سر تلك العنيدة

359 26 3
                                    

وإذا بشخص يمسك بمعصم يدي المصابة لألتفت وأصبح مواجهةً له....ماذا يريد المدعو  زين ... ليقول لي: (من الذي تسبب بإصابة يدك؟؟!)
وقفت في مكاني متمسرة وأنظر إليه متفاجئة من سؤاله ولا أعلم حتى كيف سأجيبه أبعدت ناظري عنه لأوجههما أرضاً بسخط...وقد أعاد لي ذلك السؤال مرة أخرى: (مينا أجيبيني.... من فعل هذا بك؟!).
لم أرد الحديث في ذلك لهذا أبعدت يدي واتجهت إلى بوابة المدرسة ولكن لم أكمل طريقي بسبب إمساكِ من طرفه .....الا يمل ابدا انا اتجاهله منذ اسابيع...معاودت سؤاله مرة أخرى : (لما تتجاهلين الجميع ألم يحاول الكثير منا التحدث معك...؟!) صمت للحظات وإذا به يسير ونصبح وجهاً لوجه نظر إلى عيني بقينا محدقين ببعض هكذا لثوانٍ ليتكلم قائلاً: (إني أعلم أنك تخفين شيء لكنك لا تخبرين أحداً عنه وسأعلمه حتماً في أقرب وقت ممكن) وما ان انهى حتى ابعدت عيناي عنه و وجهتها ارضا .
لقد شعرت بالإرتباك من كلامه لا أدري هل سيفعلها أم لا لكنني أتمنى ألا ينجح في ذلك فلا فرصة لي ان انتقل مجددا و امي في تلك الحالة .... عاودت السير إلى أن دخلت للمدرسة والدموع بين عيني .... ارفض حتى ان اخرجهما لاريح نفسي...  وزين بقي واقفاً مكانه للحظات قبل دخوله إلى المدرسة.
.
.
من جهة أخرى أتحدث..... إنني أنا زين ساران...
لطالما رأيت تلك الفتاة صامتة لا تتحدث أبداً مهما حاولت أن أدعها تتحدث .... إلى أن جاء اليوم الذي رأيتها فيه وكانت يدها مصابة لأذهب إليها  لكي أسئلها كيف اذتها  لكنها لم تجبني لتذهب في النهاية و هالة الحزن لا تفارقها  علمت من عينيها أنها كانت تخفي أمراً  كبيراً عن الجميع ولا تريد إخباره لأحد لذلك قطعت وعداً بأنني سأعلم ما تخفيه مع ان هذا يعتبر تطفلا لكن مهمتي تقتدي ان اعلم ما يدور حولها... في النهاية لقد ذَهَبت من أمامي تاركةً نفسي تغرق بالتفكير ...ماذا علي فعله لكي أغير ما فيها لكن كل تلك الأفكار تهرب بعيداً عني تاركةً ذهني مشوشا لابعد الحدود....
هنا عدت أدراجي وأدخل المدرسة لعلّ فكرة ما تأتي إلي قبل إنتهاء الدوام...
. ها قد جلست على كرسيّ وإذا بذهني يشرد بعيداً ليفكر بأفضل طريقة.... وفي نهاية الدوام كنت أراقبها ماذا تفعل فهي كالعادة تجلس وحدها... ذهبت نحوها وقلت: (هل أوصلك إلى المنزل؟)
و كالعادة تجاهلتني  تماماً فزقفت بانزعاج مبتعدة عني ....اردت ان الاحقها لكن صوت رنين هاتفيةحالي بيني و بين ما اردت الاقدام عليه .....القيت نظري على اسم المتصل....انه هو...: (أهلاً سيدي)
ليرد عليه الطرف الآخر بنوبة سعال مجتمعا قدرته على الحديث : (هل تمكنت من التقرب لها؟)
فأجيبه بغيظ: (لا يا سيدي لم أستطع فهي عنيدة جداً)
تنهد المتحدث وقال: (هكذا إذاً..... الآن لتحاول قدر إستطاعتك التقرب منها حتى لو دفعك ذلك.... إلى الإعتراف لها)
قلت بصدمة إحتلت كياني: (ماذا سيدي لا أستطيع الآن)
دفعني لأصمت بقوله الجاد: (لا تنسى مرتبتك .... مشاعرك لا تهمني افعل ما امرك به علي لقائها مهما حدث و السبيل الى ان تتبعك بارداتها الي هو ان تثق بك )
أغلقت الهاتف بحزن بعد ان انهبنا حديثنا وانتظرت ً لبرهة أفكر في كلامه ذاك إلى أن خرجت من مبنى المدرسة و اقف تحركاتي رؤيتها  أمامي وكأنها تنتظر أحداً ما ....توجهت نحوها وفي داخلي عاصفة هوجاء لا تتوقف ... انا لست معتادا على الاعترافات كيف سأفعلها....لا الجوهر ليس بالاعتراف بل سوف اكذب عليها كذبة لا تختفر

إني احبك...لما لا تصدقين؟! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن