الذاكرة المفقودة ( مكتملة )

البارت 2

اتجه مورينو الى استراحة الاطباء فتح الباب فوجد كازو مستلقيا على السرير يبدوء كالنائم لولا فتحه لعينيه عند سماعه صوت الباب نظر كازو الى مورينو ثم عاد للاستلقاء مجددا
اتجه مورينو نحوه وقال ( هيا انهض..) ثم رفع ظرفا بنيا كبيرا وقال ( لقد احضرت نتائج الفحص)
نهص كازو بتثاقل واضح وامسك بالظرف وفتحه كانت صورة اشعة لضلوع الصدر شرد في الصورة لثوان ثم وضعها في السرير واتجه صوب النافذة وقد اخفى كفيه بجيوب معطفه
اخذ مورينو الصورة من السرير ونظر اليها ثم ابتسم وقال ( لقد تعافى لاقلق عليه..الشهر كان كفيلا بان يجبر كسور ضلوعه ) لم يقل كازو شيئا بل ظل شاردا بالخارج ينظر لنقطة فارغة وقد اغرقه التفكير حل صمت مفاجئ ارجاء المكان حتى كسره دخول طبيبتين صوتهما قد علا بالحديث والضحك
تنهد كازو بيأس والتفت الى مورينو الذي خلع معطفه الطبي وحمله بين يديه واتجه صوب الباب وهو يقول ( ساذهب لقد تاخر الوقت...اراك غدا)
اوما له كازو دون ان ينطق بكلمة فخرج مورينو ومن خلفه خرجت الطبيبتان بعد ان اخذتا حقائبهما رجع كازو الى شروده في الخارج فرأى مورينو يخرج من بوابة المشفى حتى اختفى عن ناظريه ولكنه بقي يحدق في اثره وعقله في مكان اخر بعيد
اتجه كازو الى تلك الطاولة التي تتوسط الغرفة وحمل منها مفتاحا موجودا فوقها ثم خرج كان يبدوء متعبا جدا وهكذا الحال كل يوم فتح هاتفه فهو عادة مايبقيه مغلق عندما يكون مشغولا فوجد سبع مكالمات وثلاث رسائل من شخص كتب عليه- حياتي- نظر كازو لساعته وقد اشارت الى الثانية عشر منتصف الليل فقال ( لقد تاخرت عليها لاعجب انها شعرت بالخوف وحدها خاصة ان- كودا- غير موجود...علي الاسراع اذا )  اخذ يسير بين الممرات التي بدأت تخلو قليلا من الناس ولم يعد يسير فيها سوى بعض الاطباء والممرضين وقليل من المرضى
اتجه كازو لسيارته...فتح الباب ورمى في الكرسي الاخر معطفه الطبي وقبل ان يركب السيارة نادى له مايكل ( سيد كازو ) التفت اليه كازو ليتابع الاخر ( هل نقلتم ريوتو الى غرفة اخرى ؟؟) اجاب ( لا...لماذا تسأل؟؟) قال مايكل ( لم اجده في غرفته ) ابتسم كازو وقال ( لابد انه قد ذهب الى الحمام...ولا تقلق فستصطحبه الممرضة...لقد كفلتها بمساعدته) حرك مايكل رأسه نافيا ( لا...لقد بحثت في كل الحمامات والممرضة قالت انها لاتعرف اين ذهب)
تنهد كازو بملل فهو يدرك ان ريوتو لن يذهب الى اي مكان فهو متعب ومريض جدا وقدماه حتى لا تقويان على حمله...اغلق كازو باب سيارته وسار امام مايكل وهو يعيد مفتاح السيارة الى جيبه
سار مايكل خلفه وهو يتمتم بكلمات لم يفهمها كازو او بالاحرى هو لم يسمعها جيدا ولم  يسأله فهو لايريد الدخول في موضوع اخر
فتح كازو باب غرفة ريوتو ولم يكن موجودا
بدأ يتفحص الغرفة بعينيه...بقع قليلة من الدم على السرير الابيض..النافذة مفتوحة وابرة المحلول الملحي والمغذيات مرمية على السرير باهمال وقطع الشاش ساقط على الارض فقال كازو وهو يتامل هذا المنظر ( يالهي ) ثم اخرج هاتفه واتصل ( مرحبا مورينو...اسف على ازعاجك ولكن يجب ان تاتي...اخشى ان مريضنا لم يرق له المكان فغادر....حسنا انتظرك سريعا)
ثم اغلق هاتفه واتجه نحو النافذة واغلقها وقال ( سننتظر مورينو ليصل ) صاح مايكل ( ولماذا مورينو ؟ لما لانخبر الشرطة لتساعدنا ؟) اجاب كازو بهدوء ( ريوتو مريضي انا ومورينو مجرد طالب عندي يساعدني وانا لا افعل شيئا بدونه ثم ان اخبار الشرطة سيسبب مشاكل لريوتو اكثر من اي احد...فهم لا يزالون يشكون به )
في تلك اللحظة دخل شرطيان قال احدهما ( هل ماسمعناه صحيح هل هرب ؟) نظر كازو بتفاجئ لمايكل الذي اشاح ببصره بعيدا حتى لايرى نظرات العتاب فهو قد اخبر الشرطة بالفعل وانتهى
اوما كازو للشرطي فقال احدهما ( اردنا ان نسأله عدة اسئلة ولكن هروبه بهذه الطريقة يثير الشك فيه.....) قال كازو بغضب ( سيدي ارجوك..لا انكر ان هروبه بهذه الطريقة خاطئ ولكن لابد ان له اسبابه ) قال الشرطئ الاخر ( دعونا اذا لانضع الوقت ولنبحث عنه فربما هو لم يبتعد كثيرا عن المشفى ) خرج الشرطيان مسرعين في الوقت الذي دخل فيه مورينو وهو يلهث من التعب فواضح انه كان يركض فقال ( ماذا حدث؟؟) اخبره كازو بالقصة ثم اردف ( اخشى ان يكون قد اصابه مكروه فجسده لايتحمل السير كما ان كسر قدميه لم يشفى تماما ) قال مايكل ( اذا لما نحن هنا؟ لنبحث عنه بسرعة قبل ان يتاذى ) وخرج هو الاخر مسرعا
قال مورينو لكازو ( لماذا قد يهرب؟ مالسبب؟) اجاب ( لا اعلم..ربما هو شعر بالخوف...وعدم تذكره لشئ يجعله متخبطا لايدري مايفعله فكل شئ غريب بالنسبة له ) قال مورينو بقلق ( تعني انه قد يفعل شيئا جنونيا !) اوما كازو قائلا ( اخشى ذلك ) ثم اتجه نحو الباب وهو يقول ( هيا لنبحث عنه في المشفى اولا فانا اعتقد انه لم يخرج منه بعد)  قال مورينو ( لا اظن فالنافذة المفتوحة تدل على انه خرج منها ) قال كازو ( لربما هو لم يخرج منها وفتحها فقط ليوهمنا بذلك ) ثم خرج ومن خلفه مورينو
مضت دقائق عاد بعدها الجميع بخيبة فلا وجود لريوتو داخل او خارج المشفى.وقفوا ينظرون لبعضهم حتى استاذن الشرطيان وخرجا اما مايكل فهو لم يعد بعد
وقف كازو قرب النافذة وبدأ يشعل سجارته فهو لا يدخن إلا عندما يكون قلقا او غاضبا فقال له مورينو بغضب ( التدخين ممنوع ) قال كازو بحدة ( لست في مزاج يسمح لي بالحديث معك ) اخرج هاتفه وكتب رسالة لزوجته انه سيتاخر قليلا ثم اعاده الى جيبه و اتجه صوب الباب فقال له مورينو ( الى اين ؟) اجاب ( لقد تعبت من هذا فلتتكفل الشرطة بامر البحث عنه ) قال مورينو ( لما تقول هذا؟...انا واثق انك تهتم لامره كثيرا...اوليس هو ابن ادورد ؟! لن تتركه صحيح ؟) قال كازو ( ساذهب لاكمل سجارتي في مكان اخر ) وخرج
قال مورينو بهمس ( في مكان اخر ؟ اين يقصد؟).