حتى المجنون قد يبكي

282 27 3
                                    

(مينا لاااااا)
قالها زين بحرقة و هو ينظر لذلك الجسد الانثوي اللذي يقف على حافة القصر برغبة ان ينهي حياته
ركض مسرعا الى داخل القصر لعله يصل في الوقت المناسب قبل وقوع كارثة
شهقاته ملأت الانحاء و لو يأخذ قسطا من الراحة و هو يركض على الادراج للامتناهية العدد
(وصلت) قالها بشهقات مرتفعة تدل على تعب كبير و لكنه مع ذلك لم يتوقف ليأخذ نفسا بل فتح باب السطح بندفاع
ليقول و الخوف بادٍ عليه بعد ان قلب انظاره في الانحاء (ليست هنا)
ارتعب ان تكون حقا قد قفزت فسارع الى طرف السطح ليرى المكان اللذي سقطت به و بالطبع النتيجة كانت مغايرة لما كان يظنه مكملا(ليس هناك جثة بالاسفل... لكن كيف هل طارت مثلا)
وضع يده على وجهه و بحركة بطيئة جلس على الارض وهو يحاول التفكير بأي شيء قد يساعده
ليست هنا ولا بالاسفل
لم يجل في خاطر زين شيء سوى ان يذهب الى والد مينا حتى يقول له ما حدث
بخطوات متثاقلة وصل زين الى باب غرفته و فتحه ببطئ ثم انحنى لسيده ليرد عليه بصراخ (ما اللذي تفعله هنا قلت لك اغرب عن وجهي)
لكن زين تجاهل ما قاله و واصل التقدم اليه حتى اصبح بجواره تماما قائلا (أعذر وقاحتي يا سيدي لكن ابنة حضرتك قد اختفت ولم استطع العثور عليها)
وقع ذلك الخبر كان مرعبا لزين فنظرات سيده كانت كالجحيم و بحركة واحدة منه قام بلكم زين ليسقط ارضا (لا تظن ان عجوز مثلي لن يستطيع ان يعاقبك على كل اخطائك تلك)
وما ان انهى جملته حتى اخرج سوطا جلديا من خزانة قريبة و بينما زين اراد النهوض اوقفته صفعة قوية على ظهره و توالت واحدة تلك الاخرة (انتم ايه العبيد لا تفلحون بشيء عائلتك تخدم عائلتي منذ الازل وانت ولادتك كانت غلطة لو ان اختي لم تحب والدك الكريه ذاك)
زين كان قد امتلئ جسده بالجروح من وجهه حتى اخمص قدميه و ظن ان نهايته ستكون الان
حتى توقف جسده عن تلقي الجلد بعد ان تم ايقاف يد سيده
حرك زين رأسه درجات قليلة اذ بكبير الخدم يمسك بيد الرئيس (ايها النذل كيف تتجرأ) قالها موجها كلامه لكبير الخدم
حتى يرد زين بصوت خانق (جدي لا بأس عليك لا تقحم نفسك في هذا)
لكن كبير الخدم لم يستمع لكلام زين بل نزع السوط و رماه بعيدا قائلا لرئيس (انا اعتذر على وقاحتي لكن عندما شاهدت كمرات المراقبة رأيت أحد يخدر ابنه حضرتك و ينقلها بعيدا ...بعد ان غادر السيد زين الى غرفتك)
ما إن سمع زين بخبر اختطاف مينا قال و هو يكبح نفسه حتى استطاع الوقوف على قدميه (سيدي اسمح لي ارجوك ان اعثر عليها سوف اعيدها لك بسلامة )
احاط السيد انظاره في وجه زين الجاد تماما و قال بستسلام (ان كلفك الامر ثروتي كلها اعثر عليها)
-------------------------
وفي مكان اخر صوت فتح باب زنزانة حديدية عبئ ذلك الوسط المرشوش بالظلام ليظهر ضوء خفيف يبين جراح رجل يقبع داخل تلك الزنزانة المعتمة
(هل أشتقت لي يا راي )
قالها الرجل اللذي دخل بوجه شامت الى الزنزانة
لكن محاولة اسفزاز راي باءت بالفشل فلم ينبس ببنت شفه مما جعل وجه ذلك الرجل
يشتد غضبا و يفرغ غضبه بركلة لمعدة راي
ثم امسك بشعره قائلا (اترك الوقاحة جانبا )
و مع ذلك ابتسم له راي بثقة قائلا (اتظن انك بعد أن قتلتني سابقا ستتمكن من تجعلني أحس بالالم ....انا شخص ميت يا سيد تاو )
ترك المدعو تاو شعر راي قائلا بثقة (مت؟! أحقا...و ماذا عن هذه الفتاة)
قالها تاو و ابتعد مسافة قليلة عن الباب ليستطيع راي رؤية ذلك الجسد المقيد بواسطة رجل ببنية ضخمة يمسكها بشكل يبعث على الألم
(وما شأنها هي بما تريده)
ليرد عليه تاو بمكر (لا تحاول تضليلي اليست هذه عشيقتك الجديدة؟! راقبناك منذ اسابيع تدخل من بيتك و هي معك و تخرجان منه و لا تفترق عنها....و المضحك انها بكماء كذلك انت حقا تحب الاشخاص الدون )
ما إن نطق تاو كلمة دون اشتعل فتيل غضب عارم داخل راي ليقول و هو يمسكه من ياقته (إياك ان تقول هذه الكلمة مجددا)
فرد عليه تاو بهدوء (كيف تغضب هكذا اولست انت من قلت انها عبدتك لانها دون ام انك نسيت....اوه صحيح هي ليست لك يالا حماقتي....انت تجري عليها تجرب لا بشرية و ما إن أسلم فيديوهات و صور لهذه التجارب لسلطات انت ستنتهي و سأقتلها أمامك ففي النهاية انها تشبهها)
كانت لهجة السخرية واضحة على تاو و لكن نيران الغضب اشتعلت اكثر فاكثر في راي ليرد عليه (ماذا تريد حتى تتركها لا يهمني ان كنت سأسجن او اعدم او اي شيء فقد اكتفيت من هذه الحياة لكن دعها تذهب)
شد راي على ياقته فأحاط تاو قبضته على معصمه و عصره بقوة قائلا (أنت السبب في انتحار ولدي لكن لأنه أحبك جعلت عذابك خفيفا المرة الماضية اما الان ستنتهي و سترى ما سأفعله...خذ الفتاة من هنا و أفعل ما خطتنا له)
ليخرج الجميع تاركين راي وحده يستغيد شريط ذكرياته المرة
*****فلاش باك*****
في إحدى أكبر جامعات طوكيو و في مختبر الاختراعات تحديدا يجلس شاب يعبث بقطعة الية و هو يهمهم بسعادة
(يوووش...يا راي لقد تفوقت على نفسك حقا هذه المرة ....ستسعد مياكو بهذا كثيرا)
قالها مع نفسه و قد وضع الالة اللتي كان يعمل بها في علبة جميلة ليهم بالخروج من المختبر
لكن اوقفه شاب يبدو في مثل سنه قائلا (إختراع جديد يا صديقي؟)
رد عليه راي بفرحة (نعم انه لعيد ميلاد مياكو سأقدمه لها و انت يا كانو الهها قليلا بينما أحضر البيت لنحتفل)
رد عليه كانو بتنهيدة (أنت قديم جدا الفتيات الان يحببن المطاعم الفاخرة و الاجواء الرومنسية جرب هذا معها فقد يسعدها اكثر و انت حتى تقيم لها عيد ميلاد مفاجئ كل سنة و من المؤكد انها تعرف لكن ستتظاهر بالمفاجئة ...اعرف مطعما جيدا خذها له و ايضا لا تنسى مسابقة الاختراعات نهاية الاسبوع اختراعي سيغلبك)
ضحك راي له و قال (حسنا سافعل ما اقترحته اما عن المسابقة سنرى من الفائز)
ركض راي مسرعا خارجا من الجامعة تاركا كانو يقف وحده بالردهة لتتحول ملامحه المرحة الى ملامح سخط واضح (تبا لهذا انه اعز اصدقائي لكن لما عليه ان يتفوق علي في كل شيء انا احبك يا راي لكن....لكن...الغيرة انها قبيحة) قالها بنفسه بعد ان ركل الحائط مفرغا به غضبه
....................
اما عن راي فقد كان قد بعث رسالة الى احدهم و اسم المُستقبل *فتاتي*
و اما عن محتوى الرسالة هو "مياكو الليلة تجهزي اريد ان اخذكي الى مطعم "
و لم تمر سوى ثوان حتى تلقى الاجابة "حااااضر سيدي"
ابتسم راي بتلقائية قائلا (فتاة مشاغبة)

إني احبك...لما لا تصدقين؟! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن