يلحق بها ويقف أمامها (إنتظري ما بك.... هل بسبب علمي بسرك تتركين المكان بسرعة) قالها بنوع من القلق... هزت مينا رأسها علامة على الموافقة.
نظر إلى عينيها ليرى الحزن العميق داخلها... كلتا يديه على كتفيها وقال لها مهدأً: (مينا لن أخبر أحداً كان عن هذا السر أبداً مهما حييت إلا إذا كنتِ موافقة) إبتسم ولكنها ما زالت كما كانت وبدأ بالحديث من جديد وهو ينظر لعينيها: (مينا سأعيد كلامي الذي رفضتيه.... إني أحبك حقاً) وهنا زادت غصتها ولم تحتمل المزيد أرادت صفعه لكنه أمسك معصمها لترد بالأخرى لكنه صدها (إني أحبك لما لا تصدقينني)
لكنه تابع بسخط مع نفسه ...والدها الان في غيبوبة علي ان اجعلها تتشبث بي...لكن انا لست حقيرا لافعل شيء كهذا...ما المفر انه خياري الوحيد...
.
.

اعتقد في تلك اللحظة انه انتبه علي وانا اخرج دفترا صغيرا و قلم من جيب قميصي
تمتم للحظة (لا اريد جوابك) ما ان سمعت كلامه لم استطع حتى الرد بسبب ملاصقة ظهري لأحدى الاشجار و هو متشبث بمعصمي
صوت دقات قلبه كانت واضحة لي و ملمس شفتيه الناعمتين بالقرب من عيني ليميلهما قليلا على وجهي حتى وصل الى شفتي
الصدمة اجتاحتني
و صوت دقات قلبي اصبح اسرع من صوت قلبه
حاولت ابعاده لكن ما الجدوى انه يتشبث بي بقوة و في النهاية استسلمت للواقع و بادلته القبلة ايضا
بعد دقائق ابتعد عني ببطئ ولا أخفي احمرار وجهه اللذي سلط عليه ضوء الشارع
ابتسم لي برقة و قال بلهجة فكاهية (بطعم الفراولة)
ردت على بسمته تلك ببسمة مني ولكن لم تدم سوى لثوان بعد أن تلقى لكمة على وجهه اطاحت به أرضا
وانا في حالة الصدمة وجهت نظري لارى من فعل هذا
(أيها الوغد) قالها الأستاذ و عيناه تشتعلان غضبا بل الغضب لم يكفي لوصف الشر اللذي كان يتطاير من عينيه
اكمل مسيره الى زين و صوت انفاسه ملء المكان
رفع احدى قدميه و اسقطها بقوة على معدته
لأسمع بعدها صوت صراخ زين
جلس الاستاذ عليه و بدأ بلكمه على وجهه و على كل منطقة تقع انظاره عليها
فلم يكن مني سوى ان اركض و احاول بكل ما اوتيت من قوة ان افصله عنه
ما ان حاولت لمسه حتى دفعني بقوة قائلا (انتي عقابكي سيأتي فلا تستعجلي عليه)
تلك الكلمات لم توقفني بل تابعت مرة و اخرى
حتى رمقني بنظرة قاتلة و امسكني من شعري مبتعدا عن زين و رغبة بالعودة للمنزل
نظرت لزين و هو يحاول النهوض قدر الامكان عن الأرض حتى يبعد يدي الاستاذ عن شعري
لكن كثرة الكدمات في جسده منعته من ذلك
و اكمل الاستاذ سيره و هو يجرني خلفه من شعري
لم نقطع مسافة بعيدة وصولا للبيت فقد كنا بالأصل على مقربة منه فلم يلاحظ اي احد ما حدث
........
بعد دخولنا للبيت رماني الاستاذ في الغرفة اللتي ابقى بها في العادة و قال بعد ان امسك وجهي و دفنه بين يديه (سأريكي كابوسا لم تحلمي به فقط انتظري حتى انتهي من امر ما)
بعد ان انهى تلك الجملة كان اخر ما سمعته صوت غلق الباب بالمفتاح علي
جلست منهارة احدق بالسماء السوداء كلون حياتي الان
كل شيء يتحول من سيء لاسوء
فنكمشت على شكل كرة لأبكي في صمت
...........
(استيقظتي اخيرا) قالها الاستاذ بشر و هو يكلم ذلك الجسد المقيد على منصة خشبية في وسط غرفة حمراء اللون
لم يكن ذلك الجسد سوى جسد المتنمرة تياو
(لنبدأ) قالها بعدما وضع كمامة على فمه و لبس مريول العمليات الاخضر مخرجا صندوقا حديديا من احدى الخزائن اللتي تملأ المكان
وضعه بجانب تياو و هو يراقبها تأن بقوة فقترب من فمها قائلا (هشششش وضعت هذه الكمامة لاني اكره اصوات الصراخ فلا تحاولي ازعاجي)
امسك مشرطا كان قد اخرجه من ذلك الصندوق و قترب من قدمها ثم ادخل المشرط في احد اظافرهها ليخلعه ببطئ من مكانه
و اكمل ذلك مع باقي اصابعها حتى تسرب الدم للخارج
نظر لدم بنشوة كبيرة و بدأ يلعقه عن قدمها حتى عادت تلك القدم نظيفة على حد تعبيري
و لم يكتفي الامر معه بل زاد الى حد طعنات متتالية في اماكن غير قاتلة في جسدها
و اخرج من ثلاجة صغيرة بعض عصير الليمون و نثره بلا مبالة على جسدها حتى تحولت عيناها للون الاحمر من البكاء و الخوف بل الرعب و كأن اسوء كوابيسها تحقق
بعد ان لعق عصير الليمون اللذي على ساقها باشر
بازالة جلد ساقها لاخره حتى يظهر اللحم منه و انتزع قطعة اللحم تلك واضعا اياها في طبق فضي ثم نقلها ليجلس على طاولة كان قد وضع عليها ادوات طعام و بعض الشموع
جلس و باشر بتناول تلك اللحوم اللتي استخرجها من جسدها بينما ينظر لها و يضحك بهستيرية
لكن ما اعاد وجهه لتجهم مجددا هو صورة كمرات المراقبة اللتي تظهر دخول الشرطة الى الحي
............
و بالعودة الى مينا كانت قد جمعت شتات نفسها و بدأت تتجول بالغرفة حتى انها وقع نظرها على صندوق خشبي موضوع اسفل السرير
فلم يكن منها سوى ان تخرجه لتتفحص محتواه
(صور و دفتر يوميات) قالتها مع نفسها بينما تحدق بالصور وهي تتأملها (الاستاذ...ومن هذه الفتاة)
كانت في الصورة فتاة بديعة الجمال ذات شعر اسود كالليل و عيون زرقاء تملؤها الحياة رغم منظر بشرتها الشاحب اللذي يدل على انها متعبة جدا
و الاستاذ...كان يبدو في غاية السعادة في تلك الصورة
(لمعة عينيه تلك....لما اختفت الان...هل يعقل؟)
بعدما انتهت من التحديق في تلك الصورة فتحت ذلك الدفتر اللذي عنوناه "يوميات مياكو"
وكان محتواه في اول صفحة "مرحبا يومياتي اليوم كان يوم خطبتي على راي ....السعادة تغمرني بشدة خاصة انني وجدت شخصا يحبني رغم نقصي عن باقي البشر"
حاولت مينا تحليل هذه الكلمات في رأسها و ظنت ان الصفحات القادمة سوف تحللها لها لكن قاطعها صوت خلع باب غرفتها و دخول رجلي شرطة اليها
حتى اللحظة اللتي دخل اليها زين مسرعا بخوف و قال وهو يحضنها بعمق (لا بأس....لا تخافي انا هنا الان و احضرت الشرطة لانقاذك)
جالت مينا بانظارها و هي ترقب رجال الشرطة اللذين ملؤوا المكان على اخره (لا بد انكي تتسألين عن المدعو راي...فتشنا هذا البيت على اخره و لم نجد له اثرا حتى اننا عثرنا على غرفة مرعبة تقبع بها جثة احدى الفتيات لكنه ليس هناك و الجثة قد عذبت بطريقة وحشية )
لم تهتم مينا لأي من ما قاله بل تذكرت والدتها اللتي سيقطع عنها العلاج بعد هذا
فلم تفعل سوى ان تبعد زين عنها وهي تبكي بخوف و تأن باعلى ما لديها و اخر ما سمعته (ميناااا ما بكي)
قبل ان يغمى عليها تماما
......................
في مكان اخر
يجلس احد الرجال غريبي المظهر ببدلته السوداء على كرسي في مكتب فخم و هو يحتسي افخر انواع النبيذ ليقاطع تلك اللحظة صوت دق الباب عليه
و دخول رجل اخر عليه قائلا (سيدي كما توقعنا راي قد عاد لنشاطاته الان ماذا نفعل)
ابتسم ذلك الرجل بخبث و هو ما زال يحتسي النبيذ و قال (احضره الي راكعا)

إني احبك...لما لا تصدقين؟! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن