استيقظ ريوتو عند الساعة الثانية عشر ظهرا فاتجه خارج غرفته فقد كان المكان هادئا بشكل غريب وكأن المنزل فارغ
تقدم خطوات للامام عندما انفتح الباب الرئيسي ليطل منه كودا وهو يحمل كيسا بين يديه وعليه شعار احدى المطاعم فابتسم عند رؤيته لريوتو وقال ( استيقظت اخيرا!!! ) ثم تابع وهو يرفع الكيس بين يديه ( لقد ذهبت لاحضار بعض الطعام دعنا نأكله قبل ان تاتي امي فهي تعتبره مجرد تبذير للمال ) ثم اتبعها بضحكة قبل ان يمشي متجاوزا ريوتو
اتجه للتلفاز فتحه ووضع الطعام على الطاولة الصغيرة التي امامه وجلس على الاريكة وامسك بجهاز التحكم واخذ يقلب بين القنوات
اتجه ريوتو للحمام وجعل الماء البارد ينزل على جسده لعله يزيل اثار النعاس من عليه
سمع صوت كودا من الخارج يصيح ( اسرررع....امي ستاتي بعد قليل )
ارتدى ملابسه بسرعة قبل ان يخرج ليجد كودا يتأفف بملل وهو يبدل بين القنوات فلا شئ مهم
جلس قربه واخذ ياكل معه فطعام المنزل كل يوم ممل جدا
انفتح الباب في تلك اللحظة وعندما لاحظ كودا لوالدته التي بدأت بالدخول تحرك بسرعة جامعا كل الاكياس ورماها تحت الاريكة قبل ان ترأه
دخلت ولم تلحظ لذلك ثم ابتسمت قائلة ( مرحبا ) رد كودا ( اهلا )
لاحظت لريوتو الجالس والذي كان يتجنب مقابلتها دائما فهو يعلم انه قد زرع بداخلها كرها شديدا له بعد تلك المشكلة التي حدثت
رمقته هيلين بنظرات حقد قبل ان تتأفف بوجهه وتذهب
لاحظ كودا للحزن الذي ارتسم على وجه ريوتو فابتسم بتوتر قائلا ( مارأيك ان نخرج قليلا ؟؟) اشاح ريوتو ببصره بعيدا قبل ان يقول ( لا اريد ) ثم دخل الى غرفته واغلق عليه الباب
ظهرت علامات الاسى على وجه كودا فبرغم كل شئ حدث مع ريوتو هو لم يكره هيلين ولو لمرة واحدة ويحتفظ بكل مايزعجه لنفسه فهو لم يخبر كازو ابدا بمعامله هيلين الجافيه له مع انه كان يستطيع ذلكاشارت الساعة الى الثانية مساءا وريوتو مستيقظ فخوفه من ان يتكرر ذلك الحلم ابعد النوم من عينيه
سمع صوت طرق شديد على الباب ففتح باب غرفته ليخرج فرأى كازو يتجه نحو الباب بوجه نعس
فتح الباب فإذا به مايكل سلم عليه فقال كازو مبررا ( اعذرني سيد مايكل لقد غفوت قليلا ) ابتسم المعني وقال ( لا عليك )
تلفت مايكل وابتسم عندما وقعت عيناه على ريوتو الواقف بعيدا فاقترب منه قائلا ( مرحبا ريو كيف حالك ؟؟) اشاح المعني ببصره بعيدا قبل ان يجيب بصوت خافت ( بخير ) مازال ريوتو لم يلتمس الامان منه برغم انه هو من طالب بقدومه
دعا كازو مايكل للجلوس وايقظ زوجته التي حضرت له شيئا يشربه
احس ريوتو بالتعب والملل وهو يراقبهم يتحدثون بامور هو لايفهمها حقا فكان مفره الوحيد هو ان يذهب ليناماستيقظ عند الساعة العاشرة والنصف صباحا فوجد كازو ومايكل يتحدثان
استطاع لمح القليل من حديثهما فقد كان مايكل يسأله عن اخبار المنزل الذي سيستأجره فاعتذر منه كازو بانه لم يجد واحدا قريبا وان على مايكل البقاء معهم حتى يجد منزلا
القى ريوتو عليهم التحية واتجه للحمام
.
.
بدأت الشمس بالمغيب عندمااتجه كازو الى تلك الغرفة الصغيرة التي منحها لمايكل وقد استغل عدم وجوده في المنزل باحثا عن منزل على حسب قوله
دخل بهدؤ الى غرفته واخذ يقلب عينيه على الغرفة وبدأ يفتش بين ادراجه وخزانته ولكن لاشئ سوى ملابسه
بعد ان يأس من ايجاد شئ مهم اراد الخروج ولكنه لاحظ لذلك المعطف المعلق على احدى الخزن فاتجه اليه واخذ يفتش في جيوبه فاستخرج جوازي سفر منه
حدق بالجوازين فهو قد رأى جواز سفره حقا في خزنته إذا لمن هذا الجواز ؟؟ ولما هما اثنين ؟؟
فتح الجواز الاول ليظهر فيه صورة طفل اسمر بشعر اسود
نظر للاسم ( فودان جيمري )
ثم فتح الجواز الاخر الذي ظهرفيه صورة رجل ذو شعر احمر ولحية كثيفة حمراء فنظر للاسم (جانار جيمري ) وفكر ( انه يخص الرجل الروسي ...كيف وصل ليدي مايكل...ايعقل؟!!) ثم حدق بشدة في صورة الطفل الذي يبدو انه ابنه
بدت علامات الدهشة على وجهه في الوقت الذي سمع صوت زوجته تصيح ( لحظة قادمة ) فعلم ان مايكل قد عاد فارجع جوازي السفر لجيب المعطف وخرج بهدوء واغلق الباب خلفه كما وجده
.
.
.عاد مايكل متعبا في احد الايام فهو يخرج كل يوم للبحث عن منزل ولكن لافائدة
وجد كازو جالسا بالمنزل وامامه عدد من الكتب والمجلات وهو يتصفحها فيبدوء انه لم يذهب للمشفى اليوم
جلس مايكل مقابلا له وهو يتثأب بتعب فقال كازو وعيناه تحدقان بالمجلة التي بين يديه ( اخبرتك انه لافائدة لقد بحثت قبلك ) ثم رفع احدى المجلات الهزلية وقال بتأفف ( ريوتو يملأ غرفته باشياء لافائدة منها ) قال مايكل ( لما تقول هذا انه نوع من الفن في النهاية ) ابتسم كازو باستهتار وقال ( اي فن هذا؟؟ انه مضيعة للوقت ) قال مايكل ( انا ايضا كنت مثل ريوتو احب هذه الاشياء واعشق الفن بكل انواعه ) ضحك كازو قائلا ( اذا انت من النوع الذي كان يخرج في مسرح المدرسة كثيرا ) ابتسم مايكل ( ليس كثيرا فانا اكون في الكواليس دائما ففني كان يختص بالتجميل ووضع المكياج وقد اخذت عدة دروس عن ذلك واحب ان أنمي هذه الموهبة واصدقك القول انني تمنيت ان اكون طبيبا حتى اتخصص بالجراحة التجميلية ...) اندمج مايكل في حديثه وكأنه قد ذهب لعالم اخر واخذ يحدث كازو عن ايام المدرسة التي علقت برأسه حتى الان وتلك الاوقات التي اصيب فيها بالاحراج عندما كان يسقط على المسرح
كان يتحدث بسرعة فالكلام يفلت من بين شفتيه دون ان يشعر ودون ان يعلم انه بذلك اعطى كازو اهم شئ حتى يقطع الشك باليقين
في تلك اللحظة طرق احدهم باب المنزل ففتحه كودا ليطل وجه فرانس مبتسما خلف الباب فسأل عن ريوتو الذي كان نائما مما جعل كودا يدعوه للدخول للحديث في الوقت الذي نهض فيه كازو مستأذنا وخرج تاركا فرانس وكودا مع مايكل
أنت تقرأ
الذاكرة المفقودة ( مكتملة )
Mystery / Thrillerيعود ذلك الشاب بعد ثلاث سنوات من اختفائه ليكون الامل الوحيد لكشف جريمة قتل عائلة باكملها وحرق منزلهم ولكنه كان فاقدا للذاكرة يقوم احد الاطباء بتبني علاجه ليعيد اليه ذاكرته المفقودة فهل ستعود اليه ذاكرته ؟ ويكتشف ماحدث قبل ثلاث سنوات ؟ واين كان الش...